سعود محمد العصفور

 

قُلتُ:
شَرُفَ بِكَ الْوَطَنُ وَتَفَانَىٰ لَكَ الْصَّدِيْـقُ
وَتَدَلّىٰ عِذْقُكَ مُثْقَلاً بِكَ الْخَيْرُ الْطَرِيْقُ

حديث الفاضل عن الفاضل يصعب تصور جماله وتأثيره في النفس البشرية، ودلالته تعبر شرف نفس ودماثة خلق.
فقد طلب مني العم العزيز الشيخ جمعة الماجد أن أتحدث في مقال عن شخصية يكن لها عظيم التقدير، لما لها من يد بيضاء في كل موطن من مواطن الثقافة والعمل الخيري، لا سيما في الجانب التعليمي المؤصل على قاعدة ثابتة متمثلة في تخريج من ينفع العلم بهم من معلمين وخطباء وطلاب علم في كل فن.
إنه الفاضل الأستاذ عبدالعزيز البابطين الذي تشرفت باللقاء به كرئيس لجلسة في منتدى مجلة العربي الأخير، كنت أحد الباحثين الذين قدّموا بحثاً فيه عن طريق الحرير.
فماذا عساي أن أذكر له من فضل في عجالة مقال تحدد عدد كلماته سلفاً من جريدة القبس. لذا، أقول: يكفى هذا الرجل فضلاً أن أسبغ عليه لقب «سفير الثقافة في العالم الإسلامي»، فما تصنعه مؤسساته، خصوصاً تلك التي تعنى بالشعر العربي، هو نهر خير يجري في ربوع العالم الإسلامي، يخرج أجمل الأزهار والرياحين، ويجعل أريجها فواحاً يعطر عالم الشعر والنثر في أرجاء عالمنا الإسلامي، ثم ينبت أطيب الثمر.
وقد كرّمته جامعة الكويت ومنحته الدكتوراه الفخرية، فتشرف اللقب به وازداد بهاء وسناء.
ويده الخيرة، التي أخبرنا عنها شيخنا الفاضل العم جمعة الماجد، باذلة للخير أينما حل انسان يطلب الخير، فيده سابقة، واسمه قد ذاع بين من يحتاج إلى الفضل، فكفاه معونة السؤال.
الحديث عن تاجر رابح، مبارك في فعله، هو حديث المثال الذي حق أن يحتذى في تواضعه الجم، وحذاقة فكره، وطيب قوله وفعله، فالتواضع سمة الأصفياء من البشر، وحذاقة الفكر هي صفة كبار العلماء، وطيب القول ولطف العبارة وجمالها نجدها عند فحول الشعراء، وهو منهم، وطيب الفعل هو مباركة من العزيز الغفار في سعة الجاه والمال، وهو دأبه وفضيلته.
لذا، حق لعبدالعزيز البابطين هذا الشرف، وأن يتشرف به الوطن في كل ميدان فكري وخيري، وحق لشيخنا الفاضل جزيل مديحه له، إشارة، وفضلاً، وتأكيداً.

د . سعود محمد العصفور

مجلة البابطين الثقافية الالكترونية