الأنباء -عندما تحتفي مدينة عربية بعراقة مدينة فاس المغربية بمواطننا الأديب الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين فهذا مبعث فخر لنا، وهو ما تحقق عندما منحت المدينة البالغ عمرها ١٢٠٠ عام مفتاحها للعم عبدالعزيز في احتفال رسمي أقيم في نهاية يناير الماضي باعتباره صاحب إنجازات حضارية ثقافية في المدينة منذ اكثر من ٢٠ عاما ويزيد عبر مراكز ومنتديات ثقافية أقامها في المدينة برعاية المؤسسة الثقافية العربية الأكبر التي تحمل اسمه.

> > >

وتقليد أن المدن تمنح مفاتيحها لأي شخصية تكون ذات إسهامات في المدنية اجتماعية أو ثقافية أو اقتصادية وبهذا التكريم تعتبره المدينة مواطنا شرفيا وتدل رمزية منحه المفتاح (عندما كانت المدن محصنة بأسوار وقلاع) انه يحق لمن تم منحه المفتاح دخولها في أي وقت شاء والإقامة فيها، هو تقليد يعود لمئات السنين وتتبعه كثير من المدن العريقة.

> > >

وفي الكويت لا يوجد لدينا قانون لتنظيم منح المدن مفتاحها لشخصية أسهمت في أي من المجالات الفنية أو الأدبية أو خدمة المجتمع، كما لا توجد لدينا اصلا في الكويت ثقافة منح المفاتيح لأي من الشخصيات البارزة سواء من داخل الكويت أو من خارجها، وشخصيا أرى ان المدن التي يمكن ان تحمل اسم «مدن» من ذوات الأسوار بمفهومها الجغرافي التاريخي في الكويت، مدينة الكويت العاصمة ومدينة الجهراء، لكونهما تاريخيا كانتا مدينتين محاطتين بأسوار، ربما كانت الكويت الأكبر والجهراء الأصغر لكونها عرفت بالقصر الأحمر الذي هو نواة هذه المدينة العريقة، وأستغرب ان أيا من المدينتين التاريخيتين لم تمنح مفتاحها لأي شخصية من قبل، أعني حتى بعد اطلاعنا على تلك الثقافة لم يدخل هذا التقليد التاريخي الجميل النبيل الى ثقافتنا.

> > >

لذا اقترح بأن تقوم مدينة الجهراء بالبدء بالعمل بتقليد منح مفتاحها لشخصيات رائدة، وليكن البدء بمنح مفتاحها الاول للشاعر الأديب عبدالعزيز سعود البابطين، أولا لكونه يستحق، ثانيا لأنه يعتبر أصلا ابن مدينة الكويت «العاصمة»، فمنحه تقديرا وتكريما وبدءا بتقليد نبيل أولى ان يكون لشخصية كويتية، وثالثا لأن منح البابطين المفتاح ليكون أول شخصية سيضع معايير عالية جدا لاختيار الشخصيات المستحقة اللاحقة سواء من داخل الكويت أو خارجها، وانا هنا أدعو محافظ الجهراء فهد الأمير للنظر بعين الاعتبار للأخذ بفكرة منح مفتاح مدينة الجهراء لشخصيات كويتية وغير كويتية مستحقة، على ان يكون تقليدا شبه سنوي، وأعتقد انه من المناسب جدا لأن تكون الجهراء أول مدينة خليجية تسير في ركب ثقافة المدن التي تمنح مفاتيحها، والأمر في النهاية تكريم رمزي اكثر من كونه تكريما مكلفا.

> > >

توضيح الواضح: الأديب الشاعر عبدالعزيز البابطين بمؤسساته وإسهاماته الثقافية المتعددة تجاوز الى العالمية وفكرة ان نكرمه محليا و«جهراويا» تحديدا هي ان نعيد ترتيب الأشياء فلا يعقل ان يكرمه العالم من حولنا ونحن ننظر في الأمر، مرة أخرى الأمر ليس إلزاميا لأحد ولكنها مجرد فكرة ارى انها مستحقة لشخصية كويتية ذات إسهامات عالمية.

مجلة البابطين الثقافية الالكترونية