صناع المعلومات الجدد وتحديات الصحافة الورقية

أكد استاذ علم المعلومات بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة د. حسن السريحي أن الصحافة الورقية تواجه تحديات كبري من صناع المعلومات الجدد، الذين أفرزتهم ثورة التقنيات الحديثة، وعلى رأسها مواقع التواصل الاجتماعي.

كلام السريحي جاء في محاضرة ألقاها بالمكتبة الوطنية بعنوان «خدمات المعلومات الصحفية في ظل التقنيات الحديثة»، وقدمها مدير المكتبة د حسين الأنصاري، وأقيمت ضمن انشطة مهرجان القرين الثقافي الـ 20.

في بداية المحاضرة قدم السريحي بانوراما مركزة لتطورات التقنيات الحديثة، بدءا من «الويب 1»، التي كانت تشكل عالما ثابتا، ثم ظهور «الويب 2» التي صنعت الفارق بسمة التفاعلية التي تتميز بها، وهو ما أدى إلى ظهور المدونات ثم مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر والفيسبوك وانستغرام ويوتيوب وكيك.

المخبر الصحفي «أونلاين»

وقال السريحي إن هذه المواقع الاجتماعية ساعدت على ظهور صناع جدد للمعلومات والخبر، وأصبح مستخدم هذه المواقع هو نفسه الذي يقوم بدور المخبر الصحفي أونلاين، وهو ما وضع الصحافة التقليدية أمام تحد كبير.

ورفض السريحي الاعتراف بمقولة الإعلام الجديد التي يطلقها البعض عن مواقع التوصل الاجتماعي وفضل تسميتها بالإعلام الاجتماعي، مشيرا إلى أن الإعلام الجديد ما زال يتشكل من خلال الصحف الإلكترونية والبوابات الالكترونية للصحف الورقية، لكنه أكد في الوقت نفسه على أن هذا الإعلام يتميز بالتفاعلية في مقابل الإعلام التقليدي الذي يفتقد رجع الصدى.

تحديات الصحافة الورقية

وأكد السريحي على أن الصحافة التقليدية من أجل تقديم خدمات متميزة للقارئ، أصبحت أمام تحديات كبيرة في ظل وجود وكالات الأنباء الدولية، التي تقدم خدماتها للجميع، مشيرا إلى أن هذا التميز لكي يستمر على الصحافة التقليدية البحث عن المتابعة الصحفية من خلال التميز المعلوماتي، وبحيث تكون مصدر ثقة للقارئ، والتفاعل معه وان تنوع في مصادر معلوماتها.

صحافة المعلومة

وأنهى السريحي محاضرته بأن ثمة تحديات أخرى تنتظر الصحافة التقليدية بعضها تقني، كالتفاعل مع الشبكات الاجتماعية، وبعضها إداري يتمثل في الإيمان بقيمة مركز المعلومات ودعمه ماليا وإداريا، بالإضافة إلى التحديات المهنية المتمثلة في إيجاد كوادر بشرية متخصصة، مشيرا إلى أن صحافة المعلومة هي التي ستحدث الفارق في المستقبل، لأنها تحاكي عقلية القارئ الذي أصبح أكثر ذكاء ويمتلك الكثير من الأدوات والمعرفة التي تمكنه من البحث في اتجاه اخر.

صناعة المتخصص القادر

في المداخلات التي أعقبت المحاضرة، سأل مدير مركز المعلومات والدراسات بـ القبس الزميل حمزة عليان المحاضر: كيف وجد الواقع من خلال تجربته مع إنشاء مراكز المعلومات في الصحف السعودية؟ فأجاب السريحي بأن جريدة الوطن السعودية التي أنشئ بها مركز المعلومات، صدرت على أنها صحيفة المعلومة، وكان يتم دعم غالبية الأخبار بمادة معلوماتية، لكن المركز ضعف فيما بعد.

كما أشار إلى تجربته مع جريدة المدينة، حيث تم تدريب بعض المتخصصين في مركز المعلومات قبل أن يتم انتقالهم لصحيفة عكاظ، مشيرا إلى أن صناعة المتخصص القادر الذي يجمع بين المعرفة المعلوماتية والخبرة الصحفية هو التحدي الكبير الذي يواجه مراكز المعلومات الصحفية.

مستقبل الصحافة التقليدية

من جهتها، تساءلت مدير عام مكتبة البابطين سعاد العتيقي عن وجود مركز للدراسات بجانب مركز المعلومات في الصحف، كما تساءلت عن مستقبل الصحافة التقليدية في ظل اختفاء الكثير من الصحف الورقية الشهيرة، وعن حجب بعض المعلومات في المواقع الإلكترونية للصحف الورقية.

ورد السريحي بأن وجود مركز للدراسات بالصحيفة أمر ضروري، مشيدا بتجربة الأهرام المصرية، التي تضم مركزا عريقا للدراسات، كما أشار إلى أن الكثير من الصحف الورقية الشهيرة تحولت إلى نسخ إلكترونية، ولكن التحدي الذي يواجه تحول أي صحيفة ورقية إلى الشكل التقليدية هو مدى فهم الصحافة الالكترونية وكيفية إدارتها وكيفية التسويق لها في شكلها الجديد، كما أشار إلى أن الكثير من الصحف الورقية لا تضع نسخة كاملة على موقعها الإلكتروني أو تحجب بعض الصور والأخبار من أجل تسويق وبيع النسخة الورقية.

السريحي: صحافة المعلومة تحاكي عقلية المتلقي

أكد د. حسن السريحي أهمية المعلومات التفاعلية والفكر المعلوماتي المهني لتطور الصحيفة وتأسيس ثقة بين المطبوعة والقارئ، مشددا على أن صحافة المعلومة تحاكي عقلية المتلقي المتمتع بتنوع خيارات البحث، ويرفض تصنيف وسائل التواصل الاجتماعي ضمن قائمة وسائل الإعلام الجديد.
جاء ذلك في محاضرة نظمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ضمن مهرجان القرين الثقافي الـ20 في مكتبة الكويت الوطنية.

متابعة قراءة السريحي: صحافة المعلومة تحاكي عقلية المتلقي

مجلة البابطين الثقافية الالكترونية
%d مدونون معجبون بهذه: