وفاة المفكر المغربي المهدي المنجرة

توفي في الرباط المفكر المغربي المهدي المنجرة الذي يعد أحد رواد علم الدراسات المستقبلية في العالم من خلال ترؤسه لنادي روما في ثمانينيات القرن الماضي، فضلا عن تخصصه في علم الاجتماع، وذلك عن عمر ناهز 81 عاما.

ولد المنجرة في الرباط وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي فيها، قبل أن يستكمل تكوينه العلمي في الولايات المتحدة وبريطانيا. وتولى المنجرة منصب مدير الإذاعة والتلفزة المغربية عام 1954 من القرن الماضي.

وتولى الراحل على المستوى الدولي رئاسة لجان وضع مخططات تعليمية لعدة دول أوروبية، وشغل عضوية العديد من المنظمات والأكاديميات الدولية.

وعرف الراحل في سنواته الأخيرة بمواقفه المناهضة للسياسات الغربية في المنطقة العربية وبنضاله من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان وبدفاعه عن اللغة العربية.

وألف المنجرة العديد من المقالات والدراسات في العلوم الاقتصادية والسياسة وعلم الاجتماع وقضايا التنمية، أهمها ” نظام الأمم المتحدة” (1973) و “من المهد إلى اللحد” (2003) و”الحرب الحضارية الأولى” (1991).

المصدر

«عسيرة هي اللغة الأم» لمنيرة الصلح… معضلات السياسة والهجرة واللجوء

تتصف أعمال منيرة الصلح المفاهيمية عادة بتعدد الأساليب، وتتراوح بين الفيديو والتركيب والكتابة والتصوير الفوتوغرافي والرسم والأداء الحي، وتتناول موضوعات متعلقة بالمهاجرين، بدءاً من الشخصي أو من السرد الذاتي، محاولةً إثارة الأسئلة الجمالية والاجتماعية الدقيقة.
تغوص الصلح في معرضها الجديد في بيروت في فهم مركبات اللغة، عبثها وعبوسها وعسراتها، في زمن التحولات الاجتماعية والديموغرافية والحرب والهجرات والتهجير والنزوح والمهاجرين، وحتى الشخصيات السياسية اللبنانية والإيرانية. تحضر اللغة في معرضها فيصبح للكلام حكاية أخرى، ربما لأن اللغة تغيب عن المعارض عادة ليحضر اللون، أما مع منيرة الصلح فتحضر اللغة لنكتشف أننا أمام فن مفاهيمي مربك وفيه تكهنات وأسئلة ومطارحات وعبارات كثيرة ومتشعبة. أمام فن يرشدنا إلى اللغة في الفن المفاهيمي إلى صراع اللغة وتقلباتها. ولمجرد أن تقول «عسيرة هي اللغة الأم»، نصبح أمام احتمالات مناقشة الهوية والهويات واللغات والمجموعات البشرية وأوجاعها والهجرة. وتحت أجنحة اللغة يفوح معنى كل شيء.
ليست اللغة مجرد كلمات مكتوبة في معرض منيرة الصلح، فالزائر يجد نفسه في صالة مساحتها 600 متر مربع، مقسمة بين أجزاء عدة، حيث الفنانة تطالعنـا في البداية بعمل سردي كولاجي في الفراغ عنوانه  {كلوغد} عبارة عن 100 زوج من القباقيب الدمشقية  أو الشامية، تفترض الفنانة أن على كل داخل إلى المعرض احتذاء زوج منها، لتشكل أصوات قرع أسفلها الخشبي على البلاط جلبة أصوات متداخلة.
بدأ مشروع منيرة بخمسين عمل بورتريه للاجئين سوريين، رسمتهم على أوراق صفراء مسطّرة ودوّنت حول الرسوم بعض الملاحظات التي تختصر حالهم، وهم من درعا وحمص وإدلب وطرطوس واللاذقية ودمشق ووادي النصارى وغيرها، كل هؤلاء اضطروا إلى مغادرة بيوتهم بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية أو الطائفية.
 ثم بعد ذلك نرى فيلماً، يطالعنا فيه الفنان الراحل فيلمون وهبي وهو يغني {سنفرلو عالسنفريان} كمفتاح سخرية من إشكالية اللغة الأم، التي طرحتها الفنانة من منطلق تجربة تعلمها اللغة الهولندية في مدرسة {نوا} للغة في أمستردام.
 وتستعيد الصلح أحوال الطفل وعلاقته باللغة كي تطرح قضايا معقدة مثل الحروب والدين. كما يمكن ربطها، كما فعلت في النص المقدم للمعرض، بطروحات أكثر تعقيداً مثل كتاب {كلمن} لأحمد بيضون، و{صوت ولا شيء آخر} لملادن دولر، و{الفصام واللغات} للويس ولفسون.
يضمّ المعرض لوحات ضخمة تظهر فوق جانب منها كلمة وفي الجانب الآخر كلمة أخرى تتكون من الأحرف ذاتها ولكن بترتيب مختلف، فتصبح كلمة {بعث}، {عبث} مثلاً.  
 يُذكر أن الصلح عرضت في محافل فنية عدة، أبرزها: هاوس دير كونست في ميونيخ في ألمانيا، مانفيستا 8 في مورسيا في إسبانيا، غاليري غيلد للفنون في مومباي، متحف ستيديليك في هولندا، غاليري الرواق في المنامة، غاليري صفير في بيروت، متحف الفن في جامعة ولاية أريزونا في تمب، غاليري نورد في برلين، بينالي اسطنبول عام 2009. وعرض فيلمها {أغنية روان} في عدد من مهرجانات الأفلام من ضمنها {فيديو برازيل}، حيث منح جائزة لجنة التحكيم في العام 2007. كان عملها تركيب الفيديو بعنوان {وكأني لا أنتمي هناك} جزءاً من معرض {إلى الأمام} في أول جناح لبناني في بينالي فينيسيا في 2007.
 ولدت الصلح في بيروت عام 1978، حيث درست التصوير في الجامعة اللبنانية في بيروت، وتابعت الفنون الجميلة في أكاديمية غيريت ريتفيلد في أمستردام في هولندا.

دعت غاليري {صفير زملر} إلى لقاء مع الكاتب أحمد بيضون، للتحاور في كتابه {كلمن}، اليوم، عند الساعة السابعة مساء في الغاليري. وذلك، في سياق معرض {عسيرةٌ هي اللغة الأم}. على أن تسبق اللقاء جلسات تحضيرية، تتخللها قراءات ونقاشات في الكتاب المذكور وحوله، وذلك، كل يوم جمعة، بين الساعة الحادية عشرة صباحاً والواحدة ظهراً، في {فيلا فلمنغ}.

المصدر

مؤتمر الادب الفلسطيني الدولي الثامن يكرم الشاعر الاسدي والشوملي

كرمت جامعة بيت لحم، يوم امس، الدكتور الشاعر الشعبي سعود الاسدي، والاستاذ الدكتور قسطندي شوملي استاذ اللغة العربية والترجمة في جامعة بيت لحم، وذلك خلال مؤتمر الادب الفلسطيني الدولي الثامن / لسان الفلسطينيين، الذي نظمته دائرة اللغة العربية في جامعة بيت لحم.

وشهد المؤتمر اطلاق كتاب اعمال مؤتمر الادب الفلسطيني السابع بعنوان ” اللغة العربية المعاصرة ودورها الحضاري في بناء الوعي المعرفي “، ومناقشة التحضير لبناء معجم لسان الفلسطينيين.

وحضر المؤتمر عميد كلية الاداب في جامعة بيت لحم ورئيس المؤتمر الاستاذ الدكتور معين هلون ، والمطران وليم الشوملي، والدكتورة ايرين هزو ممثلا لرئيس الجامعة، والدكتور زياد بني شمسة استاذ الادب والنقد في جامعة بيت لحم، والدكتور ابراهيم ابو هشهش رئيس قسم اللغة العربية في جامعة بير زيت، والدكتور سعيد عياد رئيس دائرة اللغة العربية / الاعلام في جامعة بيت لحم، وعدد كبير من الادباء والشعراء، والباحثين والأكاديميين والمهتمين بشؤون الادب والغة من مختلف الجامعات الفلسطينية، والعديد من ممثلي المؤسسات العلمية و التربوية والأهلية.

ورحب الدكتور هلون بالمشاركين في المؤتمر ، وأكد على اهمية تنظيم هذه المؤتمرات في اثراء المعرفة الادبية، ويساهم في توحيد رؤية المهتمين والباحثين في شؤون اللغة والأدب ، وتحفيز الطلبة على المعرفة والإبداع، لافتا ان تكريم الجامعة الشاعر الاسدي والدكتور الشوملي يأتي تقديرا لمكانتهم المعرفية والادبية والإبداعية.

والقى الدكتور الديك بهذه المناسبة كلمة الجامعات الفلسطينية، لافتا الى انه في اكناف هذه المنارة العلمية ولد مؤتمر الادب الفلسطيني ادراكا لرؤيا الاديب و رؤيا الحفاظ على الهوية والارث والانتماء، مؤكدا ان هذا المؤتمر باستمراريته وشموله، وتنوع موضوعاته يضاهي خيرة المؤتمرات في الجامعات العالمية.

وقال ان رحلة موضوعات هذا المؤتمر انطلقت في سنة 2006، حين اتخذ عنوانه الاول “الادب في المثلث و الجليل ” ثم تتبع الادب الفلسطيني في الشتات، وعرج على الادب النسوي الفلسطيني، وانتبه الى اهمية التراث الشفوي الفلسطيني، فخص الاغنية الشعبية، وعاد الى الثقافة الفلسطينية قبل النكبة , ولم يغفل اللغة العربية المعاصرة في بناء المعرفة، وياتي المؤتمر الثامن في هذا العام ليقف على حال لسان الفلسطينيين، مشيرا الى مشاركة عدد كبير من الباحثين و العلماء و الاكاديميين من داخل الوطن و خارجه، حيث قدموا عصارة فكرهم، وخلاصة تجاربهم، فاثروا الحياة الثقافية، واذكوا الروح الوطنية، وكرسوا انتماء الانسان الفلسطيني بسمائه و ارضه.

و اضاف ان هذا المؤتمر تميز بتكريم كوكبة من اعلام الادب و الفكر الفلسطيني , فشهدت هذه القاعدة على مدى ثماني سنوات تكريم حنا خليفة , و فهد ابو خضرة و مصطفى الكرد , و اليوم تشهد هذه القاعة ايضا علمين من اعلام الثقافة الفلسطينية هما الاستاذ الاديب سعود الاسدي و البروفيسور قسطندي الشوملي .

وقال الدكتور زياد بني شمسة في مسوغات تكريم الشاعر الاسدي ان لجنة مؤلفة من الدكتور هلون عميد كلية الاداب ومدير مركز الابحاث، والدكتور ابو هشهش المتخصص في الادب الحديث، والاستاذ الدكتور احسان الديك اجمعت على تكريم الاديب الشاعر الاسدي، كونه شاعر متميز يقف في الصف الامامي بين شعراء الطليعة الاولى في الشعر الفلسطيني قبل النكبة و بعدها، وهو رائد من رواد القصيدة الفلسطينية ومن رواد الشعر الشعبي، كان اول من شق سبيل الشعر باللغة المحكية الفلسطينية التي عمقت روح الصمود والبقاء، فيما يمتاز انتاجه الثقافي و الادبي بالغزارة والتنوع، فقد كتب الشعر و الزجل و القصة و الحكاية والمسرحية و الدراسات النقدية والترجمة، وله اسهاماته المميزة في المشهد الثقافي الفلسطيني .

وقال الدكتور ابراهيم ابو هشهش، ان الدكتور الشوملي يستحق التكريم لسجاياه الانسانية و مزاياه العلمية و المعرفية، وانجازاته الاكاديمية والثقافية، وخدماته الجلية لجامعته ومجتمعه، وخاصة في الازمان الصعبة، واكد ان الدكتور الشوملي يستحق التقدير و التكريم في كل وقت . وما هذه الخطوة المتواضعة المتمثلة في اصدار هذا اكتاب الاحتفالي تكريما له الا بعض من حقه علينا، فقد كان دائما السارية التي رفعت شراع مركب الدائرة سنوات طويلة عمل فيها بكل صمت وتفان و تواضع، موظفا ك لما يملك من معارف وطاقات و علاقات انسانية في سلاسة النسمة و هدوئها، مخلفا دائما في نفوس كل من عرفوا اثرا طيبا.

واكد الدكتور سعيد عياد على اهمية انعقاد مؤتمر الادب الفلسطيني الثامن / لسان الفلسطينيين في تعزيز مكانة اللغة العربية، والارتقاء بمستوى طلبتها في الجامعات الفلسطينية، وتكريم المبدعين من امثال الدكتور الشاعر الاسدي، والدكتور الشوملي، لأهمية ابداعاتهم الادبية والمعرفية، ودورهم في بناء ثقافة ووعي المواطن الفلسطيني.

وشكر كل من الدكتور شوملي، والشاعر الاسدي، ادارة جامعة بيت لحم، والمشاركين في المؤتمر على تكريمهما، واكدا على اهمية انعقاد مؤتمر الادب الفلسطيني الدولي في نسخته الثامنة تحت عنوان ” لسان الفلسطينيين “.

وأعلن الدكتور هلون رئيس المؤتمر إطلاق كتاب أعمال مؤتمر الأدب الفلسطيني الدولي السابع الذي حمل عنوان ” اللغة العربية المعاصرة ودورها الحضاري في بناء الوعي المعرفي “.

وفي ختام حفل التكريم، جرى تكريم عدد من الباحثين، كما بحث مجموعة من المتخصصين المشاركين في المؤتمر ، اهمية بناء معجم لسان الفلسطينيين.

المصدر

جامعة طهران تمنح الشاعر عبدالعزيز البابطين شهادة الدكتوراه الفخرية

منحت جامعة طهران رئيس مجلس ادارة مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين شهادة الدكتوراه الفخرية وذلك تكريما لعطاءاته الثقافية في ايران.
حضر الحفل الذي اقيم في قاعة العلامة الاميني بجامعة طهران عدد كبير من طلبة واساتذة جامعة طهران، الى جانب الشخصيات العلمية والثقافية والاكاديمية وبعض السفراء المعتمدين لدى الجمهورية الاسلامية الايرانية.
وتم خلال الحفل التعريف بالأنشطة والإسهامات للشاعر عبدالعزيز البابطين في النشاطات التعليمية والثقافية بإيران.
وقال الشاعر عبدالعزيز البابطين في كلمة له خلال الحفل: “اشكركم على هذه اللفتة الكريمة المتمثلة في منحي درجة الدكتوراه الفخرية التي هي أول دكتوراه فخرية تمنحها جامعة طهران لشخصية عربية.. والتي أراها تكريما وتقديرا لوطني الكويت قيادة رشيدة وشعبا مثقفا معطاء واعيا بأهمية التواصل والتقارب مع جميع الشعوب”. واضاف: ان “هذه الشهادة وجميع الشهادات والاوسمة التي منحت لي في العديد من دول العالم من قادة وجامعات ومؤسسات ثقافية رسمية ومدنية.. ارفعها على سارية الوطن العزيز الذي نتفيئ في ظلاله الأمن والحرية المسؤولة وننعم بعطائه اللامحدود.. تحت مظلة قيادة خيرة وحكيمة لحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح وولي عهده الامين سمو الشيخ نواف الاحمد الصباح حفظهما الله ورعاهما”.
وشكر الشاعر عبدالعزيز البابطين جامعة طهران ممثلة برئيسها واساتذتها وطلبتها على هذا التكريم، مشيدا بها “كونها واحدة من أبرز الجامعات الاسلامية التي جعلت من اهم اهدافها الحرص على البحث العلمي الخلاق وإعداد البرامج التي تهيء لطلبتها وباحثيها كل سبل الإبداع والابتكار وفق برامج علمية متقدمة”.
في السياق نفسه، قال الشاعر عبدالعزيز البابطين في تصريح صحافي عقب منحه شهادة الكتوراه الفخرية ان “الشهادة التي اعطيت لي اليوم شهادة متميزة اولا من بلد اسلامي، ثانيا تعتبر الاولى بالنسبة للعرب بالرغم من ان عمر الجامعة ثمانية عقود”.
واضاف “انا سعيد جدا بهذا التكريم وبنفس القدر الذي اشعر فيه بالسعادة احس ان المسؤوليات تقع علي اكثر مما سبق.. كل وسام او شهادة دكتوراه أحصل عليها هي اضافة الى المسؤولية التي استشعرها تجاه الثقافة واللغة العربية وتجاه الشعراء والمثقفين العرب”.
وتابع البابطين قائلا “اتمنى بان يكون هذا التكريم حافزا للعمل اكثر لصالح الثقافة العربية والاسلامية والتواصل بين الشعوب لاننا بحاجة الى التواصل بين شعوبنا الاسلامية حتى نستطيع ان نقف بوجه اي هجمة تتعرض لها الامة العربية والاسلامية”

الشيخ سلمان الحمود : الحركة الأدبية بالكويت لامست مناكب حركة الفكر والأدب العربي تأثراً وتأثيراً .

الكويت – 13 – 5 (كونا) — أكد وزير الاعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود الصباح هنا اليوم ان الحركة الأدبية والثقافية في الكويت ومنذ مطلع القرن العشرين سارت نحو النمو والتطور تلامس مناكب حركة الفكر والأدب العربي تأثرا وتأثيرا.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الشيخ سلمان في احتفال مرور 50 عاما على إنشاء رابطة الأدباء الكويتيين الذي يعقد برعاية حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه هنا الليلة ويستمر حتى يوم غد بمجموعة من المحاضرات والندوات والجلسات الشعرية.
وقال الشيخ سلمان “رعاية حضرة صاحب السمو أمير البلاد لهذه الاحتفالية ما هو إلا تأكيد للدعم الكبير الذي توليه الدولة لمؤسساتها الأدبية والثقافية وصورة من صور التقدير والدعم المقدم للأدباء من أبناء الكويت من قبل حضرة صاحب السمو أمير البلاد وسمو ولي العهد وسمو رئيس مجلس الوزراء”.
واضاف ان الكويت منذ مطلع القرن العشرين اعتمدت على زخم التيارات الثقافية والأدبية المتدفقة الى المجتمع الكويتي من خارجه وتنشيط العوامل الساكنة بداخله التي أبدعت في تأسيس الصروح الثقافية والعلمية الكويتية آنذاك.
وأكد الشيخ سلمان ان الكويت أدركت أهمية الأدب والثقافة ودورهما في تطور الشعوب والأوطان منذ قرن مضى في عهد المغفور له الشيخ مبارك الصباح حينما بدأت الحركة الأدبية والثقافية بالكويت على أسس سليمة مبينا انها انتجت ثقافة منفردة وأدبا مبنيا على خصائصه الكويتية الخليجية ومرتبطا بنبضه العربي.
واشار الى ان بداية نبض حركة الفكر بالكويت كانت بظهور الشاعر والأديب عبدالجليل الطبطبائي في نهاية القرن التاسع عشر والذي ترك أثرا بارزا في الحياة الفكرية الكويتية واكمل تلامذته من بعده مشواره وفي مقدمتهم الراحل الاستاذ عبدالعزيز الرشيد الذي اسهمت أعماله في تأكيد صورة الكويت زاخرة بالفكر والحيوية في العالمين العربي والاسلامي.
وقال الشيخ سلمان ان رابطة الأدباء الكويتيين لاتزال منذ تأسيسها إحدى مؤسسات المجتمع المدني الكويتية التي عنيت بالنهوض بالحركة الأدبية والثقافية والفكرية الكويتية مشيدا بدورها في رعاية نشء ثقافي وأدبي من الكتاب والأدباء الكويتيين الذين كان لهم دور ملموس في إبراز الوجه الحضاري لدولة الكويت داخليا وخارجيا جيلا بعد جيل.
ومن جانبه شكر أمين عام رابطة الأدباء الكويتيين طلال الرميضي الرعاية المستمرة للقيادة الحكيمة في دولة الكويت ودعمها غير المحدود لأدباء الكويت ومثقفيها وتطوير المؤسسات الثقافية التي تعتبر رافدا مميزا لمفردات الابداع في المجتمع الكويتي الحضاري.
وقال الرميضي “في هذه الاحتفالية بمرور خمسة عقود على انشاء رابطة الأدباء الكويتيين نتذكر الجهود الرائعة بين الأدباء السابقين والمعاصرين” مشيرا الى انجازات الرابطة في تلك الفترة والعطاء الذي بذلته من فعاليات ثقافية هامة ونشر عدد من المطبوعات المهمة والقيمة لتساهم في إثراء الحراك الثقافي في صفحة مشرقة من صفحات تاريخ الكويت العريق.
وبدوره قال نائب الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب ابراهيم بوهندي ان للكويت دائما مواقف وطنية عربية منذ نهضتها في دعم الابداع الأدبي والفكري والفني وكان لروادها دور مهم في اثراء المشهد الثقافي الخليجي والعربي بابداعاتهم المتميزة على مستوى الشعر والسرد القصصي والروائي وعلى مستوى المسرح وغيرها من الآداب والفنون.
وذكر بوهندي ان اليوم يصادف مرور ما يربو على 55 عاما منذ ان استضافت الكويت المؤتمر الرابع للأدباء والكتاب العرب والذي خرج المؤتمرون فيه بقرارات مهمة وجريئة وتوصيات انتعشت بتفعيلها روح الاتحاد مقتبسا جزءا من توصيات المؤتمر التي نصت على حرص الكويت على الحرية الكاملة في ابداء الآراء وادارة المناقشات بالتساوي أمام أصحاب البحوث والمعلقين والمناقشين على السواء في جو من الحرية الفكرية المطلقة.
وتلا الكلمات عرض وثائقي لمسيرة الرابطة وأهم اصداراتها وعرض مسرحي للفنان جاسم النبهان عن الحركة الأدبية في الكويت وايضا تكريم مؤسسي الرابطة وأمنائها السابقين.
وصاحب الاحتفالية التي تقام تحت شعار (نصف قرن من العطاء) معرض للكتاب ضم عددا من المؤسسات الثقافية ومطبوعاتها مثل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ورابطة الأدباء الكويتيين ودار سعاد الصباح ومكتبة البابطين المركزية للشعر العربي وغيرها.

