تساؤلات كثيرة، ظلت تتكاثف منذ اللحظة التي لاحت فيها فكرة السفر إلى إيران، ومنذ أن حطت الطائرة على مدرج مطارها، اندفعت كلها مرة واحدة: كيف احتملت إيران حصارا دوليا صارما لأكثر من ثلاثة عقود؟ وكيف تمكنت من التعايش مع هذا الحصار الذي تمدد على مساحة كل شيء، من تفاصيل الحياة الصغيرة إلى كل مفاصل المعيشة والسياسة والمستقبل؟ وكم سنة احتاجتها الثورة، كي تستقر؟ وكيف احتمل الناس موجات من الاضطراب، حتى عادت الأمور إلى هدوئها؟ وكيف تتعامل إيران مع أقلياتها؟ وما وضع المرأة، بعد الثورة وقبلها؟ وكيف تتعامل مع فنونها وآدابها، ومع المشهد الابداعي بأكمله؟ وكيف يتم التعامل مع الآثار التي توارثتها من الحضارات القديمة؟ ثم، كيف تتم صناعة القرار في إيران؟
كنا على موعد في وسط الأسبوع، لزيارة مؤسسة سعدي الشيرازي، التي أطلق عليها اسم ذلك الشاعر الشهير، الذي يعد أحد أصحاب القامات العالية في الأدب الفارسي، مبنى تلك المؤسسة يقع في قلب طهران، فيما الضريح الذي يحتوي رفات سعدي تضمه مدينة شيراز.
في ورقة وزعت علينا داخل الحافلة، قرأنا معلومات عن تلك المؤسسة، التي تتولى إعداد مجموعة من البرامج الإلكترونية وإصدار عدد من المجلات والكتب والأقراص المضغوطة، وفي إنتاج الأفلام وتأسيس المواقع الإلكترونية، في الوقت نفسه الذي تنشط فيه في مجال تدريس اللغة الفارسية، وتنظيم الدورات التعليمية الهادفة إلى تحديث معلومات أساتذة تلك اللغة من غير الإيرانيين.
يرأس تلك المؤسسة رئيس مجلس الشورى الإيراني السابق، د.غلام علي حداد عادل، وهو الرئيس الحالي للجنة الثقافية في البرلمان، وممثل محافظة طهران فيه، ومن المناصب التي يحتلها أيضا، رئاسة المجمع العلمي للأدب الفارسي.
كان ترحيب د.حداد عادل بالوفد الكويتي حارا للغاية، استهل كلامه، قائلا: إنني أحمل ذكريات طيبة عن الكويت، فقد سافرت إليها مرتين، الأولى عندما كنت رئيسا لمجلس الشورى، حين دعاني رئيس مجلس الأمة الكويتي وقتها، جاسم الخرافي، وفي المرة الثانية، عندما شاركت في فعاليات الندوة الدولية للشعر العربي التي أقامتها مؤسسة البابطين للشعر العربي، قبل أربع سنوات في العاصمة الكويتية.
وواصل د.حداد: عندما سمعت أن هناك وفدا من دولة الكويت، سعدت كثيرا، وفرحت بإتاحة الفرصة لي كي استقبلهم، فأنا أعتبر أن لكل دولة مطلة على الخليج صبغة تتصف بها، هناك من تلك الدول من لها صبغة اقتصادية، ومن لها صبغة سياسية.. أما الكويت، فالصبغة الثقافية هي التي تميزها عن غيرها. لذلك، فأنا أعتقد بأن الكويت إلى جانب لبنان، يمكن أن تكون قائدة ومركزا ثقافيا على مستوى منطقة الشرق الأوسط.. وفي رأيي الشخصي، فإن الظروف والإمكانات والاستعدادات موجودة لدى الكويت للقيام بهذا الدور الثقافي المهم.
مثل العينين
وأضاف حداد: أحمل ذكريات طيبة عبر هذه الرحلات التي قمت بها إلى الكويت، من خلال زياراتي للمكتبة الوطنية ولمركز البابطين، وقد ثمنت ما يقومان به من أعمال، وقمت بإرسال كتب لهما حول الشعر العربي المطبوع في إيران. لذلك، فإننا نعتقد بأن تبادل الزيارات بيننا وبينكم، ينبغي أن يكون أكثر مما هو عليه الآن، لقد «قرأت بيتا من الشعر الفارسي (معناه: الجار للجار كالعينين).
وحين ارتبكت ترجمة المترجم لكلام د.حداد، انبرى عضو الوفد الكويتي عبدالمحسن مظفر، وترجم البيت الشعري كالتالي: «أعجب لجارين كالعينين مقتربتين، ولكن كل واحدة منهما لا تتمكن من رؤية الأخرى».
وأضاف د.حداد: نحن وأنتم تربينا في محيط ثقافي وتاريخ وجغرافيا واحدة، وبيننا وبينكم الكثير من التشابه، وينبغي ألا تحول الاختلافات بيننا، فالاختلافات في النهاية أقل بكثير مما بيننا من مشتركات.
وانتقل د.حداد عادل ليعرف أعضاء الوفد الكويتي بمؤسسة سعدي الشيرازي، قائلا: إن عمل المؤسسة الأساسي، ليس إجراء البحوث والدراسات فقط حول أشعار سعدي، بل مهمتها تعليم اللغة الفارسية لغير الناطقين بها، وأيضا للإيرانيين المقيمين في الخارج، وقد تأسست هذه المؤسسة حديثا، وهي تشبه في عملها معهد غوتة في ألمانيا أو سرفانتس في إسبانيا، التي هي مؤسسات تهتم بنشر اللغات الوطنية لتلك الدول في خارجها، مشيرا إلى أنه قبل تأسيس مؤسسة سعدي، كانت هناك منظمات متفرقة، تقوم بهذه المهمة، ولكننا قمنا بتجميعها في مؤسسة واحدة. وقد ذكرت لكم تلك المعلومات، حتى أقول لكم إنه في المستقبل، يمكن لنا التعاون معا في مجال نشر وتعليم اللغة الفارسية.
وأضاف د.حداد: أنا في الجمهورية الإسلامية، اعتبر من الأشخاص الذين يمارسون عدة مهام في الوقت نفسه، فإلى جانب عضوية مجلس الشورى، لدي مساهمات في العديد من المؤسسات الناشطة في العمل الثقافي، وإحدى هذه المؤسسات التي أترأسها، هي المجمع العلمي للغة الفارسية. وكنت قد دعوت مؤسسة البابطين للمجيء إلى إيران، لبحث سبل التعاون في مجال الشعر الفارسي والعربي، فلدينا مؤسسة تحمل مسمى الموسوعة الإسلامية، وقد قامت بطباعة 17 مؤلفا حتى الآن، تحت اسم دائرة المعارف الإسلامية، ومن المقرر أن يصل عدد مجلدات هذه الموسوعة إلى 50 مجلدا، قمنا بطباعة ستة مجلدات، منها في مطابع بالعاصمة اللبنانية (بيروت).
مداخلات
وعقب انتهاء د.حداد عادل من الجانبين الترحيبي والتعريفي في كلمته، تناوب أعضاء الوفد الكويتي في إبداء الآراء، فاعتبر عبدالمحسن مظفر أن توطيد الحركة الفكرية، بين إيران والأمة العربية مهم لكلا الطرفين، مشددا على أن العلاقة الثقافية بين الكويت وإيران، يمكن أن تشكل جسرا بين الإيرانيين والعرب، فيما شدد د.إبراهيم كرم، العميد بكلية التعليم المستمر بجامعة الكويت، على أهمية دعم التعاون المشترك بين الجامعات والمؤسسات العلمية والأكاديمية في البلدين، وعبر أمين عام رابطة الأدباء الكويتية طلال الرميضي عن إشادته بكثرة المؤسسات الثقافية المهتمة بإبراز الجوانب الحضارية عبر التوثيق، وثمن الشاعر إبراهيم الخالدي رئيس اللجنة الثقافية في رابطة الأدباء الجهود الثقافية التي يتم بذلها في إيران للاهتمام باللغة العربية.
وتساءلت الإعلامية ليلى أحمد عن مظاهر الحضارة الفارسية، مشيرة إلى أن فارس تمثل حضارات وتاريخ، فأين هي الحضارة الفارسية؟، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن إيران الحديثة تختلف عن الحضارة الفارسية، التي هي الأكثر قدما.
بينما تساءلت الأستاذة في المعهد العالي للفنون المسرحية د.سكينة مراد عن الآلية التي تتبع لنشر اللغة الفارسية؟
من جهتها، قالت عميدة كلية اللغة العربية بجامعة الكويت د.نجاة المطوع: إن هناك أكثر من مجمع للغة في الدول العربية، منها في تونس ومصر.. وغيرهما، فلماذا لا تتعاون المؤسسات الشبيهة في إيران مع تلك المؤسسات التي تعنى هي الأخرى باللغة؟
وأضافت د.المطوع: إن أبناءنا الذين تعلموا الإنجليزية، يساهمون في تعليم العربية في الخارج.. وإيران دولة إسلامية عريقة تهتم بالإسلام، فلا بأس أن يكون لها دور من خلال نشر الفارسية، ونشر الإسلام بها «أسوة بإخوانكم» في الدول العربية، مشددة في نهاية حديثها على أن هناك هجرة في الوقت الحالي من التعليم إلى التعلم؟
من جهته، قال أحمد الرفاعي المذيع في تلفزيون الكويت: إن هناك تعطشا لمعرفة الأدب والثقافة الإيرانية، مشيرا إلى أن الفجوة من الممكن أن يتم حلها من خلال وسائل الإعلام، طارحا التساؤل: ما الخطوات التي يمكن اتخاذها لتقريب الأفكار؟
أما خلف الخالدي، وهو شاعر وباحث في التراث الشعبي وعضو برابطة الأدباء، فقال: أفضل أن يقال العرق الإيراني والعرق العربي، لا الأمة الإيرانية والأمة العربية، مشيرا إلى أنه عندما تجانست الحضارتان، العربية والفارسية، تم التأسيس للفن، مؤكدا في الوقت ذاته أن العلاقة الرائعة بين الشعبين هي الأصل، والجميع يحتاج إليها.
من جانبه، عقب د.رضا صحرائي، أستاذ تعليم اللغة الفارسية لغير الناطقين بها في جامعة العلامة الطباطبائي، معربا عن سعادته باللقاء الذي يشارك فيه الوفد الكويتي، قائلا: نحن في مؤسسة سعدي، على استعداد للتعاون معكم في تعليم اللغة الفارسية.
فيما اعتبر د.محمد باقر سخائي، الذي كان سفيرا لبلاده في عدد من دول المنطقة، والذي يجيد اللغة العربية تماما، أن هناك ضرورة لتحقيق المزيد من التعاون في المستقبل، مضيفا: لقد قضيت 11 عاما في السلك الدبلوماسي لدى كل من دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر، وقضيت سنة في جمهورية تونس، وأدرك الأهمية البالغة للتعاون العربي – الإيراني.
تعقيب
وفي تعقيبه على الكلمات التي قيلت، شدد د.غلام علي وحداد عادل على أهمية العلاقات التي تربط بين بلاده ودولة الكويت، مشيرا إلى أن الكويتيين والإيرانيين نشأوا في محيط واحد، وبينهما الكثير من أوجه التشابه، مؤكدا أنه لا ينبغي للاختلافات أن تحول بين البلدين، فالعوامل المشتركة أكبر بكثير من عوامل الاختلاف، مضيفا: إن الصورة التي ترونها تختلف عما تقدمها وسائل الإعلام المعادية لإيران، التي تتعرض من 35 عاما لضغوط شديدة من القوى العالمية، وأحد هذه الضغوط هي الحرب التي فرضها صدام حسين لمدة ثماني سنوات عليها، والكويتيون يفهمون ذلك جيدا أكثر من العرب، بعد أن ابتليت الكويت بالغزو.
وبالإضافة إلى ذلك العدوان، فرض على إيران أقسى أنواع الحصار والمقاطعة الاقتصادية، ومن بينها الموجة الأخيرة، التي قالوا إنها ستكون كفيلة بشل الحركة في البلاد، غير أن إيران الآن، كما ترونها، تتمتع بالحيوية، على عكس ما توقعوه، والانتخابات الأخيرة التي جرت، تمت بمشاركة 73 بالمئة من أبناء الشعب الإيراني، وأجريت بكل أمن وأمان من دون أن تسكب خلالها أي قطرة دم، وكذلك من دون أن تحدث أي احتجاجات.
واستطرد: هناك خطيئة كبيرة ارتكبناها، ولن يسامحنا الأعداء عنها، وهي أن إيران أرادت أن تكون مستقلة، وفي هذا الاستقلال الذي سعينا من أجله وحققناه، أردنا أن نعود إلى ذاتنا وإلى ثقافتنا الأصيلة، فقبل 35 عاما انتفضنا، وكانت أول كلمة شكلت شعار الثورة الإيرانية هي الاستقلال، وقد كانت هذه الكلمة خطيرة للغاية. فقد قدمنا لأجل صيانة الاستقلال حوالي 300 ألف شهيد، ونحو مليون مصاب وجريح، وكل ذلك من أجل أن نعود إلى ثقافتنا الأصيلة.
وأشار إلى ما يجري حاليا من تقارب لبلاده مع الغرب، مؤكدا أن على الجميع الاطمئنان، فلن يسفر عن هذا التقارب أي نتيجة سلبية على علاقات إيران مع جيرانها، مشددا على أن إيران لا يمكن أن تعتدي على أحد، فلماذا نعتدي إذا كان الله قد وهبنا الأرض والثروة؟
وأضاف: أعداء إيران سعوا لإشاعة الفرقة بينها وإخوتها وجيرانها، وإلى نشر العداوة والبغضاء بينها وبينهم، وتخويف الجميع من إيران، مؤكدا في هذا الصدد أن إيران اليوم وفي أي وقت لم تكن لديها أي نية للاعتداء على أحد، وخصوصا الدول المجاورة، وأن شعارها هو ألا تظلم ولا تتحمل الظلم من أحد، وإن كل ما تسعى إليه، هو أن تثبت أنه بالإمكان إدارة بلدها وفق الأسس الإسلامية،
ووجه حديثه للوفد الكويتي قائلا: إن إيران التي ترونها عن كثب، هي التي تتعرض لضغوط كبيرة من القوى العالمية منذ 35 عاما، واحدة من هذه الضغوط، هي الحرب التي فرضها صدام، وأنتم في الكويت ابتليتم بهذا الشخص 7 شهور، ونحن 35 عاما، وبالإضافة إلى ذلك، فرضت علينا أقسى أنواع الحصار الاقتصادي والمقاطعة، وقد سعينا لأن نعود إلى ذاتنا وإلى ثقافتنا الأصيلة، وانتفضنا وثرنا وكانت أول كلمة شكلت شعارنا في هذا البلد هي الاستقلال، وهذه الكلمة خطيرة للغاية، ونحن من أجل صيانة هذا الاستقلال قدمنا حوالي 300 ألف شخص ومليون من الجرحى والمصابين، وفي إطار هذا الاستقلال، ظل مطلبنا هو أن نعود إلى ثقافتنا الإسلامية.
نهج
وأضاف د.حداد: الإسلام لا يسمح لنا بالاعتداء على أحد، وأقول لكم إنه في أوج الحرب العراقية – الإيرانية، عندما كانت الصواريخ تصيب طهران في ما سمي بحرب المدن، جاء سفير الاتحاد السوفييتي، وطلب لقاء مع الإمام الخميني، وقال له: لو رفعتم يد العون عن مساعدة المعادين للاحتلال السوفييتي لأفغانستان، فسنرفع يدنا عن صدام، فرد عليه الإمام الخميني قائلا له: من أجل مصالح المسلمين.. لا. والسيد خامنئي يعمل الآن بنفس نهج الإمام الخوميني.
وأضاف: إن أي حادث سيحدث، وأي أمر سينتج عن محادثات أميركا وإيران، اطمئنوا، لن يترك أي نتيجة سلبية على علاقاتنا مع جيراننا، وكوننا إيرانيين أو عربا، فإن هذه أمور عرضية، لأننا في الأساس مسلمون.. إن الإيرانيين انتفضوا من أجل أسلمة إيران قبل 35 سنة، فلماذا يعادون الدول الإسلامية؟ نحن لا نهدف إلا أن نعطي للعالم نموذجا لتطبيق الدولة الإسلامية في العالم المعاصر، ونحن نعيش في ظل راية الإسلام منذ أكثر من 1400 سنة، والإسلام أصبح جزءا لا يتجزأ من هويتنا، وعندما نقول الاستقلال، نعني استقلالنا الثقافي المستند إلى القيم الإسلامية.. وبالطبع، فإن أعداءنا الذين لم يرغبوا أن نمارس مثل هذا الاستقلال، وأن يرسموا ويحددوا مصيرنا ومصير نفطنا، لن يكونوا سعداء بهذه الثورة، ولن يتركونا في حالنا.. ومن أجل ذلك، فإنهم سعوا لإشاعة العداوة والبغضاء بين إخوتنا وجيراننا، هم سعوا من أجل أن يخوفوا الناس من إيران، وجعلوا هذا الأمر من أجل تفريقنا عن جيراننا والدول المحيطة بنا، ونحن دائما ليس لدينا أي دافع أو طموح للاعتداء على أحد، ولاسيما الدول الإسلامية، وخاصة الدول المجاورة، وشعارنا ألا نظلم أحدا، ولا نتحمل الظلم من أحد. إن الله سبحانه وتعالى وهب إيران الأرض والثروة النفطية، فلماذا نعتدي على أحد إذن؟ إننا فقط نريد إثبات أنه بإمكاننا أن ندير بلدنا وفق الأسس الإسلامية.
مصطلحات
وعن المهام الموكلة لمجمع اللغة الفارسية، قال د.حداد عادل: إننا نقوم بتبديل المصطلحات الإنجليزية، نحولها حاليا إلى اللغة الفارسية، ونعطي مصطلحات في العلم وكل الفنون، وفقط بعد عشرين عاما من تأسيس هذه المؤسسة، وضعنا 40 ألف مصطلح فارسي، في هذا المعجم الكبير، وفيه مجلدات تختص بفنون دون فنون، لكننا لا نقوم بتبديل أي كلمات باللغة العربية إلى اللغة الفارسية، كما أن لدينا مكتبة كبيرة في طهران، نعرض فيها مختلف المعاجم في العديد من التخصصات، وهناك أكثر من 10 آلاف مرجع بها، لكننا أيضا لا نتعامل مع اللغة العربية مثلما نتعامل مع اللغات الأجنبية الأخرى، فإن كانت الفارسية هي لغتنا الأم، فإن العربية هي لغة الإيمان، ونحن مستعدون للاستفادة من تجاربكم في هذا المجال.