ظاهرة ثقافية متعددة النوافذ

احتفى مهرجان القرين 19 بالأديب الراحل عبد الله زكريا الأنصاري من خلال إقامة منارة احتضنتها المكتبة الوطنية، المنارة التي قدمها د. خالد عبد اللطيف رمضان تضمنت محاضرتين:

الأولى عن الجانب الإنساني والإجتماعي للأنصاري وقدمها زوج ابنته د. بدر الخليفة، والثانية عن تجربته الشعرية وقدمها د. عبد الله المهنا.

في المحاضرة الأولى التي حملت عنوان «الجانب الإنساني والاجتماعي لعبدالله زكريا الأنصاري» تحدث د. بدر الخليفة عن علاقته بالراحل والتي جاءت بحكم المصاهرة واتصلت لمدة 30 عاما، وقال الخليفة: إن هذه السنوات كانت كافية لمعرفة شخصية الراحل وما تميز به من مزايا إنسانية وأخلاقية راقية.

وتحدث الخليفة عن عشق الراحل للغة العربية وتصحيحه للأخطاء التي كانت ترد في الصحافة الكويتية أثناء قراءته لها، كما تحدث عن عشقه للكتب وأنه ترك مكتبة تضم 14000 كتاب، وأكد الخليفة أن المكتبة تم تصنيفها وسيتم وضعها على الإنترنت للباحثين كصدقة جارية عن الراحل.

كما تناول ديوانية الأنصاري التي وصفها بأنها ديوانية وطنية وقومية وأنها تميزت بحضور شخصيات شهيرة من داخل الكويت وخارجها مثل: جاسم القطامي وعبد الرحمن العتيقي وعبد العزيز الصقر ، ومحمد حسنين هيكل والسياسي اللبناني الراحل كمال جنبلاط وأحمد بهاء الدين واحمد الشرباصي.

 

مرجعية مثيرة للجدل

وبعد أن تم عرض فيلم وثائقى من إعداد المجلس الوطني عن الراحل تحدث د. عبد الله المهنا في محاضرة بعنوان «تجليات الواقع في التجربة الشعرية عند عبد الله زكريا الأنصاري» اكد فيها أن الأنصاري ظاهرة ثقافية متعددة النوافذ وأنه كان صاحب بصيرة ثاقبة في فهم حركة الشعر العربي القديم وقضاياه وتياراته المختلفة.

وأشار المهنا الى أن الأنصاري لم يكن يدير ظهره للحداثة الشعرية ولكنه كان مع الحداثة التي تستمد جذورها من التراث العربي، وأكد المهنا أن المرجعية الثقافية عن الأنصاري واسعة وشائقة ومثيرة للجدل بما تحمله من قضايا فكرية وسياسية وإنسانية.

وتحدث المهنا عن رحلة الأنصاري مع الشعر حيث وصف تجربته الشعرية بأنها ظلت حاضرة تفرض وجودها عليه إبداعا فوق إبداع حتى أصبحت المجلات الثقافية تتلفت الى إنتاجه الشعري داخل الوطن وخارجه.

 

الصمت الشعري

وقال المهنا ان الأنصاري رغم أن نفسه الشعري يفوق الكثيرين من شعراء جيله فإن إصراره عن إصدار ديوان شعري رغم إلحاح محبيه حال دون أن يتصدر المشهد النقدي طوال حياته، ولم يقتنع سوى في آخر حياته بجمع شعره من خلال كتاب «مرايا الذات» الذي أعدته د. سهام الفريح.

وتحدث المهنا عما وصفه بظاهرة الصمت الشعري حيث يظن الشاعر ان موهبته شاخت وماتت ولكنه فجأة ينفجر شعرا.

وتحدث المهنا عن روح الدعابة التي كان يتمتع بها الأنصاري والتي تتضح من خلال شعره كتلك الأبيات التي يصف فيها المشهد الشعري على أثر الضجة الكبري التي أثارها الشعر الجديد:

وشعر يغوص وشعر يلوص

وشعر يبغبغ كالببغاء

وشعر يطير وشعر يحط

وشعر يقرفص كالقرفصاء

وشعر يرن وشعر يون

وشعر يطن وشعر خواء

وأشار المهنا إلى ان ظاهرة الحب احتلت مساحة واسعة من شعر الانصاري واعتمد في ذلك على اسلوب الحوار مع النفس أو المرأة، ولفت المهنا النظر إلى المفهوم الغرائبي لمعنى الحب في شعر الأنصاري وعزوه الحب إلى قوى خفية ليس بمقدور المحب التعليل بها أو تجاوزها.

 

رمضان يعتذر

وعند انتهاء المحاضرتين وبعد أن اعتذر للجمهور عن الأخطاء النحوية التي وردت على لسان المذيعة التي قرأت مادة الفيلم الوثائقي، فتح د. رمضان الباب للمداخلات، حيث أكدت الكاتبة ليلى محمد صالح ان الراحل كان من أكثر المشجعين للكتابة النسائية.

بينما أثار الروائي والقاص طالب الرفاعي المفارقة اللافتة في حياة الأنصاري والتي تختبئ وراء صفة الإيثار التي يتمتع بها، حيث اشار إلى أن الانصاري الذي كان يمتنع عن نشر ديوانه الشعري يعود من القاهرة إلى الكويت بحثا عن شعر فهد العسكر، وقال الرفاعي ان الأنصاري خلد الشاعر فهد العسكر وقدم خدمة رائعة للحركة الشعرية الكويتية والعربية بجمع شعر العسكر.

 

التأخر في نشر الإبداع

من جانبه, أشار د. خليفة الوقيان إلى أن قضية التأخر في نشر إنتاج بعض ادباء الكويت اثر في احتلال الكويت المكانة الأدبية التي تليق بها، وقال الوقيان ان هذا حدث مع الأنصاري واحمد العدواني ومحمد الفايز ولذا لم يصل إنتاجهم للخارج رغم ما يتمتعون به من قامات ادبية.

ولاحظ الكاتب خليل حيدر وجود فجوة بين نثر وشعر الأنصاري وأنه رغم اهتمام الأنصاري بشعر العسكر فإنه لم يتأثر بآرائه الجريئة وظل اختياره محافظا، بينما طالب أمين عام رابطة الأدباء الكويتيين صالح المسباح بإصدار كتاب توثيقي مصور يضم الصور النادرة التي تجمع الراحل بأصدقائه ومعارفه.

 

سطو على «مرايا الذات»

نبه الزميل محمود حربي إلى معلومة تغيب عن الكثيرين وهي أن الأنصاري كان علما من أعلام حركة أبوللو الشعرية، كما اشار حربي إلى أن كتاب «مرايا الذات» الذي أعدته د. سهام الفريح عن الأنصاري أصدره المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عام 2003 وهو المالك لكل حقوق النشر، بينما الفيلم الوثائقي الذي عرض يشير إلى أن الكتاب صدر عام 2012 كطبعة أولى عن طريق احدى دور النشر وهو ما يعتبر سطوا على حقوق المجلس الوطني.

المصدر

السريحي: صحافة المعلومة تحاكي عقلية المتلقي

أكد د. حسن السريحي أهمية المعلومات التفاعلية والفكر المعلوماتي المهني لتطور الصحيفة وتأسيس ثقة بين المطبوعة والقارئ، مشددا على أن صحافة المعلومة تحاكي عقلية المتلقي المتمتع بتنوع خيارات البحث، ويرفض تصنيف وسائل التواصل الاجتماعي ضمن قائمة وسائل الإعلام الجديد.
جاء ذلك في محاضرة نظمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ضمن مهرجان القرين الثقافي الـ20 في مكتبة الكويت الوطنية.

متابعة قراءة السريحي: صحافة المعلومة تحاكي عقلية المتلقي

مجلة البابطين الثقافية الالكترونية
%d مدونون معجبون بهذه: