عبدالعزيز سعود البابطين : تشومسكي عاش حياة التزم فيها بمبادئ العدالة الاجتماعية

أشاد رئيس مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين للابداع الشعري الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين بدور المفكر العالمي نعوم تشومسكي في مناهضة شتى أنواع الظلم، مشيرا الى انه «عاش حياة التزم فيها بمبادئ العدالة الاجتماعية بكل ما تعنيه الكلمة».
جاء ذلك في كلمة القاها البابطين أعقبها تكريم للمفكر العالمي تشومسكي ومنحه شعار مركز البابطين لحوار الحضارات الذهبي، لدوره الفكري البارز، وجهده الأكاديمي الملموس في العمل على التفاهم بين البشر والتواصل بين الثقافات.
واعرب البابطين عن سعادته لوجوده في جامعة اكسفورد للمرة الثانية لتكريم احدى الشخصيات العالمية التي تعمل لخير البشرية ومنفعتها، والتي لها اسهامات فعالة في التقارب بين الثقافات والأديان المختلفة، وتعمل على تعزيز حقوق الإنسان.
واضاف ان «مؤسسة البابطين كانت تعتزم تكريم المفكر العالمي تشومسكي خلال فعاليات الدورة الـ15 للمؤسسة التي اقيمت في مدينة اكسفورد في اكتوبر من العام الماضي، الا ان ظروفا طارئة حالت دون وجوده حينها».
وقال البابطين «يسعدنا اليوم تكريم من كرّمنا بفكره الانساني، ووضع حقنا في فلسطين على خريطة العالم، ولم يتردد في اعلاء كلمة الحق بالنسبة لقضيتنا في جميع المحافل، من دون خوف أو وجل».
وأضاف أن «تشومسكي معروف بشجاعته ونزوعه نحو العدالة الاجتماعية، ودفاعه عن القيم الانسانية الكبرى، في زمن انسحاب العديد من المثقفين من التزاماتهم الأخلاقية الكبرى».
وأوضح ان «تشومسكي يكفيه ان اسرائيل قبل بضع سنوات منعته من الدخول للضفة الغربية بفلسطين، وهو في طريقه لإلقاء محاضرة في جامعة بيرزيت بدعوة من الجامعة، لولا الاحتجاجات التي نقلتها وسائل الاعلام المختلفة والتي أحرجت السلطات الاسرائيلية ما سمح له بالدخول».
كما استذكر البابطين في كلمته مؤازرة تشومسكي حق الإنسان بالعيش ومناهضته لشتى أنواع الظلم من مجازر أندونيسيا وبوليفيا، مروراً بغزو إسرائيل لبنان عام 1982، ومجازرها في غزة.
وقال إن تشومسكي يعد «نموذجا متميزا في كسر القاعدة التقليدية للمثقف الأكاديمي الذي اكتفى بالثقافة كمهنة نفعية تنحصر في مكانة لغوية لا مرجعية لها في المجتمع، حيث أسس فكرة المثقف الشعبي الذي ينطلق من الحياة الى التعامل مع احتياجات الناس».
واضاف انه (تشومسكي) «خرج الى الشارع يتحسس معاناة الناس من تجاربهم اليومية، لا من كتب جاهزة وتقارير معدة سلفا يمتهن رطانتها الأكاديمية كمنهج احادي الجانب»، مشيرا الى انه «وضع حدا لما أصبح يعرف بالمثقف الاحترافي، وأبرز نموذج المثقف الكوني بدلا من الاحترافي».
وأشار الى انه لا توجد ثقافة مطلقة عند تشومسكي، بل هناك ثقافات وتتلاقى وتثري بعضها بعضا، مما يخلق في النهاية قيما كونية تسمو على المحلية من جهة وعلى القيم المطلقة من جهة اخرى، وهذا ما جعله يسمو على تجارب الاخرين، وهو خير دليل على التزامه بالاستمرار في خطابه التنويري الأخلاقي.
ولفت البابطين الى ان «تشومسكي ملم بالنحو العربي الماما عميقا، ومن غير المستبعد ان يكون قد تأثر بمقالات النحويين العرب بصورة مباشرة أو غير مباشرة».
واوضح في هذا الصدد ان «المامه النحوي في حد ذاته كان ولا يزال يشكل حافزا لدى الباحثين العرب المهتمين بعلم اللسانيات، كما تدل الدراسات المتنوعة التي تم انجازها في هذا الميدان».
وقال البابطين ان «مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية تعول كثيرا في تحقيق أهدافها على الأصدقاء من المفكرين والمثقفين من اصحاب الضمائر الحية الذين يسعون الى نشر الثقافة والفكر الانساني الموضوعي الذي يخدم الانسانية والتقريب بين الجميع».
واضاف ان «هدفنا من خلال الانشطة التي تقوم بها المؤسسة خلال السنوات الماضية هو العمل على نشر ثقافة السلام والإخاء والتعاون بين البشرية جمعاء، واطفاء لظى الكراهية التي يحاول سعاة التدمير اشعاله».
واشاد البابطين بدعم المفكر العالمي لقضية العرب الكبرى في فلسطين، وحضوره ومشاركته اليوم في محاضرة بمناسبة احياء كلية سانت أنتوني بجامعة أكسفورد ذكرى «أهم مؤرخ عربي في العصر الحديث» وهو جورج أنطونيوس.
وحول أنطونيوس قال البابطين إنه أرخ في ثلاثينات القرن الماضي عن فلسطين بشكل خاص، والعرب بشكل عام، في كتابه يقظة العرب والذي ترجمه الراحل إحسان عباس إلى العربية.
يذكر أن الحفل حضره عميد السلك الدبلوماسي سفير الكويت لدى المملكة المتحدة خالد عبدالعزيز الدويسان ونخبة من المفكرين العرب والأجانب وأساتذة من جامعة أكسفورد. (أكسفورد (بريطانيا) – كونا)

مجلة البابطين الثقافية الالكترونية
%d مدونون معجبون بهذه: