كامل العبدالجليل: قانون حقوق المؤلف يتصدى للقرصنة والسرقة الأدبية

أكد المدير العام لمكتبة الكويت الوطنية كامل العبدالجليل أن إقرار مجلس الأمة القانون الجديد لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة يعد إنجازا جديدا متميزا للإعلام الكويتي، ودعما للحركة الثقافية والأدبية والفنية في البلاد.
وقال العبدالجليل، في تصريح، إن القانون جاء تكريسا وتطبيقا للقواعد الدستورية التي تنص على حماية الدولة للحريات العامة وسيادة العدالة الاجتماعية ورعايتها للعلوم والآداب والفنون وتشجيع البحث العلمي وصون الملكية الخاصة.
وثمن موافقة مجلس الأمة بالإجماع وإقراره للقانون في مداولتين، وإحالته إلى الحكومة، لافتا إلى أن القانون تقدمت به وزارة الإعلام وقامت لجنة شؤون التعليم والثقافة والإرشاد البرلمانية بدور فعال وكبير في دراسته وبحثه بشكل مستفيض مع مراعاة كل الجوانب التي تهيئ البيئة التشريعية الكاملة لحماية حقوق المؤلفين.
وأضاف أن القانون يعزز الانسجام والتكامل في منظومة القوانين السارية ذات الصلة بقانون حقوق المؤلف والحقوق المجاورة مثل قوانين المطبوعات والنشر وحماية المنافسة والإعلام المرئي والمسموع والقوانين التجارية.

حماية الملكية الفكرية

وذكر العبدالجليل أن القانون الجديد منح مكتبة الكويت الوطنية الاستمرار في أداء دورها لناحية حماية الملكية الفكرية وتطبيق شرط الإيداع للمؤلفات الثقافية والأدبية والمصنفات الفنية بكل أنواعها وأشكالها لدى المكتبة الوطنية للحصول على الرقم المعياري الدولي.
وبين أن هذا التمكين القانوني مستمر كما جاء في القانون السابق رقم (64 – 1999) في شأن حقوق الملكية الفكرية الذي سينتهي سريانه بموجب إصدار القانون الجديد والتصديق عليه ونشره في الجريدة الرسمية قريبا، مما سيرفع المكانة الحضارية لدولة الكويت في حماية الحقوق والمصالح الأدبية والمالية والمعنوية للمؤلفين والمبتكرين والمبدعين.
وأشار إلى أن ذلك يبرهن على دور الكويت وسمعتها ومكانتها الخارجية التي تلتزم بها أمام المنظمات العالمية الخاصة بحقوق الملكية الفكرية والتجارة العالمية التي انضمت إليها البلاد.

اتفاقية بيرن الدولية

وأضاف أن القانون الجديد يتوافق مع الاتفاقيات التي وقعت عليها الكويت مع المنظمات الدولية، إضافة إلى ترسيخ وتفعيل دور البلاد في تطبيق اتفاقية «بيرن الدولية» المبرمة عام 2014 لحماية المصنفات الأدبية والفنية، وبما يحصن الكويت من العقوبات الدولية التي يمكن أن تقع على خلاف الوضع قبل سن هذا القانون.
وقال العبدالجليل إن القانون سيصدر في 45 مادة مقسمة على ثلاثة أبواب رئيسية تشمل التعريفات ونطاق الحمايات وحقوق المؤلفين والحقوق المجاورة الأدبية والمالية والإدارة الجماعية لاقتضاء الحقوق والإجراءات التحفظية شاملا العقوبات العادلة والرادعة.
وأوضح أن القانون منح لمكتبة الكويت الوطنية والإدارة العامة للجمارك صفة ومشروعية التفتيش والضبط والتحرز على المصنفات المخالفة والمزورة للقانون حيث بينت مواده آليات التعامل مع مع الحالات المخالفة والتعديات بتقليد المصنفات الفنية الأصلية وانتهاك حقوق المؤلفين والمنتجين وحقوق أصحابهم المجاورة وفق الاجراءات التي نص عليها القانون.
وذكر أن القانون الجديد يعد أيضا مفخرة للكويت باحترام وتقدير المؤلفين عند حمايتهم وتوفير الضمانات الأدبية والمالية التي تقيهم مخاطر التعدي على إنتاجهم ومصنفاتهم وتهيئ لهم إمكانات الدفاع عن هذا التعدي، والتصدي لجميع حالات محاولات القرصنة والاستغلال والسرقة الأدبية.
وبين أن القانون الجديد جاء شاملا ومتكاملا ليغطي ويحمي كل صنوف الإنتاج الفكري والأدبي والفني ويشمل مؤلفي النصوص المسرحية والتمثيلية والفنون الحركية والموسيقية والأشعار والتصاميم المعمارية والفنون التشكيلية.
وأشار إلى أن القانون يشمل أيضا أعمال الزخرفة والنقش والنحت والفنون التطبيقية الحرفية والتصوير الفوتوغرافي والسينمائي والفيديو وفن عمل المجسمات ورسم الخرائط وأعمال الترجمة والموسوعات والكشافات والتراجم والمحاضرات، فضلا عن أعمال التجميع والنقد والتحقيق في التراث الشعبي والفولكلور الوطني وحماية إعداد وإصدار قواعد البيانات الالية والأنظمة والبرامج الخاصة بتقنية المعلومات.
وبين العبدالجليل أن القانون يتمتع بالوضوح والشمول والدقة وسيساهم في خدمة القضاء الكويتي في البت والفصل بين المنازعات والخلافات وإصدار الأحكام القضائية العادلة كما هو معتاد في نزاهة القضاء الكويتي.
وشدد على أن قانون حقوق المؤلفين والحقوق المجاورة يعد نقلة نوعية متقدمة للكويت في مواكبة التقدم الإنساني المتحضر في حماية ودعم الثقافة والآداب والفنون والبحث العلمي التي تصنع المجتمعات المستنيرة والمتقدمة مع ركب الحضارة الإنسانية.
وأوضح أن القانون من شأنه تشجيع الموهوبين على المزيد من العطاء والإبداع والابتكار في بيئة حاضنة ومحفزة يحميها القانون وتوفير فرص واعدة وبعيدة المدى للإنتاج الفكري والأدبي الرزين والإنتاج الإعلامي والتقني المتميز ويدفع نحو إقامة المشاريع الصغيرة ومبادرات الشباب للعمل الحر وإطلاق المواهب والقدرات الإبداعية.
وأشاد بدعم ومساندة وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب ورئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشيخ سلمان الحمود ومتابعته الحثيثة للفريق القانوني والفني الذي عمل على مدى عام كامل على دراسة ومناقشة مسودة مشروع القانون، مؤكدا دائما أن القيادة السياسية حريصة أشد الحرص على دعم وإعلاء صرح الثقافة والإعلام الهادف ونشر المعرفة الرصينة في البلاد.
وأعرب العبدالجليل عن الشكر والعرفان للنواب أعضاء لجنة شؤون التعليم والثقافة والإرشاد بمجلس الأمة على دورهم وعطائهم الكبير الذي كلل بالنجاح لكي يرى مشروع القانون النور والتطبيق الفعلي قريبا بعون الله وتوفيقه على أرض الواقع.
وثمن ما يقدمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب من دعم وتذليل لجميع الصعوبات وتهيئة سبل النهوض بالحركة الثقافية والمعرفية والفنية في البلاد وبذل الجهود المتفانية لتحقيق المزيد من الازدهار والتقدم للكويت الغالية.
وكان مجلس الأمة قد وافق في جلسته العادية في العاشر من مايو الجاري على المشروع بالقانون في شأن حقوق المؤلف والحقوق المجاورة في مداولتيه الاولى والثانية بإجماع الحضور وأحاله إلى الحكومة.
(كونا)

غداً الافتتاح الرسمي لمكتبة الكويت الوطنية

اعلن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب انطلاق حفل الافتتاح الرسمي لمكتبة الكويت الوطنية غداً الاربعاء تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك، وحضور وزراء الثقافة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
واضاف المجلس في بيان ان حفل الافتتاح سيتضمن عرض فيلم وثائقي عن مكتبة الكويت الوطنية، وتكريم المساهمين الذين أهدوا مكتباتهم الخاصة الى مكتبة الكويت الوطنية وتكريم عدد من الشباب الكويتيين المبدعين في مجالات الثقافة والمعرفة.
وذكر البيان ان هناك عددا من المؤسسات الكويتية حرصت على المشاركة في حفل الافتتاح من خلال أجنحة لعرض أندر الكتب والمخطوطات والخرائط والطوابع اضافة الى جناح الاحتفاء باعلان هيئة الأمم المتحدة تسمية سمو أمير البلاد لقب قائد للعمل الانساني وتسمية دولة الكويت مركزا للعمل الإنساني.
ومن بين الأجنحة المشاركة جناح الكتب والدوريات والصور الصادرة أثناء تولي سمو الأمير حقيبة وزارة الإرشاد والأنباء بين عامي 1961 و1962.
كما سيكون هناك جناح للكتب القديمة النادرة والمخطوطات من مقتنيات إدارة المخطوطات والمكتبات الاسلامية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وجناح آخر لتاريخ الكويت في الخرائط العالمية القديمة من مقتنيات مركز البحوث والدراسات الكويتية وجناح المصاحف القرآنية المخطوطة من مقتنيات متحف الكويت الوطني وجناح دواوين الشعر العربي المتميزة من مقتنيات مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي.
وسيعرض ايضا جناح خاص للفن التشكيلي للشباب الكويتيين وجناح الطوابع والرسائل والوثائق البريدية من مقتنيات الجمعية الكويتية لهواة الطوابع والعملات وجناح لأوائل الاصدارات من الكتب والدوريات الكويتية والخليجية من مقتنيات الباحثين صالح المسباح وفهد العبدالجليل.

جلسة حوارية في مكتبة الكويت الوطنية للأعمال الفائزة بالجائزة العربية للتراث

استضاف المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب في مكتبة الكويت الوطنية بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الالكسو) حلقة نقاشية لاعمال الحاصلين على (الجائزة العربية للتراث) في دورتها الثانية تطرقت الى اعمالهم ومضمونها وارتباطها بالتراث الشعبي بحضور د. حياة قرمازي مديرة ادارة الثقافة في (الالكسو) ود. سهل العجمي مدير ادارة الثقافة في المجلس ود. سلطان الدويش مدير ادارة الاثار والمتاحف.

واشتملت الحلقة على مناقشة دراسة الحاصل على المرتبة الاولى بالجائزة مصطفى جاد بعنوان (مكنز الفولكلور) والحاصل على المرتبة الثانية السعيد صابر السعيد المصري بعنوان (اعادة انتاج التراث الشعبي… كيف يتشبت الفقراء بالحياة في ظل الندورة) والحاصلين على المركز الثالث زكريا ابراهيم حسن السنورا وربا جمال سلمان الزهار بعنوان (العادات والتقاليد في دورة حياة الانسان الفلسطيني قبل النكبة 1948) وعبدالله ابكر.

وتحدث الدكتور مصطفى جاد عن (المكنز) بقوله انه عبارة عن تقديم قائمة بالموضوعات المرتبطة بالتراث الشعبي غير المادي مع ضبط علاقاتها التكافؤية والهرمية والترابطية.

وذكر انه تم ترتيب القائمة بما يخدم بفاعلية تحليل محتوى التراث غير المادي بهدف الكشف عن عناصر التراث الشعبي بوسائطه المتعددة وعمل قاعدة معلومات متخصصة فضلا عن التعريف بمجالات التراث الشعبي للمتخصصين والجمهور على حد سواء وتحدث ايضا عن كيفية الترتيب والبحث في العناصر المختلفة واكد على ضرورة انشاء مكنز عربي.

من جانبه، قال الدكتور السعيدالمصري ان دراسته تسعى الى فهم عمليات اعادة انتاج الثقافة الشعبية بصفة عامة وبالاخص التراث الشعبي غير المادي الذي يقصد باعادة الانتاج الثقافي في معناه الواسع قدرة اساليب الحياة في اي مجتمع على استمرار التغير.

وذكر ان الدراسة تستمد اهميتها من تسليط الضوء على جوانب مهمة من نظرية اعادة انتاج التراث الشعبي التي تمثل «لب الدرس الفولكلوري المعاصر» مضيفا ان دراسته جاءت على بيانات ميدانية ترتبط بين رؤية علم الاجتماع وبحوث علم الفولكلور وقدم نماذج من الامثال الشعبية المتداولة. وتحدث الدكتور زكريا السنوار من غزة عبر تسجيل مرئي شاهده الحضور بسبب عدم استطاعته الحضور لظروف خاصة من الدراسة التي اشتملت على ستة فصول تناولت دورة حياة الانسان الفلسطيني قبل نكبة 1984 والعادات والتقاليد وما ارتبط بها من اهازيج واغان وغير ذلك مع الاهتمام بالاعتماد على الرواية الشفوية.

وتناول موضوعات عدة منها العادات والتقاليد في الحمل والولادة وفي انواع الزواج ومقدماته وفي الاحتفالات السابقة ليوم الزفاف وفي يوم الزفاف والصباحية وعرض العادات والتقاليد في الوفاة (المأتم) وبذلك تكتمل الحياة.

من جهته قال عبدالله محمد ابكر صاحب دراسة (الصهبة والموشحات الاندلسية في مكة المكرمة) ان الصهبة تمثل فنا غنائيا نقل شفهيا في مكة منذ القرن الـ11 الهجري وهو عبارة عن موشحات وادوار وقصائد ملحنة على المقامات الموسيقية المعروفة.

واضاف ابكر ان (المواليا) اضافت الى شتى صور الحياة الاجتماعية والمناخية والبيئية والموسيقية التي تحكي واقع المجتمع كما احتفظت الصهبة بالطابع الشعبي العامي والتراثي الفصيح في متناولاتها الفنية وجددت بعض ملامح الحياة الفنية الشعبية واشاد باهتمام احمد زكي يماني وزير النفط الاسبق برعاية هذه الالوان من الفنون في مكة المكرمة وجدة.

وكانت النتائج قد اعلنت مساء الاحد للاعمال الفائزة بالمراكز الثلاثة الاولى للدورة الثانية للجائزة العربية للتراث لعام 2014 من اصل 56 عملا شاركت في الجائزة لهذا العام وذلك في حفل اقيم برعاية وحضور وزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب الشيخ سلمان صباح سالم الحمود الصباح وحضور المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) الدكتور عبدالله محارب والمهندس علي اليوحة الامين العام.

وشهد هذ الاسبوع الاجتماعات التقييمية لبناء القـــــدرات العــــــربية في مـــــجال التراث الثقــــــافي غيــــــر المادي بمشاركة خبراء من اليونسكو والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الالكسو) والمكاتب الاقليمية لليونسكو لمناقـــــشة مجمـــوعة من القضايا الخاصة بالتراث الثقافي غير المادي على مدى يــــــومين ومنها تطوير السياسات وتقــــــييم ورش العمل الاقليمية بخصوص تطبيق اتفاقـــــــية التراث الثـــــقــــافي غيــــر المادي ومناقشة نتائج تنفيذ الاستراتيجيات من خلال تجارب بعض الدول العربية.

وناقشت الاجتماعات ايضا تنظيم الانشطة وبناء القدرات والمناهج التربوية ودراسة التقارير وتبادل المعلومات كما تطرح مقارنات لبناء القدرات العربية في مجال التراث الثقافي غير المادي ووضع الخطط الملائمة لصون التراث وتقييم نتائج الدورات المختلفة، وسبقت هذه الاجتماعات مجموعة من ورش العمل استضافتها الالكسو بمشاركة خبراء من اليونسكو استمرت على مدى ثلاثة ايام لتبادل الخبرات وتدريب مجموعة من الكوادر العربية العاملة في مجال حفظ التراث.

المصدر جريدة الراي الكويتية

مجلة البابطين الثقافية الالكترونية
%d مدونون معجبون بهذه: