الرباط – «كونا»: أشاد مؤرخ المملكة المغربية الناطق الرسمي باسم القصر الملكي الدكتور عبدالحق المريني بالدور الذي اضطلعت به مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين لنشر اللغة العربية وعلومها والعناية بالشعر العربي ومبدعيه.
واكد المريني في تصريح لـ«كونا» في ختام الندوة الموسعة التي نظمتها جامعة محمد الخامس في الرباط احتفاء بعبدالعزيز سعود البابطين فضل هذه المؤسسة التي وصفها ب»العتيدة» في تخليد الإبداع العربي من خلال معاجم البابطين التي وثقت لأسماء وأعمال آلاف الشعراء العرب أو الذين كتبوا بالعربية.
واعتبر معاجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين وشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين عملا جبارا و«ذخيرة» جديرة بالتنويه والتقدير مشددا على أهمية هذه المعاجم في الدراسة والبحث بالنسبة للطلبة والأساتذة الجامعيين وكذلك الأجيال القادمة.
من جهته أثنى عميد كلية الآداب والعلوم الانسانية الدكتور عبدالرحيم بنحادة في تصريح مماثل لـ «كونا» على الجهود «الجبارة» التي تقوم بها مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين في نشر الثقافة العربية والدفاع عنها وتشجيع الإبداع الشعري العربي وإعلاء مكانته بين ثقافات الامم.
وأكد بنحادة أهمية معاجم البابطين للشعراء العرب التي أفردت مكانة متميزة للشعراء المغاربة وأبرزت نبوغهم الى جانب اشقائهم من بين الاف الشعراء الذين ترجمت لهم هذه المعاجم وخلدتهم في ديوان العرب على غرار الموسوعات العالمية المتخصصة.
واشار الى نجاح الندوة التي نظمتها جامعة محمد الخامس تكريما للمؤسسة واحتفاء بمؤسسها وراعيها مشددا على ان هذا التكريم عرفان بما قدمته الكويت من تضحيات ومواقف طوال أكثر من نصف قرن خدمة لقضايا الامة العربية القومية وفي مقدمتها قضية الوحدة الثقافية والدفاع عن اللغة العربية.
ودعا الى تعزيز علاقات التعاون بين جامعة محمد الخامس التي تعد اعرق جامعة حديثة في المغرب ومؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين اللتين تربطهما اتفاقية شراكة في مجال اللقاءات والندوات العلمية والمنح المخصصة للطلبة وفي مجال النشر.
وأعرب عن الأمل في تطوير هذا التعاون ليشمل إصدار سلسلة لنشر البحوث والأطروحات الجامعية التي نوقشت بالجامعة في القضايا ذات الاهتمام المشترك لاسيما حول الشعر والنقد والدراسات العربية وتطوير تدريس اللغة العربية للأجانب وحوار الثقافات.
وأشار بنحادة الى ان كلية الآداب والعلوم الانسانية التابعة لجامعة محمد الخامس اتفقت مع المؤسسة على إصدار ستة منشورات في السنة ستعزز بها الجامعة رصيدها كأول ناشر في المغرب يصل عدد منشوراته الى 503 إصدارات.
وبدوره قال الباحث في الفلسفة وعلوم التربية المقرر السابق لأكاديمية المملكة المغربية الدكتور محمد مصطفى القباج في تصريح مماثل لـ«كونا» إن «وراء مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للابداع الشعري إرادة طيبة لا تجري وراء مصالح شخصية أو منافع ذاتية» وهي ثمرة من ثمرات عقود من جهود الكويت في الدفاع عن الثقافة العربية ونشرها.
وأضاف أن «الكويت نموذج حضاري وثقافي وسياسي متميز في العالم» أهلتها أجواء الانفتاح التي تنعم بها في ظل الاستقرار والديمقراطية لتلعب دورها التاريخي الريادي على مستوى الوعي الثقافي العربي.
وقال القباج ان عبدالعزيز سعود البابطين نقل رسالة الكويت الى شعوب العالم عبر الإبداع والشعر والثقافة معتبرا هذه الرسالة مفخرة العرب ومسؤوليتهم في آن لمد جسور التواصل والحوار مع الشعوب والأمم لخدمة قضايا الامة التي تستمر الكويت في طليعة المدافعين عنها والنموذج الذي يحتذى منذ خمسة عقود.
يذكر ان الندوة التي افتتحت اعمالها امس بمشاركة نخبة من المثقفين والأساتذة الجامعيين وكوكبة من الباحثين والأكاديميين من مختلف أقطار الوطن العربي ناقشت على مدى يومين مواضيع تتعلق ب»الإنجاز المعجمي لمؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين ممثلا في معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين ومعجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين» و»قراءات نقدية في ديواني الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين «بوح البوادي» و«مسافر في القفار» ثم متابعة لأنشطة مؤسسة جائزة البابطين بشكل عام. وتميزت الندوة بتسلم عبدالعزيز سعود البابطين درع جامعة محمد الخامس من عميد كلية الآداب والعلوم الانسانية الدكتور عبدالرحيم بنحادة ممثلا لرئيس الجامعة محمد الخامس الدكتور وائل بنجلون.