اكتشاف بقايا بلدة من العهد العثماني في المجر

عثر علماء مجريون على بقايا مدينة من العصر العثماني في منطقة بجنوب المجر، حيث دُفن السلطان سليمان القانوني في القرن الـ16. وقد توفي السلطان سليمان في سزيغيتفار عام 1566، بينما كانت قواته محاصرة في قلعتها. وأبقيت وفاته سرا على قواته لنحو 48 يوما. ويعتبر الحصار بالنسبة للأتراك انتصارا باهظ الثمن، لأنه قد حد من تقدمهم في نهاية المطاف إلى فيينا لعقود. ويعتقد المؤرخون أن جثمان السلطان قد نقل إلى القسطنطينية.

وقال الباحث نوربرت باب، وهو عضو في فريق البحث والتنقيب، إن اكتشاف البلدة العثمانية قد يقدم أدلة من شأنها أن تساعدهم عن البحث عن مقبرة السلطان سليمان. وأضاف نوربرت أن العثمانيين قد أسسوا بلدة توربيك بعد وفاة سليمان، لكن قد تم تدميرها في عام 1680 بعد طرد الأتراك من المجر. ويعتبر الاكتشاف (حسب نوربرت) شيئا عظيما للمدينة المقدسة المفقودة، حيث تم العثور على بقايا البلدة من طوب وقذائف هاون ومسجد وثكنة عسكرية.

ويعتبر السلطان سليمان الذي حكم 46 عاما، وكان عمره (17 عاما)، أحد أهم سلاطين الدولة العثمانية؛ فهو الذي قام بتوسيع حدودها إلى أبعد مدى، وقام بوضع القانون الأساسي ليكون أول دستور للدولة العثمانية، وفتح بلاد المجر وبلغراد ورودس، وحارب النمسا والبرتغال وإيران، وأقام تحالفا مع الفرنسيين، وكان سببا في تطور البحرية العثمانية، وأرسى قواعد الجيش العثماني، وكان في الوقت ذاته شاعرا وخطاطا، وكان له باع كبير في تطوير العمارة في الدولة العثمانية، كما أقام كثيرا من المدن التي حملت اسمه.

أما سبب تلقيبه بالقانوني، فليس لأنه استخدم القوانين الوضعية، كما يظن البعض، بل لأنه نظم إدارة الدولة، وقسمها إلى ولايات وإدارات، وفقا لنظام خاص به، ضمن به عدم انفراد الولاة بالأقاليم البعيدة، وضمن إحكام قبضته على الدولة. أدخل سليمان إصلاحات قضائية تهم المجتمع والتعليم والجباية والقانون الجنائي. وحدد قانونه شكل الإمبراطورية لقرون عدة بعد وفاته.

رغم كل ما سبق، فإن حياة السلطان كانت مليئة بالتراجيديا؛ فالسلطان تزوج من جارية يهودية تدعى روكسيلانه كانوا قد سبوها أثناء إحدى الغارات على الروس في منطقة موجودة الآن بأوكرانيا، واستطاعت الفتاة أن تسرق قلب السلطان، فأعتقها وتزوجها، وأعلنت هي إسلامها، وأنجبت له ولدين وبنتا.

مجلة البابطين الثقافية الالكترونية
%d مدونون معجبون بهذه: