أطلقت الزميلة الصحافية ريم الميع أخيرا كتابها “كويتية في غوانتنامو” عن دار مدارك للنشر، وهو كتاب يوثق زيارتها عام 2002 للمعتقل الأمريكي الشهير الواقع في جزيرة كوبا.. في رحلة استغرقت ثلاثة أيام لم تكن خالية من المتاعب.

 
في الكتاب تستعرض الميع تفاصيل زيارتها لذلك المعتقل الذي يضم سجناء من عدة دول (بينها الكويت) تتهمهم الولايات المتحدة بأنهم أعضاء في تنظيم القاعدة وحركة طالبان، حيث تم اعتقالهم وجلبهم أسرى إلى ذلك المكان المنعزل بعد حربها في أفغانستان عقب أحداث 11 سبتمبر 2001.
 
ورغم السرية والاحتياطات الامنية المشددة  استطاعت ريم الميع إقناع القائمين على المعتقل بترتيب زيارة لتلك الجزيرة الكوبية لتصبح أول صحافية تزور المعتقل.
 
وأجرت الميع عددا من المقابلات الخاصة مع المسؤولين هناك إضافة الى التقاط صور داخل تلك القاعدة والمعتقل دون ان يتاح لها التقرب لأي من المعتقلين.
 
وعن تلك التجربة تقول ريم الميع ان زيارة المعتقل كانت بالنسبة لها تجربة مثيرة ومفيدة في آن معاً ساهمت في اثراء حياتها الصحافية لاسيما ان ذلك المعتقل مازال محط انظار العالم والمنظمات الدولية ومؤسسات حقوق الانسان وغيرها.
 
واضافت ان الهدف الاساسي من تلك الزيارة كان نقل صورة واقعية “قدر الامكان ” للرأي العام العربي عن ظروف وأحوال اعتقال هؤلاء الاسرى المتهمين بالإرهاب.
 
وقالت انها حاولت قدر المستطاع الاقتراب من أماكن الاعتقال لرصد المعتقلين ولو من خلف ثقوب السياج المعدنية المطوق.
 
وعن الأهمية الأخرى لزيارة معتقل غوانتنامو قالت الميع انه يحوي معتقلين من الجنسية الكويتية (كانوا ستة على الاقل في ذلك الوقت) مضيفة ان “الشارع الكويتي متلهف لمعرفة الظروف المعيشية لأبنائه”.
 
وذكرت أن من المفيد “الإطلاع على كيفية تعامل أكبر ديمقراطيات العالم مع حدث من هذا النوع ومقارنته بتعامل دول العالم الثالث لحدث مشابه”.
 
وقالت الميع ان من المهم وجود الصحافة الكويتية في قلب أي حدث قد يقع في العالم وبخاصة “اذا كان يمس قضايانا المحلية” لتزيل المفهوم الراسخ لدينا عن تلقي أخبارنا من محطات اذاعية او تلفزيونية عالمية شهيرة.
 
وأعربت عن الامل بان تزداد ثقة الجمهور بوسائل اعلامه المحلية لمعرفة احوال بلاده والعالم بشكل موضوعي ودقيق.
 
وعن دور الصحافية الكويتية في “مهنة المتاعب ” وهي الصحافة قالت الميع ان المرأة الكويتية اثبتت قدرتها على التأقلم مع المهام الصعبة لاسيما خلال الغزو العراقي لدولة الكويت.
 
ثلاثة أيام في المعتقل
 
استغرقت رحلة الميع إلى غوانتنامو ثلاثة أيام شهد اليوم الأول منها زيارة معسكر “اكس راي” وهو مقر احتجاز المعتقلين الـ 300 وفي اليوم الثاني زيارة مستشفى “الاسطول البحري رقم 20 العسكري”، حيث كان هناك حوالي 12 معتقلًا يخضعون للعلاج.
 
أمّا اليوم الثاني فشهد كذلك زيارة معسكر “دلتا” وكان قيد الانشاء ليستوعب 2000 معتقل حيث كانت الولابات المتحدة تعتزم نقل المعتقلين اليه في حين اقتصر اليوم الثالث على لقاء مع الامام الذي يرعى احتياجات المعتقلين الدينية.
 
نجحت ريم الميع في اقناع المسؤولين هناك بتلك الزيارة عبر الطرق القانونية، حيث تم ابلاغ وحدة الاعلام الاجنبي في الخارجية الامريكية مباشرة عندما كانت في زيارة للولايات المتحدة والتي بدورها نقلت الطلب للمسؤولين في وزارة الدفاع الامريكية حيث جاءت الموافقة بعد عشرة أيام.
 
وتحدّثت الميع عن الاجراءات الامنية والتفتيشية المشددة التي كانت تتبع مع الزائرين بعد وصولهم إلى القاعدة حيث كانت عمليات التفتيش في بعض الاحيان تستمر ساعتين وأكثر تتنوع بين تفتيش ذاتي وتفتيش أمتعة.
 
اجتازت الزميلة ريم الميع خط رحلة بدأ من مدينة نيويورك مرورا بجزيرة بورتوريكو بعد رحلة جوية استمرت أربع ساعات انتهاء بقاعدة غوانتنامو البحرية في كوبا، وقد استغرقت الرحلة عبر طائرة عسكرية حوالي ساعة ونصف الساعة.
 
 يذكر ان قاعدة غوانتنامو الامريكية التي نقلت اليها الولايات المتحدة أسرى تنظيم القاعدة وحركة طالبان بعد حربها في أفغانستان تعتبر أقدم قاعدة بحرية عسكرية أمريكية حيث أنشئت عام 1903.
مجلة البابطين الثقافية الالكترونية