استضافت مجموعة سامي محمد القاص والروائي طالب الرفاعي في حوار مع أعضائها، حيث توقف الرفاعي عند اهم المحطات في تاريخ المؤسسات الثقافية الكويتية وتناول رحلته الشخصية مع الرواية والقصة، اللقاء الذي احتضنته مكتبة الدعية العامة اداره فنان الكاريكاتير بدر بن غيث.
في بداية اللقاء قال بدر بن غيث ان وجود الرفاعي بين أعضاء المجموعة يأتي تدشينا لملتقى «نون» الثقافي الذي تقيمه المجموعة ليكون حلقة وصل بين المبدعين والمجتمع، وقال بن غيث ان المجموعة رأت إقامة الملتقى واللقاء بالرفاعي في مكتبة الدعية العامة لتكون دعوة للعودة بالاهتمام بالقراءة والكتب والمكتبات.
وبدأ الرفاعي حديثه بالإشادة بمجموعة سامي محمد التي تحمل اسم فنان كبير حاز سمعة محلية وعربية ودولية، واصفا محمد بأنه استطاع النفاذ بفنه خارج المساحة الجغرافية التي يعيش فيها، كما اشاد بإقامة اللقاء في مكتبة عامة داعيا وزارة التربية إلى إعادة النظر في وضع المكتبات وإعادة الروح لحصة المطالعة لأن بريق المكتبة بدأ ينطفئ في الكويت.
الكتاتيب والتعليم النظامي
وسرد الرفاعي التسلسل التاريخي للمؤسسات الثقافية في الكويت التي ظهرت منذ عام 1911 مع قرار إنشاء المدرسة المباركية الذي اتخذه بعض أصحاب الفكر التنويري، وكان افتتاح المدرسة في العام التالي بمجهود أهلي تدشينا للحركة الثقافية في الكويت، حيث تحول التعليم من الكتاتيب إلى نظامي.
وأشار الرفاعي إلى ملاحظة لافتة، حيث أكد على أن التعليم في الكتاتيب كان مختلطا وفقا لرواية الكاتب الراحل عبد الرزاق البصير له بينما مع افتتاح المدرسة المباركية بدأ الفصل بين الجنسين، وتوقف الرفاعي عند عام 1921 حيث أنشئت المدرسة الأحمدية من أجل تطوير التعليم والانتقال إلى آفاق أرحب من خلال إضافة مناهج جديدة.
قصة منيرة
وانتقل الرفاعي إلى محطة أخرى وهي إنشاء النادي الأدبي عام 1924 وبعده بأربع سنوات صدرت اول مجلة وهي «الكويت» التي أصدرها الشيخ عبد العزيز الرشيد والتي نشرت أول قصة وهي «منيرة» لتكون الصحافة هي الحاضنة لفن القصة.
وتحدث الرفاعي عن انطلاقة الحركة المسرحية في منتصف الأربعينات عن طريق محمد النشمي ليقود ما عرف بالمسرح الشعبي، والدور الذي لعبته مجلة «البعثة» التي أصدرها عبد العزيز حسين من القاهرة والتي شهدت انطلاقة أهم الأسماء التي تركت بصمة في تاريخ الثقافة الكويتية.
نهضة ثقافية
وتناول الرفاعي بداية انطلاق مجلة «العربي» عام 1959 والذي كان أهم الداعمين لها سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، ثم جاء زكي طليمات إلى الكويت ليؤسس للحركة المسرحية بشكلها الصحيح وظهرت فرقة المسرح العربي الذي شهد انطلاقة العنصر النسائي المتمثل في الفنانتين مريم الغضبان ومريم الصالح.
وتطرق الرفاعي إلى إنشاء رابطة الأدباء عام 1964 وإصدارها لمجلة «البيان» ثم تأسيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عام 1973 الذي وصفه الرفاعي بالمؤسسة الرسمية المسؤولة عن الثقافة في الكويت والذي أصدر العديد من الإصدارات الثقافية المهمة.
كما تطرق الرفاعي إلى المؤسسات غير الرسمية التي تعمل على نشر الثقافة مثل مكتبة عبد العزيز البابطين ودار الآثار ودار سعاد الصباح، وكذلك بعض الملتقيات الثقافية التي استطاعت ترك بصمة على الثقافة الكويتية مثل: ملتقى الثلاثاء وورشة السهروردي والجليس.
العوالم الملونة للقراءة
وعن رحلته مع الأدب قال الرفاعي انه نشأ في بيت بسيط في فريج بورسلي بمنطقة شرق لأب إمام مسجد وأم لا تعرف القراءة والكتابة، وكان البحر هو المتعة الوحيدة له ولرفاقه.
ولكنه اكتشف عالم القراءة ففتحت أمامه عوالم ملونة فتعرف الىكل من الأدب الروسي والانكليزي والفرنسي، وقرأ نجيب محفوظ والطيب صالح وجبرا وغيرهم من كبار الأدباء العرب، وعن رحلته مع الكتابة أشار الرفاعي الى أن أول قصة كتبها هي «إن شاء الله سليم» ونشرها في الزميلة الوطن يوم كان رئيس تحريرها الراحل محمد مساعد الصالح.
العشيقة والزوجة
وأكد الرفاعي أن القصة هي عشيقته، بينما وصف الرواية بأنها الزوجة، حيث قال انه كتب الرواية بعد 14 عاما من كتابته للقصة، اصدر 7 مجموعات قصصية و4 روايات آخرها «الكرسي» الصادرة عن دار الشروق القاهرية، وأشار إلى أن الرواية تأخذ منه بين سنة وثلاث سنوات من العمل والكتابة، وانه يخاف من الكتابة ويعيد ما يكتبه أكثر من 20 مرة.
وتحدث الرفاعي عن معاناة الأديب فقال ان الانتساب للأدب يعني اليتم وتذكر مقولة قالها له حنا مينا ذات يوم: «الكتابة قدر أسود» لكن الرفاعي خفف من هذا القدر وهو ينظر إلى زوجته د. شروق التي كانت بين الحضور قائلا انها تحملت هذه المعاناة وهي دكتورة ومن أهل العلم ولذا تعرف مدى عشقه للقراءة والكتابة.