الشيخ سلمان الحمود: عبدالعزيز البابطين نهض بلغتنا العربية ولم يتأخر يوماً عن رفع اسم الكويت

جال بعطائه في أنحاء الوطن العربي والعالم حاملا مبادرات ثقافية وأدبية

البابطين:
تزدادُ سعادتي حين تعيد مؤسسة البابطين اللحمة بين شعب عربي ولغته المفقودة

سعيتُ لإقامة سلسلة من ندوات الحوار الحضاري تجمع بين المختلفين ليلتقوا على كلمةٍ سواء

الرميضي:
كرس فكرة حوار الحضارات لتوثيق أواصر السلام والمحبة بين شعوب العالم

خلف:
البابطين له إنجازات تربوية وعلمية وإنسانية في الكويت وخارجها

متابعة فضة المعيلي:
كرمت رابطة الأدباء الكويتيين في مقرها رئيس مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للابداع الشعري الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين على جهوده المبذولة في خدمة الثقافة والادب العربي، وذلك بحضور وزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود الصباح، وجمع من الشخصيات الأدبية والثقافية والاعلامية.
وفي الاحتفال، ألقى الوزير الشيخ سلمان الحمود كلمة أكد فيها استحقاق الشاعر الكبير للتكريم، ثم قال: «يسعدني المشاركة في تكريم سفير الكلمة والشعر والأدب العربي الذي جال بعطائه الوطن العربي، والعالم أجمع في مبادرات ثقافية وأدبية، سعى من خلالها لتحقيق نهضة لغتنا العربية، كما لم يتأخر يوما في رفع اسم الكويت عاليا في المحافل الأدبية والثقافية كافة».
وثمن الوزير تلك اللفتة الجميلة لرابطة الأدباء في تقدير المبدعين من الأدباء الذين اثروا المشهد المحلي، انطلاقا من دور هذا الكيان الثقافي في ابراز العطاء الوطني بمختلف المجالات الأدبية، متمنياً المزيد من البذل والعطاء لخدمة الكويت، تحت قيادة صاحب السمو أمير البلاد.

غنى الروح

ومن جانبه قال المحتفى به الشاعر عبدالعزيز البابطين: «يسعدني ان أكونَ معكم في حَرمٍ ثقافيٍّ بدولتنا الحبيبة يضمُّ نخبةً من مبدعي الكلمة العربية في الكويت.. نخبة تسطر اسم بلدنا على جبهة التاريخ، وتؤكد ان الغنى هو غنى الروح التي تنطلق من أسرها لتعانق العالم والكون، وأرى في هذه الوجوه المشرقة التي اجتمعت في هذه القاعة بشائر الأمل، وأخص بالذكر دون ان أستثني أحدًا الوزير الشيخ سلمان الحمود الذي حضر معنا ليؤكد ان الدولة حاضرة في كل ما يجعل الوطن أكثر شموخًا ومن أبنائه أوفر طموحًا وعطاءً».
وأضاف: «كما يسعدني ان أكون مكرَّمًا بينكم لا لشخصي بل لعملي، فالشخص مهما طال به المقام زائلٌ، والعمل هو الذي يبقى يحدِّث عن المرء ان كان مثمرًا يؤتي أُكله كلّ حين، أو عقيمًا يتساقط وتذروه الرياح، ولا أريد ان أتكلّمَ عن شخصي، بل أصارحكم بما يتجذّر في أعماقي وأسعى دائبًا لتحقيقه، مبدآن محفوران في وجداني، الأول ان وجود الانسان يتحقق عندما يتحرر من اطاره الشخصي، ويندمج في اطار وطنه وأمته، ويوجّه امكاناتِه وقدراتِه لخدمة هذا الهدف، وهذا الاندماج هو الذي يرتفع بالانسان من المستوى المألوف.. مستوى استمرار الحياة الذي يشترك فيه جميع البشر الى مستوى الارتقاء بالحياة، وهو المستوى الجدير بالنخب التي انتقلت بالحياة البشرية من انسان الغابة الى انسان الفضاء».

متعةُ العطاء

وتابع: «واذا كان الكثيرون يجدون متعتهم المفضلة في الأخذ من الوطن، فان هناك متعةً أخرى أرقى وأبقى وهي متعةُ العطاء من أجل الوطن والأمة، وأشعر بسعادة غامرةٍ اذ أجد الآلافَ من الطلبة الذين تخرجوا في بعثة سعود البابطين الكويتية للدراسات العليا، واحتلوا مراكزَ مرموقة في بلدانهم، فأصبحوا سفراء لبلدي فيها، وأجد الآلاف من الشباب على امتداد الوطن العربي، والعالم الاسلامي الذين تخرجوا في الدورات التدريبية التي أقامتها المؤسسة، لتحفظ لغتَهم العربية من الانحراف، وشِعرَهم من الخلل، وتزدادُ سعادتي حين أجد بلدًا عربيًّا وقد حُرِم من لغته، ومؤسستنا تسعى بجد لاعادة اللحمة بين هذا الشعب العربي ولغته المفقودة.
واستطرد: «والمبدأ الثاني الذي أؤمن به فهو ان بني البشر على اختلاف أديانهم ومذاهبهم وأعراقهم أسرةٌ واحدة، وهذه الاختلافات يجب ألا تكون خنادقَ تعزلُ البشر عن بعضهم، بل ان تبقى جسورًا للتواصل والتعارف، ومن هذا المبدأ سعيتُ الى اقامة سلسلة من ندوات الحوار الحضاري تجمع بين المختلفين من أقطارٍ متباينةٍ ليلتقوا على كلمةٍ سواء تزيلُ من أنفسهم كلَّ رواسب الاستعلاء والكراهية والانعزال».
وختم قائلا: «أشكركم كل الشكر لهذا الحفل الذي يجعلني أكثر ثقة بمستقبل بلدنا، وهذا التكريم يجعلني أكثرَ شغفًا بالمبادئ التي أخلصتُ لها، وأكثر سعيًا لنفاذها».

دور بارز

وبدوره، قال أمين عام الرابطة طلال الرميضي: «يأتي هذا التكريم من قبل مجلس ادارة الرابطة تتويجا للجهود الثقافية التي بذلها البابطين على مدى أكثر من عشرين عاما من خلال مؤسسته الثقافية للابداع الشعري ومكتبة البابطين المركزية للشعر العربي والعديد من المراكز التي تفرعت عن المؤسسة، كما له دور بارز في مجال اللغة العربية ونشرها في العالم وتكريس فكرة حوار الحضارات لتوثيق أواصر السلام والمحبة بين شعوب العالم، وللشاعر البابطين العديد من الأنشطة المميزة التي حققت للكويت حضورها الحضاري في مصاف الدول الداعمة للعمل الثقافي والفكر».
وأضاف: «نحن في مجلس ادارة الرابطة نسعى لتقدير وتكريم المبدعين والداعمين للعمل الثقافي في الكويت ممن أثروا الحياة الفكرية محليا وعربيا وعالميا بانجازاتهم المشرقة، ولا شك ان شخصية بحجم المحتفى به قد نالت أخيرا شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة قرطبة الاسبانية ليكون أول شخصية عربية اسلامية تحصل عليها».

انجازات

وتحدث الأديب عبدالله خلف عن انجازات المحتفى به قائلا: «عبدالعزيز البابطين صاحب ديوان بوح البوادي، وصاحب ديوان مسافر في القفار، وصاحب مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للابداع الشعري..هذه المؤسسة التي أكرمت المبدعين من الشعراء العرب، والنقاد وأقامت دورات وندوات في القاهرة والمغرب، وتونس، والكويت، والامارات وفي دول أخرى عديدة، واستقطب مئات المدعوين لكل احتفالية، واحتفلت المؤسسة بالشعر في دول اسلامية مثل ايران والبوسنة، ودول استقلت عن الاتحاد السوفيتي، ودول الغرب حيث فرنسا واسبانيا، فضلا عن أنه صاحب عشرين مدرسة وكلية وجامعة في دول عربية واسلامية وغربية، تبرع بها وكلها تحمل اسم الكويت، وحاز أوسمة من الدول والرؤساء كما حاز على احدى عشرة شهادة دكتوراه فخرية من جامعات عربية وعالمية، ومن انجازاته الكبرى مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي في الكويت، وموسوعة الشعراء العرب في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر».
وأخيرا استعرض خلف دور مؤسسة البابطين في دعم الثقافة والأدب، قائلا: «ان هذا الكيان الثقافي يهدف الى توسعة مساحة الثقافة والأدب تحقيقاً للمنفعة العامة والخير للبلد».
وقد تنوعت الفقرات بين كلمات وشهادات شخصية وقراءات شعرية، اذ قرأ الشاعران فالح الأجهر ووضحة الحساوي نصوصاً منتقاة من قصائد المحتفى به، كما قرأ عريف الحفل الشاعر عبدالله الفيلكاوي مجموعة أبيات شعرية امتدح فيها البابطين.

الزبدة

البابطين كرَّس فكرة حوار الحضارات لتوثيق أواصر السلام والمحبة بين شعوب العالم

طلال الرميضي

المصدر

حداد عادل: الكويت تمتلك الظروف والإمكانات للقيام بدور ثقافي مهم على مستوى منطقة الشرق الأوسط

تساؤلات كثيرة، ظلت تتكاثف منذ اللحظة التي لاحت فيها فكرة السفر إلى إيران، ومنذ أن حطت الطائرة على مدرج مطارها، اندفعت كلها مرة واحدة: كيف احتملت إيران حصارا دوليا صارما لأكثر من ثلاثة عقود؟ وكيف تمكنت من التعايش مع هذا الحصار الذي تمدد على مساحة كل شيء، من تفاصيل الحياة الصغيرة إلى كل مفاصل المعيشة والسياسة والمستقبل؟ وكم سنة احتاجتها الثورة، كي تستقر؟ وكيف احتمل الناس موجات من الاضطراب، حتى عادت الأمور إلى هدوئها؟ وكيف تتعامل إيران مع أقلياتها؟ وما وضع المرأة، بعد الثورة وقبلها؟ وكيف تتعامل مع فنونها وآدابها، ومع المشهد الابداعي بأكمله؟ وكيف يتم التعامل مع الآثار التي توارثتها من الحضارات القديمة؟ ثم، كيف تتم صناعة القرار في إيران؟ 
 

رابطة الأدباء الكويتيين احتفلت بسفير الشعر والأدب عبدالعزيز البابطين

  • البابطين: وجود الإنسان يتحقق عندما يتحرر من إطاره الشخصي ويندمج في وطنه وأمته.. ويوجه إمكاناته وقدراته لخدمة هذا الهدف

أكد وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود احترام الحكومة الكامل لأحكام القضاء، مشيرا إلى أن الحكومة رحبت بحكم المحكمة الدستورية وأصدر وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء بيانا بهذا الشأن.

وتابع الحمود في تصريحات للصحافيين على هامش حفل تكريم الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين والذي أقامته رابطة الأدباء مساء أمس الأول «نعتز بقضائنا النزيه ودوره الأساسي في تدعيم العمل المؤسسي للدولة ونتمنى أيضا التوفيق للمؤسستين التشريعية والتنفيذية في العمل لتحقيق تطلعات الوطن والمواطنين».

وردا على سؤال عن سحب الحكومة لاستقالتها قال الحمود «الوزراء قدموا استقالتهم ووضعوها تحت تصرف سمو رئيس مجلس الوزراء لنظر ما يراه في المرحلة المقبلة بما يحقق مصلحة الكويت وتقدمها وازدهارها ونتمنى لسموه التوفيق في مهمته بقيادة العمل الحكومي لتحقيق تطلعات وطموحات المواطنين وأيضا تنفيذ التوجيهات السامية لصاحب السمو الأمير».

وألقى الحمود كلمة خلال الحفل قال فيها «يشرفني أن أحظى بشرف المشاركة في تكريم رجل وسفير بحق للكلمة وللشعر والأدب العربي جال بعطائه الوطن العربي وانتقل للعالم أجمع في مبادرات ثقافية وأدبية سعى من خلالها لتحقيق نهضة للغتنا العربية ورفع اسم الكويت عاليا».

من جهته أعرب عبدالعزيز البابطين عن سعادته وفرحته بتكريمه من قبل رجالات من بلدي ورابطة الأدباء الكويتيين التي لها قيمة كبيرة في نفوسنا.

وتابع البابطين قائلا «يسعدني أن أكون معكم في حرم ثقافي من أحرام دولتنا الحبيبة يضم نخبة من مبدعي الكلمة العربية في الكويت، نخبة تسطر اسم بلدنا على جبهة التاريخ، وتؤكد أن الغنى هو غنى الروح التي تنطلق من أسرها لتعانق العالم والكون.

وأضاف «وأرى في هذه الوجوه المشرقة التي اجتمعت في هذه القاعة بشائر الأمل، وأخص بالذكر دون أن أستثني أحدا، سعادة وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح الذي حضر معنا ليؤكد أن الدولة حاضرة في كل ما يجعل الوطن أكثر شموخا ومن أبنائه أوفر طموحا وعطاء، فلمعاليه مني خالص الشكر والتقدير.

وأردف البابطين «ويسعدني أن أكون مكرما بينكم لا لشخصي بل لعملي، فالشخص مهما طال به المقام فهو زائل، والعمل هو الذي يبقى يحدث عن المرء إن كان مثمرا يؤتي أكله كل حين أو عقيما يتساقط وتذروه الرياح.

وتابع البابطين «ولا أريد أن أتكلم عن شخصي، بل أن أصارحكم بما يتجذر في أعماقي وأسعى دائبا لتحقيقه، مبدآن محفوران في وجداني، الأول أن وجود الإنسان يتحقق عندما يتحرر من إطاره الشخصي ويندمج في إطار وطنه وأمته، ويوجه إمكاناته وقدراته لخدمة هذا الهدف، وهذا الاندماج هو الذي يرتفع بالإنسان من المستوى المألوف، مستوى استمرار الحياة الذي يشترك فيه جميع البشر إلى مستوى الارتقاء بالحياة، وهو المستوى الجدير بالنخب التي انتقلت بالحياة البشرية من إنسان الغابة إلى إنسان الفضاء».

وأضاف سفير الشعر الكويتي «وإذا كان الكثيرون يجدون متعتهم المفضلة في الأخذ من الوطن، فإن هناك متعة أخرى أرقى وأبقى وهي متعة إعطاء الوطن والأمة، وأشعر بسعادة غامرة إذ أجد الآلاف من الطلبة الذين تخرجوا في بعثة سعود البابطين الكويتية للدراسات العليا، واحتلوا مراكز مرموقة في بلدانهم فأصبحوا سفراء لبلدي فيها، وأجد الآلاف من الشباب على امتداد الوطن العربي والعالم الإسلامي الذين تخرجوا في الدورات التدريبية التي أقامتها المؤسسة لتحفظ لغتهم العربية من الانحراف، وشعرهم من الخلل، وتزداد سعادتي حين أجد بلدا عربيا وقد حرم من لغته، ومؤسستنا تسعى بجد لإعادة اللحمة بين هذا الشعب العربي ولغته المفقودة».

وأضاف البابطين قائلا «والمبدأ الثاني الذي أؤمن به، أن بني البشر على اختلاف أديانهم ومذاهبهم وأعراقهم هم أسرة واحدة، وأن هذه الاختلافات يجب ألا تكون خنادق تعزل البشر عن بعضهم، بل أن تبقى جسورا للتواصل والتعارف».

من ناحيته قال أمين عام رابطة الأدباء طلال الرميضي «إن التاريخ الكويتي حفل بالعديد من الشخصيات المهمة والتي أثرت الحركة الأدبية والثقافية بنتاجها منذ القدم».

وأضاف قائلا «وتفتخر الرابطة بالاحتفاء بأحد أعضائها الكبار مقاما وحبا ألا وهو الشاعر الإنسان عبدالعزيز سعود البابطين وهو شخصية غنية عن التعريف، ويأتي هذا التكريم من قبل مجلس إدارة الرابطة تتويجا للجهود الثقافية التي بذلها على مدى أكثر من عشرين عاما من خلال مؤسسته الثقافية للإبداع الشعري ومكتبة البابطين المركزية للشعر العربي والعديد من المراكز التي تفرعت عن المؤسسة.

المصدر

النمساوية سوشانا ولعبة اللون عبر الترحال في الصحراء

من وحي الصحراء والبحر تسكن ريشة الفنانة النمسوية سوشانا التي تنوعت اعمالها في المعرض الشخصي الذي نظمته مكتبة البابطين بالتعاون مع السفارة النمسوية في الكويت. سوشانا ترسم الترحال والسفر وتحتفظ بذاكرة كل المدن التي مرت فيها, فتتحول ضربات ريشتها العتيقة فوق مشاهد التشكيل, وتقف سوشانا عبر رحلتها الفنية على ضفاف مدينتي باريس ونيويورك وتنطلق من المدرسة الواقعية تصور المشاهد بعيون تصويرية ومع تأثيرات المشاهد المتنوعة ترحل من واقعيتها الى دنيا التجريد, ليشكل التجريد احدى علامات اعمالها خلال المرحلة الانتقالية, وتجيد الفنانة رسومات الخط المصغرة فضلاً عن احترافيتها في تشكيلات الالوان التي تشير الى تجربة حياتية طويلة انطلقت مع سنوات عمرها الطويلة في اواخر عشرينات القرن الماضي, ورغم هذا الفرح الجميل في الوانها الا ان نبض الحزن نراه يتفجر في الوان اخرى ما يعني ان الوان الفرح والحزن تجتمع في قصة ومشوار رحلتها التشكيلية.
التجوال في المدن والسفر هما ايقونة الانطلاق والخبرة في اعمال النمساوية سوشانا وما نراه في لوحاتها الـ 37 التي عرضتها هو عبارة عن تحولات الريشة وثبات المشاهد رغم تنوعاتها, مع توافر عناصر الاحساس العالي بلغة التعبير في النصوص الفنية الموزعة داخل جدران اللوحة التشكيلية, ورغم هذا التجوال الكثير الا انها استطاعت ان تكون تأثيرية النزعة من خلال البيئات التي شاهدتها وتأثرت بها, لذا يمكن القول ان التجريد خط ترسمه والتأثير موضوع تسجله بريشتها والالوان هي واقعية المشهد الذي عاش ويعيش في كيانها خلال مشاهداتها وتعبيراتها المتنوعة عبر المدن التي طافت بها وتركت علامات التأثير في وجدانها مما منحها القدرة والتفاعل لتتنج هذا الكم المميز من الاعمال, هي ابنة البيئة وتأثيرية المدنية ولكنها ترسم في اطار مفهوم الوحدة الكلية للفن والتشكيل وبذلك تشكل الموضوعية احدى ركائز لوحاتها المليئة بتوهجات الحياة في حياة الاخرين وتأثرها بهم, وقدرة تأثير الايقاع الفني عند الاخرين عليها, فتأتي نتاجاتها متنوعة وشمولية حتى وان اختلفت احجام اللوحات بين المصغرات واللوحات المتوسطة المتعارف عليها الا انها تمنح المتلقي خاصية التأثير والانفعال الذاتي مع ما ترسم وتوثق.

قالوا عن المعرض:

السفير النمساوي في الكويت اولرغ فرانك يرى ان معرض الفنانة “سوشانا” بعد ان طاف عدة دول وجاء من البحرين الى الكويت يمثل حالة ثقافية معبرة عن وجود هذا الفن القديم, الجديد في عواصم العالم الثقافية, واضاف: إن رحلة الفنانة عبر المدن والقارات منحتها الكثير لكي ترسمه وتبعر عنه كما رسمت بعض ملامح حياتها الشخصية في بعض الاعمال ما يعني انها مدرسة متنقلة في فنون التشكيل.
الشاعر عبدالعزيز البابطين يرى ان هناك علاقة بين الشعر والرسم, ومكتبة البابطين هي المكان الانسب لهذا المعرض, فالفنانة كالشاعر الذي يصور ويكتب بقلمه مشاهداته عبر ذهن جميل يتأثر بالاشياء والمعرض في مجاورته للشعر هو تعبير عن جماليات اللغة المرسومة والنصوص الشعرية التي تحاور هذه اللوحات التي تعبر عن تاريخ فنانة اعطت للفن الكثير.
نجل الفنانة اموس سشولر يرى ان اللوحات تعبر عن مراحل مرت بها والدته التي سافرت حول العالم ورسمت وابدعت, اثرت وتأثرت خصوصا انها ارتبطت بعلاقات فنية مع عمالقة الفن التشكيلي في العالم امثال بيكاسو ومن الادباء سارتر والبرت شفاتيزر, واضاف: مازالت تعشق الرسم وترسم في بيتها في العاصمة النمساوية فيينا حتى الان فالرسم حياتها بلا منازع.
واخيرا نستطيع القول ان الفنانة تتأثر بايحاءات الطبيعة من خلال شروق الشمس وغروبها, وترصد هذه الحالة الجمالية بلون تجريدي جميل, ومع هذا الرصد الفني لم تنس ان تقول “انا وحيدة” وهو تعبير عن وحدة الريشة ربما او الفن الرمزي الذي يلقي بظلاله على جدران اللوحة ولم تتوقف ابداعاتها عند هذا الحد بل رسمت وجوهاً تعبيرية تضاف الى لوحات المعرض, “سوشانا” تفرض هيبة اللون على لوحاتها والتي جاءت في اجمالي المعرض باشكال داكنة ربما هي تعبير عن حزن جميل ارادت ان تشمله عبر هذا المعرض وان تشير الى المتلقي الذي لم يشاهد لوحاتها من قبل ان اللون حكاية انسان وفنان يريد من وراء هذه الاشارات ان يقول انا هنا ارسم وافكر واحزن وافرح.

مؤسسات في خدمة الحوار العالمي المنشود – د.عبدالحق عزوزي

كتب :د. عبد الحق عزوزي

حضرت مؤخراً الدورة الثالثة عشرة لحوار الحضارات التي نظمتها مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، في مقر البرلمان الأوروبي ببروكسل تحت رعاية السيد مارتن شولتز رئيس البرلمان الأوروبي. وجمَعت الندوة الفكرية لهذه الدورة مثقفين ومهتمين عرباً وأوروبيين للبحث والتدارس في بعض الموضوعات التي تهم الطرفين في بداية العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين.

في ظل ظروف دولية بالغة التعقيد يعاني العالم أجمعه من انعكاساتها السلبية على بني الإنسان في كل بقعة من بقاع الأرض، ولا تكاد تستثني أحداً.

ومؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، هي مؤسسة ثقافية عربية خاصة غير ربحية تقدم خدماتها الثقافية والفكرية في الوطن العربي والعالم الإسلامي، وتُعنى بالشعر والشعراء بموضوع حوار الحضارات والثقافات.. وإيماناً منها بدور الثقافة في تجاوز الانقسام العربي وتوحيد الصفوف، وتأصيل الانتماء للأمة، تمَّ إنشاء مؤسسة “جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري”، وخلال عقدين من الزمن، تمكنت المؤسسة التي ركزت أنشطتها في مجال الشعر العربي، من أن تقدم عشرات الجوائز للشعراء العرب تكريماً وتحفيزاً لهم، وأقامت كثيراً من الندوات الأدبية في الحواضر العربية والأوروبية، ونظمت مئات الدورات التدريبية في مجال اللغة العربية، والعروض، وأنشأت المراكز المتخصصة في حوار الحضارات والترجمة، وتحقيق المخطوطات، بالإضافة إلى تأسيس أول مكتبة متخصصة في الشعر العربي، وإتاحة المجال للآلاف من طلبة آسيا وأفريقيا لإكمال دراساتهم العليا من خلال بعثة سعود البابطين الكويتية للدراسات العليا، ودعمت الكثير من المشروعات الثقافية في الوطن العربي.ومُنشئها ورئيسها الأستاذ عبد العزيز سعود البابطين، وهو رجل العروبة والعلم والسخاء الذي أستحضر فيه نكران الذات ومزاجه الخاص وخفة دمه ومرحه والكلمات المعسولة التي يجد لها دائماً مكاناً في محاورته للآخرين وامتلاكه لأسلوب فن البلاغة قَلَّ نظيره، حيث يمزج الجد بالهزل مما يثير إعجاب الحضور وسامعيه من مختلف الأعمار والجنسيات، وكم من مرة نكون بجانبه ونتمنى أن يطول الحوار، فهو دائماً صاحب مشروع كلام أو كتابة من النوع الدسم والقائم على البحث المعمَّق والتوليد المعرفي المدجّج بالجد والهزل، وهما عنده توأمان، وكلا الأمرين مع عطائه العلمي يصبان في مجرى واحد، هو إظهار مدى قدرة نهر الثقافة العربية على التدفق والدوام. وهو من شجرة طيبة أصلها ثابت وفروعها في الماء جنت منه الإنسانية العديد من الدواوين الشعرية التي لولا إسهاماتها ما عُرف بعض الشعراء العرب، ولغابَ عنا الكثير من فراداتها.. وكلما التقيت به إلا وأجد فيه من السجايا ما لا يُوجد في غيره، ومن غيرته على الوطن العربي والعالم الإسلامي ولغة الضاد ما لا يُعلى عليها، وهو الذي يكتب بأن نهضة أي مجتمع تبدأ حينما يُطلق العقل من عقاله، من أسر المسلَّمات، والأجوبة الجاهزة، واليقين المطلق، وحين يتخلى الإنسان عن اقتفاء الأثر، والإيمانلأعمى، عندما يمارس العقل وظيفته التي خُلق لها: “التفكير”، فيدخل في حوار مع الكون المحيط هدفه الكشف عن أسرار هذا الكون وتسخيره لمصلحة الإنسان، هذا ما طالَبنا به كتابنا المقدس حين أمرنا بالتفكُّر في هذا الكون المدهش: {وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً} (سورة آل عمران 191) وحثّنا على السير في أرجاء الأرض والتأمل في بدايات الخلق لا في خواتيمه ليدرك الإنسان سيرورة الوجود: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ} (سورة العنكبوت 20)، ولا يكتمل إيمان المسلم ما لم يُدرك عظمة هذا الإبداع الإلهي الذي يتجلى في كل مظاهر الوجود: من الزهرة الناضرة، إلى الغيمة الشاردة، إلى النجم الثاقب، فكل كائن له وظيفته في هذا الكون الهائل، ولكل كائن كيانه الخاص ومساراته التي فُطر عليها، وعلاقتنا بهذا الكائن لا تأخذ أبعادها المثمرة ما لم نتفهم بنيته الداخلية، وعلاقاته بمحيطه. إن الأساس في نهضة أي مجتمع ليس الموارد التي يمتلكها مهما كانت وفرتها، بل في استخدام العقل وإطلاق إمكاناته المدهشة، فهو الذي بإمكانه أن يفك شفرة هذا الكون، ويجعل من الطبيعة كتاباً مقروءاً، وهو الذي حوّل الإنسان من قاطف للثمر وصائد للحيوانات إلى زارع وصانع، أي من متكئ على ما تقدمه الطبيعة له، إلى مكتشف لثرواتها الكامنة.. من متَّبع يكرر نفسه، إلى مبدع يتجاوز نفسه ومحيطه في كل لحظة.. وإبداع الإنسان يتمثَّل في اتجاهين: الإبداع العلمي، والإبداع الثقافي، فالعلم والثقافة مكونان أساسيان لأي حضارة إنسانية.. والعلم بما يوفره للإنسان من قدرة متزايدة، ومن ثراء مادي، قد يميل بالإنسان إلى الغرور، والانتشاء بالقدرة المتزايدة والثروة ليوظفهما في التّعالي على الآخر ومحاولة تهميشه واستغلاله، فيتحوَّل العلم بذلك إلى قوة عدوانية مدمرة.. أما الثقافة فهي القوة الناعمة التي تتغلغل بلطف في أحشاء الكون لتصغي إلى نبض الكائنات وصوتها الخفي، وتكشف حقيقتها المستورة.

أكتب كل هذا الكلام، ونحن قد أنهينا نهاية الأسبوع الماضي الدورة العاشرة لمنتدى فاس حول تحالف الحضارات والتنوع الثقافي والشراكة الأورو متوسطية في موضوع: “عن المستقبل العربي المنشود: نحو خطة عمل لإصلاح منظومة التربية والتعليم والبحث العلمي” فاس، 22 – 23 نونبر 2013 وفي كل ندوة أنظمها أخرج بنتيجة وهي أن الحضارات لا تتحاور فيما بينها، وإنما ممثلو تلكم الحضارات هم الذين يتحاورن فيما بينهم وهم الفاعلون الحقيقيون وشرحنا مراراً هاته المسلَّمات في صحيفة الجزيرة الغراء فلا يتصور انطلاقاً من الرؤى المرجعية الإسلامية أن يتصارع الدين الإسلامي مع الدين النصراني أو الدين المسيحي، أو أن تتصارع الثقافة الإسلامية مع الثقافة الأمريكية أو الفرنسية أو غيرها، بل يُمكنها أن تتعايش على أساس التعارف والاعتراف المتبادل بالمصالح المختلفة والاهتمامات المتعددة والانفصال القيمي والمفهومي، والانزلاق الكبير والمتعمد هو تحميل عبء الأوضاع المزرية التي تعرفها مناطق متعددة إلى الخصوصيات الحضارية أو الثقافية أو الخصوصيات الدينية أو على هذه الخصوصيات مجتمعة.

فالمشكل إذن، ليس في الحوار الإسلامي – المسيحي أو الإسلامي – اليهودي أو الإسلامي- المسيحي – اليهودي حصراً، ولكن الحوار هو أعم من ذلك وأشمل، إذ يقتضي الكليات والجزئيات في الدين والسياسة والاقتصاد والثقافة والميادين الاجتماعية، فإذا كانت القيم الحضارية والقواعد المشتركة الإنسانية هي لبنات كل حوار مثمر وفعاَّل، فإنَّ في القيم الدينية المشتركة بين الإسلام وغيره من الديانات السماوية ما يمكن لفتح الطرق أمام التجاوب والتعارف، وفي القيم الحضارية المشتركة ما يسمح لها أن تعيش في وئام ووفاق، فإقناع الآخرين بتسامح ديننا وصلاح حضارتنا وثقافتنا ودفعه إلى الاعتراف بخصوصيتنا أو الاقتناع بتسامح الديانات السماوية الأخرى وصلاح الثقافات والاعتراف بخصوصيتها، ليس هدفاً كاملاً وشاملاً للحوار، صحيح أنه ضروري للتعارف والتفاهم مما يقرِّب الأفكار والمسافات ولكنه ليس إلا جزءاً من الحوار العام، إذ يجب الارتقاء بمستوى الحوار من الحوار الديني أو الحضاري أو الثقافي إلى الحوار العالمي، أي تحليل وإصلاح كل الوقائع بما فيه نظام العلاقات الدولية والنظام العالمي من كل وجهات النظر.

لذا، نفهم جلياً جدوى تخصيص دورة البابطين لهاته السنة لموضوع: “الحوار العربي الأوروبي في القرن الحادي والعشرين.. نحو رؤية مشتركة”، وتخصيص منتدى فاس لدورته العاشرة عن تحالف الحضارات والتنوع الثقافي والشراكة الأورو متوسطية في موضوع: “عن المستقبل العربي المنشود: نحو خطة عمل لإصلاح منظومة التربية والتعليم والبحث العلمي”.

نقلاً عن جريدة الجزيرة – السعودية.

في أمل – د.ابتهال الخطيب

مددت رجلي ومططت يدي مستمتعة بجلوسي على أول كرسي في الطائرة، كرسي لا أتحصل عليه كثيراً، تاركة لأطرافي أن تستلقي بإهمال في هذا الكرسي المتسع، وفجأة أطل صاحب الدعوة والدافع للكرسي، فتصلب ظهري وانكمشت أطرافي وأنا أراه يبتسم بجدية، ويأخذ مكانه في الكرسي بجانبي. الآن ماذا؟ ماذا لو نطقت شيئاً خاطئاً بالعربية؟ أو في محاولتي لبدء محادثة، أبديت رأياً ساذجاً في شاعر؟ قلت السكوت أسلم، لكن، لم يكن هذا المكتوب، وكانت ثلاث ساعات لا تنسى.

متابعة قراءة في أمل – د.ابتهال الخطيب

مجلة البابطين الثقافية الالكترونية
%d مدونون معجبون بهذه: