عبدالعزيز البابطين بين نوبل ومناهج التربية – بقلم طارق بورسلي .

ومع حصول الشاعر الأديب عبدالعزيز البابطين على درجة الدكتوراه الفخرية من أكاديمية الفنون في مصر، يصبح مجموع الشهادات التي حصل عليها الأديب الكويتي البابطين 13 شهادة دكتوراه فخرية، لذا استحق أن يحمل لقب «الدكاترة» سعود البابطين، ومثل هذه الشهادات الفخرية لمن لا يعلم لا تمنح هبة ولا زكاة ولا مجاملة، بل تمنح لشخص مستحق في أي مجال كان.

ولو استرجعنا قائمة الجامعات التي منحته شهادات الدكتوراه الفخرية لوجدنا أنها أرقى وأهم الجامعات في بلدانه، وهي كالتالي كما وردت في صفحة الأديب بموقع ويكيبيديا:

1.شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة طشقند في أوزبكستان تقديرا لدوره في إثراء الثقافة الإسلامية.

2.شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة باكو في أذربيجان تقديرا لجهوده في خدمة الأدب والثقافة العربية والإسلامية.

3.شهادة الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعة اليرموك الأردنية عام 2001 تقديرا لعطائه المميز في مجالات خدمة الأدب والثقافة والإبداعات الشعرية.

4.شهادة الدكتوراه الفخرية في العلوم الإنسانية من جامعة جوي في قرغيزستان عام 2002.

5.شهادة دبلوم فخرية من الاتحاد التقدمي الاجتماعي للنساء في قرغيزستان في مجال دعم الصداقة بين الشعوب 2002.

6.شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة الجزائر 2005.

7.شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة سيدي محمد بن عبدالله في فاس 28 عام 2006.

8.شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة الخرطوم 29 عام 2007.

9.شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة الفارابي الوطنية الحكومية في جمهورية كازاخستان 30 في 25/5/2009، لإسهاماته الفعالة في مجالات العلم والتعليم.

10.شهادة الدكتوراه الفخرية من «جامعة قرطبة في الأندلس بإسبانيا» في 7/11/2013، تقديرا لجهوده العلمية والثقافية في الأندلس وجامعاتها، وهي أول شهادة فخرية تمنح لعربي مسلم من هذه الجامعة.

11.شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة طهران في الجمهورية الإسلامية الإيرانية بتاريخ 26/5/2014، تقديرا لعطاءاته الثقافية في إيران، وهو أول شخصية عربية تمنحها الجامعة هذه الشهادة.

12.شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة الكويت بتاريخ 27/5/2015 تقديرا لإسهاماته المادية وجهوده الأدبية والأكاديمية لنشر الإسلام واللغة العربية في العديد من جامعات العالم والمراكز العلمية والثقافية، وهو ثالث شخصية تمنحها الجامعة هذه الدرجة.

والحقيقة أنني وحتى الآن استغرب من أن هذا الرجل والذي وصل باسم الكويت عاليا في محافل دولية أدبية كان له الدور الأول في تأسيسها لنشر الثقافة والشعر العربي لا يوجد له نص واحد يدرس في أي من مناهج وزارة التربية وهو الرجل والأديب والشاعر الذي تدعم وزارة الإعلام ترشيحه لجائزة نوبل.

الأولى برأيي من وزارة التربية أن تدرج نصوصه ونبذة عنه في مناهجها فأقل تقدير لرجل بحجم العم عبدالعزيز البابطين هو أن يكرم عبر ترويج اسمه في كتب المناهج التربوية، وهذا اقل من حقه.

 

المصدر

عبدالعزيز البابطين و100 عام من الشعر بقلم طارق بورسلي

إن كان الخليل بن أحمد الفراهيدي هو مبتكر عروض الشعر فإن الأديب الشاعر عبدالعزيز البابطين هو مبتكر حفظ الشعر العربي الحديث بكل أشكاله. فقد قام الأديب عبدالعزيز البابطين وعبر المؤسسة التي تحمل اسمه بحفظ ذكرى وقصائد شعراء عرب لمائة عام ماضية.

فقاعدة البيانات التي شملتها مؤسسة عبدالعزيز البابطين عن الشعراء العرب منذ إنشائها حتى اليوم توثق الشعر العربي من المحيط الى الخليج جغرافيا وعلى مساحة زمنية تمتد على بساط اكثر من عشرة عقود وهو ما لم تفعله اي مؤسسة عربية أو عالمية طوال المائة عام الماضية. مؤسسة جائزة عبدالعزيز البابطين الشعرية قامت لوحدها مقام وزارات ثقافة وإعلام جميع الدول العربية ووثقت الشعر العربي كما لم تفعل اي مؤسسة من قبل.

الكويتي النبيل الشاعر والأديب عبدالعزيز البابطين وبمبادرة شخصية منه وبدعم خاص أعاد للشعر هيبته وقام بتوثيقه برغبة شخصية وأنشأ المؤسسة التي تحمل اسمه لتكون أرشيفا حافظا لكل إنتاجات الأدباء العرب كما لم تفعل مؤسسة أخرى قبله. بين الخليل والبابطين رابط واحد هو عشقهما للشعر، الأول حفظ العروض وأوزان الشعر وثبتها في 16 وزنا والثاني حفظ ما خطته أيادي الشعراء طوال المائة عام الماضية وقام بتوثيقها وهو ما لم تفعله مؤسسة حكومية ولا خاصة من قبله.

إن عدد المطبوعات التي أصدرتها مؤسسة الشاعر الأديب عبدالعزيز البابطين طوال عقد من الزمان تساوي ما أصدرته كل المؤسسات الحكومية ودور النشر العربية خلال اكثر من 50 عاما.

فلمؤسسة البابطين.. شكرا، وللشاعر الأديب الكويتي عبدالعزيز البابطين ألف ألف شكر.

٭ كلمة أخيرة: منح جامعة الكويت الدكتوراه الفخرية للشاعر الأديب عبدالعزيز سعود البابطين استحقاق حقيقي يستحقه البابطين وتستحقه جامعة الكويت أيضا، والا من يستحق هذه الشهادة؟

www.salahsayer.com

salah_sayer@

جريدة الأنباء الكويتية

دكتور عبدالعزيز سعود البابطين..لك أنحني احتراماً.. بقلم: د.ملك جاسم الرشيد

د.ملك جاسم محمد عبدالعزيز الرشيد جامعة الكويت

فكرت منذ مدة ليست بالقصيرة في كتابة بضعة سطور عن العم عبدالعزيز البابطين، كان الدافع وراء هذه الرغبة ثنائي التوجه، أحادي المغزى. كان التوجه الأول هو تسجيل فخري واعتزازي في حق الشاعر والأديب ورجل الأعمال والمواطن الكويتي و«الإنسان» الذي حمل عشق الأرض في قلبه ومبادئ دينه في وجدانه، وحلق بهما في سماء الأصالة العربية والتعددية الفكرية الحضارية في آن معا.

التقيت العم بوسعود وشاركته بضع مقتطفات من أحاديث هنا وهناك، بدت لي قصيرة في دقائقها طويلة في أثرها. التقيته خلال الدورة الثالثة عشرة لمؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري التي أقيمت في العاصمة البلجيكية بروكسل في عام 2013، تحت عنوان «الحوار العربي الأوروبي في القرن الحادي والعشرين… نحو رؤية مشتركة» بمشاركة نخبة من المفكرين والمثقفين والقادة من الطرفين العربي والأوروبي. فاطلعت عن قرب على بعد نظره، سواء من خلال عناوين الدورات المختلفة التي أقامتها المؤسسة، أو قائمة المتحدثين والمدعوين فيها، أو في اختيار مواقع كل دورة بحسب أهداف كل منها، أو بتفكيره الاستشرافي في إعداد صف ثان وصف ثالث من آل البابطين الكرام، وذلك بإشراكه لأبنائه وأحفاده سواء بالإعداد والتنظيم أو بالإدارة والتمويل، ليدفعهم لمشاركته الشغف والهدف، والرؤية والرسالة التي لطالما حرص على إيصالها في شتى المشاريع والفعاليات. كما سعدت بأحاديثه العذبة عن ذكريات الماضي ودماثة خلقه وروحه المرحة في سرده لوقائع تلك الذكريات. ولن أنسى أبدا فضل أستاذي الكبير الدكتور محمد الرميحي الذي سخر لي فرصة لقاء العم بوسعود وعمالقة آخرين كل في مجاله حينما اقترح فكرة دعوتي لهذه الدورة لاهتماماتي في مجال العلاقات الأوروبية الخليجية والأنشطة العديدة التي ساهمت في تنظيمها مع ممثلي سفارات الدول الأوروبية في الكويت باسم كلية العلوم الاجتماعية، ومعرفته بشغفي بقضايا التنوع الفكري وتقبل الآخر والتعايش السلمي في عالم متنوع الجذور والرؤى.

قبل هذه المشاركة، عرفت العم بوسعود كفكرة أو شخصية بطولية في رواية وطنية كان هو مؤلفها وكاتب حواراتها، كما كان منتجها ومنفذها ومخرجها وموزعها. عرفته من خلال شعره وتلمست رقي فكره وجوارحه، كما استشعرت إنسانيته وسماحته وصدق تقبله للآخر والمختلف، وفي ذات الوقت عمق انغماس عروقه في الأصيل من تراث العروبة لغة وفكرا ومضمونا. ألفته من خلال قراءتي عن مساهماته في العديد من مشاريع الصناعة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتي تعدت الحدود الجغرافية المحلية لتصل الإقليمية وتتعداها للدولية، كمشاريع دعم العلم وطالبيه، والشعر ومتذوقيه، والأدب ومؤلفيه وقارئيه. كما تعايشت مع لحظة تحقيقه ما وصفه بـ«أعز أحلامه» في إيجاد مؤسسة تعتني بالشعر العربي وتحتفي بالشعراء العرب عند إنشائه مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري في عام 1989 في القاهرة عاصمة الثقافة العربية الكبرى. ولم يكن لهذا الفارس أن يترجل عن الصهوة بعد هذا العطاء ويركن لغيره لاستكمال مسيرته، بل استمر في توسعة نطاق تأثيره خطوة تعقبها خطوة لإيمانه بـ «أن العطاء هو الثراء الحقيقي، وأن احتكار الثروة هو الفقر المدقع، وهو الإفلاس التام..».

أما التوجه الثاني لكتابة هذه السطور فهو إطلاع الجيل الجديد من أبناء وطني على مثال حي لمعنى العطاء غير المشروط، وروعة العصامية في بناء الذات وقوة الإصرار على ترك بصمة مؤثرة رغم وفرة البدائل. فلقد منّ الله تعالى على العم عبدالعزيز البابطين بالعديد من مصادر الفخر والعزة التي ألفتها مجتمعاتنا الشرقية، من أصل ونسب طيب، ومستوى اقتصادي مرتفع، وعملا في التجارة والصناعة مزدهر، فلم تمنعه تلك المزايا من سعيه الحثيث نحو شق طريق مستحدث غير تلك الدروب التي ألفها، وضبط وجهته اقتداء ببوصلة أصغريه قلبه ولسانه. فما أحوجنا إلى شخصية مثله في زمن تكالبت فيه المصالح، وتضاءلت فيه قيم احترام الذات، وازداد فيه مد التصحر في الإبداع والخيال الفكري والفني لدى شبابنا بفعل ممارسات مقيدة للحوار، مشجعة على التلقين، مهمشة للآخر، محذرة من الخروج عن المألوف، مشجعة لإنتاج أنصاف عقول وأنصاف ضمائر، بأنصاف حقوق و«أنصاف حياة».

«لم أشعر بغبطة غامرة مع منحي اثنتي عشرة درجة علمية من جامعات كبرى من مختلف دول العالم، مثلما أشعر اليوم وأنا أمنح هذه الدرجة الرفيعة من قلعة من قلاع الثقافة والعلم في بلدي الحبيب الكويت، فاعتراف الوطن بأبنائه وتكريمهم هو أعلى درجات السمو والنبل الأخلاقي»… بهذه الكلمات استهل د.البابطين كلمته بعد نيله درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة الكويت، تلك الدرجة التي نالها استحقاقا دون أدنى شك، وبرغم اثنتي عشر درجة مماثلة من مختلف بقاع المعمورة، إلا أن فخر وروعة تلقيها لم يكن مماثلا أبدا. جاءت كلماته حافلة بالحكم التي استقاها عبر سنوات عمره وحكايا فصولها. فذكرنا جميعا بأن اعتراف الوطن بأبنائه نبل، وأن العطاء سمة ملازمة لكل كريم، وأن الاقتداء بمن سبقنا هو أساس القيادة الراشدة، و«أن حياة أي إنسان تتمثل في قدرته على تحقيق إنجاز ينفع من حوله، ومن يغلق أبوابه ونوافذه على نفسه هو ميت وإن امتد به العمر»، وأن أي تكريم ما هو إلا إيقاظ للغافلين الذين يظنون أن الحياة لهو ولعب، وتذكيرهم بأنها دين ورد، وأن من لا يرد الدين لا يستحق الحياة. وفي ختام كلمته، أكد د.البابطين على ضرورة مد جسور التقارب والتواصل بين الحضارات والثقافات المختلفة سبيلا لتحقيق أمنية غالية هي أن نرقى لزمن تلغى فيه مفردات الحرب والعنف والتعصب الأعمى… نشاركك الأمنية ونشاطرك ألم الواقع.

العم بوسعود… شكرا من القلب على تذكيرنا جميعا بأن «هذا هو الكويتي».

المصدر : جريدة الأنباء الكويتية

د.علي الزعبي : تكريم عبدالعزيز البابطين تكريم لنا

الكاتب:   د. علي الزعبي
منح الدكتوراه الفخرية للعم عبدالعزيز البابطين من قبل جامعة الكويت.. أمر مستحق وإن أتى متأخراً، فما قدمه العم عبدالعزيز للأدب والشعر خاصة، وللثقافة العربية عامة، يعد شيئاً عظيما ولم يسبقه إليه أحد، فالعم بوسعود، وهو رجل أعمال بارز، سخر جزءا هاما من جهده وماله الخاص لخدمة ثقافتنا العربية، وعلى كافة المستويات محليا وعربيا وعالميا، وهو جهد كان فيه اسم الكويت حاضرا دائما، فما من كلمة أو عمل للعم بوسعود إلا وكان اسم الكويت هو الحاضر أولا، لدرجة أنه يشعرك بأن العمل مقدم من دولة الكويت وليس منه شخصيا، وهذا أمر غير مستغرب لمن يعرف العم عبدالعزيز، لأن الكويت في قلبه وفكره أينما ذهب وأينما حل.
لقد عرفت العم عبدالعزيز منذ فترة ليست بالقصيرة، وكانت معرفتنا ضمن نطاق المناسبات الاجتماعية في الكويت، إلا أنني في السنتين الأخيرتين عرفته وعن قرب من خلال العديد من اللقاءات الفكرية والثقافية، أولها كان في ملتقى الحوار العربي الأوربي في بروكسل، وآخرها في مهرجان القسنطينة عاصمة الثقافة في الجزائر، وهي لقاءات جعلتني أطلع وعن قرب، ليس على عبدالعزيز البابطين الشاعر والأديب، بل- أيضا- عن عبدالعزيز البابطين الإنسان البسيط المتواضع، وفي كل تلك اللقاءات، وخاصة حول طاولة الطعام، كنا نستمتع بأحاديثه التي كانت تكشف لنا، وفي كل مرة، وجها مشرقا وتاريخا جميلا عن بلدنا الكويت، ناهيك عن الروح العصامية التي نستشفها من مواقف الحياة والتجارب التي عاصرها.
العم عبدالعزيز البابطين هامة ثقافية وطنية.. يستحق، وعن جدارة، التكريم الذي أقامته له جامعة الكويت، وهو تكريم له وللكويت ولجامعة الكويت ولنا جميعاً.

أدب الاعتراف.. الغائب في الثقافة العربية

منذ أيام طرح أستاذ العلوم السياسية بجامعة كيب جورج تاون بالولايات المتحدة ومدير برنامج الشرق الاوسط وأمن الخليج بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية بلندن د. مأمون فندي، الذي عاش تجربة طويلة في المجتمع الغربي سؤالا موجها لمجتمعه الشرقي على حسابه بتويتر يقول فيه: لماذا لا ينمو أدب الاعترافات الشخصية testimonial في تربة الثقافة العربية؟ هل يمكننا أن نناقش منظومة العوائق بأمانة وتجرد؟

يبدو السؤال مشروعا: لماذا لم تقطع الثقافة العربية شوطا كبيرا في مجال أدب الاعتراف على غرار الثقافة الغربية كما فعلها جان جاك روسو وأوسكار وايلد وأندريه جيد مثلا؟ فالثقافة العربية تفتقد إلى مثل هذه الاعترافات إلا من محاولات تمثل الاستثناء الذي يثبت القاعدة مثل كتابات محمد شكري ورسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان ورؤوف مسعد، ما الذي يمنع الكاتب العربي من خوض هذا الغمار؟ سلطة الدين أم سلطة المجتمع؟ لماذا تعتبر كل محاولة في ادب الاعتراف بمنزلة «الجرسة» او «الفضيحة» يشار بها في وجه المعترف العربي ولا يتم وضعها في خانة الشجاعة الأدبية، التحقيق التالي يبحث عن إجابات.

سلطة المجتمع

في الردود التي جاءت على سؤال د. فندي، قال أحدهم إن سلطة المجتمع العربي أقوى من سلطة الدين، بينما ألمح آخر إلى الثالوث المحرم (العيب والممنوع والحرام)، وتحدث البعض عن المجتمع العربي المغلق، بينما تحدث الكاتب المصري إبراهيم عبد المجيد عن محاولة محمد شكري في «الخبر الحافي»، وأكد عبدالمجيد أن مذكرات الأدباء والفنانين الغربيين تصدر مدهشة ورائعة بينما رأى أن أدب الاعتراف عربيا أشبه بالتربية الوطنية.

الروائي والقاص طالب الرفاعي يشير إلى وجود محاولات عربية يمكن إدراجها ضمن أدب الاعتراف، سواء في الرواية أو القصة أو الشعر، ويحدد أن الاعتراف يأتي على شكلين: الأول سافر مباشر، يقدم خلاله الأديب اعترافاً يكشف عن منعطفات وخفايا حياته الشخصية الحقيقية باسمه الصريح،

والشكل الثاني، وهو الأكثر شيوعاً، ليس بين الأدباء العرب، بل بين عموم النتاج الأدبي العالمي، وهو أن يضمّن الأديب أو يدسّ في كتاباته أجزاء من تجربة حياته وسيرته الخاصة دون الإفصاح عن ذلك.

الحقيقة باهظة

الرفاعي يؤكد أيضا ان مواجهة النفس بمكامن دهاليز حاجاتها وضعفها وخستها وجراءتها وتهورها وكذبها وصدقها وخياناتها ووقاحتها وأوجاعها من جهة، ومواجهة الآخر المشترك في هذه التجربة من جهة ثانية، والوقوف بوجه المجتمع، وتحديداً المجتمعات المحافظة من جهة ثالثة، كل هذا مجتمع يحتاج إلى جراءة كبيرة قد تصل حد الجنون، وهو إلى جانب ذلك يحتاج إلى تحد بقبول كل ما يترتب على اعتراف يعرّي الآخر، أياً كان هذا الآخر، ويفضح ممارساته! وكم هو باهظ ثمن قول الحقيقة!

ويشير الرفاعي إلى عدد من المحاولات لأدباء عرب كثر كتبوا عن سيرهم الشخصية، بدءاً بطه حسين، مروراً بغسان كنفاني وصنع الله إبراهيم ونبيل سليمان، وعالية ممدوح، وتركي الحمد، والأديبة ليلى العثمان في رواية «المحاكمة»، ويقول الرفاعي ان كل هؤلاء وغيرهم خاضوا في وجع تجاربهم الخاصة، وخلّدوا تلك التجارب، ودفع كلٌ منهم ثمنا يخصه!

وأخيرا يؤكد الرفاعي أن كل كاتب حرٌ بكتابة سيرة حياته، ولكنها سيرة متداخلة مع سيرة الآخر، فمن يعطيه الحق بالتعرض إلى أسرار حياة الآخر، الأم والأب والأخ والزوجة والعشيقة والصديق والزميل؟ كما أن المجتمعات البشرية تربت على طمر نتاج خبثها ودناءاتها، وويل لمن يتجرأ على كشف هذا الخبث وتلك الدناءات حتى لو كان صادقاً!

الكاتب العربي يتجمل

من جهتها، تؤكد الأديبة ليلى العثمان أن فن الاعتراف موجود في الثقافة الغربية بكثرة ولا ينفصل عن السيرة الذاتية، وترى العثمان أن الأديب أو الكاتب الغربي لديه مساحة من الحرية تمكنه من الاعتراف حتى بأكثر الأشياء قسوة على النفس، كما أن المجتمعات الغربية تتمتع بمساحة مقابلة من تقبل الرأي مهما كان، بل ينظر إلى الكاتب الذي يعترف بصدق على أنه يتمتع بالشجاعة ولا يصطدم مع المجتمع الذي يحترم شجاعة الكاتب في الاعتراف.

بينما تشير العثمان إلى صعوبة الوضع في عالمنا العربي، حيث من الصعب أن تجد كاتبا يكتب سيرته الذاتية ويعترف بصدق كامل، بل ترى أن هناك بعض الكتاب الذين يستخدمون التجميل عند الكتابة التي تخص سيرتهم وحياتهم الشخصية.

وتؤكد العثمان أن المجتمع العربي لا يتقبل شجاعة الكاتب، ويعتبر ما يكتبه من اعترافات بمنزلة الفضائح، ناهيك عن العامل الديني لكنها تؤكد أن المسألة نفسية أكثر منها دينية، والأهم أن اعترافات الكاتب العربي يمكن أن تسبب له الكثير من المتاعب كما حدث معها، عندما كتبت عن علاقتي بوالدي رفع علي أحد أشقائي دعوة قضائية بحجة الإساءة إلى الوالد، لهذه الأسباب لا يوجد لدينا أدب اعتراف.

المسطرة الغربية

الأديب والأكاديمي د. سليمان الشطي يشير إلى أن الاعتراف شيء معترف به في الثقافة المسيحية الغربية، ولذا ظهرت اعترافات القديس أوغسطس ثم جاء روسو واراد أن يعري نفسه باعترافاته، في العالم الغربي مثل هذه التعرية لها محاذير، ويتحفظ الشطي على مقولة ان أدب الاعتراف غائب تماما في الثقافة العربية، بل يؤكد أن هناك محاولات شخصية عديدة في هذا الإطار.

الإمام الغزالي في «المنقذ من الضلال» هي اعترافات لفيلسوف استبدت به الحيرة، وطه حسين في الأيام هي نوع من الأعترفات، وفي ثلاثية نجيب محفوظ سنجد الكثير من التجارب التي مر بها دون الإشارة إلى ذاته، حتي في العصر الحديث نجد الكثير من نماذج الاعتراف داخل الرواية كما في الخبر الحافي لمحمد شكري وسهيل إدريس في «أصابعنا التي تحترق».

الخلاصة في رأي الشطي أن أدب الاعتراف رغم أنه سباق في الغرب فان هناك محاولات موجودة له في العالم العربي، قد لا تكون من نوعية الاعتراف الصريح الطاغي لدى الغربيين، لأن في النهاية اعتراف الكاتب العربي عن نفسه لا يخصه وحده وإنما يشمل الآخرين أيضا، لكن هناك محاولات عربية قد تكون قليلة ولكنها موجودة وإن كانت ليست وفق المسطرة الغربية.

المصدر

خليج الجوائز والهبات – محمد العباس

جائزة عربية أخرى للإبداع يُعلن عنها من الدوحة هذه المرة، وتحديداً من المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا). وهي جائزة مخصصة للرواية أيضاً وتصل قيمتها إلى 200 ألف دولار أميركي، إضافة إلى ترجمة الرواية الفائزة وتحويلها إلى عمل سينمائي. وتأتي هذه المبادرة ضمن الاستراتيجية الخمسية للمؤسسة، التي تهدف إلى إثراء المشهد الثقافي ودعم الفنون، ومكافأة الروائيين العرب وتشجيع الأدب، وترسيخ فكرة الوحدة العربية من خلال الرواية.

ولا شك في أن هذه الجائزة التي ستنطلق دورتها الأولى في آذار (مارس) من العام الحالي تشكل إضافة مهمة للمشهد الثقافي العربي. وتفتح للناشرين والروائيين مساحة للتنافس والإبداع، إلا أن السؤال الذي يُطرح بقوة عن جدوى ومغزى جائزة إضافية للرواية في ظل وجود جائزة أخرى هي الجائزة العالمية للرواية العالمية التي تعهدت بها مؤسسة الإمارات منذ عام ٢٠٠٧ بالتعاون مع جائزة بوكر البريطانية ومعهد وإيدنفيلد للحوار الاستراتيجي ويُمنح الفائز فيها 50 ألف دولار.

يكتسب هذا السؤال مشروعيته ليس من وجود جائزة عربية موازية فقط، ولكن من تِكرار العناوين البراقة ذاتها حول رعاية الأدب والأدباء وتشجيع الفنون. كما يتبادر السؤال بموجب قيمة الجائزة التي تتجاوز الأولى بأربعة أضعاف. وهو حلم قطري تم الإعلان عنه منذ مدة والتراجع عنه بسرعة في ظروف ثقافية ما زالت غامضة. ربما لأن الإعلان الأول كان ارتجالياً بعض الشيء وغير منطقي، إذ كان التلويح بمسابقة عالمية وجائزة مليونية. وهو أمر يصعب الإلمام به على مستوى المتابعة والتحكيم والترجمة.

وعلى جنبات هذا السؤال تُنزرع حزمة من الأسئلة عن سر اهتمام المؤسسات الخليجية بفكرة الجوائز الثمينة الآخذة في التزايد، في ظل حال من التهميش للمثقف الخليجي وتعطيل أي إمكان للارتقاء بالفنون والآداب في مجتمعات يُراد لها أن تغرق في رفاهية اللحظة النفطية، فهناك جائزة سلطان العويس الثقافية، وجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب، وجائزة الملك فيصل العالمية، وجائزة عبدالعزيز سعود البابطين، وجائزة الشيخ زايد للكتاب. وهي جوائز تُمنح تحت مظلة رسمية أو بواسطة مؤسسات لرجال أعمال، وهنا يكمن سر مبالغها الخيالية مقارنة بجائزة نجيب محفوظ للرواية التي لا تتجاوز ألف دولار.

إن وجود الجوائز في حياة أية أمة من الأمم دليل على التحضر، وإشارة ذات دلالة على الاهتمام بالإنسان وتاريخه الفكري والوجداني، لأنها تدل على التنظيم المدني وفاعلية المؤسسات الثقافية، وبالتالي لا بد أن يتناسب حضورها على مستوى الكم والقيمة مع منسوب الإبداع في كل الحقول، وهذا يعني أن تنطلق الجائزة من اعتبارات رمزية ومادية في آن، بحيث لا تتجاوز الإقليم في تطلعاتها بذرائع شعاراتية. وعندما تُستنبت الجائزة إلى جانب الجائزة وتتبأر كلها في الخليج العربي، يبدو الأمر وكأنه خارج مسارات ومقاصد الفعل الثقافي.

كل المؤسسات الثقافية في الخليج العربي مهجوسة بفكرة الخروج من الهامش، وتغيير معادلة المركز والأطراف. من واقع توظيفها لمفهوم الثقافة بطبيعة الحال، أي تدشين المباني وملحقاتها المادية والاحتفالية والمهرجانية وتهشيم المعاني، إلى درجة أن بعض المنابر صدقت هذه المقولات الواهية وروجت لها. فالمركز الثقافي لا ينهض على منح جائزة أو تنظيم مهرجان أو إنشاء مبنى، بل بصناعاته الثقافية المتمثلة في توليد النظرية وترجمة المعارف الإنسانية وتأليف الكتب الفكرية والأدبية وإنتاج الأفلام وبناء المسارح ودور السينما والصالات الموسيقية. وهذا ما لا يتوفر في البلدان الخليجية مقارنة بالعراق وسوريا ومصر والمغرب.

الثقافة استثمار في الإنسان وليس في المباني، وهذا ما لا تتبناه المؤسسات الثقافية في الخليج، بل تعمل ضده منذ أن استحوذت على تجمعات وأصوات وظلال الفعل الثقافي الشعبي، واستجمعت كل مقدرات الشأن الثقافي تحت مظلة المرجعيات المؤسساتية، إذ لم يتم التعامل حتى اليوم مع مفهوم الحرية الثقافية كأساس للتنمية. ولذلك لا يُتوقع الكثير من مؤسسات تعادي الإبداع وتنزع منه جوهره المتمثل في فكرة التلازم البنيوي بين الثقافة والديموقراطية. ولا تكتفي بذلك بل تحاربه بالتشريعات الرقابية وقوانين التضييق على الحريات.

على هذا الأساس يمكن النظر إلى تلك المتوالية من الجوائز كحلقة أخرى من حلقات مصادرة الإبداع والبحث العلمي، أو بمعنى أدق تهميش ذلك النوع من الإبداعات المتحررة التي لحساب الأشكال والأسماء المستأنسة، فمن يتأمل حال الكتاب العربي اليوم يجد أنه ينحى في جانبه الأهم إلى عدم إغضاب مفاعيل السلطة الدينية والسياسية والاجتماعية في الخليج، على عكس ما كان يحدث في الماضي، إذ آثر الناشر العربي، بحكم انتهازيته، ألا يخسر السوق الخليجية التي تشكل أكبر إيراد للناشرين العرب. وبموجب ذلك التواطؤ اللامعلن تم ترسيم قوانين وشروط ومحاذير ومواضيع الكتاب العربي.

عندما يتحول الخليج إلى سوق كبرى للكتاب لا يعني ذلك أنه صار مركزاً ثقافياً، وكذلك عندما تلوّح المؤسسات الخليجية بالجوائز فلا يعني ذلك أن المراكز الثقافية التاريخية قد تراجعت إلى الهامش، إلا أن القوة المالية الناعمة أحدثت انزياحات بنيوية عميقة في تفكير الإنسان العربي وفي منتجه الأدبي والفكري، كما نجحت بالفعل في تغيير صيرورة الفعل الثقافي على كل المستويات، إذ لا يمكن لمن يفكر في الفوز بأية جائزة من تلك الجوائز الكبرى أن يلامس تاريخ وعقيدة وسياسة وعادات وتقاليد القوم الذين يهبونها.

الجوائز الثقافية تتويج لفعل ثقافي تراكمي، وليس مجرد حال احتفالية بأسماء وأصوات يراد الاستحواذ عليها والتباهي بها. والمؤسسات الخليجية لا تمتلك أية خطة استراتيجية للتنمية الثقافية بقدر ما تطرح منظومة من العناوين المستهلكة، ولذلك يظل الفعل الثقافي الخليجي على كل المستويات الإنمائية والحقوقية، سواء في ما يتعلق بالتشريعات أم حرية التعبير أم حتى دعم الكاتب والكتاب في مرتبة متدنية. وهو الأمر الذي يجعل من تلك الجوائز مجرد حال استعراضية بمنجزات الآخر، فمن لا يقبل من مواطنيه وأبنائه مناقدة أحواله لن يقبلها من الآخر العربي.

المصدر

الكتابة وشبكات التواصل الاجتماعي – طالب الرفاعي

تشير إحصائيات كثيرة لمستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي إلى أن منطقة الشرق الأوسط تُعدّ واحدة من أكثر المناطق في العالم استخداماً لها، إضافة إلى استخدام التلفون النقال الذكي، فهل مرد ذلك أننا شعوب نتحدّر من ثقافة شفاهية؟ أو أن الكبت الاجتماعي الأسري والحكومي لعقود من الزمن كان سبباً لاندفاع حمم التواصل الاجتماعي، وانفلات الكتابة في مواقع «الفيسبوك» و»التويتر»؟ وهل يمكن النظر إلى هذه الظاهرة بأنها ظاهرة إيجابية تدلل على وصل واتصال الإنسان العربي بما يحيط به محلياً وعالمياً؟ أم أن هذا الهجوم على شبكات التواصل الاجتماعي يأتي من باب المتع والتسلية، وعلى حساب القيم والعادات، وأن عدداً كبيراً من الوصل الاجتماعي يأتي في أوقات الدوام، مما يظهر انشغال المرأة أو الرجل أثناء تأدية الواجب الرسمي بأمور شخصية، لا تسمح بها مؤسسات رسمية وأهلية كثيرة في الدول الغربية.
أصبحت الكتابة على شبكات التواصل الاجتماعي خصلة لا تكاد تفارق الكثيرين، سواء على مستوى الهم الشخصي العملي والعاطفي، أو على مستوى المتابعة الدائمة لما يدور في العالم. وأياً كان السبب وراء هذه المشاركة فإنها بالنهاية تشير الى تنامي ظاهرة جديدة، وهي الكتابة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأنا هنا لا أتكلم عن قلة قليلة من مستخدمي الشبكة الذين تشكّل الكتابة جزءاً من حياتهم لكني أعني الأعداد المليونية العربية التي وجدت نفسها بين يوم وليلة مجبرة على الكتابة باللغة العربية، والتعبير عما يدور في ذواتها!
المتفحص لما يُكتب على شبكات التواصل الاجتماعي، يرى تباينا واضحا بين مستويات عدة، لكن الواضح أيضاً أن الأغلبية من كتّاب منطقتنا العربية، يستخدمون اللغة العربية، وهذا بحد ذاته عنصر إيجابي بالرغم من الأخطاء الإملائية واللغوية الواردة في الكتابات. فبانتشار المحطات الفضائية العربية العابرة للقارات، وتبنّيها لنهج التكلم باللهجة العامية، أحاط باللغة العربية المنطوقة والمكتوبة خطر يتمثل في ابتعاد أبنائها عن الحديث بها، والاكتفاء باللهجة العامية وصلا بينهم، لكن اقتحام شبكات التواصل الاجتماعي لحياتنا ومدى الإغراء الكبير الذي تمارسه علينا، أجبر الكثيرين على العودة إلى اللغة العربية، قراءة وكتابة، وبالتالي تنامى استخدام العربية. بل ان الأمر تعدى ذلك إلى رغبة البعض من غير الناطقين باللغة العربية إلى تعلمها وفهمها، كي يتمكنوا من متابعة ما يجري على ساحة شبكات التواصل الاجتماعية العربية.
الإنسان العربي وبالرغم من كل النكبات والمصائب التي تطارده منذ مطلع القرن العشرين، فإنه يتصف بعزيمة غريبة، تأبى على اللين والخضوع والانكسار، وتتنفس الحرية والتمرد، وتنتهز أي فرصة للتعبير عن نفسها، وليس أدل على ذلك من الوقوف على نشاط المبدع العربي، كاتباً وفناناً تشكيلياً ومسرحياً وسينمائياً، وأنه لا يقل بأي حال من الأحوال عن نشاط المبدع الآخر، أيا كان مكانه وأيا كانت درجة الحرية التي يتمتع بها، وأيا كانت قدرته على التعبير عن نفسه.
الكتابة على مواقع التواصل الاجتماعي، باتت تكشف المزاج الشعبي العربي العام، بمختلف أطيافه، وغني عن القول بأن أحد أهم محركات الانتفاضة الشعبية المصرية العظيمة عام 2011 كان موقع «الفيسبوك» وتعليمات الشباب الذين أثاروا دهشة العالم بقدرتهم غير العادية على تحريك جموع مليونية، خرجت تنادي بالحرية بصدور مكشوفة. لذا فإن متابعة مواقع الفيس بوك والتويتر لم تعدّ لكثيرين جزءاً من تسلية ومتعة عابرة بقدر ما أصبحت دائرة عمل، ووصلا بالآخر، وأنها ضرورة من ضرورات الحياة، وأن هذا، أعاد شيئاً من بريق اللغة العربية، وحضورها الحديث، خاصة وأنها لغة غنية بمفرداتها وقادرة على كشف دواخل الإنسان.

المصدر

مقالة د.محمد حسين معلم : المكتبة الوطنية الصومالية.. منبع المعرفة وسجل لتراث حضاري .

كان يخالجني شعور بالبهجة والسرور منذ أن أعلن بعض الكوادر المثقفة عن فتح المكتبة الوطنية في مقديشو، و تعهدت وزارة الخدمات الاجتماعية على لسان وزيرتها الدكتورة مريم قاسم ضمن خطة محكمة لترميم وإعادة فتح المكتبة، ولكن في نفس الوقت كان متابعة قراءة مقالة د.محمد حسين معلم : المكتبة الوطنية الصومالية.. منبع المعرفة وسجل لتراث حضاري .

عطاءات البابطين العالمية.. والحجي في الأندلس د.عصام عبداللطيف الفليج

يقف المرء احتراما وتقديرا ويرفع العقال والقبعة للانجازات الكبيرة التي يقدمها العم عبدالعزيز سعود البابطين في مختلف بقاع العالم في مختلف المجالات باسم الكويت، منافسا الصندوق الكويتي للتنمية في الانتشار، ومنافسا المجلس الوطني للثقافة والجمعيات الثقافية في العطاء الثقافي.
وقد قامت بالأمس «رابطة الأدباء الكويتيين» بتكريمه برعاية وزير الاعلام الشيخ سلمان الحمود الصباح، وحضور ثلة من الأدباء والاعلاميين الكويتيين، وهو بالفعل يستحق التكريم، فمثله قدم للكويت ما لم يقدمه من هو أغنى منه، ومن هو أقدم منه بالتجارة، وفاء لبلده الذي أعطاه وأغناه.
حصل عبدالعزيز البابطين على 11 شهادة دكتوراة فخرية، ومُنح 16 وساما وجائزة، من عدة جامعات ومراكز علمية وبحثية، وتم تكريمه من أكثر من 46 مؤسسة علمية وفكرية وثقافية واجتماعية، من مختلف دول العالم.
وأنشأ 7 مؤسسات متخصصة في الثقافة، في الكويت وخارجها، وأقام العديد من الدورات والملتقيات الأدبية، ودعا لتلك الملتقيات أكثر من 8000 ضيف من خارج الكويت، وأصدر أكثر من 270 كتابا وموسوعة في الأدب والشعر والترجمة، ولديه مسابقات وجوائز سنوية بمئات الآلاف من الدنانير.
وتكفل بتعليم أكثر من 6000 طالب، وعقد أكثر من 400 دورة في عروض الشعر واللغة العربية، تخرج منها أكثر من 20 ألف دارس، ونظم عدة دورات لأكثر من 2000 مرشد سياحي اسباني لتصحيح معلوماتهم التاريخية حول الأندلس، وأنشأ أكثر من 23 مدرسة ومعهدا وكلية حملت اسم الكويت.
وبنى مركز البابطين للحروق وجراحة التجميل في الكويت، وبنى ورمم عدة مساجد في عدة دول، وحفر عشرات الآبار في الصحارى للرعاة.
وأستطيع ان أطلق على العم عبدالعزيز البابطين أسطورة العطاء الثقافي، فقد سبق زمانه، وأنجز أعمال دول لا أشخاص أو مؤسسات، وأعطى عطاء من لا يخشى الفقر، وعمل ما لم يعمله غيره، وسط الغيرة المعتادة ممن لا يستطيع ان يعطي.
وأدعو العم بوسعود في هذه المرحلة، ان يوجه عطاءاته الى دعم المراكز الاسلامية في أوربا، حيث يحتاج الجيل الثاني والثالث منها الى الحفاظ على الهوية الاسلامية واللغة العربية، والاتجاه نحو الوسطية، من خلال المساهمة في بناء تلك المراكز ورعايتها، ودعم مدارس اللغة العربية والدين والمسلمين الجدد، واقامة دورات في اللغة العربية والأخلاق الاسلامية، وعلاقة التاريخ الاسلامي بأوربا، ضمن مسابقة سنوية.
شكرا لك مرة أخرى عم عبدالعزيز البابطين على هذه العطاءات، التي نشرت من خلالها اسم «دولة الكويت» وعلمها في جميع المحافل الدولية، الثقافية والعلمية والفنية، وعلى جميع المستويات، فكان عطاء بلا حدود، وشكرا لرابطة الأدباء الكويتيين على هذا التكريم، والتي تميزت ببرامجها المتعددة والمتنوعة.
٭٭٭
يعد أ.د.عبدالرحمن الحجي أحد أكبر علماء التاريخ الأندلسي في العصر الحديث، وكعادة علمائنا العرب.. لا يجدون من يحتويهم ويستقطبهم، فظل يتنقل من جامعة الى أخرى، ومن بلد عربي الى آخر، حتى استقر به المقام في اسبانيا، التي استكمل فيها أبحاثه ودراساته الأندلسية، حيث تمكن من الاطلاع على آلاف الوثائق التاريخية والمخطوطات، وسيرته العلمية مليئة بالعطاءات المتميزة.
وهو يحب الكويت التي عمل بها استاذا في قسم التاريخ بجامعة الكويت في السبعينيات، وظل يتردد عليها، وكل أمله ان يعيش بقية حياته فيها، بسكن بسيط يضع فيه مكتبته الخاصة التي سيتبرع بها بعد وفاته للكويت، وأن يوفر له مكان للبحث والكتابة براتب يكفيه مؤونته، وهو رجل كريم النفس متعفف، واضطر للعمل في اسبانيا وهو في الثمانين لكفاية نفسه، فهل من مبادرة من مؤسسة بحثية أو علمية لاستيعابه؟!

المصدر

البطل القارئ والروائي – ناصر الظفيري

السؤال الذي يحاصر المؤلف غالبا ولا يجد إجابة عنه: أين أنت في الرواية؟ ولا أعلم إن كان يحق للقارئ طرح هذا السؤال أم لا؟ الذين يعرفون الروائي ويعيشون نمطا قريبا من حياته يجتهدون في البحث عنه وكأنه ضالتهم المقصودة واكتشافها هو المفتاح الوحيد لفك مغاليق النص. وتتحول القراءة من علاقة بين القارئ والعمل الروائي وشخوصه إلى علاقة مباشرة بين المؤلف والقاري، فيسأل أحدهم سعود السنعوسي مرة هل أنت كويتي من أم فلبينية! وهي علاقة محكومة بالفشل في الوصول إلى نهاية مقنعة للقارئ حين يرى أن المؤلف ابتعد عن مكانه الذي يعرفه القارئ (العليم) الى عالم البطل في الرواية، لتبدأ حكاية بحث أخرى عن البطل والبحث عن شخصية واقعية يعرفها القارئ تقترب من البطل.

متابعة قراءة البطل القارئ والروائي – ناصر الظفيري

مجلة البابطين الثقافية الالكترونية
%d مدونون معجبون بهذه: