أصدرت مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي كتاباً يتضمن مذكرات مؤسس مدرسة النجاة في الزبير الشيخ محمد الأمين فال الخير الحسني الشنقيطي، وتولى تحقيقها، والإضافة عليها الباحث الأكاديمي السعودي الدكتور عبدالرحمن بن صالح الشبيلي، وأضيف إليها تتمة للشيخ ناصر إبراهيم الأحمد وبحثًا للمحقق نفسه عن رحلة الشنقيطي من شنقيط إلى عنيزة والزبير مرورًا بالكويت ليكون الكتاب مرجعاً مهماً عن هذه الشخصية التي أسهمت في بناء أجيال من المتعلمين في زمن كان التعليم فيه يعد مشقة وغير متاح كما اليوم.
صدر الكتاب في أكثر من 250 صفحة بتصدير من رئيس مجلس إدارة المكتبة عبدالعزيز سعود البابطين الذي قال فيه: «يقدم لنا فضيلة الشيخ محمد أمين الشنقيطي في سيرته مثلاً باهراً لرجل عشق العلم واتخذ منه مدار حياته ولم تحرف مغريات الحياة سفينته عن وجهتها الوحيدة، وقد عبر عن هذا العشق في أبيات له تغزل فيها بلوح العلم الذي رافقه في يفاعته»:
عِمْ صباحاً أفلحتَ كلَّ فلاحِ
فيكَ يا لوحُ لم أطع أيَّ لاحِ
أنت يا لوحُ صاحبي وأنيسي
وشفائي من علّتي ولواحي
وأضاف البابطين: «كان إنجازه الكبير في بلدة الزبير بأن أسهم في تأسيس مدرسة النجاة الأهلية وفي إدارتها، تلك المدرسة التي تخرج منها آلاف الطلبة الذين نشروا العلم في أرجاء الجزيرة العربية وفي العراق».
وقدم للكتاب الدكتور محمد المختار ولد أباه الذي وصف الكتاب بالنفيس قائلاً: «قد لمَّ الشبيلي شتات آثار هذا العالم فحقق مذكراته وضم إليها ما أضافه تلميذه ناصر الأحمد ومضامين مصنف عبداللطيف الدليشي الخالدي، ونقب عما كتبه عنه في مجلات عصره، حتى قدم لنا صورة متكاملة عن حياة ابن فال الخير، وذلك على غرار الأبحاث المعتمدة التي عودنا عليها في تناوله لمشاهير العلماء والكتاب».
أما محقق الكتاب الدكتور عبدالرحمن الشبيلي فقد عرّف بالكتاب قائلاً: «كنا منذ الصغر نسمع كثيراً في نجد وفي بلدان الخليج عن مدرسة النجاة وشهرتها، في الزبير بجنوب العراق، وعن مؤسسها الشيخ محمد أمين الشنقيطي، المولود في بلاد شنقيط (موريتانيا) سنة 1876 والمتوفى في الزبير سنة 1932 م. وتحدث الشبيلي عن رحلته في عوالم هذا الكتاب منذ نشوء فكرته في مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي، ولغاية ظهوره للنور:»فكرت مكتبة البابطين بمناسبة مرور مئة عام على كتابة مذكراته وقرب مرور الذكرى المئوية لافتتاح المدرسة، بطباعة مذكرات الشنقيطي كاملة وبشكل يشمل ما دار حولها من تعليقات وما كتب عليها من حواشٍ وإضافات».