حداد عادل: الكويت تمتلك الظروف والإمكانات للقيام بدور ثقافي مهم على مستوى منطقة الشرق الأوسط

تساؤلات كثيرة، ظلت تتكاثف منذ اللحظة التي لاحت فيها فكرة السفر إلى إيران، ومنذ أن حطت الطائرة على مدرج مطارها، اندفعت كلها مرة واحدة: كيف احتملت إيران حصارا دوليا صارما لأكثر من ثلاثة عقود؟ وكيف تمكنت من التعايش مع هذا الحصار الذي تمدد على مساحة كل شيء، من تفاصيل الحياة الصغيرة إلى كل مفاصل المعيشة والسياسة والمستقبل؟ وكم سنة احتاجتها الثورة، كي تستقر؟ وكيف احتمل الناس موجات من الاضطراب، حتى عادت الأمور إلى هدوئها؟ وكيف تتعامل إيران مع أقلياتها؟ وما وضع المرأة، بعد الثورة وقبلها؟ وكيف تتعامل مع فنونها وآدابها، ومع المشهد الابداعي بأكمله؟ وكيف يتم التعامل مع الآثار التي توارثتها من الحضارات القديمة؟ ثم، كيف تتم صناعة القرار في إيران؟ 
 

ورود سعاد الصباح الغاضبة.. بالفارسية

صدرت أخيرا نسخة مترجمة الى الفارسية من ديوان الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح (والورود.. تعرف الغضب)، حيث قام بترجمته أستاذ الأدب واللغة الفارسية في جامعة الكويت سمير أرشدي والأديبة الايرانية نفيسة بابائي.
يرى أرشدي في مقدمة الترجمة ان الشعر كان ولا يزال الوسيلة المثلى للم الشمل وجمع الأحباب والخلان، وان البشرية اليوم تعاني صراعات قومية وتناحرات طائفية مع تصاعد حدة النزاع الحضاري، ومن هنا يأتي دور الشعر ليخمد نار الحروب ويشيع روح التسامح والتآخي. المترجم ينظر الى شعر سعاد الصباح على أنه يحمل بطياته تباشير الخير والسلام، ممثلاً لذلك بقصيدة يحيى الفلسطيني وغيرها مما جاء في الديوان حاملاً المعاني الانسانية التي تعالج هموم الفئات الشعبية ويؤدي دوراً فعالاً وأساسياً في بناء المجتمع. وعن سبب اختيار المترجم للغته الفارسية بالتعاون مع الأديبة الايرانية نفيسة بابائي، يعلل أرشدي بان الفارسية تأتي بالمرتبة الثانية في العالم الاسلامي، ولتكون جسراً للتواصل بين الشعوب وتمهد الطريق للتمازج الفكري والثقافي بين أبناء الأمة الاسلامية التي هي خير أمة أخرجت للناس.
يُذكر ان عدداً من دواوين الشاعرة د.سعاد الصباح ترجم الى لغات مختلفة حول العالم كاللغة الانجليزية واللغة الفرنسية واللغة البوسنية والصينية والايطالية وغيرها، وهو ما يعتبره المتابعون حلقة في جسر التواصل الحضاري بين الانتاجين الأدبي العربي والغربي.. بصفتها أكثر أديبة كويتية شاع أدبها في لغات العالم.
وكانت د. سعاد الصباح قد أصدرت مجموعتها الشعرية (والورود تعرف الغضب) عام 2005 ولقي ترحيبا من النقاد والأدباء، وقال الناقد رجاء النقاش عنه (ان المرأة المتمردة الغاضبة في شعر سعاد الصباح هي مفتاح للتطور الكبير الذي تحلم به الشاعرة لمجتمعها).
وكانت الشاعرة افتتحت ديوانها بالعبارة الشعرية:
(أنا امرأة من فضاء بعيد..
لا بالوعود ألين..
ولا بالوعيد)!!
من جهته قال مدير دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع علي المسعودي ان رسائل الماجستير والدكتوراه التي تتناول أدب د. سعاد الصباح، واهتمام الدارسين وتتابع الترجمات لشعر سعاد الصباح الى اللغة العالمية هو تأكيد على مكانتها الأدبية الكبيرة التي رسختها خلال جهد وعمل طويل امتد مايقارب الخمسين عاما في خدمة الثقافة والمثقفين.. مما أكسبها احترام المتابعين على امتداد المشهد الأدبي العالمي واعتبارها سفيرة الثقافة العربية الى العالم.

المصدر

مجلة البابطين الثقافية الالكترونية
%d مدونون معجبون بهذه: