ريمون شبلي: أنا ابن اللحظة الحاضرة لكنني أرفض إلغاء الشعر التقليدي

جريدة الجريدة ) 

منذ ديوانه الأول «وطن الجراح» (1980) وحتى ديوانه الصادر حديثاً «أشدو… وأشتاق»، عشرات الدواوين، ينتهج فيها الشاعر ريمون شبلي نهجاً خاصاً قوامه التمسك بأصالة الشعر التقليدي وإضفاء طابع الحداثة من خلال الكلمة المعاصرة، غايته إخراج الشعر من جموده ودفعه قدماً في مواكبة العصر من دون أن يفرغه من جذوره التي تمتد عميقاً في التاريخ والتراث. بعد علاقة طويلة مع الكلمة بدأت منذ الطفولة ولمّا تنتهِ بعد، وضع ريمون شبلي الكثير من ذاته في شعره، أراده لغة تعبير عن فرحه، عن ألمه، وأكثر من ذلك أراده مالئاً فراغ الغياب، غياب الأحبة عن هذه الحياة، فكتب قصائد ووجدانيات وتأملات في الحب والوطن وتعامل مع الزمن من منطلق الند للندّ، تمرّد عليه فصار الغياب عنده حضوراً بالفكر والروح والعقل، أي حضور دائم وأبدي، فامتاز شعره بتناغم بين جمالية الكلمة وفلسفة الوجود.  لريمون شبلي مؤلفات أخرى في النقد الأدبي: «هوامش على عالم الشعر والقصيدة» (1992)، «جورج غانم في حجر الحب والقصيدة» (1994)، «شرابيات» (2014)، وهو دراسة في تراث الشعر العامي وما يعرف بـ{الزجل» و{القرادة». كذلك له مؤلفات نثرية: «هل؟» (مقالات- 2004)، «عسى..!» (مقالات وجدانية تأملية- 2005)، «هؤلاء… ويثقبون الذاكرة»! (2010)، «هؤلاء… ويثقبون الذاكرة» (الجزء الثاني- 2014).

«أشدو… وأشتاق» لماذا هذا العنوان؟

لأن الديوان عبارة عن تأملات نابعة من الوجدان، لكنها لا تنحصر فيه إلى حد ما بل تتخطاه إلى الأبعد، إلى الله، إلى المطلق. ترمز كلمة أشدو إلى أن الشاعر عندما يكتب يكون كمن يغني، واشتاق طبعاً إلى الأحباء الذين رحلوا، والشوق نوع من الانتظار، والانتظار رجاء، لذلك الشعر هو شعر قيامي رجائي.

ما الذي يدفعك إلى الكتابة؟

أكتب تحت تأثير حادثة أو فعل لكن لا أنفعل، بل أعبر بالرموز عما يجيش في قلبي من حب وذكريات، فالليل عندي مكمل للنهار، والطائرات الورقية تنقلني على أجنحة ألوانها إلى الطفولة، الريح تعني القوة والحرب، اللون الأخضر رمز الحياة والرجاء، والعينان الخضراوان للمرأة في شعري ترمزان إلى الحياة والنضج والربيع والانبعاث.

وما الذي حرك قلمك لكتابة ديوانك الأخير؟

غياب أحباء لي عن الحياة، يتضمن قصائد عن الوالدين وعن أصدقاء رحلوا عنا، بعد ذلك أتخطى الإطار الأشمل وأتناول الموت عموماً، الحياة ما بعد الموت، الحضور الإنساني من خلال البصمة التي يتركها كل شخص أثناء مروره في الحياة، سواء فكرية أو فنية أو إنمائية.
ولأن البيئة باتت الشغل الشاغل لنا بعد التشويه الذي لحق بها كتبت قصيدة «مراسي الأماني» وهي استشراف للغد، وتحذير من التمادي في تخريب البيئة الذي قد يصل إلى تخريب الكرة الأرضية. هنا ألوم الإنسان الذي يفكر بمصلحته فحسب، ولا بد لنا من الصلاة ليرتد عن ضلاله ويعود إلى عقله ويعمل للخير. وأختم الديوان بقصيدة «القلم» رفيقي الدائم في حلي وترحالي، في أوقات فرحي وحزني، ولن أتخلى عنه حتى الموت.

ماذا يعني الغياب بالنسبة إليك؟

الديوان خلاصة نحو 15 سنة من الكتابة حول الغياب، سبقه ديوان «أغنية فراغ» (1992) الذي يضم قصائد في الحياة والموت والرجاء والقيامة. انبثقت الفكرة عندي في بداية الثمانينيات، عندما حرّك موت والدي وجداني وأثّر بي. بعد شهرين تقريباً، أي حين هدأت عاصفة الحزن بعض الشيء، بدأت أكتب حول فكرة الموت والحياة. وفي أثناء الحرب التي عشناها في لبنان على مدى سنوات طويلة، لاحظت أننا تآلفنا مع الموت وأصبح يرافق يومياتنا، نظراً إلى أعداد القتلى الذين يسقطون، فضلا عن موت الوطن… فغصت أكثر في فكرة الموت لكن لم أتناوله من خلال الانكسار والألم، بل من خلال الرجاء والانتصار على العدم.

إلى أي مدى أدت البيئة دوراً في توجيه أفكارك نحو أمكنة معينة؟

إلى حدّ كبير، الإنسان ابن بيئته ومجتمعه وزمانه، يتأثر بها ويتفاعل معها وينفعل إزاء الظروف التي تواكبه وتترك أثراً فيه، ولدت في بيئة مؤمنة وعائلة مؤمنة، وترك ذلك كله أثره الكبير في نفسي، وأنا اليوم أعيش امتداد هذه البيئة التي طبعتني بطابع خاص قوامه انتظار الآتي من الأيام ببريق الرجاء.

