الكاتب:   د. علي الزعبي
منح الدكتوراه الفخرية للعم عبدالعزيز البابطين من قبل جامعة الكويت.. أمر مستحق وإن أتى متأخراً، فما قدمه العم عبدالعزيز للأدب والشعر خاصة، وللثقافة العربية عامة، يعد شيئاً عظيما ولم يسبقه إليه أحد، فالعم بوسعود، وهو رجل أعمال بارز، سخر جزءا هاما من جهده وماله الخاص لخدمة ثقافتنا العربية، وعلى كافة المستويات محليا وعربيا وعالميا، وهو جهد كان فيه اسم الكويت حاضرا دائما، فما من كلمة أو عمل للعم بوسعود إلا وكان اسم الكويت هو الحاضر أولا، لدرجة أنه يشعرك بأن العمل مقدم من دولة الكويت وليس منه شخصيا، وهذا أمر غير مستغرب لمن يعرف العم عبدالعزيز، لأن الكويت في قلبه وفكره أينما ذهب وأينما حل.
لقد عرفت العم عبدالعزيز منذ فترة ليست بالقصيرة، وكانت معرفتنا ضمن نطاق المناسبات الاجتماعية في الكويت، إلا أنني في السنتين الأخيرتين عرفته وعن قرب من خلال العديد من اللقاءات الفكرية والثقافية، أولها كان في ملتقى الحوار العربي الأوربي في بروكسل، وآخرها في مهرجان القسنطينة عاصمة الثقافة في الجزائر، وهي لقاءات جعلتني أطلع وعن قرب، ليس على عبدالعزيز البابطين الشاعر والأديب، بل- أيضا- عن عبدالعزيز البابطين الإنسان البسيط المتواضع، وفي كل تلك اللقاءات، وخاصة حول طاولة الطعام، كنا نستمتع بأحاديثه التي كانت تكشف لنا، وفي كل مرة، وجها مشرقا وتاريخا جميلا عن بلدنا الكويت، ناهيك عن الروح العصامية التي نستشفها من مواقف الحياة والتجارب التي عاصرها.
العم عبدالعزيز البابطين هامة ثقافية وطنية.. يستحق، وعن جدارة، التكريم الذي أقامته له جامعة الكويت، وهو تكريم له وللكويت ولجامعة الكويت ولنا جميعاً.
مجلة البابطين الثقافية الالكترونية