صحيفة العرب – البوسنة : تعتبر مكتبة غازي خسرو بيك من أهم المكتبات التي توجد في منطقة شرق أوروبا والتي تحوي كتبا قيمة نظرا لكونها “أصلية” لكتابها، مثل كتاب الإمام الغزالي إحياء علوم الدين الذي يعود إلى بداية القرن العاشر ميلادي. ورغم الأضرار التي لحقت بالمكتبة أثناء الاحتلال الصربي لسراييفو، إلا أن أهم المخطوطات بقيت على حالها نظرا لحمايتها من قبل المشرفين على المكتبة.

تتألف المكتبة الواقعة في عاصمة البوسنة والهرسك “سراييفو” من أكثر من 500 ألف كتاب، بينها 10 آلاف مخطوطة يدوية مكتوبة باللغات العربية والتركية والفارسية، وتعتبر أقدم مكتبة على الإطلاق في البلقان تم إنشاؤها عام 1537 في عهد “غازي خسرو بيك” أحد أمراء سناجق الدولة العثمانية، الذي ولد في اليونان لأب بوسني وهو فرهاد بيك من سلالة عائلة (تومافاتش) الذين كانوا ملوكاً على منطقة البلقان قبل الفتح الإسلامي وأمه هي الأميرة سالجكا بنت السلطان العثماني بايزيد الثاني.

وقد مات والده أثناء معركة تذكر في المراجع البوسنية باسم “معركة عدن” وتوفيت والدته أثناء زيارة لها إلى إسطنبـول ودفنت بجوار والدها ونشأ الأميـر غـازي وهو حفيـد السلطـان العثمـاني مع خاله، مما أعطاه نوعاً من القـدرة على صنع القرار والتصرف في سراييفو دون العـودة إلى السلطـة المركزيـة في اسطنبـول.

أعيد افتتاح المكتبة عقب ترميم محتوياتها مؤخرا. حيث تحتوي على أكثر من 500 ألف كتاب في تاريخ العالم الإسلامي في مكة والمدينة والقاهرة واسطنبول. كما توجد بداخلها أكثر من 10 آلاف مخطوطة قديمة مكتوبة باللغات التركية والعربية والفارسية. وتظهر بين كتب المكتبة، النسخة الرابعة من كتاب الإمام الغزالي “إحياء علوم الدين” الذي كتب بخط يد الغزالي، قبل خمس سنوات من وفاته عام 1106.

وأفاد “عثمان لافيتش” أحد العاملين في المكتبة، أن كتاب إحياء علوم الدين، عمل مهم جداً، مبيناً أنه أقدم من “ميثاق بان كولن” الذي أُلّف عام 1189، كما أوضح أن المكتبة تحتوي على مخطوطات يهودية عمرها 600 عام، جلبها اليهود أثناء هجرتهم من أسبانيا في القرن الرابع عشر.

ولفت لافيتش إلى أن المخطوطات تم تجميعها من أماكن مختلفة مبيناً أن أوراقها ما زالت في حالة جيدة، فيما أشار إلى وجود أصغر نسخة من القرآن الكريم مكتوبة يدوياً في المكتبة، تبلغ أبعادها 4.5 سنتمترات.

مجلة البابطين الثقافية الالكترونية