اللحظة الشعرية

كيف تحدّد اللحظة الشعرية؟

ثمة أشخاص يستحضرون اللحظة الشعرية ويكتبون، فيكون إنتاجهم غزيراً، وكثر يكتبون تحت الطلب، فيما أنا تستحضرني اللحظة الشعرية لا أعرف متى أو كيف أو لماذا. أحياناً أكتب ديواناً في غضون شهرين وأحياناً أخرى أبقى فترة طويلة قبل أن أمسك بالقلم وأخط على الورق شعراً أو نثراً.
اللحظة الشعرية عندي هي عندما تلتمع فكرة ما في رأسي، تحت تأثير حادثة معينة، فاتركها تتخمر من ثم أكتبها بعفويتها، بعد فترة قصيرة أعود إليها وأجري عليها بعض «الرتوش». أشبّه الفكرة بامرأة جميلة بطبيعتها إنما تضع على وجهها مسحات من الماكياج الخفيفة لتبدو أجمل.

ماذا يعني الشعر بالنسبة إليك؟

الشعر ليس خطاباً أو مقالة أو نثراً موضوعياً عادياً، للشعر شخصيته القائمة على عناصر عدة من بينها الكلمة العصرية. أنا معاصر ولا أريد أن أسكن الماضي وأحبس نفسي فيه. في المقابل، لا أعتبر نفسي من شعراء الحداثة الذين يريدون إلغاء القديم كلياً والتنقل بين العدم والعبثية. أنا أجمع الأزمنة كلها، لست مقطوعاً عن الماضي إنما آخذ منه المفيد والجميل الذي يغنيني ويغني شعري، وأعيش الحاضر ومنه أطل قليلا على المستقبل. أنا ابن الحاضر، أحاول تجميله وإضافة بعض الضوء إليه المنبثق من عراقة الماضي.
إلى متى ترقى علاقتك بالكتابة؟

إلى 45 سنة تقريباً. في البداية، كنت أكتب وأمزق الورق وأرميه في سلة المهملات، واستمريت على هذه الحال إلى أن أصبحت كتاباتي تتمتع بحد أدنى من المستوى الشعري، فطبعت ديواني الشعري الأول «وطن الجراح» (1980) وتضمن قصائد مستوحاة من فترة الحرب التي عشناها بين 1975 و1978، وتركت أثراً مؤلماً فينا.

تعبر في كتابتك من خلال الرموز، لماذا استخدام هذه اللغة؟

في الرموز إيحاء وجمالية، استخدمها لأترك مجالا للقارئ ليسبح بفكره إلى أماكن لامحدودة وأوقظ فيه الخيال، فلا أحصره في مجال معيّن. الشعر كلمة والأهم التركيب اللغوي والصور والرؤية التي تغوص في المعنى الإنساني، كل ذلك يشكل أسلوب الشاعر الذي يختلف عن شعراء غيره بطريقة تعبيره عن النفس والفكر وعن الجماعة التي يعيش بينها.
من خلال شعري أحاول نشر ثقافة الحب، حب الوطن والأرض والإيمان والقيم الإنسانية.

الزمن والطبيعة

للزمن في شعرك موقع بارز، لماذا وهل تخشاه؟

نمرّ في الحياة ونشيخ مع الأيام ويمضي العمر، والزمن عملاق يحمل إزميلاً ويحفر فينا ويترك أثره علينا. الخوف من الموت يجعل الإنسان قلقاً إنما إذا بقي حبيس قلقه وخوفه سقط في الموت والعدم. بما أنني ترعرعت في بيئة مؤمنة، محا الرجاء عندي الخوف وصار الزمن بمثابة عبور إلى مكان آخر أفضل، إلى الكمال والسمو… من الضروري أن نتذكر دائماً الموت، لنرتدع عن ارتكاب الشرور، ونتطلع إلى بعضنا البعض بحبّ وخير…
الزمن محتم علينا وهو يأكلنا، يمرّ العمر بسرعة، وكلما تتالت السنوات أشعر بأنني اقترب من الموت أكثر، لكنني لا أخشاه، بل أخشى كيفية الموت.
ما مفهومك للشعر اليوم؟

الشعر أسلوب، المضمون نفسه في تمحوره حول القضايا الإنسانية المختلفة، إنما اختلفت اللغة، وسيطرت الكلمة المعاصرة التركيب المتميز ببساطة وأناقة وجمال ورقي وبعض الحذف، أي تُستعمل إشارات وتلميحات، ويبقى دور ولو صغير للعقل.
للأسف ثمة استخفاف بالشعر، اليوم، ونلاحظ أن قلة من دور النشر تطبع دواوين شعرية، فيما في الستينيات كان الشعر في أوج ازدهاره، وكانت تنظم مهرجانات شعرية في قصر اليونسكو في بيروت، فيما اليوم يكاد الشعر يكون مجمداً ومرذولا. صحيح أن الشعر يجب أن يكون مرآة عصره، أي أن يتحرر اليوم من الكلاسيكية نظراً إلى تطور العصر لكن في المقابل يجب ألا يُفرّغ من مضمونه ويصبح سطحياً وعبثياً، بل أن يأخذ الأصالة التي تتميّز بها الكلاسيكية في جوهره، ويأخذ طابع التحرر في شكله.

تستخدم في شعرك صوراً من الطبيعة، فما علاقتك بها؟

أنا ابن الطبيعة وكانت ملعب طفولتي ومسرح شبابي وهي اليوم ملجأي. الطبيعة جزء مني، تعلمت منها نقاوة الفكر والعطاء اللامحدود، وفي أحضانها استوحيت قصائد كثيرة. منذ طفولتي تفتحت عيناي على لوحات طبيعية رائعة، لذلك أعشق اللون الأخضر وتفوح من قصائدي رائحة شجر الصنوبر، وتتخذ كلماتي نصاعتها من الثلج الأبيض. سكنتني الطبيعة تماماً كما سكنتها، وعندما أسمع عن حريق يلتهم إحدى الغابات يعتصر قلبي ألماً وأشعر بأنني خسرت صديقاً عزيزاً على قلبي.

مؤسسة البابطين الثقافية توزع جوائز مسابقتها الشعرية

تقيم مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية حفلا في مكتبة الاسكندرية بمصر لتوزيع الجوائز على الفائزين بمسابقتها، التي اطلقت عليها اسم «ديوان العرب» والتي أقيمت بالتعاون مع إذاعة «صوت العرب» في القاهرة.
وسيتم توزيع الجوائز على الفائزين ضمن احتفالية يلقي فيها الشعراء الفائزون قصائدهم الفائزة بتلك المسابقة ضمن أمسية شعرية تقام الخميس المقبل.
وفاز بالمسابقة كل من الشعراء: محمد تركي حجازي من الأردن، والشاعر خالد الوغلاني من تونس، وأحمد بلبولة ورنا العزام من مصر.
يذكر أن المؤسسة تدعم للعام الثاني على التوالي هذه المسابقة إيمانا منها بمد جذور التواصل بين الشعراء العرب عن طريق إقامة مثل هذه المسابقات.
وهنأ رئيس المؤسسة الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين الفائزين قائلا: إن هذه الخطوة تأتي ضمن أهداف المؤسسة في دعم الشعر ونشره عبر وسائل الإعلام، وأشاد البابطين بدور إذاعة صوت العرب معتبرا إياها إذاعة عريقة ومهتمة باللغة العربية والثقافة بشكل عام، الأمر الذي ينسجم مع رسالة مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية.

الأديب أشرف الخمايسي: الكتابة تتلوّن كالحرباء

جريدة الجريدة الكويتية:

يؤمن بأن الفشل ليس قنبلة يدحرجها خصومك تجاهك، بل قنبلة داخل المرء نفسه، هو الوحيد القادر على تفجيرها، أو الحفاظ عليها آمنة. إنه الأديب أشرف الخمايسي الذي يرى كتاباته محاولات تنويرية مخلصة وسط العماء الثقافي الذي نعيشه، وهي محاولة للاهتمام بالإنسان.
التقته «الجريدة» وكان معه هذا الحوار:

يقول ماركيز: «أكتب ليحبني أصدقائي»… لماذا تكتب؟ وما هي غاية الكتابة لديك؟

أكتب لأني لا أحب شيئاً آخر غير الكتابة، ومع ذلك لا أفهم ما هو هذا الشيء الذي يدعى {الكتابة}، لأعرف إن كان يمكن ممارسته على سبيل التطهر والخلاص. عندما كنت أديباً شاباً في أول المشوار، اعتقدت أن الكتابة رسالة، ثم منذ ثلاث سنوات فقط اعتقدت أن الكتابة غاية. يبدو أن الكتابة فعل “حرباوي” (من الحرباء) تختلف مواصفات غايته مع تقدم الوقت باختلاف قناعاتنا. سأكتفي بالتعامل مع الكتابة على أنها شيء أحب ممارسته.

تبدو روايتك “منافي الرب” فلسفية رمزية معقدة أكثر من اللازم يستعصي فهمها على القراء، ما رأيك؟

أعتقد أن آخر صيحات الكتابة لم تعد لها علاقة بالأحداث المتشابكة، ولا بثقل المحتوى، ولا بطرائق السرد المرهقة، بل بالسطحية شكلاً ومضموناً. كلما كان المكتوب متاحاً ومسلياً، ولا يصدع الرأس، ولا يهزّ الثوابت الصدئة في قلوبنا، كان الكاتب رائعاً، واسألوا قراء موجة كتابة الرعب والتنمية البشرية.

تعتمد في كتابتك التركيز في كل ما هو ضد الدين والتماهي في الجنس… هل تعتقد أن هذا من التوابل التي تتسبب في نجاح الرواية وانتشارها؟

أصدرت حتى الآن أربع مجموعات قصصية، واحدة منها للأطفال، وعملاً كبيراً مكوناً من أربعة أجزاء لليافعة، وثلاث روايات، وكتاب مقالات، ورغم ذلك يوجهون اتهاماتهم بناء على قراءة عمل واحد من بين تسعة أعمال. حتى هذا العمل الواحد، أقصد «منافي الرَّب» طبعاً، لم يكن منافياً لروح الدين أبداً. ربما القراء السطحيون يرونه كذلك، ربما القراء الدواعش أيضاً، لكن قارئاً منفتح ذهنياً لن تكون له وجهة النظر هذه، بل سيراه محاولة تنويرية مخلصة في كل هذا العماء الثقافي الذي نعيشه، محاولة للاهتمام بالإنسان كما اهتم به الله. ثمنت «منافي الرَّب» قيمة الألوهية غالياً، وحطت من قيمة الأهداف السلطوية. كذلك ليس من حق أحد سؤالي، كروائي، عن مدى أخلاقية عملي الأدبي. لا أكتب لسن تحت 18 سنة، ولا أكتب تنمية بشرية، ولا مغامرات ورعب. أكتب أدباً لقراء ذوي مواصفات خاصة، بلغوا سن الوعي والفهم والإدراك. وعندما أكتب أدباً فأنا أكتب الإنسان بكل دقائقه، والعلاقات الإنسانية، وأزمتها المواكبة لها في كل عصر. كيف يمكنني تجاهل تلك الخطورة لأجل الاهتمام بآراء غير ناضجة؟ أنا مسؤول عن كيفية كتابته، وإن كانت هذه المشاهد الحميمة قد أضافت إلى التناول الأدبي أم لا. وفي حين اتهم بسطاء التلقي «منافي الرَّب» بالشهوانية فإن النقاد الأكاديميين الكبار، الذين كتبوا عنها عشرات الدراسات النقدية حتى الآن، وكثير من القراء المثاليين، كانت رؤيتهم مختلفة.

أزمة ومقاربات

يقولون إن الأدب يجسد معاناة الإنسان وصراعاته الكبرى… ولكن هل يساهم بشكل فعلي في تخفيف هذه المعاناة؟ وما هي أزمتك؟

لا يجسد الأدب معاناة الإنسان وصراعاته الكبرى فحسب، بل الإنسان نفسه ويسجل قصة خلوده. كم هو هدف بالغ العمق والنبل، حتى لو لم يحقق الأدب سواه لحقق أمراً عظيماً. كذلك التسلية وسيلة مهمة من وسائل الأدب، هي الطعم الذي يتم استدراج أصحاب المعاناة إليه لقراءته، ومن ثم التسلي. أي تسلية نقصد هنا؟ قطعاً، لا نقصد الرعب والبوليسي وغيرهما من أصناف خفيفة. لا أتكلم عن كتابة تأسيسية مطلوبة للناشئة، إنما عن أدب يتعامل مع وجدان شخص ناضج، يشارك في صنع الحياة. هنا التسلية ستأخذ معنى أعمق، مشتقاً من السلوى، وفي الأخيرة طبطبة ومشاركة وجدانية. للأدب دور كبير في إعادة تركيب وجدان الإنسان بتسليته في مصائبة وإخفاقاته، من ثم إعادة الاتزان له.
أما عن أزمتي الخاصة، فأزعم أني إنسان لا أعاني أزمة كبيرة. تقابلني مشاكل وعقبات كأي إنسان، لكني أتمتّع بروح متحدية للغاية، وأومن بأن الفشل ليس قنبلة يدحرجها خصمك، أو منافسك، تجاهك، بل هو قنبلة داخل المرء نفسه، هو الوحيد القادر على تفجيرها، أو الحفاظ عليها آمنة. كذلك أتمتع بروح غير قابلة للزج بنفسها وسط صراعات لأجل الحصول على مكاسب ما. لا أعاني أزمة، إن كنت تقصدين أزمة متعلقة بالهاجس الإبداعي. ربما ما زلت ضحل الإدراك كي أفهم أن ثمة أزمات، لكن أرى العالم يمضي أمامي، وقد أبلغتنا الكتب بأنه ظل يمضي قديماً من دون توقف، وأجزم بأنه سيظل يمضي مستقبلاً. الأزمة انبعاث تدميري ينتج فقط عندما نفجر قنبلة الفشل داخلنا.

يقول عنك الكاتب أحمد خالد توفيق «ديستوفيسكي مصر» وأحسن كاتب ظهر في آخر 20 عاماً… هل ترى أنت ذلك؟

التقدير كله للدكتور أحمد خالد توفيق، إنها روح حلوة يندر وجودها فعلاً وديستوفيسكي كاتب عظيم، وأحد الآباء المهمين للفن الروائي، والمقاربة به شرف كبير قطعاً. ومنذ أكثر من 20 عاماً وصفني أستاذنا جمال الغيطاني، رحمه الله، بـ «ماركيز مصر». مقاربتان مشرفتان.
في مرحلة ما من عمر الأديب تكون المقاربات الجيدة مفرحة، تبعث فيه الثقة، وفي مرحلة أخرى لا تكون كذلك، إنما دليل على فشله في العثور على صوته الخاص. شخصياً، لا أعرف عن ديستوفيسكي غير أنه روائي روسي قديم، ولم أقرأ له حتى الآن سوى ربع رواية «الجريمة والعقاب». ليس هو فقط صاحب الحظ السيئ معي، بل معظم الروائيين أيضاً. لم أقرأ لكونديرا على الإطلاق حتى الآن، وألقي روايات ساراماغو من النافذة بعد قراءة خمسين صفحة منها على الأكثر.
أفضّل أشرف الخمايسي على الجميع، فهو أنا لا غيره، وهو يمنحني قيمتي الحقيقية لا هم، وإن كان حتى الآن لم يكتب بالشكل الذي أرجوه له، لكنه يملك أصول العبقرية والجنون، ولديه قدرة هائلة على السرد ستظهر بكامل بهائها مستقبلاً.

قراءة وكتابة

يقول الكاتب الراحل رجاء النقاش إنه كلما حضر إلى المقهى وجد الأدباء يجلسون فيتساءل «متى يكتبون والأهم متى يقرأون»… متى يكتب أشرف الخمايسي ومتى يقرأ ولمن يقرأ؟

لست من الكتّاب هواة الجلوس على المقاهي. لا تمثل الأخيرة لي أكثر من مكان ألتقي فيه الأصدقاء بعيداً عن منطقة وسط البلد التي تعج بالقليل من الأدباء، وبالكثير من المدعين، وهي أجواء لا أحبها. من ثم أنا متفرّغ تماماً للكتابة والقراءة وممارسة الحياة من سفر داخل مصر ومسامرة الناس الطيبين من أهلنا {الغلابة}. ليست لي مواعيد محددة للكتابة، ولا للقراءة، ولا أقرأ لأحد بعينه، وأقرأ الغث والثمين، ومنذ أكثر من 20 عاماً اندهش الأستاذ مصطفى عبدالله، رئيس التحرير الأسبق لجريدة «أخبار الأدب»، عندما رآني أقرأ كتاباً ضحلاً، فأخبرته بأنني قادر على استخلاص ما يمكن الاستفادة منه رغم ضحالته.

عندما تشرع في كتابة رواية جديدة، كيف تتراكم فكرتها في خيالك أو ذهنك؟

الرغبة في كتابة رواية أول خطوة في طريق كتابتها، لكنها ليست الأهم، فكثيرون يرغبون في كتابة روايات، حتى بسطاء الناس تهمهم كتابة قصص حياتهم التي يرونها جديرة بالكتابة. تدفع هذه الرغبة في الكتابة في اتجاه بلورة فكرة موجودة أصلاً في ذهن الراوي، تلحّ عليه، ويمكن ألا تكون ثمة أية أفكار على الإطلاق، فيبقى يبحث عن فكرة.
الفكرة هي الخطوة الثانية في طريق كتابة رواية، لكنها ليست الأهم، في ذات الوقت لا توجد رواية عظيمة قائمة على فكرة غير عظيمة، لكن حتى بسطاء الناس أحياناً يملكون أفكاراً عظيمة، والمأثور الشعبي يؤكد ذلك.
الصياغة هي الخطوة الثالثة، والأهم على الإطلاق. وهي بمثابة الجسد من التكوين الإنساني، بغير وجوده لا وجود للإنسان، وعلى الراوي المبدع خلق جسد روائي أقرب ما يكون إلى «كامل الأوصاف». والرواية الصادقة، من وجهة نظري، هي تلك التي تنبني كشجرة، أو كجسد كما ذكرت، ما يعني أن من الأفضل كتابتها بشكل تراكمي، سطراً يتلوه سطر.
تعتمد إحدى المدارس مثلاً على كتابة الرواية بأجزاء متفرقة، متباعدة، ثم ترتيبها بجمل رابطة أشبه بعمليات الإخراج السينمائية. لا أعتبر هذه الطريقة سيئة، لكني أرى أن البناء التراكمي للرواية هو الأصدق، لأنه يعبّر عن حالة صادقة للمبدع نفسه الذي يعيش تطور شخصياته بشكل تصاعدي طبيعي.

ربعي المدهون يفوز بجائزة البوكر العربية

الجزيرة نت :

فاز الروائي الفلسطيني ربعي المدهون بالجائزة العالمية للرواية العربية في دورتها التاسعة عن روايته “مصائر: كونشرتو الهولوكوست والنكبة”، وهو أول فلسطيني يفوز بالجائزة التي سبق أن وصل لقائمتها القصيرة في عام 2010.
وكشفت رئيسة لجنة التحكيم أمينة ذيبان عن اسم الفائز بالجائزة في حفل أقيم بمدينة أبوظبي مساء الثلاثاء، مشيرة إلى أنه جرى اختيار الرواية من بين 159 رواية مرشحة تتوزع على 18 بلدا عربيا.
ويحصل الفائز بالجائزة على مبلغ نقدي قيمته 50 ألف دولار أميركي، إضافة إلى ترجمة روايته إلى اللغة الإنجليزية، إلى جانب تحقيق مبيعات أعلى للرواية، والحصول على تقدير عالمي.

وترعى الجائزة “مؤسسة جائزة بوكر” في لندن، بينما تقوم “هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة” في الإمارات العربية المتحدة بدعمها ماليا.
والمدهون كاتب فلسطيني ولد في مدينة المجدل عسقلان جنوب فلسطين عام 1945، وهاجرت عائلته خلال النكبة عام 1948 إلى خان يونس في قطاع غزة. تلقّى تعليمه الجامعي في القاهرة والإسكندرية، ثم أُبعد من مصر سنة 1970 قبل التخرج بسبب نشاطه السياسي، ويقيم في لندن حيث يعمل محررا في جريدة الشرق الأوسط، وله ثلاث روايات إضافة إلى دراسات ومجموعة قصصية.
و”مصائر” رواية رائدة تقع في أربعة أقسام، يمثل كل منها إحدى حركات الكونشرتو، وحين يصل النص إلى الحركة الرابعة الأخيرة، تبدأ الحكايات الأربع في التوالف والتكامل حول أسئلة النكبة والهولوكوست وحق العودة.
وتحكي الرواية حياة الفلسطينيين المقيمين في الداخل وقد وجدوا أنفسهم يحملون جنسية إسرائيلية فُرضت عليهم قسرا، بالإضافة إلى معاناة الفلسطينيين الذين هاجروا من أرضهم إلى المنفى الكبير ثم راحوا يحاولون العودة بطرق فردية إلى بلادهم المحتلة.

غادة شبير تختتم فعاليات مهرجان الصيف بالإسكندرية

يختتم مهرجان الصيف الدولي الثالث عشر الذي ينظمه مركز الفنون بمكتبة الإسكندرية فعالياته بحفل الفنانة اللبنانية المتميزة وأستاذة الغناء العربي “غادة شبير”، يوم الجمعة 4 سبتمبر 2015 في تمام الثامنة والنصف مساءا على المسرح المكشوف بمكتبة الاسكندرية.

ومن المقرر أن تحي الفنانة اللبنانية أمسية غنائية ابداعية في الاسكندرية تقدم فيها باقة من الأغنيات الطربية وقصائد التراث ومنها “مضناك جفاه مرقده”، لأمير الشعراء أحمد شوقي، وموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، إضافة إلى روائع الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين “يابدر الليل”، “ليحبيب”، و”الجمال الناعس” ومجموعة من وموشحات وأدوار سيد درويش.

وقال المايسترو هشام جبر، مدير المركز ورئيس المهرجان، إن الفنانة غادة شبير هي قامة فنية كبيرة وهى من دون شك من أجمل الاصوات الطربية الشرقية حالياً، التي تتمتع في الوقت نفسه بثقافة واسعة ومعرفة أكاديمية في المجال، لافتا إلى أن الاهتمام المهرجان بتقديم مثل هذا الفن الراقي يهدف إلى إحياء المشهد الثقافي المصري والعربي.

المصدر

عبدالعزيز البابطين و100 عام من الشعر بقلم طارق بورسلي

إن كان الخليل بن أحمد الفراهيدي هو مبتكر عروض الشعر فإن الأديب الشاعر عبدالعزيز البابطين هو مبتكر حفظ الشعر العربي الحديث بكل أشكاله. فقد قام الأديب عبدالعزيز البابطين وعبر المؤسسة التي تحمل اسمه بحفظ ذكرى وقصائد شعراء عرب لمائة عام ماضية.

فقاعدة البيانات التي شملتها مؤسسة عبدالعزيز البابطين عن الشعراء العرب منذ إنشائها حتى اليوم توثق الشعر العربي من المحيط الى الخليج جغرافيا وعلى مساحة زمنية تمتد على بساط اكثر من عشرة عقود وهو ما لم تفعله اي مؤسسة عربية أو عالمية طوال المائة عام الماضية. مؤسسة جائزة عبدالعزيز البابطين الشعرية قامت لوحدها مقام وزارات ثقافة وإعلام جميع الدول العربية ووثقت الشعر العربي كما لم تفعل اي مؤسسة من قبل.

الكويتي النبيل الشاعر والأديب عبدالعزيز البابطين وبمبادرة شخصية منه وبدعم خاص أعاد للشعر هيبته وقام بتوثيقه برغبة شخصية وأنشأ المؤسسة التي تحمل اسمه لتكون أرشيفا حافظا لكل إنتاجات الأدباء العرب كما لم تفعل مؤسسة أخرى قبله. بين الخليل والبابطين رابط واحد هو عشقهما للشعر، الأول حفظ العروض وأوزان الشعر وثبتها في 16 وزنا والثاني حفظ ما خطته أيادي الشعراء طوال المائة عام الماضية وقام بتوثيقها وهو ما لم تفعله مؤسسة حكومية ولا خاصة من قبله.

إن عدد المطبوعات التي أصدرتها مؤسسة الشاعر الأديب عبدالعزيز البابطين طوال عقد من الزمان تساوي ما أصدرته كل المؤسسات الحكومية ودور النشر العربية خلال اكثر من 50 عاما.

فلمؤسسة البابطين.. شكرا، وللشاعر الأديب الكويتي عبدالعزيز البابطين ألف ألف شكر.

٭ كلمة أخيرة: منح جامعة الكويت الدكتوراه الفخرية للشاعر الأديب عبدالعزيز سعود البابطين استحقاق حقيقي يستحقه البابطين وتستحقه جامعة الكويت أيضا، والا من يستحق هذه الشهادة؟

www.salahsayer.com

salah_sayer@

جريدة الأنباء الكويتية

«معجم صفات النساء» للكاتب والأديب السوري عبد الناصر الحمد…كتابٌ مهم في طبعة «يتيمة» من الضروري إعادة نشره في سورية

ينما كان الأديب السوري عبد الناصر الحمد منهمكاً في البحث في جوانب الفكاهة… فوجئ بكمٍّ كبيرٍ من القصائد المخصصة في هجاء النساء.. فكان أن تتبعها ليقوده البحث إلى: «صفات النساء»…
عن ذلك «الانهماك» وتلك «المفاجأة» يكتبُ الأديب عبد الناصر الحمد في مقدمةِ كتابه المهم «معجم صفات النساء» الصادر في مئتين وسبعين صفحة من القطع الكبير في طبعته الأولى و«اليتيمة» في الكويت عام 2001م: «لم أكن أقصدُ في البدايةِ أن أضع كتاباً بهذا الشكلِ عن المرأةِ العربية.. بل كنتُ أبحثُ في مجالِ الفكاهةِ، وفوجئتُ بأن هناكَ كمَّاً هائِلاً من القصائدِ في هِجَاءِ النساءِ فتتبعتُها، فإذا بما كُتِبَ في صفاتِ النساءِ يفوقُ التوقُّع.. وإذا بروعةِ ما قيلَ يسحرُ القلبَ ويشغلُ الوجدان، فانصرفتُ إلى مزيدٍ من البحثِ الشاق.».

كتابان.. في «صفات النساء»..
ويختتمُ عبد الناصر الحمد مقدمة الكتاب بالقول:«إذا لقد دَفَعتني معرفةُ كلّ ذلك إلى التدوين ومحاولةِ التعمُّقِ أكثر فأكثر، ولما وجدتُ أن الأمر يحتاجُ أكثر من كتابٍ قرَّرتُ أن أقسمَ البحثَ إلى كتابين: الأول (معجم صفات النساء) وهو كتابُ يضمُّ صفات النساء إيجابيِّها وسلبيها إضافة إلى صفاتٍ أخرى ليس لها علاقةٌ بالجانب الجمالي كالصفاتِ التي وردت في الكتابِ والسُنَّة.
والثاني كتاب (الصفات الجمالية للمرأة عند العرب) ويضمُّ النموذج الجمالي للمرأةِ العربية، ومقاييس الجمال المتعلِّقة بها، وأنا على ثقةٍ تامة بأن القارئَ العربي أصبح قادراً على معرفةِ أي صفةٍ من خلالِ كتابٍ واحد يغنيهِ عن البحث».

تراتيل.. وملائكة.. ومولية
للأديب عبد الناصر الحمد مجموعة من المؤلفات، فمن أعمالهِ في الشعر: «تراتيل لغيلان الدمشقي 1990م، ملائكة من ورق 1994م» وفي الشعر الشعبي لهُ: «أيا غريبة 1992م، دفتر الغزل1994م، دفتر المولية 1996م» كذلك أصدرَ عبد الناصر الحمد عام 2000م كتاب «مختارات من الأدب الفارسي» بالاشتراك مع مصطفى عكرمة وفيكتور الكك.

درعان.. وجائزة
عامَ 1997م حازَ عبد الناصر الحمد على درع مهرجان الخالدية للشعر الشعبي والنبطي في الأردن، وعلى الجائزةَ الأولى في الشعر الشعبي في مدينة تدمر، كما حازَ عام 2000م على درعِ سعدي الشيرازي لنظمِ تسعٍ وستينَ قصيدة فارسية باللغةِ العربية.

الحمد: سيرة ذاتية
نذكر أن الأديب الباحث عبد الناصر الحمد من مواليد دير الزور عام 1958م، نالَ الإجازةَ في الآداب قسم علمِ الاجتماع من جامعة دمشق عامَ 1982م ودبلوم التأهيلِ التربوي عامَ 1988م عمل ما يقرب من سنتين في صحيفة الثورة، كما عمل في إعداد الرسوم المتحركة، ثم في مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي في دولة الكويت، وهو عضو اتحاد الكتاب العرب في سورية، وعضو اتحاد الصحفيين، وعضو جمعيةِ شعراءِ الزَجَلْ، وعضوٌ مؤسسٌ في منتدى الفرات الأدبي، كما كتب أهم أغاني الفنان سعدون جابر مثل «عشرين عام وبيتنا المهجور» وكتب أهم أغاني الفنان فؤاد سالم، إضافة إلى كثير من الأغاني التي غناها له مطربون عرب من ليبيا وفلسطين.

قبل الختام
كتاب «معجم صفات النساء» لمؤلفه الكاتب والأديب السوري عبد الناصر الحمد كتابٌ مهمٌّ وقيّم، لكن المؤسف اقتصار طباعته حتى اليوم على الطبعة «اليتيمة» التي صدرت في الكويت عام 2001م ما يجعلهُ غير متاح للباحثين والمهتمين بهذا الجانب في سورية، الأمر الذي يدفعُ للإشارة إلى أهمية إعادة نشر هذا الكتاب في سورية، لما يمثلهُ من قيمةٍ بحثية وأكاديمية كبيرة.

وزير الاعلام الشيخ سلمان الحمود الصباح يثمن مبادرة جامعة الكويت منح البابطين الدكتوراة الفخرية

كونا )

ثمن وزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشيخ سلمان الحمود، مبادرة جامعة الكويت منح رئيس مجلس أمناء مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية عبدالعزيز البابطين شهادة الدكتوراه الفخرية، تقديرا لانجازاته في المجالات الشعرية والثقافية، معتبراً مساهماته ارتقاء بالعمل الثقافي في المجتمع الكويتي.

واكد الشيخ سلمان الحمود في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية «كونا»، استحقاق الدكتور عبدالعزيز البابطين لهذه الجائزة، نظرا لمساهماته المؤثرة في ابراز الوجه الحضاري لدولة الكويت، وتعزيز علاقاتها الوطيدة مع المحافل الفكرية والثقافية العربية والدولية. وأضاف ان ما قدمه الدكتور البابطين من مساهمات ثقافية يعكس حقيقة الدور التاريخي لرجال الاعمال الكويتيين منذ القدم في الشراكة مع الدولة، من أجل الارتقاء بالعمل الثقافي في المجتمع الكويتي.

وأعرب عن الشكر والثناء لجامعة الكويت على مبادرتها بمنح شهادة الدكتوراه الفخرية للشاعر البابطين، تقديرا لعطائه وجهوده المتميزة والرائدة في مجال الادب والشعر والثقافة التي بذلها على مدى أكثر من ربع قرن. وقال الشيخ سلمان الحمود ان عطاء البابطين، يعد نموذجا مهما للمسؤولية الاجتماعية للقطاع الخاص والأفراد في تشجيع الثقافة المجتمعية والاستثمار الثقافي، الذي يؤدي الى تقدم كبير في اقتصادات الدول المتقدمة.

وكانت جامعة الكويت منحت الشاعر البابطين يوم الاربعاء الماضي، شهادة الدكتوراه الفخرية تقديرا لانجازاته في الشعر والثقافة في حفل اقامته الجامعة في المناسبة.

وقال الدكتور البابطين في كلمة خلال الحفل، انه يشعر بالفرح الكبير والاعتزاز بحصوله على 12 درجة علمية خصوصا بعد تكريم الجامعة له كونها قلعة الثقافة والعلم في البلاد، معتبرا التكريم اعترافاً من الوطن بأبنائه وتكريمهم ما يدل على «السمو الاخلاقي والذي اصبح سمة متلازمة بشعبنا وبلدنا الكريم».

فيديو : جامعة الكويت منحت الدكتوراة الفخرية للشاعر الأديب عبدالعزيز سعود البابطين

 تحت رعاية وحضور وزير التربية ووزير التعليم العالي الرئيس الأعلى للجامعة د.بدر العيسى وبحضور مدير جامعة الكويت بالإنابة د.حياة الحجي أقامت جامعة الكويت حفل تكريم لرئيس مجلس أمناء مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية عبدالعزيز سعود البابطين، وذلك بمنحه الدكتوراه الفخرية تقديرا لمساهماته وجهوده الأدبية والأكاديمية وسعيه المستمر في خدمة الحضارة الإنسانية من خلال مركز البابطين لحوار الحضارات، وحضر الحفل عمداء الكليات وأمين عام الجامعة د.نبيل اللوغاني والأمناء المساعدون ونواب مدير الجامعة وعدد من القياديين وأعضاء هيئة التدريس في الجامعة، وأقيم الحفل على مسرح الشيخ عبدالله الجابر بالشويخ.

وفي البداية أكد العيسى أن هذا التكريم يأتي لشخصية كويتية فذة، شخصية عصامية بنت نفسها بنفسها وتدرجت في سلم المعرفة حتى ارتقت إلى مستويات عالية في الأدب والشعر والثقافة، ناهيك عن التجارة والإبداع فيهم جميعا.

وأضاف العيسى أن البابطين تحمّل عبء المحافظة على الشعر والأدب في الوطن العربي حتى فاقت جهوده وإبداعاته بلده الكويت ففاضت إلى رحاب الوطن العربي، كما اهتم بالتقريب بين الحضارات الحضارة العربية الإسلامية والحضارة الغربية وغيرها، حتى حاز قصب السبق في هذا المضمار وأصبح شخصية مرموقة في البلدان العربية والآسيوية وأميركا فكان لذلك أثره الطيب على سمعة بلده الكويت.

وأردف: «عبدالعزيز البابطين شخصية مرموقة تستحق التكريم والتقدير في بلدة الكويت قبل غيرها من البلدان التي سارعت إلى تكريمه كذلك، ونحن نلتقي في رحاب جامعة الكويت لنقدم له عن استحقاق الدكتوراه الفخرية تعبيرا عن تقديرنا لتاريخه المبدع في مجال الأدب والشعر والثقافة، متمنين له دوام الصحة والعافية.

بدورها، قالت الحجي: ان احتفالنا الأكاديمي التقديري هذا هو احتفالية تقدير وتشريف من جامعة الكويت لإنسان خدم اللغة العربية دينا ولغة وحضارة فأسس لها جائزة عبدالعزيز البابطين للإبداع الشعري في عام 1989، كما أسس بالإضافة إلى ذلك 4 مقاعد للغة العربية في جامعات اسبانية هي جامعة ملقا وقرطبة وغرناطة واشبيلية، وأقام ندوات عالمية في إسبانيا وفرنسا وسراييفو وبلجيكا وأيضا أكسفورد في الخريف القادم»، مضيفة انه أسس مركزا للترجمة بلغت إصداراته 31 إصدارا في مختلف العلوم، وأسس أيضا مركز البابطين للمخطوطات الشعرية ومكتبة البابطين والتي لها أهمية كبيرة وبها آلاف المخطوطات والكتب القيمة ويلجأ إليها طلابنا الباحثون والدارسون في الدراسات العليا.

بعد ذلك قام العيسى بمنح البابطين شهادة الدكتوراه الفخرية.

بدوره، ألقى البابطين كلمة قال فيها: «لم أشعر بغبطة غامرة مع منحي اثنتي عشرة درجة علمية من جامعات كبرى من مختلف دول العالم، مثلما أشعر اليوم وأنا أمنح هذه الدرجة الرفيعة من قلعة من قلاع الثقافة والعلم في بلدي الحبيب الكويت، فاعتراف الوطن بأبنائه وتكريمهم هو أعلى درجات السمو والنبل الأخلاقي».

وزاد « لقد نشأت وترعرعت في بلد كان قدره العطاء، بلد يعطي قبل أن يسأل، ويضمد جراح الغير قبل أن يسمع الأنين، ويجبر الكسور، ويواسي المصاب، ويعين المتعثر، بلد يقسم جسمه في جسوم كثيرة.

وفي ظل هذا المناخ الإنساني الذي فتحنا عيوننا عليه، وتنفسنا هواءه، فإن العطاء أصبح سمة ملازمة لكل أبناء شعبنا الكريم، حكاما وحكومة، وأفرادا، وأعترف أنني في هذا السبيل الذي درجنا فيه متبع ولست مبتدعا، ومقتد ولست بقائد، فأنا أتمثل بمن سبقني وأقتدي بهم باعتبار أن العطاء هو الثراء الحقيقي، وأن احتكار الثروة هو الفقر المدقع، وهو الإفلاس التام».

وأكد البابطين اعتزازه الكبير بنيله هذه الدرجة العالية من حصن الثقافة في الكويت، مشيرا إلى أنه لا ينظر لهذه الدرجة على أنها مجرد وسام يعلق على الصدر أو شهادة يزين بها الجدار أو تكريما لشخص بعينه، بل هي رسالة إلى جميع أفراد شعبنا تبلغهم أن حياة أي إنسان تتمثل في قدرته على تحقيق إنجاز ينفع من حوله، ومن يغلق أبوابه ونوافذه على نفسه هو ميت وإن امتد به العمر، مضيفا «رسالة تثني على كل من يشعل شمعة تضيء ما حوله، رسالة تحرض القادرين على أن يوظفوا قدرتهم أو قسطا منها لإسعاد الآخرين».

وأشار إلى أن هذا هو مغزى التكريم في اعتقاده، إنه إيقاظ للغافلين الذين ظنوا أن الحياة مجرد لهو ولعب، واستكثار بالأموال والأولاد دون أن يدركوا أن الإنسان لم يخلق عبثا، وأن تكريم ابن آدم وجعله سيدا للكون لم يكن مجرد منحة لا ترد، بل هو دين للخالق وللمخلوقات في آن معا عليه أن يرده وإلا كان ممن لا يستحقون الحياة».

 

 

 

مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي تعزي في وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله

مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي تعزي في وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله.

إنا لله وإنا إليه راجعون

مجلة البابطين الثقافية الالكترونية
%d مدونون معجبون بهذه: