بمناسبة الكويت عاصمة للثقافة العربية للعام 2025، وقع اختيار المؤسسة العربية للدراسات والنشر، على الأديب الكويتي طالب الرفاعي، لينضم بذلك إلى قائمة «شخصيات العام الثقافية» التي جرى تكريمها منذ العام 2004، وفي مقدمتهم أديب نوبل نجيب محفوظ، وإدوارد سعيد، ومحمود درويش، وغيرهم. فمنذ منتصف السبعينيات، شكّل الأديب الرفاعي، حضورًا إبداعيًا وثقافيًا كويتيًا فاعلًا على طول وعرض الساحة الثقافية العربية، إلى أن يُشار إليه بوصفه أحد أهم وجوه الثقافة الراهنة في دولة الكويت. طالب الرفاعي، المهندس المدني، الذي بدأ مشواره الإبداعي قاصًا ومن ثم روائيًا، وطّد علاقته بالساحة الثقافية الكويتية والخليجية والعربية، من خلال عمله قرابة ثلاثة عقود في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ومن ثم مستشارًا ثقافيًا لوزير الإعلام. وكانت قدرة الرفاعي لافتة في انتمائه لعمله من جهة، وإصراره على الإخلاص للكتابة والدراسة من جهة أخرى، إذ أكمل دراساته العليا في «الكتابة الإبداعية» من جامعة «أيوا» الأميركية، ثم جامعة «كنغستون» البريطانية، ليتفرّغ خلال السنوات العشر الماضية مُحاضرًا يُدرِّس مادة الكتابة الإبداعية في الجامعة الأميركية في الكويت، وتاليًا في العديد من المعاهد والمراكز الثقافية حول العالم. أصدر الرفاعي عشرة مجاميع قصصية، وثماني روايات، إضافة إلى عشرة كتب أكاديمية وبحثية. وعُرف طالب الرفاعي بمبادرته الإبداعية والثقافية، إذ كان صاحب فكرة «جريدة الفنون»، ومدير ومستشار تحريرها لسبع سنين، والتي أطلقتها دولة الكويت، من خلال مطبوعات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عام 2001، بمناسبة اختيار الكويت عاصمة للثقافة العربية وقتذاك. كما فتح الرفاعي بيته بوصفه صالونًا ثقافيًا كويتيًا وعربيًا «الملتقى الثقافي» منذ العام 2012، ولقد عبّر عن عشقه لفن القصة القصيرة من خلال تأسيسه «جائرة الملتقى للقصة القصيرة العربية» عام 2015، التي أصبح يُشار إليها اليوم بوصفها الجائزة الأهم والأرفع للقصة القصيرة العربية، خصوصاً بعد أن تبوّأت مكانها في «منتدى الجوائز العربية» ممثلة لدولة الكويت. كما كان الرفاعي رئيسًا للجنة تحكيم جائزة البوكر العربية للرواية عام 2010، ويشار إليه بوصفه المبادر الأول لطباعة وإصدار روايته «خطف الحبيب» عام 2021 في جميع العواصم العربي في وقت واحد، ولدى 14 ناشرًا عربيًا. قُلّدَ الرفاعي بوسام الآداب والفنون برتبة فارس، من الجمهورية الفرنسية 2023، وكان «شخصية العام الثقافية» في الشارقة عام 2021، ونال جائزة المبدعين لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عام 2019، وجائزة معرض القاهرة الدولي للكتاب لعام 2013 عن مجمل الأعمال القصصية والروائية. وحصل على جائزة الدولة في الكويت لمرتين عن رواية «في الهُنا» عام 2016، ورواية «رائحة البحر» عام 2002.