الفلسفة والخيال في قصص ملتقى ضفاف

جريدة الجريدة – استضاف ملتقى ضفاف الثقافي في الجمعية الثقافية النسائية مساء أمس الأول ندوة ثقافية تمحورت حول فن القصة القصيرة، مستعرضة ثلاث مجموعات قصصية، وركز المتحدثون في الأمسية على البعد الفلسفي والخيال الأدبي للأعمال المنتقاة.
بداية لفت الدكتور علي العنزي الى أن مجموعة «بيضة على الشاطئ» للكاتب شريف صالح تحيلنا إحالات غامضة لمعنى الوجود وتمتزج بأجواء من الفانتازيا، الرمزية، والأساطير، والأحلام التي لا تخلو من الهذيان السريالي ويهيمن على المجموعة الغموض وكأنها كتبت للنخبة وليس الجماهير على عكس عمليه السابقين «مثلث العشق» و»شخص صالح للقتل»، التي كانت ومضات قصصية مستقلة.
وأردف العنزي ان المجموعة تعالج (فلسفيا) مأزق الوجود الإنساني بدءاً من الرحم وحتى (الريف، المدينة، الخليج… الخ) وهكذا فهى ترى أن الإنسان حر في تصرفه في الجزئيات والكليات الحياتية المَعيشية.
واستدرك العنزي: «إن كتابة نص فلسفي في حد ذاته باب للخوض في الغيبيات لقد حاول شريف أن يعطي شرعية للفهم الفلسفي التأويلي الذي لم يستطع أن يصرح به وهو على كل رأي مقبول قياسا إلى ما تقدم به الفلاسفة إن التأويل يقوم على تعددية المعنى وتشعبه، فالنصوص تقترح والقارئ يعطي المعنى الذي يوافقه كما يشير رولان بارت ملخصا أحد أهم عناصر درس التلقي: «النص مقترح والقارئ لديه حق ترتيب النسق»، فالنصوص تختزن معاني متشعبة.

مغامرة تجريبية

تحت عنوان مغامرة تجريبية تقع في فخاخ البتر قدم الروائي ابراهيم فرغلي قراءة في مجموعة «محاكمة اشجار البن» للكاتب اشرف عبد الكريم والذي يرى أن هذا العنوان عبثيا لا يعبر عن روح المجموعة ولا يمكنه ان يجمع شتات القصص المتناثرة فيها.
وأشار فرغلي الى أن المجموعة تكشف عن رغبة في كتابة نصوص مختلفة لكن تقديري أن التعجل لم يمنح الفرصة لتحقق هذا الهدف ويبدو اشرف في كثير من القصص ميالا للأجواء الفكاهية وكأنه يخلط بين النكتة والقصة من جهة أو يختلط عليه الامر فيرى أن القصة «إفيه» ينتهي بضحكة وهناك عدة نصوص تنسحق تحت هذا التصور وتتجلى في أغلب هذه النصوص رغبة الكاتب في التركيز على فكرة المفارقات لكنها بدلا من الاتكاء على الدراما بوصفها المنبع الرئيسي للمفارقات الفنية يلجأ لمفارقة النكتة.
وأردف فرغلي، موضحا أن بعض النصوص قد تأتي مرتبكة باختيار مشهد قصصي متعوب عليه لكنه ينتهي مبتورا بلا أي مبررات فنية وهناك قصص رغم جودتها فإنها تبدو ذات طبيعة مدرسية لا تتلاءم مع نصوص مجموعة كان باديا طموحها للتجريب فرؤية الكاتب لا تبدو جلية تماما وقد طمستها ملامح النكتة والافيه والمشاهد المبتورة.

«عتمة الكائن»

وقدم الروائي عبدالرحمن حلاق قراءة في مجموعة «عتمة الكائن» لفهد الهندال أكد خلالها أن قصص المجموعة بالمطلق جاءت واقعية بعيدة عن التخييل تنقل لنا الواقع المعيش بحرفيته، وكما هو بغرض انتقاد ما فيه من سلبيات ولهذا السبب تحافظ المجموعة على حاجز نفسي تضعه أمام المتلقي مع غياب عنصر التشويق.
وأردف حلاق ما يحسب لهذه المجموعة أن مجمل الموضوعات التي انتقاها الكاتب وتناولها تشكل بمجملها دعوة هامة لدراسة الآلية الفكرية التي يتبناها المجتمع وخطورتها عليه في المستقبل فالقيم الجديدة سترسخ شيئا فشيئا علاقات مجتمعية جديدة تتحول تلقائيا الى عادات وأعراف إن فهد الهندال يحاول في هذه المجموعة تسليط ضوء على هذه العتمة التي تغلغلت في نفس هذا الكائن قبل أن يعتادها المجتمع لكن السؤال الأهم هو ماذا بعد تسليط الضوء على مشكلة باتت معروفة للجميع.
ويختتم حلاق قائلا أظن على المبدع في أي مجتمع أن يضيف لمخزونه المعرفي دراسات معمقة حول خصوصية مجتمعه ثم يفكر بآلية خطاب خاصة يتوجه بها اليه بكل ما يمتلك من جرأة.

مكتبة الاسكندرية تحتضن احتفالية مؤسسة البابطين بتوزيع معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين

الاسكندرية – 30 – 4 (كونا) — أقامت مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للابداع الشعري بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية احتفالية ثقافية بمناسبة توزيع معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين في طبعته الثالثة التي أصدرتها المؤسسة أواخر شهر مارس الماضي.
وقال رئيس مجلس أمناء جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للابداع الشعري الشاعر عبدالعزيز البابطين في كلمته في الاحتفالية الليلة الماضية ان هذه المناسبة تأتي احتفالا بانجاز متقدم من انجازات مؤسسة البابطين في مسيرتها المتواصلة خلال ربع قرن من الزمن.
وأضاف أنه التزاما من المؤسسة بواجبها القومي أعلنت عن مشروعها الثقافي الكبير والرائد وهو اصدار مجموعة من المعاجم تحيط بالإبداع الشعري على اتساع امتداده الزماني والمكاني منذ عصر ما قبل الاسلام وحتى العصر الحالي.
وأكد ادراك المؤسسة منذ انطلاقها أهمية المعجم الشعري وضرورته في الحفاظ على الذاكرة الشعرية مشيرا الى اصدار الطبعة الثالثة من معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين.
وأوضح ان المؤسسة بدأت في عام 1991 مشروعها باصدار معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين الذي ضم بين جنباته الشعراء العرب الاحياء حيث صدرت طبعته الاولى في عام 1995.
واضاف ان مؤسسة البابطين للابداع الشعري اصدرت بعد ذلك معجمها الثاني المتمثل في (معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين) وذلك في عام 2008 والذي أحاط بالشعراء العرب المتوفين في العصر الحديث.
وكشف البابطين ان المؤسسة تعكف حاليا على اعداد (معجم البابطين لشعراء العربية في عصر الدول والامارات) والذي يحاول ان يستقصي الفعاليات الشعرية في العصر الوسيط لتنجز بذلك مؤسسة البابطين نصف المهمة في مشروعها الثقافي الكبير.
وحول المعجم الحالي الذي يحتفل به قال ان الشعراء في المعجم الجديد كتبوا سيرهم الذاتية بأنفسهم واختاروا القصائد التي رغبوا في ان تكون عنوانهم في الابداع الشعري معتبرا ان هذا المعجم حقق وحدة الشعر العربي متجاوزا كل التقسيمات والانقسامات فضلا عن تحقيقه الديمقراطية الشعرية في افضل صورها.
وأوضح ان الطبعة الاولى من هذا المعجم ظهرت في العام 1995 وضمت 1640 شاعرا في ستة مجلدات كما صدرت الطبعة الثانية له في عام 2002 لتضم 1946 شاعرا في سبعة مجلدات في حين صدرت الطبعة الثالثة هذا العام واقتصرت على الشعراء الجدد الذين اضيفوا الى المعجم وظهرت هذه الطبعة في مجلدين.
وقال البابطين ان هذه الطبعة من المعجم تقدم لها 746 شاعرا فيما اجازت اللجنة الفنية منهم 568 شاعرا يمثلون 25 دولة ليكون بذلك مجموع الشعراء في معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين 2514 شاعرا.
وأضاف أن مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للابداع الشعري حرصت على ان تبقى صفحات هذا المعجم متاحة لكل شاعر عربي من خلال اعلانها عزمها اصدار طبعة جديدة من هذا المعجم كل ثلاثة اعوام لتحتضن الاضافات الجديدة من الشعراء على ان تعيد اصدار المعجم كل عشر سنوات في طبعة تجمع فيها كل الاضافات المتلاحقة.
وقال ان المؤسسة ستبدأ منذ الان توزيع استمارات الطبعة الجديدة في مكتبة الاسكندرية وفي المراكز الادبية والجامعات وعلى موقع المؤسسة على شبكة الانترنت.
وأعرب البابطين عن خالص شكره لكافة الشعراء الذين شاركوا في هذا المعجم معربا في الوقت ذاته عن شكره وامتنانه لمكتبة الاسكندرية ومصر على احتضانها لهذه الفعالية الثقافية.
من جانبه قال محافظ الاسكندرية اللواء طارق المهدي ان محافظة الاسكندرية تسعى دائما الى الحفاظ على استمرارية هويتها الثقافية باعتبارها عاصمة الثقافة العربية والاسلامية.
وأضاف المهدي خلال مشاركته في الاحتفالية ان احتضان مكتبة الاسكندرية لحفل توزيع الطبعة الثالثة من معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين يعد اضافة ثقافية مهمة للاسكندرية بتاريخها ورؤيتها الثقافية.
واشاد بالجهود التي تقوم بها مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين في سبيل الحفاظ على الشعر العربي واثرائه فضلا عن حرص مؤسسها الشاعر عبدالعزيز البابطين على تحقيق مشروعه الثقافي من خلال اصدار معاجم للشعراء العرب يحفظ من خلالها بقاء التراث والتاريخ والثقافة العربية.
وثمن المهدي التعاون الثقافي والعلمي القائم بين مكتبة الاسكندرية التي تعد صرحا علميا وثقافيا ومنارة ثقافية عالمية عمرها الفان وثلاثمئة سنة مع مؤسسة ثقافية كويتية عربية رائدة في مجال الابداع الشعري والمتمثلة في مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للابداع الشعري.
واكد محافظ الاسكندرية في هذا السياق ضرورة ترسيخ مفهوم الارتباط الدائم والمستمر بين جمهورية مصر العربية ودولة الكويت في مختلف المجالات الثقافية والسياسية والادبية والعلمية والاقتصادية والذي يتجسد جليا في مثل هذه الفعاليات والمناسبات.
وقال “أحيي دولة الكويت ومؤسسة البابطين لاقامة هذه الاحتفالية الثقافية في مصر في ظل الظروف التي تشهدها حاليا” مؤكدا ان ذلك يعكس دعم الاشقاء ومساندتهم لشقيقتهم مصر ويعكس كذلك حرص مصر على المضي قدما نحو مستقبل واعد ومشرق.
ويصاحب هذه الاحتفالية الثقافية اقامة العديد من الفعاليات منها ندوات أدبية يشارك فيها مجموعة من الأكاديميين المتخصصين والنقاد كما سيجري توزيع المعجم على عدد من الشعراء الذين سينشدون أشعارهم في ثلاث أمسيات شعرية يشارك فيها نخبة من الشعراء الذين أضافتهم الطبعة الثالثة من مختلف بلدان الوطن العربي.
وشارك في الاحتفالية الثقافية سفير دولة الكويت لدى جمهورية مصر العربية سالم الزمانان ومحافظ الاسكندرية اللواء طارق المهدي ومدير ادارة المشرعات الخاصة بمكتبة الاسكندرية الدكتور خالد العزب اضافة الى العديد من الادباء والشعراء والمثقفين والاعلاميين.

رابطة الأدباء نظمت محاضرة عن مسيرة نزار قباني الشعرية

 (كونا) — نظمت رابطة الادباء الكويتيين الليلة محاضرة بعنوان (قراءة هادئة في قصائد صاخبة) حول مكانة الشاعر الراحل نزار قباني ومسيرته الشعرية قدمها أستاذ الادب الكويتي في جامعة الخليج الدكتور صلاح الدين ارقه.
وقال الدكتور ارقه في المحاضر ان الشاعر نزار قباني يمثل قدوة للشعراء الشباب في مواجهة الصعاب والتغلب عليها من خلال شعره الذي انتشر في كل البلاد العربية ووصل الى العالمية ليشكل حالة ابداعية متفردة في الشعر العربي.
وذكر ان الشاعر نزار بن توفيق القباني ولد عام 1923 في سوريا “وهو ابن عائلة دمشقية عريقة إذ يعتبر جده أبو خليل القباني رائد المسرح العربي” وانخرط للعمل في السلك الدبلوماسي مما اتاح له التنقل بين عواصم عالمية مختلفة.
واضاف ان ارث الشاعر قباني خلال مسيرته الشعرية ضم العشرات من المجموعات الشعرية والنثرية كانت اولها مجموعة (قالت لي السمراء) في عام 1944 اذ استمر في كتابة الشعر والتأليف ونشر اعماله لما يزيد عن نصف قرن من الزمن.
واوضح ان ديوان (قصائد من نزار قباني) الذي صدر عام 1956 كان نقطة تحول في شعر نزار حيث تضمن قصائد انتقدت بشكل لاذع خمول المجتمع العربي وتسببت باثارة المحافظين ضده حتى أن طالب رجال الدين في سوريا طالبوا بفصله من العمل الدبلوماسي.
وبين الدكتور ارقه ان الظروف الاجتماعية التي مر بها الشاعر قباني مثل انتحار شقيقته ومقتل زوجته في تفجير السفارة العراقية في بيروت اثر كثيرا في حياته ومسيرته الشعرية من خلال تركيزه على القضايا التي تحارب العنف والقسر.
يذكر ان الكاتب والاكاديمي اللبناني الدكتور صلاح الدين ارقه تلقى تعليمه في صيدا ويحمل شهادة الماجستير من كلية التربية من الجامعة اللبنانية والدكتوراه في الدراسات العربية والإسلامية من جامعة غلاسكو في أسكوتلندا.
واطل الدكتور ارقه على عالم الصحافة من خلال عدة مجلات فقد كان رئيس تحرير مجلة الوعي الإسلامي الصادره عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة الكويت وله عدة كتب منشوره ابرزها (ري الغريب في محاسن التاويل) و(التخلف السياسي في الفكر الإسلامي المعاصر) و(تاريخ صيدا تحقيق) .

كتاب في دقائق .. مبادرة لترجمة الكتب العالمية وتلخيصها لتتسنى الاستفادة في وقت قصير

دبي – 8 – 4 (كونا) — ترجمة وتلخيص آخر الاصدارات من الكتب العالمية في مجال الادارة والقيادة والتنمية البشرية وتطوير الذات كانت مبادرة ل (مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم) في مجال الاهتمام بتطوير الانسان لاسيما في هذا الوقت الذي تركز العديد من الدول على التنمية في المجالات كافة.
والمبادرة التي حملت اسم (كتاب في دقائق) كانت محور لقاء لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) مع العضو المنتدب ل (مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم) جمال بن حويرب الذي قال ان المبادرة تمثل جزءا من مبادرات أعلنت عنها المؤسسة للارتقاء بمستوى المجتمع فكريا وأدبيا وعلميا.
وأضاف بن حويرب ان المبادرة تهدف الى اصدار ملخصات لأهم المؤلفات العالمية التي تلاقي رواجا كبيرا مشيرا الى أن المبادرة تجمع بين أصالة المحتوى والاخراج المشوق باللغة العربية.
وأوضح ان تلك الملخصات توفر للقراء خلاصة فكر الكتاب والمؤلفين من خلال امكانية قراءتها في دقائق عدة مما يسهم جليا في ترويج أشهر الكتب المميزة ونقل معلوماتها الغنية الى شريحة واسعة من الجماهير بسرعة واتقان.
وحول أهمية تلك المبادرة ذكر أن المبادرة تتمثل بأنها مشروع قديم حديث فعلماء العرب والمسلمين قاموا في عصر النهضة بترجمة الكتب وتلخيصها بما يتناسب مع توجهات الباحثين والراغبين في المعرفة وزخرت مكتبات الأندلس والعراق والشام ومصر بألوف الملخصات لكتب الأدب والفلسفة والعلوم.
وبين أن هذه المبادرة تمثل نقلة نوعية في عملية نشر الثقافة والآداب والعلوم حيث اننا في عصر تتسابق فيه عقارب الساعة وأصبح فيه الوقت سلعة ثمينة لمن يمتلكونها وأثمن لمن يعرفون كيفية انفاقها بالحكمة والتوجه صوب مستقبل أفضل.
وقال انه بناء على ذلك “أرادت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم اختصار الكلمات ووضع الحروف في نصابها من خلال اتاحة المجال للاطلاع على جديد المعارف في أقصر مدة زمنية متاحة مما سيسهم في ابقاء العقول متحفزة واليوم لن تكون اللغات العالمية عقبة في وجه من يريد التميز فنحن سنجلب المعارف بمختلف أنواعها وباللغة العربية”.
وأضاف ان مشروع (كتاب في دقائق) بدأ بمبادرة أطلقتها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم المؤسسة الرائدة في نشر المعرفة ودعم التنمية بشهر أكتوبر من العام الماضي 2013.
وبين بن حويرب أنه تم ترجمة وتلخيص 15 كتابا حتى الآن موزعة على خمس دفعات والدفعة الأولى شملت (كتاب الروح الايجابية) المعطيات العلمية والعملية لاكتشاف مواطن القوة البشرية من تأليف تشارلز ريتشاردز سنايدر وكتاب (كيف لك أن تكون محط أنظار الآخرين) أبسط الطرق لكي تزيد من جاذبيتك الشخصية من تأليف ديفيد جليسباي ومارك وورن وكتاب (الانعزال التام) حماية أطفالنا وعلاقاتنا الأسرية في ظل العصر الرقمي من تأليف كاثرين شتاينر أدير.
أما الدفعة الثانية فشملت كتاب (المؤثرون) السمات الخفية التي تصنع الشخصية المقنعة والقوية من تأليف جون نيفينجر وماثيو كوهوت ووكتاب (انطلق) كيف نتدفق مع الحياة وننساب معها كالمياه من تأليف ميهالي شيكزنتميهالي وكتاب (جيل التطبيقات الالكترونية) كيف يحقق الشباب ذواتهم ورغباتهم وخيالاتهم في العصر الرقمي من تأليف هوارد جاردنر وكاتي ديفيز.
والدفعة الثالثة ضمت كتاب (نعمة السعادة) المبادئ السبعة للطاقة الإيجابية التي تحقق النجاح وتعظم الأداء من تأليف شون آكور ثم كتاب (ادمان الالتهاء) كيف تتواصل مع العالم دون أن تهمل أسرتك أو تؤرق زملاءك أو تتعب بالك من تأليف ألكس سوجانج كيم بانج وكتاب (الاستبصار) كيف يصل القادة بالابتكار الى حد الإبهار من تأليف شون هانتر.
والدفعة الرابعة شملت كتاب (أنت فرد وحدك) خريطة طريق لتحقيق ذاتك بأقصى طاقاتك من تأليف روبرت ستيفن كابلان وكتاب (التدريب الموجه) إيقاد شعلة التميز لتمكين الآخرين من تأليف جيمس فلاهيرتي وكتاب (كل هنيئا وتحرك كثيرا ونم عميقا) خيارات صغيرة تصنع فروقا كبيرة من تأليف توم راث.
والدفعة الخامسة شملت كتاب (صناعة المبتكرين) تنشئة الجيل الذي سيغير العالم من تأليف توني واجنر وكتاب (التغيير بثقة) اجابات للتساؤلات التي تقض مضاجع القيادات من تأليف فيل باكلي وكتاب (الذكاء الايجابي) لماذا يتألق القليلون ويقودون ويخفق الكثيرون ويتراجعون من تأليف شيرزاد شامين.
وحول أسس اختبار الكتب المترجمة قال حويرب ان المبادرة تقوم على ترجمة وتلخيص ثلاثة كتب شهريا من الكتب العالمية ذائعة الصيت وواسعة الانتشار حيث تقوم المؤسسة ومن خلال التعاون مع احدى الشركات باختيار المؤلفات المستهدفة وتلخيصها وترجمتها الى اللغة العربية.
وأضاف أنه بعد ذلك يتم تصميم الاصدارات وتنفيذ طباعة عدد كبير من النسخ من كل اصدار على شكل نسخ مطبوعة أو الكترونية ليتم توزيعها على المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية ومجموعة من الشخصيات المرموقة في الحقلين الثقافي والأدبي.
واشار الى أنه يتعين أن تحمل هذه الكتب مجموعة من الصفات أهمها أن تكون الكتب في مجالات حيوية تتفق مع أهداف المبادرة وأن تكون كتبا لم يتم ترجمتها بعد الى اللغة العربية وأن تكون ذائعة الصيت على المستوى العالمي وأن تكون من أكثر الكتب مبيعا مقارنة بمثيلاتها في ذات الحقل وألا تكون متعارضة في محتواها مع قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا.
واكد حويرب ان المؤسسة تؤمن بأن الانسان وحده القادر على أن يضع حدا لأفقه المعرفية ولكن وقبل الابحار في محيطات الاداب والعلوم يجب على الباحثين عن حدود الكمال البشري أن يعرفوا أنفسهم أولا وبالتالي كان التركيز على تنمية الذات ومن ثم تنمية الآخرين من خلال التمكين على نقل المعارف اليهم.
وبسؤاله هل قراءة الملخص يغني عن قراءة الكتاب كاملا قال انه لعموم القراء فان ملخصات (كتاب في دقائق) تغنيهم عن قراءة الكتاب ولكن للمتخصصين والذين يبحثون عن تفاصيل أعمق وأكثر في مجالات معينة تغطيها الكتب التي تم تلخصيها فقطعا لا غنى عن الكتاب الأصلي.
وبين أن الفكرة من الملخصات تكمن في اعطاء الجمهور جرعة معلوماتية كافية بشكل أنيق ومركز حول موضوع أو مجال معين يغطيه الكتاب الذي تم تلخيصه وفي ذات الوقت دفع الجمهور الى السعي نحو قراءة هذا الكتاب الذي أعجبوا بتلخصيه وأحبوا الاستفاضة بالملعلومات التي يقدمها بشكل تفصيلي.
وحول الفئة المستهدفة من تلك الملخصات قال ان المبادرة تستهدف القيادات وصناع القرار والمديرين والرؤساء التنفيذين في المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية ومجموعة من الشخصيات المرموقة في الحقلين الثقافي والأدبي وعموم الشباب في الجامعات والمعاهد العلمية الوطنية.
وأكد بن حويرب أن المؤسسة تتوقع استمرار المبادرة خلال الفترة المقبلة بعد أن زادت مطالب المهتمين وأصحاب القرار بالمؤسسات الحكومية والاتحادية بدولة الامارات بضرورة انتشار الاصدارات المقرر نشرها مستقبلا مشيرا الى أنه سيتم توسيع انتشار المبادرة لتعم الدول الخليجية والعربية من خلال النشر الرقمي قريبا

الشاعرة الروسية آنا أخماتوفا…

قدمت أخماتوفا لقصيدتها التي كتبتها بين 1935 و1940 بالكلمات التالية: «في أعوام ييجوف الرهيبة أمضيت في طوابير سجون لينينغراد سبعة عشر شهراً. عرفني أحدهم في إحدى المرّات. حينئذ استفاقت المرأة التي تقف خلفي من ذهولها، الذهول الذي كان يصيب الجميع، وسألتني هامسة في إذني (كان الجميع يتحدثون همساً هناك): هل تستطيعين وصف هذا الذي يجري؟
أجبتها: أستطيع.
عندئذ سرى ما يشبه الابتسامة في ذلك الذي كان وجهها في يوم من الأيام {.

ناقدة ومترجمة

خلال تلك الفترة شغلت أخماتوفا نفسها بالنقد الأدبي، لاسيما أدب بوشكين، وأيضاً بترجمة أعمال فيكتور هيغو، رابندرانت طاغور، جياكومو ليوباردي، وشعراء كوريين وأرمن مختلفين، وكتبت سيرة ذاتية للشاعر ألكسندر بلوك.
في عشرينيات القرن الماضي، عملت آنا أخماتوفا في مجال ترجمة الشعر العالمي إلى اللغة الروسية بعدما منعتها السلطة السوفياتية من نشر شعرها، للحصول على مبالغ من المال تساعدها على تدبير أمور حياتها.
اصدرت عام 1956 مجموعتين: {الشعر الكوري الكلاسيكي}، و{الشعر الصيني الكلاسيكي}، وبعد 9 سنوات، أي عام 1965 صدر لها كتابان: {قصائد عاطفية من مصر القديمة} و{أصوات الشعراء}.
  بعد غيابها القسري عن النشر، نشرت أخماتوفا قصائد في مجلة {النجم} الشهرية (1940)، ثم صدر لها مجلد ضم مختارات من شعرها القديم في عنوان {مختارات من ستة كتب}، لكنه سحب من المكتبات قبل انقضاء بضعة أشهر على صدوره، اذ سمحت التغيرات السياسية، بقبولها في اتحاد الكتاب، إنما بعد الحرب العالمية الثانية حُظر نشر شعرها، فأجبرت جلادها جدانوف أن يعترف بروعة شعرها من خلال شتيمة أطلقها، حينما وصفها: {نصف راهبة… نصف بائعة هوى. وكأنها تكتب شعرها بين الملاءة والسرير}.

مديح ستالين

في الفترة نفسها اعتقل ابنها ليف (1949)، وظلَّ في السجن لغاية 1956، وكي تساعد في إطلاق سراحه كتبت أخماتوفا قصائد مديح لستالين وللسلطات الحاكمة، ولكن ذلك كله ذهب هباءً. لذا لم تنشر تلك القصائد في أيٍّ من مجموعاتها الشعرية.
استمر اعتقال الأصدقاء وموتهم يلاحق أخماتوفا. ففي سنة 1953 قضى نيقولاي بونين (زوجها) في قبضة الجلاّد في المعتقل. وكانت أخماتوفا انتقلت لتعيش في بيت بونين في بطرسبورغ، وحين علمت بموته في المعتقل كتبت:
لن يستجيب القلب بعد الآن
لندائي متلهفاً منشرح النبض
كل شيء ينتهي… وقصيدتي ستهيم
في ليل خاو، حيث لم تعد أنت.
    أمّا صديق أخماتوفا الشاعر ميخائيل زوشينكا الذي عانى وإياها المنع والاضطهاد الستالينيين،  فترك رحيله (1958) الشاعرة وحيدة تحت سماء الخوف، فكتبت تبحث عنه:
أرهف السمع لعلّ صوتا يجيء من بعيد
لا شيء حولي، لا أحد
مدِّدوا جسده
في هذه الأرض الطيّبة السوداء
لا غرانيت ولا صفصاف باكي
يظللان جثمانه الخفيف
لا شيء سوى رياح البحر والخليج
تهبّ إليه لتبكي عليه.

اختراق الوسط الثقافي

عاودت أخماتوفا الكتابة والنشر في 1958، لكنّها عانت من الرقابة المشددة. وصار الشعراء الشبان حينها يحجُّون إليها، كونها تمثل بالنسبة إليهم صلة وصل لمجتمع وثقافة ما قبل ثورة أكتوبر الروسية، وما بعدها. وبعد نهاية الحقبة الستالينية عادت إلى نشاطها الأدبي الطبيعي، فكتبت عشرات القصائد التي تمجِّد الحب والإنسان، ودانت بشدة الهجرة والانفصال عن الوطن: {لست مع من يهجر وطنه}. أما موضوعها الرئيس فهو الحب المأساوي الأنثوي الذي يمزج العاطفة بالأسى والحزن بالبهجة والأمل..
حققت آنا أخماتوفا اختراقاً نوعياً في الوسط الثقافي الروسي الذي كان تاريخياً يغلب عليه الطابع الذكوري. هذه الشاعرة الفاتنة شكلاً وشعراً، كتب عنها الشعراء، وجمعت قصائدهم في كتاب {صورة أخماتوفا}،  (1925).

مصدر إلهام

في فترات شبابها الأول، قامت برحلات كثيرة في العالم وحلت في باريس، حيث ارتبطت بعلاقة عاطفية مع الرسام مودلياني. فرسم لها لوحة تليق بها تبدو فيها جالسة ببهاء، بتسريحة تغطي جبينها مثل ملكة فرعونية.
تقول أخماتوفا عن موديلياني: {كان يبدو أنه يعيش في حلقة من العزلة. لم يذكر أبداً اسم صديق، لم يتفكه أبداً. لم يتحدث أبداً عن غراميات سابقة، أو عن أشياء دنيوية. كان مجاملاً بنبل، وكان ينحت تمثالاً في فناء ملحق بالأتيلييه. وقد دعاني إلى {صالون المستقلين في 1911، لكن عندما ظهرت لم يأت الي. وقد أخذني الى القسم المصري بمتحف اللوفر ـ كان يحلم بمصر فقط، {كل شيء آخر لا أهمية له}. وقد رسم رأسي بأسلوب ملكات الأسر المصرية القديمة. لقد انتصر عليه ما كان يسميه {الفن العظيم}.
إلى  جانب مودلياني وضع لها أبرز الفنانين التشكيليين بورتريهات ورسومات شخصية، منهم ناثان آلتمان الذي رسم لها بورتريه يُعتبر أشهر أعماله، بالإضافة إلى كونه أحد أشهر الأعمال الفنّية العالمية. وفيه تبدو الشاعرة جالسة على أريكة وترتدي فستاناً ازرق وتلفّ حول ذراعيها وشاحاً أصفر. يغلب على البورتريه اللونان الأزرق والأخضر وظلالهما. ومن الواضح أن الفنّان استخدم فيه أسلوباً قريباً من التكعيبية.
كذلك كتب موسيقيون بارزون أعمالاً موسيقية حول قصائدها من أمثال: فيرتنسكي، يروكافيفييف، لورا.‏ رأى فيها الموسيقار الفرنسي مونتوفاني بطلة تناسب ما يعتمل في خياله من عرض أوبرالي، يجمع بين التقاليد الغنائية والتعبير المعاصر.

دفنت حية

 عقب وفاة أخماتوفا (1966) كتب الكاتب الروسي كورني تشوكوفسكي عنها قائلاً: {لا دهشة أنها توفيت بعد هذه المحن الصعبة}. المدهش هو {ذاك العناد الذي عاشت فيه بيننا، سامية، فخورة، عطوفة، وعصية على الموت}.
وقال جوزف برودسكي عن آنّا أخماتوفا إنها {دفنت حية لكنها استطاعت أن تتحول من ضحية للتاريخ إلى قاهرة له}. بينما قال عنها أوسيب مندلشتام: {حملت آخماتوفا إلى الشعر الروسي طاقة هائلة، وثروات الشعر الرومانسي الروسي}. ويكفيها مجداً حينما سئُل مندلشتام عن مكانته الشعرية في تاريخ الشعر الروسي فأجاب: {يكفي إنني أعيش في زمن آنـا آخماتـوفا}!!

المصدر

مجلة البابطين الثقافية الالكترونية
%d مدونون معجبون بهذه: