إضافة معرفية ذات قيمة لـ سامي فهد الابراهيم

في بداية كل سنة جديدة توزع الشركات والمؤسسات ما يسمى «CALENDER» رزنامة أو تقويماً، البعض منها مليء بالفائدة، والأغلب مقتصر على معلومات عامة عن تلك الشركة أو المؤسسة للتعريف بنشاطها.
لفت نظري وإعجابي رزنامه مكتبة البابطين للشعر العربي، كل شهر من أشهر السنة تجد أمامك لوحة فنية لمكتبة ومعلومات ثرية وما تكتنزه من علوم ومعارف، وحتى أكون منصفاً وأميناً سوف أنقل ما دون من معلومات عن عشر مكتبات:
1ـ مكتبة الكونغرس: أهم وأشهر مكتبات العالم تقع في العاصمة واشنطن مساحتها 39 هكتاراً وطول رفوفها 856 كيلومتراً تضم 130مليون مادة بـ460 لغة، أكبر مرجع في العالم للمواد القانونية والأفلام وحتى الموسيقى، أسسها الرئيس الثالث لأميركا توماس جيفرسون عام 1800.
2 – المكتبة البريطانية: هي أكبر المكتبات في العالم من حيث حجم محتوياتها تضم 150 مليون عنصر وبمختلف اللغات، تحوي 14 مليون كتاب، أنشئت عام 1973م.
3 – مكتبة الصين الوطنية: هي الأكبر في آسيا تجمع 26 مليون كتاب، تتكون من 22 طابقاً، ثلاثة منها تحت الأرض، ضمن مقتنياتها 3500 قطعة من العظام، نقش عليها كتابات هيروغلوفية، 1600 مليون كتاب بالخرز النافر، تأسست سنة 1909م، مساحتها 240 ألف متر مربع، وهي ثالث مكتبة في العالم من حيث المساحة.
4 – مكتبة البابطين للشعر العربي: افتتحت عام 20066، تقدم المكتبة خدماتها أيضاً لذوي الاحتياجات الخاصة، كما تقوم بالكثير من الخدمات المجتمعية داخل الكويت وخارجها، ما جعل المكتبة مركزاً ثقافيا على المستويين العربي والعالمي.
5 – المكتبة الوطنية الفرنسية: تعتبر من أهم وأكبر المكتبات في العالم، رصيدها أكثرمن 14 مليون كتاب و250 ألف مخطوطة، فيها أيضاً 45 ألف كتاب باللغة العربية ومليونا قطعة موسيقية و530 ألفاً ما بين عملات وميداليات.
6 – مكتبة الإسكندرية: هي كبرى مكتبات عصرها، شيدها بطليموس الأول، ويقال أسسها الإسكندر الأكبر قبل 23 قرناً، تعرضت للكثير من الحرائق وانتهت حياتها عام 48 قبل الميلاد، وفي عام 2002 م تمت إعادة بنائها بالمكان نفسه، هي الآن مجمع ثقافي يستقبل حوالي المليون ونصف المليون زائر سنوياً.
شكراً للقائمين على مكتبة البابطين، هم دائماً مصدر إلهام ثقافي ومعرفي.
7 – مكتبة الملك عبدالعزيز: أنشأها الملك عبدالله عام 1985م، تقدم المكتبة خدمات مكتبية ومعلوماتية متميزة أهمها الفهرس العربي الموحد الذي شكل منذ تأسيسه نقلة نوعية في تاريخ العمل العربي والثقافي المشترك لأبناء الأمة العربية.
8 – مكتبة ترينيتي أيرلندا: بنيت عام 1592م، تحوي المكتبة مقتنيات لا تقدر بثمن، مما يزيد في قيمتها التاريخية وتعتبر من أهم مناطق الجذب السياحي.
9 – المكتبة الملكية في كوبنهاغن: أسست عام 1948م يطلق عليها الماسة السوداء، بسبب لون هيكلها الأسود مساحتها 21500 متر مربع تضم 7 ملايين و600 ألف نشرة، وهي أيضاً مكان جاذب للتسوق والمطاعم.
10 – مكتبة شتوتغارت: تقع في ألمانيا، هي من أجمل وأفخم المكتبات في العالم، أنشئت عام 1829م صممها مهندس كوري.. وتعتبر فريدة من نوعها من حيث الطراز.
سامي فهد الإبراهيم

المصدر

مقال للكاتب مزيد المعوشرجي : عبدالعزيز سعود البابطين.. ولغتنا العربية

مزيد المعوشرجي

يروي لي أحد الأصدقاء أنه صادف أحد الأشخاص من كازاخستان عندما كان يدرس في الولايات المتحدة الأميركية، حيث أوقفه عندما سمعه يتحدث باللغة العربية ليسأله بشغف: هل انت عربي؟ ورد عليه بـ: نعم..، ثم سأله: هل انت من دولة الكويت؟ واستغرب انه اختار دولة الكويت من بقية الدول.. ثم أجابه: نعم..، لكن لماذا قلت مباشرة الكويت.. ولم تقل أي دولة عربية أخرى؟
فبدأ الكازاخي يحدثه باللغة العربية التي تعلمها من خلال دراسته في مصر لمدة 5 سنوات، وأصبح بعدها حافظاً للقرآن ثم أخرج له من محفظته بطاقة مكتوب عليها أنه كان مبتعثاً من قبل مؤسسة (الكويتي) عبدالعزيز سعود البابطين التي تكفلت بتعليمه في مصر كما تحملت كل مستلزمات دراسته من مأكلٍ وسكنٍ ومعيشةٍ.
هناك أشخاص استثنائيون.. يمرون على مختلف الأزمنة ليكرمنا الله بنعمة وجودهم، يضاهون بعطاءاتهم بمفردهم.. ما يمكن أن تقدمه دولٌ مجتمعة أحياناً، ونوقن بأن الدنيا ما زالت بخير.. طالما أنهم موجودون بيننا، ونحن في هذا المقال في حضرة مقام خير من انتصر للغة العربية الذي أصبح خليلاً لها ومدافعاً عنها تحت أسقف مختلف الجامعات في العالم، في زمن صد فيه العرب عن اللغة العربية، ليمسك العم عبدالعزيز سعود البابطين لواء الدفاع عن لغة الضاد، وكان سيفه القلم.. ودرعه الكتاب.. وجواده التاريخ والحرف والكلمة، ليقدم للغة العربية سنوات عمره التي ابتدأها بالعمل بين أرفف المكتبة بدائرة المعارف في الخمسينات من القرن الماضي ليثمر بعدها للكويت بعدة انجازات وإسهامات لا تكفي سطور المقالة بجمعها.. تتوجت هذه الانجازات بانجاز فريد رفع به اسم العرب بشكل عامٍ.. واسم دولة الكويت بشكل خاصٍ المتمثل باطلاق اسمه على أعرق وأقدم كرسي للغة العربية بجامعة أكسفورد البريطانية العريقة تقديراً لإسهاماته الكبيرة في دعم اللغة العربية والدارسين لها، وهو كرسي (أستاذية لوديان)، الذي أنشأ عام 1636 على يد وليام لوديان رئيس جامعة أكسفورد آنذاك.
وفي هذه المناسبة، أتمنى من سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك الصباح ومن معالي وزير التربية الدكتور بدر العيسى المبادرة بتكريم العم الأديب الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين باطلاق اسمه على قسم اللغة العربية بجامعة الكويت تقديراً لدوره الكبير بنصرة اللغة العربية وعرفاناً برفعه لاسم دولة الكويت من باب رد الجميل من الكويت لابنها البار العم عبدالعزيز سعود البابطين.

مزيد المعوشرجي
Malmoasharji@gmail.com

البابطين لصحيفة مكة : الثقافة تسكت صوت الرصاص وتعلي الكلمة

 

أبدى رئيس مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية الشاعر الكويتي عبدالعزيز البابطين تخوفه من انتقال الرصاص والحروب ليكون مرتبطا بثقافة الشعوب، مشيرا إلى تكرار مشاهد القتل يوميا، وبأن أهمية الثقافة تكون في إسكات صوت الرصاص بين الشعوب وإعلاء دور الكلمة.
1 جائزة البابطين الشعرية كيف ومتى تبلورت فكرتها؟
الأمر يتعلق بتجسيد الحلم على أرض الواقع، حلم كان يراودني منذ بداية حياتي حين كنت أجالس الشعراء في ديوانية شقيقي الأكبر عبداللطيف، حيث جذبتني بلاغة القول وشاعرية المعنى. وبدأت بالخطوات الفعلية لإنشاء مؤسسة تعنى بالشعر، وتشاورت مع نخبة من الأكاديميين المتخصصين والشعراء والمثقفين، وكان ذلك عام 1989، وحينها كان وجود مؤسسة تعنى بالشعر أمرا ضروريا لإعادة التوازن إلى الساحة الأدبية والانتصار للغة العربية والشعر الحقيقي.
2 إلى أين وصل مشروع حوار الحضارات وما هي قصته مع مؤسسة البابطين؟
أستطيع القول ومن دون تردد بأن مشروع حوار الحضارات وصل إلى كافة أنحاء العالم. لقد أقمنا دورات في مختلف أنحاء العالم، من إسبانيا إلى باريس إلى البوسنة إلى بلجيكا وجامعة أكسفورد، وتمكنا من جذب أكبر عدد ممكن من أصحاب الديانات والأفكار والاتجاهات المختلفة على طاولة حوار واحد، وأصدرنا الكتب المنسجمة مع حوار الحضارات والدعوة للتعايش السلمي بين الشعوب، وكرمنا كبار المفكرين العالميين من أصحاب الفكر الموضوعي.
وعن قصة المؤسسة مع حوار الحضارات، فومضة الفكرة راودتني حين وقعت أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 في نيويورك ومحاولة بعض وسائل الإعلام الغربي إلصاق تهمة الإرهاب بالعرب والمسلمين، فوجدت أن بإمكاننا كمؤسسة ثقافية فكرية التصدي لهذه الادعاءات وحشد إعلام مؤثر يوصل للغرب أننا دعاة سلام وأن الإرهاب لا دين له، فانطلقت أولى ندواتنا في هذا الخصوص عام 2004 في إسبانيا.
3 بوصفك شاعرا ومهتما من خلال مؤسستكم بتطوير المشهد الشعري العربي منذ ما يقارب ثلاثين عاما، كيف تقرأ المشهد الشعري العربي الآن؟
لو لاحظنا في الآونة الأخيرة، وتحديدا في العشر سنوات الماضية أن هناك عودة كبيرة للشعر والشعراء الشباب، فلدينا مثلا في مهرجان ربيع الشعر العربي الذي نقيمه سنويا عشرات الشعراء الجدد، وفي الوطن العربي مئات الإصدارات الشعرية وحتى برامج مسابقات على بعض الفضائيات التي أبرزت مواهب جديدة ومتميزة.
4 هل تعتقد بأن الشعر الحديث استطاع أن يجدد الشعرية العربية أم إنه مجرد استنساخ للشعر الأوروبي لا يمكن أن تستوعبه الثقافة العربية؟
لفت نظري أخيرا أن هناك عودة كبيرة للشعر العمودي والتفعيلة أو الموزون بشكل عام، من قبل الشباب، وهذا يعني فقدان الأمل من قبل التجارب الأخرى للوصول إلى الجمهور بالقدرة نفسها التي تصل فيها القصيدة الموزونة ذات الإيقاع المحرك للشعور، ولكن في النهاية الثقافة العربية وعاء كبير بإمكانها استيعاب كل التجارب شرط أن تسمى الأجناس الأدبية بمسمياتها، وأنا لا أصادر حق أحد في التجريب، ولكن أريد التأكيد على مكانة الشعر بالصيغة التي وجد عليها.
5 هل تتفق مع الرأي القائل بأن الثقافة والفن في الكويت تراجع تأثيرها ومستواها؟
الثقافة في الكويت لا تزال رائدة، ودعني أعطك مثالا حتى لا يبقى الكلام مجرد تنظير، يوجد عدد من المؤسسات الثقافية قد لا يوجد مثلها في أماكن أخرى، فهناك مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، وهناك المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ودار سعاد الصباح ومكتبة البابطين المركزية للشعر العربي إلى جانب المكتبة الوطنية طبعا، وغيرها، وجميع هذه المؤسسات تمنح جوائز قيّمة ورفيعة ليس فقط للكويتيين بل ولمبدعين من خارجها، لذلك لا أظن أن هناك تراجعا بل ربما أن العالم اليوم بما يحمله من اضطرابات شغل أنظار الناس لبعض الوقت عن هذه الحركة الثقافية كما هو حاصل في العالم أجمع.
6 هل تعتقد أن الجوائز الشعرية في أنحاء الوطن العربي استطاعت أن تقدم شريحة مميزة من الشعراء الشباب الجدد؟
هذا الأمر يتبع مصداقية وأخلاقية الجهة المانحة للجوائز، فإذا تحلت بالموضوعية والإنصاف والدقة العلمية من خلال لجان متخصصة وعلمية، فالأكيد أن هذه الجوائز سوف ترفد المشهد الشعري بالنخبة الشعرية الشبابية، وحتى الآن أرى أن هذه الجهات قدمت للساحة شعراء على درجة من التميز.
7 لماذا أصبح صوت الرصاص ولون الدم أكثر بروزا من الثقافة في عالمنا العربي؟
ليس هذا فقط ما أخشاه، بل الذي أخشاه هو أن يتحول الرصاص إلى «ثقافة شعوب»، فمن المؤسف أننا أصبحنا نتآلف مع مشاهد القتل لدرجة أنه يكاد يصبح اعتياديا للكثير من الناس، والذي أدى إلى هذا هو تكرار المشهد بالمئات يوميا، وهنا نعود لنقطة البداية التي بدأت بها هذا الحوار عن أهمية الثقافة في إسكات صوت الرصاص بين الشعوب وإعلاء دور الكلمة، وهو أمر ليس مستحيلا يحتاج إلى عودة المثقف إلى دوره في صنع القرار.

د.سعود محمد العصفور : عبدالعزيز البابطين سفير الثقافة في العالم الإسلامي .

سعود محمد العصفور

 

قُلتُ:
شَرُفَ بِكَ الْوَطَنُ وَتَفَانَىٰ لَكَ الْصَّدِيْـقُ
وَتَدَلّىٰ عِذْقُكَ مُثْقَلاً بِكَ الْخَيْرُ الْطَرِيْقُ

حديث الفاضل عن الفاضل يصعب تصور جماله وتأثيره في النفس البشرية، ودلالته تعبر شرف نفس ودماثة خلق.
فقد طلب مني العم العزيز الشيخ جمعة الماجد أن أتحدث في مقال عن شخصية يكن لها عظيم التقدير، لما لها من يد بيضاء في كل موطن من مواطن الثقافة والعمل الخيري، لا سيما في الجانب التعليمي المؤصل على قاعدة ثابتة متمثلة في تخريج من ينفع العلم بهم من معلمين وخطباء وطلاب علم في كل فن.
إنه الفاضل الأستاذ عبدالعزيز البابطين الذي تشرفت باللقاء به كرئيس لجلسة في منتدى مجلة العربي الأخير، كنت أحد الباحثين الذين قدّموا بحثاً فيه عن طريق الحرير.
فماذا عساي أن أذكر له من فضل في عجالة مقال تحدد عدد كلماته سلفاً من جريدة القبس. لذا، أقول: يكفى هذا الرجل فضلاً أن أسبغ عليه لقب «سفير الثقافة في العالم الإسلامي»، فما تصنعه مؤسساته، خصوصاً تلك التي تعنى بالشعر العربي، هو نهر خير يجري في ربوع العالم الإسلامي، يخرج أجمل الأزهار والرياحين، ويجعل أريجها فواحاً يعطر عالم الشعر والنثر في أرجاء عالمنا الإسلامي، ثم ينبت أطيب الثمر.
وقد كرّمته جامعة الكويت ومنحته الدكتوراه الفخرية، فتشرف اللقب به وازداد بهاء وسناء.
ويده الخيرة، التي أخبرنا عنها شيخنا الفاضل العم جمعة الماجد، باذلة للخير أينما حل انسان يطلب الخير، فيده سابقة، واسمه قد ذاع بين من يحتاج إلى الفضل، فكفاه معونة السؤال.
الحديث عن تاجر رابح، مبارك في فعله، هو حديث المثال الذي حق أن يحتذى في تواضعه الجم، وحذاقة فكره، وطيب قوله وفعله، فالتواضع سمة الأصفياء من البشر، وحذاقة الفكر هي صفة كبار العلماء، وطيب القول ولطف العبارة وجمالها نجدها عند فحول الشعراء، وهو منهم، وطيب الفعل هو مباركة من العزيز الغفار في سعة الجاه والمال، وهو دأبه وفضيلته.
لذا، حق لعبدالعزيز البابطين هذا الشرف، وأن يتشرف به الوطن في كل ميدان فكري وخيري، وحق لشيخنا الفاضل جزيل مديحه له، إشارة، وفضلاً، وتأكيداً.

د . سعود محمد العصفور

الأديب أشرف الخمايسي: الكتابة تتلوّن كالحرباء

جريدة الجريدة الكويتية:

يؤمن بأن الفشل ليس قنبلة يدحرجها خصومك تجاهك، بل قنبلة داخل المرء نفسه، هو الوحيد القادر على تفجيرها، أو الحفاظ عليها آمنة. إنه الأديب أشرف الخمايسي الذي يرى كتاباته محاولات تنويرية مخلصة وسط العماء الثقافي الذي نعيشه، وهي محاولة للاهتمام بالإنسان.
التقته «الجريدة» وكان معه هذا الحوار:

يقول ماركيز: «أكتب ليحبني أصدقائي»… لماذا تكتب؟ وما هي غاية الكتابة لديك؟

أكتب لأني لا أحب شيئاً آخر غير الكتابة، ومع ذلك لا أفهم ما هو هذا الشيء الذي يدعى {الكتابة}، لأعرف إن كان يمكن ممارسته على سبيل التطهر والخلاص. عندما كنت أديباً شاباً في أول المشوار، اعتقدت أن الكتابة رسالة، ثم منذ ثلاث سنوات فقط اعتقدت أن الكتابة غاية. يبدو أن الكتابة فعل “حرباوي” (من الحرباء) تختلف مواصفات غايته مع تقدم الوقت باختلاف قناعاتنا. سأكتفي بالتعامل مع الكتابة على أنها شيء أحب ممارسته.

تبدو روايتك “منافي الرب” فلسفية رمزية معقدة أكثر من اللازم يستعصي فهمها على القراء، ما رأيك؟

أعتقد أن آخر صيحات الكتابة لم تعد لها علاقة بالأحداث المتشابكة، ولا بثقل المحتوى، ولا بطرائق السرد المرهقة، بل بالسطحية شكلاً ومضموناً. كلما كان المكتوب متاحاً ومسلياً، ولا يصدع الرأس، ولا يهزّ الثوابت الصدئة في قلوبنا، كان الكاتب رائعاً، واسألوا قراء موجة كتابة الرعب والتنمية البشرية.

تعتمد في كتابتك التركيز في كل ما هو ضد الدين والتماهي في الجنس… هل تعتقد أن هذا من التوابل التي تتسبب في نجاح الرواية وانتشارها؟

أصدرت حتى الآن أربع مجموعات قصصية، واحدة منها للأطفال، وعملاً كبيراً مكوناً من أربعة أجزاء لليافعة، وثلاث روايات، وكتاب مقالات، ورغم ذلك يوجهون اتهاماتهم بناء على قراءة عمل واحد من بين تسعة أعمال. حتى هذا العمل الواحد، أقصد «منافي الرَّب» طبعاً، لم يكن منافياً لروح الدين أبداً. ربما القراء السطحيون يرونه كذلك، ربما القراء الدواعش أيضاً، لكن قارئاً منفتح ذهنياً لن تكون له وجهة النظر هذه، بل سيراه محاولة تنويرية مخلصة في كل هذا العماء الثقافي الذي نعيشه، محاولة للاهتمام بالإنسان كما اهتم به الله. ثمنت «منافي الرَّب» قيمة الألوهية غالياً، وحطت من قيمة الأهداف السلطوية. كذلك ليس من حق أحد سؤالي، كروائي، عن مدى أخلاقية عملي الأدبي. لا أكتب لسن تحت 18 سنة، ولا أكتب تنمية بشرية، ولا مغامرات ورعب. أكتب أدباً لقراء ذوي مواصفات خاصة، بلغوا سن الوعي والفهم والإدراك. وعندما أكتب أدباً فأنا أكتب الإنسان بكل دقائقه، والعلاقات الإنسانية، وأزمتها المواكبة لها في كل عصر. كيف يمكنني تجاهل تلك الخطورة لأجل الاهتمام بآراء غير ناضجة؟ أنا مسؤول عن كيفية كتابته، وإن كانت هذه المشاهد الحميمة قد أضافت إلى التناول الأدبي أم لا. وفي حين اتهم بسطاء التلقي «منافي الرَّب» بالشهوانية فإن النقاد الأكاديميين الكبار، الذين كتبوا عنها عشرات الدراسات النقدية حتى الآن، وكثير من القراء المثاليين، كانت رؤيتهم مختلفة.

أزمة ومقاربات

يقولون إن الأدب يجسد معاناة الإنسان وصراعاته الكبرى… ولكن هل يساهم بشكل فعلي في تخفيف هذه المعاناة؟ وما هي أزمتك؟

لا يجسد الأدب معاناة الإنسان وصراعاته الكبرى فحسب، بل الإنسان نفسه ويسجل قصة خلوده. كم هو هدف بالغ العمق والنبل، حتى لو لم يحقق الأدب سواه لحقق أمراً عظيماً. كذلك التسلية وسيلة مهمة من وسائل الأدب، هي الطعم الذي يتم استدراج أصحاب المعاناة إليه لقراءته، ومن ثم التسلي. أي تسلية نقصد هنا؟ قطعاً، لا نقصد الرعب والبوليسي وغيرهما من أصناف خفيفة. لا أتكلم عن كتابة تأسيسية مطلوبة للناشئة، إنما عن أدب يتعامل مع وجدان شخص ناضج، يشارك في صنع الحياة. هنا التسلية ستأخذ معنى أعمق، مشتقاً من السلوى، وفي الأخيرة طبطبة ومشاركة وجدانية. للأدب دور كبير في إعادة تركيب وجدان الإنسان بتسليته في مصائبة وإخفاقاته، من ثم إعادة الاتزان له.
أما عن أزمتي الخاصة، فأزعم أني إنسان لا أعاني أزمة كبيرة. تقابلني مشاكل وعقبات كأي إنسان، لكني أتمتّع بروح متحدية للغاية، وأومن بأن الفشل ليس قنبلة يدحرجها خصمك، أو منافسك، تجاهك، بل هو قنبلة داخل المرء نفسه، هو الوحيد القادر على تفجيرها، أو الحفاظ عليها آمنة. كذلك أتمتع بروح غير قابلة للزج بنفسها وسط صراعات لأجل الحصول على مكاسب ما. لا أعاني أزمة، إن كنت تقصدين أزمة متعلقة بالهاجس الإبداعي. ربما ما زلت ضحل الإدراك كي أفهم أن ثمة أزمات، لكن أرى العالم يمضي أمامي، وقد أبلغتنا الكتب بأنه ظل يمضي قديماً من دون توقف، وأجزم بأنه سيظل يمضي مستقبلاً. الأزمة انبعاث تدميري ينتج فقط عندما نفجر قنبلة الفشل داخلنا.

يقول عنك الكاتب أحمد خالد توفيق «ديستوفيسكي مصر» وأحسن كاتب ظهر في آخر 20 عاماً… هل ترى أنت ذلك؟

التقدير كله للدكتور أحمد خالد توفيق، إنها روح حلوة يندر وجودها فعلاً وديستوفيسكي كاتب عظيم، وأحد الآباء المهمين للفن الروائي، والمقاربة به شرف كبير قطعاً. ومنذ أكثر من 20 عاماً وصفني أستاذنا جمال الغيطاني، رحمه الله، بـ «ماركيز مصر». مقاربتان مشرفتان.
في مرحلة ما من عمر الأديب تكون المقاربات الجيدة مفرحة، تبعث فيه الثقة، وفي مرحلة أخرى لا تكون كذلك، إنما دليل على فشله في العثور على صوته الخاص. شخصياً، لا أعرف عن ديستوفيسكي غير أنه روائي روسي قديم، ولم أقرأ له حتى الآن سوى ربع رواية «الجريمة والعقاب». ليس هو فقط صاحب الحظ السيئ معي، بل معظم الروائيين أيضاً. لم أقرأ لكونديرا على الإطلاق حتى الآن، وألقي روايات ساراماغو من النافذة بعد قراءة خمسين صفحة منها على الأكثر.
أفضّل أشرف الخمايسي على الجميع، فهو أنا لا غيره، وهو يمنحني قيمتي الحقيقية لا هم، وإن كان حتى الآن لم يكتب بالشكل الذي أرجوه له، لكنه يملك أصول العبقرية والجنون، ولديه قدرة هائلة على السرد ستظهر بكامل بهائها مستقبلاً.

قراءة وكتابة

يقول الكاتب الراحل رجاء النقاش إنه كلما حضر إلى المقهى وجد الأدباء يجلسون فيتساءل «متى يكتبون والأهم متى يقرأون»… متى يكتب أشرف الخمايسي ومتى يقرأ ولمن يقرأ؟

لست من الكتّاب هواة الجلوس على المقاهي. لا تمثل الأخيرة لي أكثر من مكان ألتقي فيه الأصدقاء بعيداً عن منطقة وسط البلد التي تعج بالقليل من الأدباء، وبالكثير من المدعين، وهي أجواء لا أحبها. من ثم أنا متفرّغ تماماً للكتابة والقراءة وممارسة الحياة من سفر داخل مصر ومسامرة الناس الطيبين من أهلنا {الغلابة}. ليست لي مواعيد محددة للكتابة، ولا للقراءة، ولا أقرأ لأحد بعينه، وأقرأ الغث والثمين، ومنذ أكثر من 20 عاماً اندهش الأستاذ مصطفى عبدالله، رئيس التحرير الأسبق لجريدة «أخبار الأدب»، عندما رآني أقرأ كتاباً ضحلاً، فأخبرته بأنني قادر على استخلاص ما يمكن الاستفادة منه رغم ضحالته.

عندما تشرع في كتابة رواية جديدة، كيف تتراكم فكرتها في خيالك أو ذهنك؟

الرغبة في كتابة رواية أول خطوة في طريق كتابتها، لكنها ليست الأهم، فكثيرون يرغبون في كتابة روايات، حتى بسطاء الناس تهمهم كتابة قصص حياتهم التي يرونها جديرة بالكتابة. تدفع هذه الرغبة في الكتابة في اتجاه بلورة فكرة موجودة أصلاً في ذهن الراوي، تلحّ عليه، ويمكن ألا تكون ثمة أية أفكار على الإطلاق، فيبقى يبحث عن فكرة.
الفكرة هي الخطوة الثانية في طريق كتابة رواية، لكنها ليست الأهم، في ذات الوقت لا توجد رواية عظيمة قائمة على فكرة غير عظيمة، لكن حتى بسطاء الناس أحياناً يملكون أفكاراً عظيمة، والمأثور الشعبي يؤكد ذلك.
الصياغة هي الخطوة الثالثة، والأهم على الإطلاق. وهي بمثابة الجسد من التكوين الإنساني، بغير وجوده لا وجود للإنسان، وعلى الراوي المبدع خلق جسد روائي أقرب ما يكون إلى «كامل الأوصاف». والرواية الصادقة، من وجهة نظري، هي تلك التي تنبني كشجرة، أو كجسد كما ذكرت، ما يعني أن من الأفضل كتابتها بشكل تراكمي، سطراً يتلوه سطر.
تعتمد إحدى المدارس مثلاً على كتابة الرواية بأجزاء متفرقة، متباعدة، ثم ترتيبها بجمل رابطة أشبه بعمليات الإخراج السينمائية. لا أعتبر هذه الطريقة سيئة، لكني أرى أن البناء التراكمي للرواية هو الأصدق، لأنه يعبّر عن حالة صادقة للمبدع نفسه الذي يعيش تطور شخصياته بشكل تصاعدي طبيعي.

عيون وآذان (مؤتمر ثقافي في اكسفورد) … بقلم الكاتب : جهاد الخازن .

في أكسفورد، مع مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية، ومؤتمر في نهاية الأسبوع عن قضايا الأمة، بحضور أكثر من مئتي مشارك من أنحاء العالم.

المؤتمر بدأ بجلسة موضوعها «اللاجئون والمؤسسات الدولية»، وكان الحديث ذا شجون. بعض المتحدثين قال ما نعرف وبعضهم زاد معلومات قيّمة، وكله «مثل الهمّ على القلب»، حسب عبارة شعبية، فنحن من بلاد غنية بمواردها فقيرة فكراً وأخلاقاً، والنتيجة أن أفضل أمل للشاب العربي أن يهرب من بلده الفاشل إلى بلدان ناجحة في أوروبا وغيرها.

في اليوم الثاني كانت هناك جلسة موضوعها «الشباب والتحديات العالمية الجديدة». شبابنا لم يتجاوزوا التحديات القديمة، ونحن نحدثهم عن تحديات جديدة تزيد من جو البؤس واليأس. أقول للاجئين العرب وللشباب العرب أن كل عربي تجاوز الأربعين يجب أن يعتذر عمّا ارتكب بحقهم. المسؤولية جماعية ونحن قصرنا وتركنا للجيل الجديد مستقبلاً أسودَ قاتماً.

المؤتمر كان صادقاً مع نفسه ومع المشاركين، ولم يحاول أي خطيب أن «يرش على الموت سكـّر»، وإنما عرض الوضع كما هو، وبما له من معرفة واختصاص في حقله. وأحيي الصديق فؤاد السنيورة، رئيس وزراء لبنان الأسبق، فهو تحدث بجرأة وكان صادقاً في عرضه تردّي الوضع في لبنان، والمصيبة في سورية ومأساة اللاجئين في أوروبا وغيرها، والجريمة التي ارتكبها أطراف النزاع جميعاً بحقهم. الأخ فؤاد السنيورة عطف أيضاً على إيران، وطموحاتها أو أطماعها في دول الجوار، وعاملها كما تستحق.

رئيس المؤسسة الأخ عبدالعزيز البابطين تنقل بين جلسات خاصة وعامة، واهتم بكل ضيف كعادته. الرئيس التركي الأسبق عبدالله غيل ألقى خطاباً جامعاً في الجلسة الافتتاحية. والمؤتمر جمع من نجوم السياسة والفكر عدداً كبيراً من الأصدقاء تضيق عنهم هذه العجالة فأكتفي بالإخوان عمرو موسى وعبدالله بشارة وفؤاد السنيورة وطاهر المصري ومحمد بن عيسى وناصر الناصر ومحمد الرميحي ونبيل الحمر وماضي الخميس، ولا أنسى من الأخوات ريما خلف التي وجدتها أمينة لبوصلة القضية، وفريدة العلاقي وأمينة الحجري وسارة فهد أبو شعر، وأيضاً الزميلة بولا يعقوبيان، فهي من نوع نادر مثقفة حسناء موضوعية في عملها.

أسفت لغياب المفكر اليهودي الأميركي نعوم تشومسكي عن المؤتمر فقد كان يُفترَض تكريمه بمنحه الشعار الذهبي للمركز، وكنت آمل أن أسمع كلمته. إلا أنه لم يحضر وسمعت أن السبب مرض زوجته فبقي معها.

كان هناك ما يعوّض عن غياب البروفسور تشومسكي، فقد سرني أن أرى البروفسور يوجين روغان، الأستاذ في جامعة أكسفورد حيث درس ابني يوماً. أعتبر البروفسور روغان بين أفضل المؤرخين عن الشرق الأوسط، وهو عادل معتدل يطلب الحقيقة. أيضاً كان هناك البروفسور جوان كول، أستاذ التاريخ في جامعة ميشيغان الذي نصب له ليكود أميركا العداء إلا أنه مقاتل يدافع عن الحق، ومؤلفاته، وعمله الأكاديمي ونشاطه الفكري، تتحدث عنه. حضر المؤتمر أيضاً البروفسور آفي شلايم من جامعة أكسفورد، وهو من اليهود طلاب السلام الذين يستحقون الشكر والتقدير.

ضاق المجال، وعندي ملاحظات فأختار برنامج الأمم المتحدة «تحالف الحضارات» وأرى أنه «تخالف» الحضارات. ثم هناك شعار المؤتمر «عالمنا واحد، والتحديات أمامنا مشتركة». أرى عالمَيْن، ناجح وفاشل، أو متقدم ومتخلف، ولن أقول أين نحن حتى لا أزيد الهمّ على القلب، وإنما أقول إن هناك عالماً أول، وعالماً عاشراً. نحن في العالم الحادي عشر.

البابطين… واجهة الكويت الثقافية! – بقلم الكاتب : د.حسن جوهر

الثلاثاء 27 أكتوبر 2015
إن ما يبذله عبدالعزيز سعود البابطين من حر ماله عبر مؤسسة البابطين الثقافية ومسيرتها الرائدة أمر عجز عن التفكير فيه العديد من الدول والحكومات التي تتربع على المليارات من ثروات أبناء شعوب المنطقة وأموالها، وهذه الجهود المضنية والمساعي المخلصة تستحق أن تجد طريقها نحو مؤسسات صناعة القرار وأصحابها في العالم العربي.

عبدالعزيز سعود البابطين اسم ارتبط بواجهة الكويت الثقافية أمام العالم، ومن خلال مؤسسة البابطين الثقافية ومسيرتها الرائدة التي امتدت إلى ربع قرن من الزمان استطاع هذا الرجل الكريم تأسيس رافد أصيل للفكر العربي، وإحياء رونق اللغة العربية عبر الشعر والأدب وتخليد فطاحل لغة الضاد، واستمر العمل الدؤوب للأستاد عبدالعزيز البابطين لتدشين أحد أهم مراكز حوار الحضارات، حيث جمع ألوان الطيف من الملل والنحل ومن أتباع الفكر الإنساني والديني بمختلف مدارسه واجتهاداته، فاستحق هذه النجومية العربية والعالمية واحترام المراكز الثقافية والفكرية ومؤسسات العصف الذهني والأكاديميات العلمية في عموم العالم، وللرجل الفخر أن ينسب هذا النجاح إلى بلده الكويت ويجعل اسم وطنه واجهة أعماله وبوصلة إنجازاته.
تشرفت بحضور الدورة الخامسة عشرة لمركز البابطين لحوار الحضارات، التي عقدت خلال يومي الرابع والعشرين والخامس والعشرين من شهر أكتوبر الجاري في أعرق جامعة على وجه الأرض وهي جامعة أكسفورد ببريطانيا، وتحت شعار في غاية الأهمية هو “عالمنا واحد… والتحديات أمامنا مشتركة”، ليجسّد المشاركون في هذا الملتقى، والذين يمثلون العديد من دول العالم ومن مختلف المشارب الثقافية والفكرية، جملة من أهم وأخطر قضايا العصر كقضية اللاجئين والتطرف والإرهاب والتنمية البشرية ووسائل التواصل الإعلامي الحديثة وآفاق عصر الشباب وتحدياته، سواءً بتشخيص مكامن القلق والإخفاق لهذه الموضوعات الشائكة في الوطن العربي أو بربطها عبر المنظور العالمي المتشابك والمعقد في مسعى جاد لمفهوم المسؤولية الجماعية المشتركة للعالم قاطبة تجاه تبعات هذه القضايا سلباً كانت أم إيجاباً.
يبقى القول بأن هذا الجهد المتواصل ومن خلال عمل مؤسسي دؤوب وبسواعد وطنية كويتية في المتابعة والتنظيم وكرم الضيافة، يبذل من حر مال هذا الرجل، وهو الأمر الذي عجز حتى عن التفكير فيه العديد من الدول والحكومات التي تتربع على المليارات من ثروات وأموال أبناء شعوب المنطقة، وقد تراكمت فيها المعضلات وتفاقم حجم المشاكل لدرجة اليأس والإحباط الذي أدى إلى ظهور التطرف والإرهاب، وتحول العالم العربي إلى منبع لتصدير الأحقاد واستباحة دماء البشر وأعراضهم وممتلكاتهم وتشويه سمعة ديننا وثقافتنا الخالدة في الرقي والتسامح، وهذا بالتأكيد لن يثني البابطين وفريق عمله عن الاستمرار في هذا العطاء، إلا أن هذه الجهود المضنية والمساعي المخلصة في المقابل تستحق أن تجد طريقها نحو مؤسسات صناعة القرار وأصحابها في العالم العربي الذي أجزم بأن وضعه المرير ومؤشرات التخلف والتراجع وضياع الأمل التي تنخر في جنباته لن يكون هكذا لو أنه تم الأخذ ولو بجزء من تلك الأطروحات النيّرة والآمال المبنية على أسس علمية ومهنية صادقة ووفية!

رئيس مؤسسة البابطين: أدعو الشعراء العرب للمشاركة في الموسوعة.. لدخول «جينس»

نظمت جمعية فناني ومبدعي الإسكندرية الاربعاء الماضي ندوة للشاعر عبدالعزيز البابطين رئيس مؤسسة عبدالعزيز البابطين قدم لها الشاعر عماد حسن وأدارها المهندس عوف همام رئيس الجمعية،حيث سرد البابطين قصة كفاحه منذ عام 1956والتي بدأها بالعمل لبيع المواد الغذائية في شوارع الكويت.. اذ كان يسير أربعة كيلومترات حد أدني يوميا.. وبعد خمس سنوات استطاع تأسيس محل تجاري، يعد الخطوة الأولى في سلم النجاح العملي.. وقال البابطين: لأن الشعر عاش معي طول العمر منذ مرحلة الصبا، فلم أستطع أن أبعد عنه فهو الداعم الأول لي في مسيرتي الاقتصادية.

وفي أوئل الثمانينيات.. انحدر الشعر العربي الأصيل لمستويات متدنية، مما جعلني أفكر في تأسيس مؤسسة البابطين وذلك عام 1985، ولان الشعراء العرب هم ضمير الأمة، قررت تسمية المؤسسة باسم عمي عبدالمحسن البابطين.. لان له باعا طويلا في الشعر ومن الأسماء المعروفة بين الشعراء، ولكن صديقي الدكتور عبدالمنعم خفاجي أستاذ بجامعة الملك عبدالعزيز.. رأى أن تسمى باسمي حتى تستمر في عطائها للشعراء مدى الحياة ليتوارثها الأبناء، ووقع الاختيار على القاهرة كمقر رئيس ثم أنشئت فروع في الكويت وتونس وعمان، وكان اختياري للقاهرة لأنها عاصمة الثقافة العربية، هذا وقد أقمنا أول احتفالية عام 1990 بالقاهرة واستمر الاحتفال بالشعراء العرب كل عام وأصبح دور المؤسسة مساندة الشعراء وتكريمهم على مستوى العالم العربي، وعقد العديد من الدورات التدريبية للتعريف باللغة العربية وأهميتها، ودورات في الترجمة للشعر والمخطوطات الشعرية، وهذه الدورات تجوب العالم العربي ووصلت إلى جزر القمر.. التي وقعنا معها بورتوكول تعاون لعقد دورات تدريبية باللغة العربية على مدى خمسة عشر عاما وفكرت في جمع الشعر النبطي وأحببت الشعراء..لذا تم إصدار أول طبعة ضمت

1400 شاعر بالعالم العربي، وفكرت في إنشاء مركز حوار الحضارات بعد أحداث11 سبتمبر، بهدف تعريف المجتمع الغربي بالإسلام وأبعاد الدين الإسلامي.

وأضاف انه تم تدشيين مشروع مع مكتبة الإسكندرية لترجمة الاف الأبيات الشعرية من الإنجليزية والالمانية والفرنسية إلي العربية وابدى المسؤولون بالمكتبة الاستعداد للتعاون معنا لأقصى الحدود، وقدموا لنا صورا من المخطوطات لتساعدنا في المعاجم، ونحن نعمل بكل جهودنا في محاولة لكي نسابق الزمن لتعويض الفترة الماضية وإهمالنا الشعر العربي، هذا المشروع يرصد الأعمال الشعرية في القرن العشرين التي سلط الضوء عليها والمهملة أيضا، ومتأكد أن تعاوننا مع مكتبة الإسكندرية سوف يثمر في صالح الأدب والشعر والشاعر.

والمشروع الاخر يقوم به مركز البابطين بالتعاون مع جامعة الإسكندرية والمكتبة لتحقيق المخطوطات الشعرية.. لتخرج الدواوين الشعرية للنور بعد أكثر من ألف عام على كتابتها، لتصبح متاحة لكل مواطن عربي

ورسالة المركز نشر دواوين الشعر المخطوطة أو المجموعة ونشر الكتب التراثية التي يمثل الشعر مادتها الرئيسة، وقد صدر عن المركز عشرات الدواوين لشعراء لم ير شعرهم النور منذ قرون.. ويستعد المركز حاليا لإصدار جملة من الدواوين الشعرية النادرة لعدد من الشعراء البارزين خلال الحيز الزمني لمعجم البابطين لشعراء العربية، بالتعاون مع فريق المعجم وبعض المحققين من ذوي الخبرة والاختصاص والان تركز مؤسسة البابطين علي عقد ندوات ودورات تدريبية لمكافحة العنف والإرهاب، ونسعى من خلال الأنشطة لمكافحة الإرهاب،حيث نحرص على إقامة

العديد من الندوات للتعريف بالإسلام ومبادئه، ونشارك في فعاليات مؤتمر حوار الحضارات..حيث ندعو للقضاء على الإرهاب بتجفيف منابع الظلم والقهر،

وأعلن أنه يعتزم السفر لتكريمه من منظمة البحر الأبيض المتوسط لاختياره (رجل السلام الدولي لعام 2015)، وبعدها يطير إلى لندن لإقامة حفل حوار الحضارات بالتعاون مع جامعة اكسفورد وفي الختام دعا كل شاعر عربي للمشاركة في موسوعة الشعر التي سوف تصدرها مؤسسة البابطين والتي ستضم الالاف من الاشعار لجميع الشعراء العرب أو الاجانب المتحدثين بالعربية.. لتصبح أطول موسوعة للشعر، ندخل بها موسوعة جينس

ثم ألقى من أشعاره.. “ملحمة العرب”:

آمن العرب جميعا

 بنداء الأنبياء  

أكبروا دين النصاري

  ورسالات السماء  

فلقد قال تعالى

  رسل الله سواء  

ديننا دين التسامي

  وعناوين الإخاء  

ننبذ الفتنة والإر..

  هاب دين الجبناء  

واعلموا أنا ودين ال

 حق منهم برءاء  

يابني الإنسان ندعو

 كي تلبون  النداء  

هذا وقد أهدى المهندس عوف همام رئيس جمعية فناني ومبدعي الإسكندرية درع الجمعية للشاعر عبدالعزيز البابطين عرفانا بدوره الرائد في توحيد الأمة العربية من خلال حوار الحضارات.

انطلاق الدورة 15 لـ«البابطين» في اكسفورد اليوم

تنطلق اليوم فعاليات الدورة الخامسة عشرة لمؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية تحت عنوان «عالمنا واحد والتحديات أمامنا مشتركة»، وذلك بالتعاون مع مركز الشرق الأوسط في جامعة أكسفورد العريقة، ومركز تحالف الحضارات في الأمم المتحدة.
وفي تصريح صحافي رحب رئيس مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين بالضيوف المشاركين في الدورة، التي ستستمر لغاية يوم غد قائلاً:
إن المؤسسة تفتح أبوابها على اتساعها لدعاة الحوار والسلام والمحبة، وإنني أشعر باعتزاز لوجودكم أنتم أصحاب هذا الفكر النقي، الذين تؤمنون بأهمية أن تتصالح الشعوب في مواجهة دعاة الحروب كي يتحقق السلام ويسود العدل الإنساني في كل أرجاء هذا الكوكب، الذي اختارنا الله عز وجل لنقيم عليه بغرض أن نبنيه لا أن ندمره.
وقال البابطين ان هذه الدورة ستكون مميزة باحتفائها بسمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح قائداً إنسانياً، وبدولة الكويت مركزاً إنسانياً عالمياً، معتبراً أن هناك انسجاماً بين رسالة هذه الدورة وهذا الاحتفاء، فكلاهما قوامه العمل الإنساني العالمي.
وشكر البابطين جامعة أكسفورد التي وصفها بأنها ليست مجرد أكاديمية لتخريج الطلبة، بل هي منتجة للفكر والمفكرين وقادة المجتمعات. كما شكر مركز الشرق الأوسط في الجامعة ومركز تحالف الحضارات في الأمم المتحدة، على التعاون المثمر الذي ساند رسالة المؤسسة في نشر ثقافة التسامح.
ووجه البابطين كلمة إلى الضيوف من خلال تصريح قال فيه: مرحباً بكم رسل سلام وإخاء بين البشرية جمعاء، ودعونا نحاول معاً أن نطفئ لظى الكراهية التي يحاول سعاة التدمير لإشعالها، وإذا استطعنا أن نطفئها فكونوا على ثقة بأن الحروب ستخمد من تلقاء نفسها. وتمنى البابطين للضيوف في ختام تصريحه، مشاركة مفيدة ومثمرة في هذه الدورة.

مجلة البابطين الثقافية الالكترونية
%d مدونون معجبون بهذه: