الفلسفة والخيال في قصص ملتقى ضفاف

جريدة الجريدة – استضاف ملتقى ضفاف الثقافي في الجمعية الثقافية النسائية مساء أمس الأول ندوة ثقافية تمحورت حول فن القصة القصيرة، مستعرضة ثلاث مجموعات قصصية، وركز المتحدثون في الأمسية على البعد الفلسفي والخيال الأدبي للأعمال المنتقاة.
بداية لفت الدكتور علي العنزي الى أن مجموعة «بيضة على الشاطئ» للكاتب شريف صالح تحيلنا إحالات غامضة لمعنى الوجود وتمتزج بأجواء من الفانتازيا، الرمزية، والأساطير، والأحلام التي لا تخلو من الهذيان السريالي ويهيمن على المجموعة الغموض وكأنها كتبت للنخبة وليس الجماهير على عكس عمليه السابقين «مثلث العشق» و»شخص صالح للقتل»، التي كانت ومضات قصصية مستقلة.
وأردف العنزي ان المجموعة تعالج (فلسفيا) مأزق الوجود الإنساني بدءاً من الرحم وحتى (الريف، المدينة، الخليج… الخ) وهكذا فهى ترى أن الإنسان حر في تصرفه في الجزئيات والكليات الحياتية المَعيشية.
واستدرك العنزي: «إن كتابة نص فلسفي في حد ذاته باب للخوض في الغيبيات لقد حاول شريف أن يعطي شرعية للفهم الفلسفي التأويلي الذي لم يستطع أن يصرح به وهو على كل رأي مقبول قياسا إلى ما تقدم به الفلاسفة إن التأويل يقوم على تعددية المعنى وتشعبه، فالنصوص تقترح والقارئ يعطي المعنى الذي يوافقه كما يشير رولان بارت ملخصا أحد أهم عناصر درس التلقي: «النص مقترح والقارئ لديه حق ترتيب النسق»، فالنصوص تختزن معاني متشعبة.

مغامرة تجريبية

تحت عنوان مغامرة تجريبية تقع في فخاخ البتر قدم الروائي ابراهيم فرغلي قراءة في مجموعة «محاكمة اشجار البن» للكاتب اشرف عبد الكريم والذي يرى أن هذا العنوان عبثيا لا يعبر عن روح المجموعة ولا يمكنه ان يجمع شتات القصص المتناثرة فيها.
وأشار فرغلي الى أن المجموعة تكشف عن رغبة في كتابة نصوص مختلفة لكن تقديري أن التعجل لم يمنح الفرصة لتحقق هذا الهدف ويبدو اشرف في كثير من القصص ميالا للأجواء الفكاهية وكأنه يخلط بين النكتة والقصة من جهة أو يختلط عليه الامر فيرى أن القصة «إفيه» ينتهي بضحكة وهناك عدة نصوص تنسحق تحت هذا التصور وتتجلى في أغلب هذه النصوص رغبة الكاتب في التركيز على فكرة المفارقات لكنها بدلا من الاتكاء على الدراما بوصفها المنبع الرئيسي للمفارقات الفنية يلجأ لمفارقة النكتة.
وأردف فرغلي، موضحا أن بعض النصوص قد تأتي مرتبكة باختيار مشهد قصصي متعوب عليه لكنه ينتهي مبتورا بلا أي مبررات فنية وهناك قصص رغم جودتها فإنها تبدو ذات طبيعة مدرسية لا تتلاءم مع نصوص مجموعة كان باديا طموحها للتجريب فرؤية الكاتب لا تبدو جلية تماما وقد طمستها ملامح النكتة والافيه والمشاهد المبتورة.

«عتمة الكائن»

وقدم الروائي عبدالرحمن حلاق قراءة في مجموعة «عتمة الكائن» لفهد الهندال أكد خلالها أن قصص المجموعة بالمطلق جاءت واقعية بعيدة عن التخييل تنقل لنا الواقع المعيش بحرفيته، وكما هو بغرض انتقاد ما فيه من سلبيات ولهذا السبب تحافظ المجموعة على حاجز نفسي تضعه أمام المتلقي مع غياب عنصر التشويق.
وأردف حلاق ما يحسب لهذه المجموعة أن مجمل الموضوعات التي انتقاها الكاتب وتناولها تشكل بمجملها دعوة هامة لدراسة الآلية الفكرية التي يتبناها المجتمع وخطورتها عليه في المستقبل فالقيم الجديدة سترسخ شيئا فشيئا علاقات مجتمعية جديدة تتحول تلقائيا الى عادات وأعراف إن فهد الهندال يحاول في هذه المجموعة تسليط ضوء على هذه العتمة التي تغلغلت في نفس هذا الكائن قبل أن يعتادها المجتمع لكن السؤال الأهم هو ماذا بعد تسليط الضوء على مشكلة باتت معروفة للجميع.
ويختتم حلاق قائلا أظن على المبدع في أي مجتمع أن يضيف لمخزونه المعرفي دراسات معمقة حول خصوصية مجتمعه ثم يفكر بآلية خطاب خاصة يتوجه بها اليه بكل ما يمتلك من جرأة.

مجلة البابطين الثقافية الالكترونية
%d مدونون معجبون بهذه: