الباحثة ختام عيد حماد تدعو للاهتمام بالشعراء وتقديرهم بدراسة دواوينهم الشعرية

رام الله – دنيا الوطن
منحت عمادة الدراسات العليا في جامعة الازهر الباحثة ختام عيد حمّاد درجة الماجستير من كلية الآداب والعلوم الانسانية قسم اللغة العربية بعد مناقشة دراستها التي جاءت بعنوان “خصائص الأسلوب في شعر راشد حسين”.

وتكونت لجنة المناقشة والحكم من الأساتذة المناقشين المشرف ورئيس اللجنة الاستاذ الدكتورمحمد صلاح زكي ابو حميدة ، والاستاذ الدكتور محمد حسونة مناقشا خارجيا، والأستاذ الدكتور محمد بكر البوجي مناقشا داخليا تعتبر الرسالة العلمية الوحيدة في الوطن عن الشاعر راشد حسين ، وتناولت الباحثة اربع دواوين شعرية للشاعر راشد حسين وهي كل ما كتب الشاعر شعرا مع الفجر وصواريخ وانا الارض ولا تحرميني المطر وقصائد فلسطينية.

جاءت الرسالة في خمس فصول تناولت في الاول المعجم الشعري وابرز الدوال الشعرية، وفي الفصل الثاني المستوى التركيبي وفيه تناولت الباحثة التقديم والتأخير والحذف وأسلوب الشرط والاساليب الانشائية، وفي الفصل الثالث التناص الشعري مع القران والتناص مع الشعر القديم والحديث والتناص التاريخي ، والفصل الرابع البناء الدرامي لأشعاره من حوار وسخرية والمفارقة .وفي الخامس البناء الموسيقي من موسيقا داخلية وموسيقى خارجية.

واظهرتالنتائج ان الشاعر استطاع ان يتغلب على الاغتراب بالمقاومة والتمرد على العدو ومحاربة العنصرية والظلم الاجتماعي والطبقي ومناصرة المرأة والعمال وقد ظهر عنده الحس العروبي والقومي بشكل لافت للنظر .

وبرز عنده اُسلوب الاستفهام حيث حصل على اعلى نسبة تردد ثم الامر والنهي والنداء وبهذه الأساليب استطاع الشاعر ان يبتعد عن مثالية اللغة ويبتعد عن التقريرية والمباشرة ويستخدم عديد الانزياحات والانحرافات اللغوية بشكل جمالي وفني عملت بدورها على جذب المتلقي وشد ذهنه وامتناعه .

استخدم الشاعر التناص وبرز عنده حبه للقران وحسه الثقافي الديني من خلال استدعاء أية او بعض ألفاظها وظهر عنده التناص مع الشعر العربي القديم وقد لفت الانتباه تناصه مع المتنبي وابي فرأس الحمداني وذلك لما لهذين الشاعرين من تجربة ثورية وتمرد وتجربة نضالية وعشق للعروبة والحريّة.

واستخدم الشاعر البناء الدرامي على أحسن ما يكون من خلال الحوار الدرامي الخارجي الديالوج والداخلي المونولوج واستخدم الشاعر تقنية المفارقة والسخرية ، وقد عالج قضايا عدة منها المرأة والوطن والتخابر مع العدو وتخاذل الأنظمة العربية والعمل الثوري.

اوصت الدراسة بضرورة منح الشاعر الفلسطيني راشد حسين مزيدا من الاهتمام والتقدير بدراسة دواوينه الشعرية وعدم تكريس الدراسات والبحث على شعراء معينين .

ودعت لاجراء دراسة خاصة للسخرية لان الشاعر من رواد استخدام السخرية والمفارقة على الساحة الأدبية الفلسطينية.

المصدر: دنيا الوطن .. http://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2016/06/12/933135.html#ixzz4BLeqCW5h

حمد الشملان: أطباء كثيرون نجحوا في الأدب

قال الدكتور حمد الشملان إن العديد من الأطباء أبدعوا في كتاباتهم الأدبية، على المستويين العربي أو العالمي.

نظمت رابطة الأدباء الكويتيين محاضرة بعنوان “جولة بين الأدب والطب”، للدكتور حمد الشملان، وأدارها د. محمد جمال.
بداية، قال د. محمد جمال: “إذا كان الأدب تعبيرا كتابيا عن معاناة الإنسان فالطبيب يرى معاناة الإنسان تتكرر أمامه على شكل قصة، فالمريض يشكو النزاع بين صحته وعلته، بين ماضيه وحاضره، يكون الطبيب في قصته غالبا بطل الخير فيها، والعلة بطل الشر، ويرى الطبيب كل شيء يستحق أن يكتب عنه”.
وذكر د. الشملان: “بعد مرور عدة سنوات من العمل والخبرة في المجال الأدبي لدي إصداران، وأعمال لم تر النور بعد”، لافتا الى أنه خلال فترة من الفترات استوقفه سؤال: “هل هناك علاقة بين الطب والأدب؟”، واتضح أنها ليست حالة نادرة عندما ترى طبيبا ناجحا في المجال الأدبي.
وأعطى عدة أمثال بارزة على أطباء كتبوا في الأدب، ومنهم د. علاء الأسواني وروايته المشهورة “عمارة يعقوبيان”، حيث كان في الأصل طبيبا، ومن الأدباء العالميين أنطون تشيخوف، حيث بدأ الكتابة عندما كان طالبا في كلية الطب بجامعة موسكو، ولم يترك الكتابة حتى أصبح من أعظم الأدباء، واستمر أيضا في مهنة الطب، وكان يقول “إن الطب هو زوجتي والأدب عشيقتي”، وعلى المستوى الخليجي حققت رواية “بنات الرياض” لرجاء الصانع نجاحا كبيرا.
وتوقف د. الشملان عند د. مصطفى محمود، وأشار إلى أنه مازالت مقالته وعباراته متداولة حتى الآن، ومنها عبارته الشهيرة “الناس تخشى العيب أكثر من الحرام”، وأضاف أنه في عهد الرئيس جمال عبدالناصر أصدر قرار الجمع بين وظيفتين، وفي ذلك الوقت كان د. محمود عضوا في نقابة الأطباء وأيضا الصحافيين، وعنده تخيره اختار الأدب والمقالة والقصص.

قواسم مشتركة

من ناحية أخرى، ذكر د. الشملان أن الأطباء الذين يكتبون في الأدب تجمعهم قواسم مشتركة، منها أن بعضهم ترك مهنة الطب بعد أن زاولها لفترة، والسبب أن بعضهم وجد نفسه في مجال آخر.
وأضاف ان بعض الأطباء يعيشون في بيئة مثقفة، وإن كان غير مطلع على المجالات غير الطبية، وما يعزز ذلك السفر، وأيضا عندما تكون طبيعة الدراسة مرتبطة بتجارب ومآسي الآخرين، موضحا أنه بالنسبة له شخصيا هذا الجانب انعكس على كتاباته، وأصبحت بطريقة غير مباشرة كتابة واقعية، مبينا أنه، وكما هو ملاحظ أيضا، بعض الأطباء لديهم حب والاطلاع في قراءة التاريخ.
من جانب آخر، ذكر د. الشملان بعض الاختلافات البسيطة بين الأديب والطبيب، ومنها أن الأديب من الممكن أن تكون لديه مفردات صعبة لا يمكن للشخص العادي أن يفهمها على عكس الطبيب على كثرة اطلاعه تكون لديه عدة قواميس ومفردات على حسب الشخص الذي يتعامل معه.
ومن المدخلات في المحاضرة الأديبة ليلى العثمان، حيث قالت: “المقارنة بين الطبيب والكاتب أو الطبيب الكاتب لا يوجد خلاف، لأن الطبيب عندما يفحص المريض ويقوم بالتشريح وإجراء العملية، كذلك هو ككتاب يشرح كل مشاهد المجتمع ويكتب عنها، وتشريحه لهذا الإنسان أو المريض يفيده في كتابته، ويعرف أيضا كيف يشرح قضايا المجتمع، والطبيب أيضا يستفيد من عمله عن طريق كتابته، ولو أخذنا مثال نوال السعداوي فإن أغلب قصصها ورواياتها من الواقع ومن مرضاها الذين تراهم وهناك الكثير غيرها.
وذكرت العثمان نقطة أخرى على ما قاله د. الشملان آنفا وهو ترك الطبيب مجاله ويصبح أديبا وقالت: “إن الطبيب لا يترك الطب، يظل الطب عنده، ولكن عندما يصبح كاتبا، ويحس بلذة الكتابة يحسها أكثر من أنه يمسك مريضا ويعالجه”.
أما الكاتبة حياة الياقوت فقالت إن موضوع المحاضرة يعكس إحدى شخصيات روايتها التي صدرت مؤخرا بعنوان “عفار”، وهو معاذ الذي يعمل طبيبا وبنفس الوقت شاعرا، وأجبر على التخلي عن الشعر بسبب ضغوطات التي واجهها من أهله.
يذكر أن الأمسية شهدت حضور مجموعة من الأدباء والفنانين، منهم د. خليفة الوقيان وداود حسين ونورة المليفي.

المصدر: جريدة الجريدة

السنعوسي: البابطين أحدث نقلة نوعية في عالم الشعر والأدب العربي

د.فريح العنزي مكرما عبدالعزيز سعود البابطين (ناصر عبد السيد)

د.فريح العنزي مكرما د.رشيد الحمد جانب من الحضور خلال الأمسية

الأنباء الكويتية) أكد رئيس مجلس أمناء مؤسسة «عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية» الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين ضرورة الاهتمام باللغة العربية والعمل على نشرها مبينا «أن الشاعر هو ضمير الأمة واللغة العربية هي ما يجمع شعوبها».

واستعرض البابطين في حديثه أمام جمهور الصالون الثقافي الذي أقامته سفارتنا لدى القاهرة مساء أول من امس بالتنسيق مع المكتب الثقافي التابع للسفارة تجربته الشعرية الشخصية منذ نعومة أظفاره حتى قيامه بإنشاء مؤسسته المتخصصة في مجالات الشعر ونقده والجوائز المتعلقة في هذا المجال.

ولفت إلى انه كان مصرا منذ الصغر على النجاح وحريصا على أن تكون له بصمة في مسيرة الشعر العربي وهو ما تحقق من خلال إنشائه لمؤسسة (عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية).

وتطرق إلى المؤتمرات التي عقدتها المؤسسة في عدة دول حول (حوار الحضارات) و(التعايش بين الشعوب) و(الترجمة واهميتها) مستذكرا في هذا المجال مؤتمر (ابن زيدون) الذي اقيم في اسبانيا وشارك فيه اكثر من 450 ضيفا من أميركا إلى اليابان مرورا بالدول العربية وتركيا والهند وباكستان وأشادت به الصحف الأوروبية.

وكشف انه خلال لقائه مع ملك إسبانيا خوان كارلوس اعرب الملك عن ترحيبه بالقائمين على المؤسسة وعلى اهتمامهم بالشاعر الأندلسي الكبير ابن زيدون معتبرا «أن التاريخ العربي في الأندلس جزء من تاريخ اسبانيا».

واعرب البابطين عن الفخر والاعتزاز بالدورات التدريبية التي قدمتها مؤسسته للمرشدين السياحيين في إسبانيا لتصحيح بعض المفاهيم الجاهلة عن بعض الآثار الإسلامية هناك خاصة في الأندلس.

من جانبه، اعرب سفيرنا السابق لدى مصر د.رشيد الحمد عن سعادته بحضور هذه الأمسية الثقافية قائلا «إن عبدالعزيز سعود البابطين ظاهرة متميزة وفريدة من نوعها فكما كان متميزا في التجارة تميز في المجال الأدبي والثقافي».

وأشار الحمد إلى أن مؤسسة (عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية) «توسعت لتكون حاضنة للأدب والثقافة وليس الشعر فحسب». وأضاف أن للبابطين كذلك دور في الأعمال الخيرية «فهناك كثير من طلاب الدول الإسلامية تعلموا في الأزهر على نفقته كونه محبا للغة العربية وللعمل الإنساني».

وثمن وزير الإعلام الأسبق محمد السنعوسي دور مؤسسة البابطين للحفاظ على التراث الشعري والأدبي والجوائز المقدمة من المؤسسة في كل مجالات الأدب مؤكدا أنه أحدثت نقلة نوعية في تاريخ الأدب والثقافة العربية مشيدا بالمكتبة المركزية للشعر العربي التي تعد أول مكتبة رقمية متخصصة في مجال الشعر العربي عالميا.

من جهته، أعلن د.فريح العنزي عن منح الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين الرئاسة الشرفية للصالون الثقافي لسفارتنا بالقاهرة نظرا لتجربته المتميزة والرائدة في الشعر والأدب.

مثمنا دور «المخضرم» الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين ووصفه (رجل الأدب والفن وسفير الثقافة الكويتية في الخارج). وأضاف أن الشاعر البابطين له دور متميز في نشر اللغة العربية واثرائها حيث أقام مراكز ثقافية ووضع جوائز على مستوى الوطن العربي في الشعر والنقد والأدب.

من جهته، قال الشاعر والإعلامي المصري فاروق شوشة إن «للشاعر عبدالعزيز البابطين نبض شعري دائم لا يفارقه فهو يكتسي طابع السماحة والصفاء وصدق التعامل».

 

 

500 إصدار شعري من مؤسسة البابطين مجانا للناشرين العرب

الصالون الثقافي الكويتي في القاهرة يحتفي بالشاعر #عبدالعزيز_سعود_البابطين بسفارة دولة الكويت الصالون الثقافي الكويتي في القاهرة يحتفي بالشاعر #عبدالعزيز_سعود_البابطين بسفارة دولة الكويت

عقد صالون سفارة الكويت الثقافي ندوة للشاعر الكويتى، عبد العزيز سعود البابطين صاحب مؤسسة البابطين في الحفاظ على اللغة العربية تحت رعاية المستشار عبد العزيز البشر القائم بأعمال السفارة الكويتية بالقاهرة .

وشارك في فعاليات الصالون الذي يقام مرة كل شهر الدكتور رشيد الحمد، سفير دولة الكويت السابق بالقاهرة، والشاعر الكبير فاروق شوشة، والاعلامي حمدى الكنيسى، والإعلامي جمال الشاعر ولفيف من الشعراء الشباب والإعلاميين .

وأكد الشاعر الكويتي عبد العزيز سعود البابطين أهمية الدور الذي تقوم به مؤسسة البابطين في الحفاظ على اللغة العربية وابراز فنونها ومحتواها الثقافي علي مر العصور مشيرا الي إن الشعر يعد فن اللغة العربية الأول وديوان العرب وسجل مآثرهم ومفاخرهم، ولذا فقد ركزت المؤسسة علي رعاية المسابقات الشعرية وإصدار المعاجم الشعرية لتنشيط هذا الفن ورعاية القائمين عليه.

وأوضح البابطين أن المؤسسة تولي اهتماما كبيرا بملف حوار الحضارات جنبا الي جنب مع اهتمامها بالشعر مشيرا إلي رعايته لنحو 60 دورة تثقيفية حول التراث العربي ودور الحضارة الغربية في نشر قيم التسامح و التعاون الإنساني في الجامعات والمعاهد الثقافية في أوربا وأمريكا وإيران والهند وغيرها .

وقال إن هذه الفعاليات نجحت في تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الحضارة والتاريخ العربي كما حدث في إسبانيا مؤخرا حيث أسفرت الدورات التي إقامتها المؤسسة للمرشدين السياحيين الإسبان عن تغيير تصوراتهم عن حضارة العرب في الأندلس مما حدا بعدد من المؤسسات الثقافية الي دعوتنا لتكرار التجربة في قطاعات أخرى بهدف إظهار الصورة المشرقة للثقافة العربية .

ورحب البابطين بقيام الناشرين العرب بطباعة إصدارات مؤسسة البابطين التي تتجاوز 500 إصدار -دون أعباء مالية ، من أجل نشر الثقافة العربية والحفاظ على الهوية والتراث العربي مشيرا إلي تنازل المؤسسة عن حقوقها المالية المتعلقة بالملكية الفكرية لصالح القارئ العربي في كل مكان .

ومن جانبه، أشاد الدكتور فريح العنزي، المستشار الثقافى لسفارة الكويت بالقاهرة بالدور الكبير الذي تقوم به مؤسسة البابطين في نشر الثقافة العربية والحفاظ علي التراث الإسلامي في العالم .

وكشف عن اختيار الشاعر عبد العزيز سعود البابطين، رئيسا فخريا لصالون سفارة الكويت الثقافي إعترافا بجهوده في الحفاظ على اللغة العربية ونوه بالتعاون بين مصر والكويت في المجالات الثقافية والتعليمية مشيدا بدور مصر كحاضنة ثقافية لكل الناطقين باللغة العربية.

عبدالعزيز سعود البابطين متحدثاً عن تجربته الثقافية في الصالون الثقافي الكويتي بالقاهرة

الوسط ) 

يحل رئيس مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين ضيفاً على الصالون الثقافي الكويتي في القاهرة بدعوة من رئيسه الدكتور فريح العنزي، وذلك يوم الإثنين المقبل في مقر سفارة دولة الكويت بالقاهرة.

وسوف يتحدث البابطين عن تجربته الذاتية والعامة في اتجاهين، الأول عن تجربته الشعرية الشخصية والتي تكللت بإصدار ديوانين شعريين هما “بوح البوادي” و”مسافر في القفار”، حيث حظي الديوانان بدراسات نقدية من نقاد في الوطن العربي، أما الاتجاه الثاني فسوف يتناول البابطين من خلاله تجربة مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية التي أنشأها عام 1989 تحت مسمى مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري قبل أن يتم تغيير اسمها بما يتماشى مع توسعها في مجال الشعر ونقده والجوائز المتعلقة بذلك، إلى فضاء عالمي لعقد مؤتمرات حول حوار الحضارات والتعايش بين الشعوب والترجمة وإنشاء مراكز متعددة تابعة للمؤسسة، ومكتبة خاصة بالشعر العربي إلى جانب الكراسي المتعلقة بالدراسات العربية في جامعات العالم ومنح جوائز عالمية عن دراسات ثقافية وتاريخية مثل جائزة البابطين العالمية في الأندلس، وغيرها من الأنشطة التي أصبحت تقام في دول العالم وتستقطب الكثير من المفكرين والمثقفين ووسائل الإعلام.

مؤسسة «البابطين» الثقافية تقيم حفلا لتوزيع جوائز مسابقة «ديوان العرب»

كونا ) أقامت مؤسسة «عبدالعزيز سعود البابطين» الثقافية حفلا في مكتبة الاسكندرية مساء الخميس لتوزيع الجوائز على الفائزين بمسابقتها التي نظمتها بالتعاون مع إذاعة «صوت العرب» وأطلقت عليها اسم «ديوان العرب».

وفاز بالمسابقة كل من الشعراء محمد تركي حجازي من الأردن بالجائزة الأولى والشاعر خالد الوغلاني من تونس بالجائزة الثانية فيما فاز الشاعر أحمد بلبولة من مصر بالجائزة الثالثة ومواطنته الشاعرة رنا العزام بالجائزة الرابعة.

يذكر أن المسابقة تعد الثانية التي نظمتها مؤسسة «عبدالعزيز سعود البابطين» الثقافية مع إذاعة «صوت العرب» على مدى شهر رمضان الماضي وشارك فيها ما يزيد على 150 شاعرا وشاعرة من مختلف البلدان العربية.

وكان ضيف شرف حفل توزيع الجوائز الشاعرة السودانية روضة الحاج التي شاركت بعدد من القصائد والشاعر الاسكندراني فؤاد طمان كما ألقى كل من الشعراء الفائزين بالجائزة عددا من القصائد.

وقال مقدم الحفل وكيل كلية التربية بجامعة الاسكندرية الأستاذ الدكتور محمد أبوشوارب إن مؤسسة «عبدالعزيز سعود البابطين» الثقافية دأبت منذ نشأتها في عام 1989 على دعم الحركة الشعرية في الوطن العربي على مستويات متعددة في مقدمتها تحفيز الشعراء والنقاد العرب من خلال جوائزها الأربع الرئيسية.

وكشف عن أن المؤسسة ستقوم في العام المقبل بإضافة جائزتين الى الجوائز الأربع التي تقدمها للشباب وهما جائزة «أفضل ديوان» وجائزة «أفضل قصيدة».

مكتبة الإسكندرية تحتفل بيوم اﻷندلس تأبينا للعبادى

قال الدكتور إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الإسكندرية، أن المكتبة بالاشتراك مع مؤسسة البابطين بالكويت؛ تنظم ندوتها السنوية الرابعة “يوم الأندلس” والتي تأتي هذا العام بعنوان: (الحضارة الإسلامية في الأندلس)، وذلك يومي 27-28 يوليو 2016.

وقد خُصِصَت الندوة هذا العام تكريمًا وتأبينًا لرائد الدراسات الأندلسية الأستاذ الدكتور أحمد مختار العبادي، صاحب الإسهامات المميزة في مجال الدراسات التاريخية والحضارية المغربية والأندلسية، والذي أثرى المكتبة العربية بمجموعة قيمة من الأبحاث والكتب المنشورة ومنها: (الحضارة العربية الإسلامية، التاريخ العباسي والأندلسي، دراسات في تاريخ المغرب والأندلس، غرناطة في عصر السلطان محمد الخامس، تحقيق مجموعة مخطوطات للسان الدين ابن الخطيب، في التاريخ الأيوبي والمملوكي، الصقالبة في إسبانيا وعلاقتهم بحركة الشعوبية،  دراسات في تاريخ المغرب والأندلس، صور من حياة الحرب والجهاد في الأندلس، البحرية الإسلامية في المغرب والأندلس، سياسة الفاطميين نحو المغرب والأندلس، الصفحات الأولى من تاريخ المرابطين، والموحدون والوحدة الإسلامية)، والذي رحل عن عالمنا في الخامس والعشرون من إبريل 2016م تاركًا إرثًا ضخمًا من علمه وفكره للأجيال القادمة.

وأشار الدكتور خالد عزب؛ رئيس قطاع المشروعات والخدمات المركزية، أن من هذا المنطلق خصصت مكتبة الإسكندرية ندوتها السنوية لتكريس مشواره العلمي وتكريمًا لجهوده في النهوض بمجال الدراسات الأندلسية في جامعة الإسكندرية.
وترحب مكتبة الإسكندرية ومؤسسة البابطين بفتح باب المشاركة بالأوراق البحثية في مجال الدراسات الأندلسية التاريخية والحضارية والآثارية.

وفقًا لمحاور الندوة التالية: المحور الأول: الأستاذ الدكتور أحمد مختار العبادي مؤرخًّا، المحور الثاني: نشأة علم التاريخ وتطوره في الأندلس، المحور الثالث: الإبداع الأندلسي في العلوم والفنون والآداب، المحور الرابع: العمارة والفنون الإسلامية في الأندلس، والمحور الخامس: الحياة الاجتماعية والاقتصادية في الأندلس.

جدير بالذكر أن الدكتور محمد عبد المنعم الجمل هو مقرر الندوة. وتقام الندوة يومي 27-28 يوليو 2016، آخر موعد لتقديم ملخصات الأبحاث هو 30 مايو 2016، وسيتم الإعلان عن قبول الملخصات 10 يوليو 2016.

المصدر : جريدة الحياة المصرية 

ديوانية الشعر العربي بمكتبة الإسكندرية تحتفي بالسودانية روضة الحاج

شهدت مكتبة الإسكندرية، الحلقة الثالثة من ديوانية الشعر العربي و استضافت الشاعرة السودانية روضة الحاج بحضور الدكتور محمد صغيرون قنصل عام السودان بالإسكندرية.
وقال الدكتور محمد أبو شوارب المشرف على ديوانية الشعر العربي بمكتبة الإسكندرية أنه اليوم يوما مميزا للشعر العربي، حيث نحتفي بألمع فرسانه وجمهوره، وبثمار العمل الجاد، ونكرم الشعراء الفائزين بجوائز مسابقة إذاعة صوت العرب الرمضانية للشعراء الشباب والتي أقيمت بالتعاون وبدعم من مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين الثقافية.
ومن جانبها أعربت الشاعرة روضة الحاج عن فخرها لوجودها في مكتبة الإسكندرية، مركز الإشعاع الثقافي في مصر والعالم، ووجودها في مصر بشكل عام.
وشهدت الاحتفالية توزيع جوائز مسابقة إذاعة صوت العرب الرمضانية للشعراء الشباب والتي أقيمت بالتعاون وبدعم من مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين الثقافية، وتكريم الشعراء الأربعة الفائزين والتعريف بهم وهم: الجائزة الأولى لمحمد تركي حجازي من الأردن، الجائزة الثانية خالد الوغلاني من تونس، الجائزة الثالثة أحمد بلبولة من مصر، والجائزة الرابعة رنا العزام من مصر.وجاءت الفقرة الثالثة من الحفل مع قصائد من الشاعرة ضيفة اللقاء روضة الحاج، ومعها شاعر الإسكندرية فؤاد طمان، مع الاستماع لقصائد شعرية من الشعراء الأربعة الفائزين.جدير بالذكر أن روضة الحاج محمد عثمان شاعرة سودانية من مواليد شرق السودان مدينة كسلا، حصلت على الجائزة الذهبية كأفضل محاور من مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون عام 2008، وتُرجمت قصائدها إلى الفرنسية والإنجليزية، وتعمل مذيعة في الاذاعة السودانية وفي قناة الشروق الفضائية السودانية حيث تقدم برنامج “سفراء المعاني” وهو حوار فكري ثقافي مع رموز الفكر والشعر والثقافة من السودانيين والعرب، وهي أيضا عضو المجلس الوطني السوداني

يمتاز شعرها بجودة ودقة الصور وبساطة وجمال المعاني وحداثة وموضوعية الأفكار وروعة وسلاسة الموسيقى.
وإزدادت شهرة الشاعرة روضة الحاج بمشاركتها في برنامج أمير الشعراء على تلفزيون أبو ظبي بنسخته الأولى، وحازت على المركز الرابع في المسابقة وكان من أبرز قصائدها هي قصيدة “بلاغ امرأة عربية”.
حازت علي لقب شاعرة سوق عكاظ لعام 2012؛ وهي من الشاعرات اللواتي وضعن الشعر النسائي في مرتبة متقدمة، تمتلك لغة خاصة ورؤيا عميقة تجاه التعبير عن المرأة.

المصدر: اخر اخبار اليوم

 

ريمون شبلي: أنا ابن اللحظة الحاضرة لكنني أرفض إلغاء الشعر التقليدي

جريدة الجريدة ) 

منذ ديوانه الأول «وطن الجراح» (1980) وحتى ديوانه الصادر حديثاً «أشدو… وأشتاق»، عشرات الدواوين، ينتهج فيها الشاعر ريمون شبلي نهجاً خاصاً قوامه التمسك بأصالة الشعر التقليدي وإضفاء طابع الحداثة من خلال الكلمة المعاصرة، غايته إخراج الشعر من جموده ودفعه قدماً في مواكبة العصر من دون أن يفرغه من جذوره التي تمتد عميقاً في التاريخ والتراث. بعد علاقة طويلة مع الكلمة بدأت منذ الطفولة ولمّا تنتهِ بعد، وضع ريمون شبلي الكثير من ذاته في شعره، أراده لغة تعبير عن فرحه، عن ألمه، وأكثر من ذلك أراده مالئاً فراغ الغياب، غياب الأحبة عن هذه الحياة، فكتب قصائد ووجدانيات وتأملات في الحب والوطن وتعامل مع الزمن من منطلق الند للندّ، تمرّد عليه فصار الغياب عنده حضوراً بالفكر والروح والعقل، أي حضور دائم وأبدي، فامتاز شعره بتناغم بين جمالية الكلمة وفلسفة الوجود.  لريمون شبلي مؤلفات أخرى في النقد الأدبي: «هوامش على عالم الشعر والقصيدة» (1992)، «جورج غانم في حجر الحب والقصيدة» (1994)، «شرابيات» (2014)، وهو دراسة في تراث الشعر العامي وما يعرف بـ{الزجل» و{القرادة». كذلك له مؤلفات نثرية: «هل؟» (مقالات- 2004)، «عسى..!» (مقالات وجدانية تأملية- 2005)، «هؤلاء… ويثقبون الذاكرة»! (2010)، «هؤلاء… ويثقبون الذاكرة» (الجزء الثاني- 2014).

«أشدو… وأشتاق» لماذا هذا العنوان؟

لأن الديوان عبارة عن تأملات نابعة من الوجدان، لكنها لا تنحصر فيه إلى حد ما بل تتخطاه إلى الأبعد، إلى الله، إلى المطلق. ترمز كلمة أشدو إلى أن الشاعر عندما يكتب يكون كمن يغني، واشتاق طبعاً إلى الأحباء الذين رحلوا، والشوق نوع من الانتظار، والانتظار رجاء، لذلك الشعر هو شعر قيامي رجائي.

ما الذي يدفعك إلى الكتابة؟

أكتب تحت تأثير حادثة أو فعل لكن لا أنفعل، بل أعبر بالرموز عما يجيش في قلبي من حب وذكريات، فالليل عندي مكمل للنهار، والطائرات الورقية تنقلني على أجنحة ألوانها إلى الطفولة، الريح تعني القوة والحرب، اللون الأخضر رمز الحياة والرجاء، والعينان الخضراوان للمرأة في شعري ترمزان إلى الحياة والنضج والربيع والانبعاث.

وما الذي حرك قلمك لكتابة ديوانك الأخير؟

غياب أحباء لي عن الحياة، يتضمن قصائد عن الوالدين وعن أصدقاء رحلوا عنا، بعد ذلك أتخطى الإطار الأشمل وأتناول الموت عموماً، الحياة ما بعد الموت، الحضور الإنساني من خلال البصمة التي يتركها كل شخص أثناء مروره في الحياة، سواء فكرية أو فنية أو إنمائية.
ولأن البيئة باتت الشغل الشاغل لنا بعد التشويه الذي لحق بها كتبت قصيدة «مراسي الأماني» وهي استشراف للغد، وتحذير من التمادي في تخريب البيئة الذي قد يصل إلى تخريب الكرة الأرضية. هنا ألوم الإنسان الذي يفكر بمصلحته فحسب، ولا بد لنا من الصلاة ليرتد عن ضلاله ويعود إلى عقله ويعمل للخير. وأختم الديوان بقصيدة «القلم» رفيقي الدائم في حلي وترحالي، في أوقات فرحي وحزني، ولن أتخلى عنه حتى الموت.

ماذا يعني الغياب بالنسبة إليك؟

الديوان خلاصة نحو 15 سنة من الكتابة حول الغياب، سبقه ديوان «أغنية فراغ» (1992) الذي يضم قصائد في الحياة والموت والرجاء والقيامة. انبثقت الفكرة عندي في بداية الثمانينيات، عندما حرّك موت والدي وجداني وأثّر بي. بعد شهرين تقريباً، أي حين هدأت عاصفة الحزن بعض الشيء، بدأت أكتب حول فكرة الموت والحياة. وفي أثناء الحرب التي عشناها في لبنان على مدى سنوات طويلة، لاحظت أننا تآلفنا مع الموت وأصبح يرافق يومياتنا، نظراً إلى أعداد القتلى الذين يسقطون، فضلا عن موت الوطن… فغصت أكثر في فكرة الموت لكن لم أتناوله من خلال الانكسار والألم، بل من خلال الرجاء والانتصار على العدم.

إلى أي مدى أدت البيئة دوراً في توجيه أفكارك نحو أمكنة معينة؟

إلى حدّ كبير، الإنسان ابن بيئته ومجتمعه وزمانه، يتأثر بها ويتفاعل معها وينفعل إزاء الظروف التي تواكبه وتترك أثراً فيه، ولدت في بيئة مؤمنة وعائلة مؤمنة، وترك ذلك كله أثره الكبير في نفسي، وأنا اليوم أعيش امتداد هذه البيئة التي طبعتني بطابع خاص قوامه انتظار الآتي من الأيام ببريق الرجاء.

اللحظة الشعرية

كيف تحدّد اللحظة الشعرية؟

ثمة أشخاص يستحضرون اللحظة الشعرية ويكتبون، فيكون إنتاجهم غزيراً، وكثر يكتبون تحت الطلب، فيما أنا تستحضرني اللحظة الشعرية لا أعرف متى أو كيف أو لماذا. أحياناً أكتب ديواناً في غضون شهرين وأحياناً أخرى أبقى فترة طويلة قبل أن أمسك بالقلم وأخط على الورق شعراً أو نثراً.
اللحظة الشعرية عندي هي عندما تلتمع فكرة ما في رأسي، تحت تأثير حادثة معينة، فاتركها تتخمر من ثم أكتبها بعفويتها، بعد فترة قصيرة أعود إليها وأجري عليها بعض «الرتوش». أشبّه الفكرة بامرأة جميلة بطبيعتها إنما تضع على وجهها مسحات من الماكياج الخفيفة لتبدو أجمل.

ماذا يعني الشعر بالنسبة إليك؟

الشعر ليس خطاباً أو مقالة أو نثراً موضوعياً عادياً، للشعر شخصيته القائمة على عناصر عدة من بينها الكلمة العصرية. أنا معاصر ولا أريد أن أسكن الماضي وأحبس نفسي فيه. في المقابل، لا أعتبر نفسي من شعراء الحداثة الذين يريدون إلغاء القديم كلياً والتنقل بين العدم والعبثية. أنا أجمع الأزمنة كلها، لست مقطوعاً عن الماضي إنما آخذ منه المفيد والجميل الذي يغنيني ويغني شعري، وأعيش الحاضر ومنه أطل قليلا على المستقبل. أنا ابن الحاضر، أحاول تجميله وإضافة بعض الضوء إليه المنبثق من عراقة الماضي.
إلى متى ترقى علاقتك بالكتابة؟

إلى 45 سنة تقريباً. في البداية، كنت أكتب وأمزق الورق وأرميه في سلة المهملات، واستمريت على هذه الحال إلى أن أصبحت كتاباتي تتمتع بحد أدنى من المستوى الشعري، فطبعت ديواني الشعري الأول «وطن الجراح» (1980) وتضمن قصائد مستوحاة من فترة الحرب التي عشناها بين 1975 و1978، وتركت أثراً مؤلماً فينا.

تعبر في كتابتك من خلال الرموز، لماذا استخدام هذه اللغة؟

في الرموز إيحاء وجمالية، استخدمها لأترك مجالا للقارئ ليسبح بفكره إلى أماكن لامحدودة وأوقظ فيه الخيال، فلا أحصره في مجال معيّن. الشعر كلمة والأهم التركيب اللغوي والصور والرؤية التي تغوص في المعنى الإنساني، كل ذلك يشكل أسلوب الشاعر الذي يختلف عن شعراء غيره بطريقة تعبيره عن النفس والفكر وعن الجماعة التي يعيش بينها.
من خلال شعري أحاول نشر ثقافة الحب، حب الوطن والأرض والإيمان والقيم الإنسانية.

الزمن والطبيعة

للزمن في شعرك موقع بارز، لماذا وهل تخشاه؟

نمرّ في الحياة ونشيخ مع الأيام ويمضي العمر، والزمن عملاق يحمل إزميلاً ويحفر فينا ويترك أثره علينا. الخوف من الموت يجعل الإنسان قلقاً إنما إذا بقي حبيس قلقه وخوفه سقط في الموت والعدم. بما أنني ترعرعت في بيئة مؤمنة، محا الرجاء عندي الخوف وصار الزمن بمثابة عبور إلى مكان آخر أفضل، إلى الكمال والسمو… من الضروري أن نتذكر دائماً الموت، لنرتدع عن ارتكاب الشرور، ونتطلع إلى بعضنا البعض بحبّ وخير…
الزمن محتم علينا وهو يأكلنا، يمرّ العمر بسرعة، وكلما تتالت السنوات أشعر بأنني اقترب من الموت أكثر، لكنني لا أخشاه، بل أخشى كيفية الموت.
ما مفهومك للشعر اليوم؟

الشعر أسلوب، المضمون نفسه في تمحوره حول القضايا الإنسانية المختلفة، إنما اختلفت اللغة، وسيطرت الكلمة المعاصرة التركيب المتميز ببساطة وأناقة وجمال ورقي وبعض الحذف، أي تُستعمل إشارات وتلميحات، ويبقى دور ولو صغير للعقل.
للأسف ثمة استخفاف بالشعر، اليوم، ونلاحظ أن قلة من دور النشر تطبع دواوين شعرية، فيما في الستينيات كان الشعر في أوج ازدهاره، وكانت تنظم مهرجانات شعرية في قصر اليونسكو في بيروت، فيما اليوم يكاد الشعر يكون مجمداً ومرذولا. صحيح أن الشعر يجب أن يكون مرآة عصره، أي أن يتحرر اليوم من الكلاسيكية نظراً إلى تطور العصر لكن في المقابل يجب ألا يُفرّغ من مضمونه ويصبح سطحياً وعبثياً، بل أن يأخذ الأصالة التي تتميّز بها الكلاسيكية في جوهره، ويأخذ طابع التحرر في شكله.

تستخدم في شعرك صوراً من الطبيعة، فما علاقتك بها؟

أنا ابن الطبيعة وكانت ملعب طفولتي ومسرح شبابي وهي اليوم ملجأي. الطبيعة جزء مني، تعلمت منها نقاوة الفكر والعطاء اللامحدود، وفي أحضانها استوحيت قصائد كثيرة. منذ طفولتي تفتحت عيناي على لوحات طبيعية رائعة، لذلك أعشق اللون الأخضر وتفوح من قصائدي رائحة شجر الصنوبر، وتتخذ كلماتي نصاعتها من الثلج الأبيض. سكنتني الطبيعة تماماً كما سكنتها، وعندما أسمع عن حريق يلتهم إحدى الغابات يعتصر قلبي ألماً وأشعر بأنني خسرت صديقاً عزيزاً على قلبي.

الأديب أشرف الخمايسي: الكتابة تتلوّن كالحرباء

جريدة الجريدة الكويتية:

يؤمن بأن الفشل ليس قنبلة يدحرجها خصومك تجاهك، بل قنبلة داخل المرء نفسه، هو الوحيد القادر على تفجيرها، أو الحفاظ عليها آمنة. إنه الأديب أشرف الخمايسي الذي يرى كتاباته محاولات تنويرية مخلصة وسط العماء الثقافي الذي نعيشه، وهي محاولة للاهتمام بالإنسان.
التقته «الجريدة» وكان معه هذا الحوار:

يقول ماركيز: «أكتب ليحبني أصدقائي»… لماذا تكتب؟ وما هي غاية الكتابة لديك؟

أكتب لأني لا أحب شيئاً آخر غير الكتابة، ومع ذلك لا أفهم ما هو هذا الشيء الذي يدعى {الكتابة}، لأعرف إن كان يمكن ممارسته على سبيل التطهر والخلاص. عندما كنت أديباً شاباً في أول المشوار، اعتقدت أن الكتابة رسالة، ثم منذ ثلاث سنوات فقط اعتقدت أن الكتابة غاية. يبدو أن الكتابة فعل “حرباوي” (من الحرباء) تختلف مواصفات غايته مع تقدم الوقت باختلاف قناعاتنا. سأكتفي بالتعامل مع الكتابة على أنها شيء أحب ممارسته.

تبدو روايتك “منافي الرب” فلسفية رمزية معقدة أكثر من اللازم يستعصي فهمها على القراء، ما رأيك؟

أعتقد أن آخر صيحات الكتابة لم تعد لها علاقة بالأحداث المتشابكة، ولا بثقل المحتوى، ولا بطرائق السرد المرهقة، بل بالسطحية شكلاً ومضموناً. كلما كان المكتوب متاحاً ومسلياً، ولا يصدع الرأس، ولا يهزّ الثوابت الصدئة في قلوبنا، كان الكاتب رائعاً، واسألوا قراء موجة كتابة الرعب والتنمية البشرية.

تعتمد في كتابتك التركيز في كل ما هو ضد الدين والتماهي في الجنس… هل تعتقد أن هذا من التوابل التي تتسبب في نجاح الرواية وانتشارها؟

أصدرت حتى الآن أربع مجموعات قصصية، واحدة منها للأطفال، وعملاً كبيراً مكوناً من أربعة أجزاء لليافعة، وثلاث روايات، وكتاب مقالات، ورغم ذلك يوجهون اتهاماتهم بناء على قراءة عمل واحد من بين تسعة أعمال. حتى هذا العمل الواحد، أقصد «منافي الرَّب» طبعاً، لم يكن منافياً لروح الدين أبداً. ربما القراء السطحيون يرونه كذلك، ربما القراء الدواعش أيضاً، لكن قارئاً منفتح ذهنياً لن تكون له وجهة النظر هذه، بل سيراه محاولة تنويرية مخلصة في كل هذا العماء الثقافي الذي نعيشه، محاولة للاهتمام بالإنسان كما اهتم به الله. ثمنت «منافي الرَّب» قيمة الألوهية غالياً، وحطت من قيمة الأهداف السلطوية. كذلك ليس من حق أحد سؤالي، كروائي، عن مدى أخلاقية عملي الأدبي. لا أكتب لسن تحت 18 سنة، ولا أكتب تنمية بشرية، ولا مغامرات ورعب. أكتب أدباً لقراء ذوي مواصفات خاصة، بلغوا سن الوعي والفهم والإدراك. وعندما أكتب أدباً فأنا أكتب الإنسان بكل دقائقه، والعلاقات الإنسانية، وأزمتها المواكبة لها في كل عصر. كيف يمكنني تجاهل تلك الخطورة لأجل الاهتمام بآراء غير ناضجة؟ أنا مسؤول عن كيفية كتابته، وإن كانت هذه المشاهد الحميمة قد أضافت إلى التناول الأدبي أم لا. وفي حين اتهم بسطاء التلقي «منافي الرَّب» بالشهوانية فإن النقاد الأكاديميين الكبار، الذين كتبوا عنها عشرات الدراسات النقدية حتى الآن، وكثير من القراء المثاليين، كانت رؤيتهم مختلفة.

أزمة ومقاربات

يقولون إن الأدب يجسد معاناة الإنسان وصراعاته الكبرى… ولكن هل يساهم بشكل فعلي في تخفيف هذه المعاناة؟ وما هي أزمتك؟

لا يجسد الأدب معاناة الإنسان وصراعاته الكبرى فحسب، بل الإنسان نفسه ويسجل قصة خلوده. كم هو هدف بالغ العمق والنبل، حتى لو لم يحقق الأدب سواه لحقق أمراً عظيماً. كذلك التسلية وسيلة مهمة من وسائل الأدب، هي الطعم الذي يتم استدراج أصحاب المعاناة إليه لقراءته، ومن ثم التسلي. أي تسلية نقصد هنا؟ قطعاً، لا نقصد الرعب والبوليسي وغيرهما من أصناف خفيفة. لا أتكلم عن كتابة تأسيسية مطلوبة للناشئة، إنما عن أدب يتعامل مع وجدان شخص ناضج، يشارك في صنع الحياة. هنا التسلية ستأخذ معنى أعمق، مشتقاً من السلوى، وفي الأخيرة طبطبة ومشاركة وجدانية. للأدب دور كبير في إعادة تركيب وجدان الإنسان بتسليته في مصائبة وإخفاقاته، من ثم إعادة الاتزان له.
أما عن أزمتي الخاصة، فأزعم أني إنسان لا أعاني أزمة كبيرة. تقابلني مشاكل وعقبات كأي إنسان، لكني أتمتّع بروح متحدية للغاية، وأومن بأن الفشل ليس قنبلة يدحرجها خصمك، أو منافسك، تجاهك، بل هو قنبلة داخل المرء نفسه، هو الوحيد القادر على تفجيرها، أو الحفاظ عليها آمنة. كذلك أتمتع بروح غير قابلة للزج بنفسها وسط صراعات لأجل الحصول على مكاسب ما. لا أعاني أزمة، إن كنت تقصدين أزمة متعلقة بالهاجس الإبداعي. ربما ما زلت ضحل الإدراك كي أفهم أن ثمة أزمات، لكن أرى العالم يمضي أمامي، وقد أبلغتنا الكتب بأنه ظل يمضي قديماً من دون توقف، وأجزم بأنه سيظل يمضي مستقبلاً. الأزمة انبعاث تدميري ينتج فقط عندما نفجر قنبلة الفشل داخلنا.

يقول عنك الكاتب أحمد خالد توفيق «ديستوفيسكي مصر» وأحسن كاتب ظهر في آخر 20 عاماً… هل ترى أنت ذلك؟

التقدير كله للدكتور أحمد خالد توفيق، إنها روح حلوة يندر وجودها فعلاً وديستوفيسكي كاتب عظيم، وأحد الآباء المهمين للفن الروائي، والمقاربة به شرف كبير قطعاً. ومنذ أكثر من 20 عاماً وصفني أستاذنا جمال الغيطاني، رحمه الله، بـ «ماركيز مصر». مقاربتان مشرفتان.
في مرحلة ما من عمر الأديب تكون المقاربات الجيدة مفرحة، تبعث فيه الثقة، وفي مرحلة أخرى لا تكون كذلك، إنما دليل على فشله في العثور على صوته الخاص. شخصياً، لا أعرف عن ديستوفيسكي غير أنه روائي روسي قديم، ولم أقرأ له حتى الآن سوى ربع رواية «الجريمة والعقاب». ليس هو فقط صاحب الحظ السيئ معي، بل معظم الروائيين أيضاً. لم أقرأ لكونديرا على الإطلاق حتى الآن، وألقي روايات ساراماغو من النافذة بعد قراءة خمسين صفحة منها على الأكثر.
أفضّل أشرف الخمايسي على الجميع، فهو أنا لا غيره، وهو يمنحني قيمتي الحقيقية لا هم، وإن كان حتى الآن لم يكتب بالشكل الذي أرجوه له، لكنه يملك أصول العبقرية والجنون، ولديه قدرة هائلة على السرد ستظهر بكامل بهائها مستقبلاً.

قراءة وكتابة

يقول الكاتب الراحل رجاء النقاش إنه كلما حضر إلى المقهى وجد الأدباء يجلسون فيتساءل «متى يكتبون والأهم متى يقرأون»… متى يكتب أشرف الخمايسي ومتى يقرأ ولمن يقرأ؟

لست من الكتّاب هواة الجلوس على المقاهي. لا تمثل الأخيرة لي أكثر من مكان ألتقي فيه الأصدقاء بعيداً عن منطقة وسط البلد التي تعج بالقليل من الأدباء، وبالكثير من المدعين، وهي أجواء لا أحبها. من ثم أنا متفرّغ تماماً للكتابة والقراءة وممارسة الحياة من سفر داخل مصر ومسامرة الناس الطيبين من أهلنا {الغلابة}. ليست لي مواعيد محددة للكتابة، ولا للقراءة، ولا أقرأ لأحد بعينه، وأقرأ الغث والثمين، ومنذ أكثر من 20 عاماً اندهش الأستاذ مصطفى عبدالله، رئيس التحرير الأسبق لجريدة «أخبار الأدب»، عندما رآني أقرأ كتاباً ضحلاً، فأخبرته بأنني قادر على استخلاص ما يمكن الاستفادة منه رغم ضحالته.

عندما تشرع في كتابة رواية جديدة، كيف تتراكم فكرتها في خيالك أو ذهنك؟

الرغبة في كتابة رواية أول خطوة في طريق كتابتها، لكنها ليست الأهم، فكثيرون يرغبون في كتابة روايات، حتى بسطاء الناس تهمهم كتابة قصص حياتهم التي يرونها جديرة بالكتابة. تدفع هذه الرغبة في الكتابة في اتجاه بلورة فكرة موجودة أصلاً في ذهن الراوي، تلحّ عليه، ويمكن ألا تكون ثمة أية أفكار على الإطلاق، فيبقى يبحث عن فكرة.
الفكرة هي الخطوة الثانية في طريق كتابة رواية، لكنها ليست الأهم، في ذات الوقت لا توجد رواية عظيمة قائمة على فكرة غير عظيمة، لكن حتى بسطاء الناس أحياناً يملكون أفكاراً عظيمة، والمأثور الشعبي يؤكد ذلك.
الصياغة هي الخطوة الثالثة، والأهم على الإطلاق. وهي بمثابة الجسد من التكوين الإنساني، بغير وجوده لا وجود للإنسان، وعلى الراوي المبدع خلق جسد روائي أقرب ما يكون إلى «كامل الأوصاف». والرواية الصادقة، من وجهة نظري، هي تلك التي تنبني كشجرة، أو كجسد كما ذكرت، ما يعني أن من الأفضل كتابتها بشكل تراكمي، سطراً يتلوه سطر.
تعتمد إحدى المدارس مثلاً على كتابة الرواية بأجزاء متفرقة، متباعدة، ثم ترتيبها بجمل رابطة أشبه بعمليات الإخراج السينمائية. لا أعتبر هذه الطريقة سيئة، لكني أرى أن البناء التراكمي للرواية هو الأصدق، لأنه يعبّر عن حالة صادقة للمبدع نفسه الذي يعيش تطور شخصياته بشكل تصاعدي طبيعي.

مجلة البابطين الثقافية الالكترونية
%d مدونون معجبون بهذه: