رابطة الأدباء 20 ألف دينار دعم الشؤون لا تكفي ونشاطنا شبه عاجز والمبنى آيل للسقوط حسب تقارير المهندسين
أعضاء الرابطة في ضيافة «الأنباء» (سالم الشمري)
تجاوب وحضور كبير خلال الندوة<br />
تجاوب وحضور كبير خلال الندوة
الزميل يوسف عبدالرحمن مع طلال الرميضي وصالح المسباح
الزميل يوسف عبدالرحمن مع طلال الرميضي وصالح المسباح
  • الرميضي: العام المقبل نحتفل بالذكرى الخمسين لتأسيس الرابطة ومجلة «البيان»
  • رابطة الأدباء العمانية تتلقى دعماً حكومياً بما يعادل 200 ألف دينار
  • في معرض الكتاب الأخير وقفنا على إصدارات تحوي بعض الإسراف والإباحية
  • المسباح: عدد من يقتنون النوادر من الإصدارات في الكويت يقارب الـ 100

أدار الندوة: عبدالله الراكان 

استضافت «الأنباء» في افتتاح مهرجانها الثقافي الذي ينظمه قسم العلاقات العامة مجموعة من أعضاء رابطة الأدباء منهم الأمين العام للرابطة طلال الرميضي والمؤرخ صالح المسباح والشاعر غازي الشرف والكاتب عبدالعزيز مال الله، الذين تطرقوا للعديد من الموضوعات الخاصة بالهم الثقافي والأدبي في الكويت ومناقشة العديد من القضايا والمشاكل على الساحة الثقافية وكيفية معالجتها، ومنها تشجيع البحوث والدراسات الأدبية والفكرية وصيانة التراث العربي والدفاع عنه، والعمل على حماية الفكر وتشجيع الناشئة من الأدباء والعناية بأدبهم، مؤكدين أن الكويت تزخر بالمواهب الأدبية والطاقات الشبابية التي تحتاج إلى الدعم من المؤسسات في القطاعين العام والخاص لخلق جيل ومجتمع واع يسهم في بناء المستقبل الثقافي.

كما تطرقوا الى بعض المعوقات التي تواجه رابطة الأدباء خاصة الدعم المادي الذي لا يكفي لتغطية نفقات الرابطة.
في البداية، قال الأمين العام لرابطة الأدباء طلال الرميضي ان الرابطة إحدى جمعيات النفع العام وقد أشهرت تحت مظلة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وتأسست بعد الاستقلال عام 1964 وهي امتداد تاريخي لما يعرف بالنادي الأدبي الذي يعد أقدم مؤسسة ثقافية في الخليج العربي تأسست عام 1924 بفضل جهود بعض الأدباء والشعراء في الكويت أمثال علي السبتي وفاضل خلف ويوسف الرفاعي ويعقوب الغنيم وعبدالمحسن الرشيد، مبينا أن الأهداف التي تسعى الرابطة لتحقيقها هي رعاية الحركة الفكرية والنهضة الأدبية في الكويت والعمل على ازدهارها والاتجاه بالأدب نحو خدمة المجتمع العربي والعمل على تنمية الوعي القومي بكل ما تحمله الكلمة من معان وطنية وإنسانية رفيعة والابتعاد بالأدب عن النزاعات الإقليمية والانحرافات الضارة بالكويت والمواطن العربي، والحث على الانتاج النفيس في الأدب والثقافة، وتشجيع البحوث والدراسات الأدبية والفكرية وصيانة التراث العربي والدفاع عنه، والعمل على حماية الفكر في الكويت خاصة والوطن العربي بشكل عام، والمحافظة على حقوق المؤلفين والأدباء بالتعاون مع الجهات المختصة، بالإضافة إلى تشجيع الناشئة من الأدباء في الكويت والعناية بأدبهم المنسجم مع المثل العربية العليا، وتمثيل الكويت في المؤتمرات والندوات الفكرية والأدبية في الداخل والخارج بالتعاون مع الجهات المختصة، وأخيرا توثيق الأواصر بين الرابطة ومثيلاتها في الوطن العربي وذلك بتبادل المعلومات والمؤلفات وما شابه.

أنشطة متنوعة

وأضاف الرميضي أن لدى رابطة الأدباء موسما ثقافيا حافلا يبدأ في شهر سبتمبر من كل عام وينتهي في شهر مايو، وتقام مساء كل يوم اربعاء في السابعة محاضرة أو فعالية اسبوعية، وتتنوع هذه المحاضرات بين قصة أو رواية أو مسرح أو قصيدة شعرية أو دراسات ادبية، وتطرح بعض القضايا التي تمس الأدب الكويتي بشكل خاص أو العالم العربي بشكل عام، مضيفا أن منتدى المبدعين الجدد خصص لدعم فئة الشباب من المبدعين ويقام كل يوم اثنين ونتبنى فيه المواهب الجديدة من خلال دورات مجانية.

مشيرا إلى ان معرض الكتاب الأخير لمسنا فيه حضورا لبعض الإصدارات الخاصة من القصص والروايات وبعض الكتب الشعرية التي تحوي بعض الإسراف أو الإباحية وبالتالي يأتي دورنا هنا لتوجيه الرأي العام من خلال الأدب الرفيع عبر استضافة عدد من دور النشر المحلية المعنية بالأمر، مشددا على دور رابطة الأدباء والتزامها بالمسؤولية تجاه القضايا الأدبية التي تمس المجتمع والسعي إلى معالجتها بشتى الوسائل المتاحة.

ميزانية الرابطة

وأشار الرميضي الى أن رابطة الأدباء لديها العديد من الإصدارات والمطبوعات الخاصة عبر سلاسل أدبية حيث تم في العام الماضي إصدار سلسة «تراثنا» بالتعاون مع مكتب فهد الدبوس للتراث الأدبي وأصدرت ايضا 4 كتب تتعلق بتراث الكويت والتراث العربي، معربا عن سعادته بطباعة كتاب «دراسات أندلسية» وهو عبارة عن توثيق لزيارة الأستاذ فاضل خلف لمملكة اسبانيا عام 1960 جمع فيها مقالاته وقصائده التي كتبها اثناء سفره والتي كانت محفوظة لمدة تتجاوز نصف قرن واستطعنا ان ننبش لنحصل على هذه القصائد القيمة لهذا الأديب الذي يعتبر منارة أدبية كويتية.

وبين أن ميزانية رابطة الأدباء هي 20 الف دينار تأتي عن طريق وزارة الشؤون الاجتماعية وتتضمن رواتب موظفي السكرتارية والطباعين وعمال الخدمات وتكاليف الهاتف والإضاءة والمستلزمات الأخرى وكلها تتجاوز 22 الف دينار سنويا والمبلغ يصرف للرابطة منذ 25 عاما ولم يزدد، مشيرا إلى أن الرابطة تستعين ببعض المبالغ لسد المصاريف الضرورية من خارج الرابطة، حتى أن بعض الكتب التي نطبعها لصالح الرابطة نغطي تكاليفها من بعض مكتبات التراث، ونشكرهم بهذه المناسبة، كما لدينا العديد من الأفكار والخطط ولكن للأسف لا يوجد دعم كاف نغطي به التكاليف.

مجلة «البيان»

وقال الرميضي ان مجلة «البيان» التي تصدر عن رابطة الأدباء تعتبر من أقدم المجلات العربية التي تعنى بالشأن الأدبي، وفي العام المقبل سنحتفل بمرور نصف قرن على تأسيسها.

ونحن بحاجة لدعم من الوزارات والمؤسسات والشركات، ومنذ فترة خاطبنا بعض الشركات ومؤسسات القطاع النفطي بحكم إمكانياتهم لكن للأسف الردود تأتينا سلبية، مشيرا الى أنه ومن خلال جريدة «الأنباء» نوجه الدعوة الى كل محب للثقافة والأدب في الكويت أن يساهم في دعم رابطة الأدباء.

وأضاف أن نشاطات الرابطة عاجزة بسبب قلة الدعم المادي، مبينا أننا خلال زيارتنا لسلطنة عمان ولجمعية الأدباء العمانيين لاحظنا الفرق في الدعم المقدم لجمعياتهم الأدبية فالحكومة العمانية تدعمها بما يعادل 200 الف دينار تقريبا ولديهم مشروع طباعة 100 كتاب سنويا، وفي الإمارات العربية المتحدة نجد ايضا الدعم متوافر وبمبلغ ممتاز، ما يجعلنا نقارن بين وضعنا ووضع تلك الروابط في الدول الأخرى رغم وجود الوفرة المالية.

وأشار الرميضي إلى أن مبنى رابطة الآداب آيل للسقوط حسب تقارير المهندسين، لافتا الى أن ما نقوم به في الرابطة هو نتاج نشاط تطوعي خالص خال من اي دعم حكومي، متمنيا من وسائل الإعلام المحلية الاهتمام بفعاليات رابطة الآداب وتغطية كل ما من شأنه تنمية الثقافة في المجتمع الكويتي، مبينا أن قناة العربي التي تبث عن وزارة الإعلام والتي من الواجب عليها تغطية الفعاليات الثقافية في الكويت بعيدة كل البعد عن فعاليات الرابطة، وقد خاطبت الرابطة وزارة الإعلام بالإيعاز لقناة العربي لتغطية فعاليات الرابطة وكان رد الوزارة عدم توافر الميزانية لتغطية تلك الفعاليات.

جهود الأجداد

بدوره، قال مدير تحرير مجلة البيان والأمين العام السابق لرابطة الأدباء المؤرخ صالح المسباح ان موقع الكويت الجغرافي المتميز ساعدها على التواصل مع العالم العربي والعالم الآسيوي حتى وصل اباؤنا وأجدادنا للهند وطبعوا فيها، ومثال ذلك حينما طبع الشاعر الراحل عبدالله الفرج اول ديوان له عام 1916 في ولاية بومباي الهندية، كما طبع رائد الصحافة الكويتية عبدالعزيز الرشيد اول مجلة كويتية 1928 في مصر، وهاجر الرشيد لإندونيسيا بتكليف من الملك عبدالعزيز لتعليم الحجاج الإندونيسيين مناسك الحج، وأصدر مجلة «الكويت والعراقي» نسبة للسائح العراقي يونس بحري عام 1931، مضيفا أن الكويت منذ القدم وهي تزخر بالعلماء والخطاطين والنساخين مثل الناسخ مسيعيد بن أحمد بن مساعد بن سالم من سكان جزيرة فيلكا، الذي يقال انه جد الشيخ مساعد العازمي الذي طعم اهل الكويت ضد مرض الجدري وهو عالم من علماء الكويت ولديه شهادة من جامعة الأزهر عام 1881، كما أن الطلبة الكويتيين إبان تولي الشيخ عبدالله الجابر وزارة المعارف ومدير المعارف عبدالعزيز حسين أسسوا في القاهرة بيت الكويت الذي تحول لمقر السفارة الكويتية بعد استقلال الكويت وقاموا بإصدار مجلة البعثة منها عام 1946.

نوادر الإصدارات

وأضاف المسباح أن أول وأقدم جريدة في الكويت هي جريدة «الرأي العام» التي تعود ملكيتها للراحل عبدالعزيز المساعيد حيث صدر أول عدد منها في ابريل عام 1961 والتي تحول اسمها الى «الراي» لاحقا، كما صدر العدد الأول من جريدة «الأنباء» في يناير عام 1976 مشيدا بدورها وحياديتها في الطرح والبعد عن كل ما يفسد المجتمع وحرصها على نقل الأخبار والحقائق التي تفيد المواطن بكل مصداقية بعيدا عن التكسب المادي الذي بات واضحا لدى العديد من المؤسسات الإعلامية.

وأشار المسباح إلى ان من يقتنون النوادر من الإصدارات الأدبية في الكويت يبلغ عددهم حوالي 100 شخص وهم الذين يتحكمون في أسعار تلك النوادر سواء كانت مجلة أو كتاب حيث انه كلما ندرت اعداد الإصدار ارتفع سعرها أو قيمتها المادية وغالبا ما يكون العدد الأول هو الأغلى سعرا، مضيفا في الوقت نفسه أنه نظم العديد من المعارض للنوادر التي يمتلكها في الكويت وخارجها حتى وصلت لـ 100 معرض، وقد ووجهت لي العديد من الدعوات في المؤتمرات الخليجية وكنت الوحيد الذي نظم في مؤتمر القمة الخليجية مع اعتراض الأمانة العامة للمؤتمر على تنظيمي للمعرض وبعد الإعجاب الذي حصلت عليه في نفس المؤتمر لم يقدم لي حتى كتاب شكر كما اقمت العديد من المعارض في المملكة العربية السعودية بطلب من سفيرنا في الرياض الشيخ حمد جابر العلي بمناسبة اليوم الوطني ولله الحمد نجحت.

معربا عن اسفه الشديد لعدم اهتمام المسؤولين بما يملكه من نوادر التي تمثل ثروة كويتية.

الاحتفاظ بموروث الآباء والأجداد

وعن الطباعة بين المسباح أنها بدأت في الكويت بوصول المطابع من بغداد حيث اشترى مجموعة من الكويتيين مطابع مستعملة وطبعوا أول مجلة في الكويت وهي «كاظمة» عام 1948 التي أسسها عبدالحميد الصانع وكان رئيس تحريرها أحمد السقاف، وبعدها فتح المجال للعديد من المؤسسات حيث قامت مدرسة النجاح بإصدار مجلة «البعث» عام 1952 والبعث هنا هو النهوض بالأمة وصدر منها 3 اعداد فقط بسبب ندرة الإعلانات.

ودعا المسباح المواطنين والمقيمين إلى الاحتفاظ بموروث الآباء والأجداد حيث انه ومن خلال المعارض التي أقامها لمس انه كان لدى العديد من الناس مجموعة من تلك الإصدارات والنوادر الا انهم فقدوها بسبب تغيير المنزل أو عدم الاهتمام، مشيرا إلى أن الطامة التي دمرت اغلب النوادر والمقتنيات الثمينة هي الغزو العراقي الغاشم الذي دمر كثيرا من التراث الأدبي الكويتي، مشيرا إلى أن الجهد الذي يقوم به فردي خالص الا انه يعتبره أقوى من المجهود الحكومي.

وشكر المسباح د.سعاد الصباح ومركز البحوث ومكتبة البابطين لدعمهم الارث الثقافي بالنشر والطباعة ومساهمتهم الفاعلة في نشر الثقافة في المجتمع وتبني العديد من المثقفين والأدباء الكويتين.

بدوره قال عضو منتدى المبدعين في رابطة الأدباء الكاتب عبدالعزيز مال الله ان رابطة الأدباء تتبنى الطاقات والإبداعات الشبابية وتسعى إلى تنميتها بكل الوسائل الممكنة، مبينا أنه ومن خلال تجربته لمس هذا الاهتمام والترحيب من العديد من الاساتذة في الرابطة أمثال فهد المسباح وطلال الرميضي وإلى يومنا هذا وانا استفيد من الرابطة معربا أن حبه للقراءة ساهم بشكل كبير في تنمية موهبته في كتابة القصة القصيرة حيث اصدر كتابه الأول «حكايات في الأمثال الشعبية».

من جانبه قال عضو منتدى المبدعين في الرابطة الشاعر غازي الشرف ان رابطة المبدعين ساهمت بشكل كبير في تنمية قدراتي في كتابة القصيدة من خلال الاحتكاك بذوي الاختصاص وإقامة المحاضرات التي من شأنها تنمية الموهبة في منتدى المبدعين الذي يهتم بنا كجيل جديد ويساهم في تنمية قدراتنا الابداعية، مضيفا أن توقفه عن كتابة القصيدة لفترة طويلة كان بسبب عدم معرفته بجهة تتبنى قدراته الشعرية او تساعده في تنميتها.

العلاقات العامة

قام على تنظيم الندوة قسم العلاقات العامة في «الأنباء» باشراف رئيسته أنوار التنيب والزميل محمد المسباح ضمن المهرجان الثقافي الشامل.

أمناء الرابطة

شملت قائمة امناء رابطة الاداب منذ تأسسيها: عبدالمحسن الرشيد، عبدالله الحاتم، خالد سعود الزيد، أحمد السقاف، د.سليمان الشطي، د.عبدالله العتيبي، د.خليفة الوقيان، د.خالد عبداللطيف رمضان، د.عبدالله التليجي، حمد عبدالمحسن الحمد، د.خالد الشايجي، د.عادل العبدالمغني، صالح المسباح، طلال الرميضي.

 

إلقاء قصائد

تخلل الندوة الاســتماع لمجـموعة من القصائد الجميلة للشاعر غازي الشرف ومنها قصيدة بعنوان «غريب زماني» وأخرى بعنوان «سلة رمش» و«الكويت» التي نالت اعجاب الحضور بالإضافة إلى الاستماع لبعض القصص القصيرة للكاتب عبدالعزيز مال الله.

 

رؤساء تحرير مجلة «البيان»

ضمت قائمة رؤساء تحرير مجلة «البيان»: عبدالعزيز الدويش، محمد أحمد المشاري، عبدالله زكريا الانصاري، خالد سعود الزيد، رضا الفيلي، د.عبدالله العتيبي، د.سليمان الشطي، سليمان الخليفي، د.خالد عبداللطيف رمضان، د.خالد عبدالكريم جمعة، د.نجمة إدريس، عبدالله التليجي، حمد عبالمحسن الحمد، سليمان الحزامى.

المصدر

مجلة البابطين الثقافية الالكترونية