قالت إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو، إن اليوم العالمى للغة العربية يمثل فرصة للاحتفال بإسهام هذه اللغة فى التراث المشترك للإنسانية، مشيرة إلى أن التاريخ خير شاهد على الدور الذى اضطلعت به اللغة العربية منذ القِدم فى تداول المعارف بين الثقافات المختلفة وعلى مرّ العصور، من الفلسفة إلى الطب ومن الفلك إلى الرياضيات.
وأشارت بوكوفا، إلى أن اللغة العربية هى التى أوجدت فنًا فريدًا هو فن الخط، الذى يجرى تكريمه هذا العام من خلال أعمال العديد من الفنانين، بمن فيهم الخطاط البارز والمعلم الكبير عبد الغنى العانى، وريث مدرسة بغداد، والفائز بجائزة اليونسكو – الشارقة للثقافة العربية فى عام 2009. وتمثل قوة اللغة العربية أيضًا المادة الحيّة للعديد من التقاليد والفنون الشعبية المدرجة فى قائمة التراث الثقافى غير المادى، ومنها: الزجل، وهو شعر يُلقى أو يُغنى (لبنان)، والأرغان، أى الممارسات والدراية المرتبطة بشجرة الأرغان (المغرب)،
والعيّالة، وهو فن أداء تقليدى (سلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة)، وطقوس ومراسم الاحتفال بعيد السبيبة فى واحة جانت (الجزائر). وتبيّن كل هذه التقاليد مدى ارتباط هويات الشعوب باللغة.
ويمكننا أن ننهل من جمال اللغة العربية اللامحدود كنوز الحكمة والاحترام والسلام، المناهضة للتعصب والكراهية. وأكدت بوكوفا أن اللغة العربية تمثل أيضًا رمز الوحدة فى التنوع، حيث تتعايش اللغة الفصحى، التى يستخدمها ما يقرب من مليار مسلم فى جميع أنحاء العالم، مع العديد من اللهجات التى يتحدث بها ما يقرب من مئتى مليون شخص.
ومن خلال إقامة روابط ثقافية وتضامنية عبر الحدود، يتيح تعزيز اللغة العربية لملايين من الرجال والنساء إسماع أصواتهم والمشاركة على قدم المساواة فى بناء مجتمعات أكثر عدلاً وأكثر شمولاً واستدامة. وهذه هى روح “برنامج عبد الله بن عبد العزيز الدولى لثقافة السلام والحوار”، الذى يرمى إلى إزالة الصور النمطية الثقافية والدينية والجنسانية من المناهج الدراسية ومواد التعلّم.
وهذا هو مغزى عمل رابطة “اقرأ” الجزائرية، التى نالت جائزة اليونسكو – الملك سيجونغ عن برنامجها الذى يتناول “محو أمية النساء وتدريبهن وإدماجهن”. ويمثل الكلام والكتابة والغناء باللغة العربية أساليب للاحتفال بتنوعنا الإبداعى. ودعت فى جميع الدول الأعضاء، سواء أكان مواطنوها ناطقين بالعربية أم لا، إلى حمل رسالة التعدد اللغوى هذه كقوة دافعة نحو التفاهم وبناء السلام.