صدور الجزء 13 من سلسلة ” نوادر الكتب “

عبر ثلاثة عشر جزءاً حتى الآن، تمكنت سلسلة «نوادر النوادر من الكتب» التي تصدرها مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي أن تعيد تأسيس المفاهيم العصرية لمصادر المعرفة الحديثة. فهذه الكتب التي هي من مقتنيات عبدالكريم سعود البابطين فتحت الآفاق من جديد على أساسيات وجذور العلوم بتصنيفاتها: الطبية والفلكية أو في الرياضيات وغيرها من الآداب والفكر والعلوم الإنسانية، والتي أسسها الأولون، وكادت أن تنسى أمام السيل الجارف من علوم الاتصالات التي يشهدها العالم.

ويشرح صاحب هذه النوادر عبدالكريم سعود البابطين في تمهيده الذي جاء في مستهل الجزء 13 المزيد من رؤاه تجاه هذه السلسلة قائلاً: أن العالم مجحف بحق أنواع معينة من المعرفة، وسخي في غيرها. فهناك آلاف الطبعات تصدر عن كتب تتناول الحروب والصراعات المدمرة، بينما نجد أن الكتب العلمية تحمل مع الأيام صفة “نادرة”. ويربط عبدالكريم سعود البابطين في تقديمه للجزء الجديد، بين مضامين كتب النوادر هذه ومد الجسور بين الحضارات فيدعو المهتمين بحوار الحضارات للالتفات إلى هذه المضامين السلمية والاستفادة فيها في سبيل دعوتهم للتصالح مع الشعوب.

وحسب الشرح الوافي الذي قدمته المدير العام لمكتبة البابطين المركزية للشعر العربي سعاد عبدالله العتيقي، فإن الجزء الثالث عشر الصادر حديثاً من سلسلة نوادر الكتب، أخذ فيه الشعر مساحة جيدة عبر خمسة عشر ديواناً من أندر الدواوين التي تمثل عدة عصور عربية. ولكن هذا لم ينافس على مساحة أخرى لائقة شغلتها كتب في الطب والفقه والتاريخ والفلسفة، إذ تتطرق العتيقي في تقديمها لهذا الجزء إلى كتابين في الطب لعلمين شهيرين هما أبو بكر الرازي وكتابه النادر عن مرضي الجدري والحصبة، وهو أول كتاب يصدر عن هذين المرضين، و كتاب إبراهيم السويدي الذي تناول فيه جميع الأمراض التي تعتري جسم الإنسان ويصف المؤلف أعراض كل مرض والأدوية المناسبة له وأطلق على الكتاب عنوان «مختصر تذكرة الإمام السويدي». كما يضم هذا الجزء إحدى روائع التراث العربي المتمثل في كتاب «الحيوان» للجاحظ، وهو موسوعة شاملة تتناول عالم الحيوان من خلال الدين والأدب واللغة. وغيرها من الكتب التاريخية التي من شأنها أن تكون مرجعاً تاريخياً مهماً مثل كتاب «الرحلة السلطانية وتاريخ السلطنة المصرية قديماً وحديثاً للمؤلف عبدالحليم المصري، وكتاب يحمل القيم في طياته وهو بعنوان «نوادر الكرام في الجاهلية والإسلام» للمؤلف إبراهيم زيدان، ومن ادب الرحلات كتاب «الروضة الغناء في دمشق الفيحاء» للمؤلف نعمان بن قسطالي.

وبإعادة إحياء هذه النوادر فإن جسراً من التواصل الوفي يظل ممتداً بين من جذّروا بذور المعرفة في الأرض وبين من سقوها حتى تطورت.

مجلة البابطين الثقافية الالكترونية
%d مدونون معجبون بهذه: