أكثر من 300 شخصية سياسية وثقافية مرموقة من مختلف أنحاء العالم اجتمعت في العاصمة البلجيكية «بروكسل» لتدشين انطلاقة الدورة الـ 13 لجائزة «مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري»، تحت عنوان «الحوار العربي- الأوروبي في القرن 21.. نحو رؤية مشتركة»، برعاية البرلمان الأوروبي ومن مقره في العاصمة.
وانطلقت الفعاليات أمس بحفل الافتتاح في قاعة الاجتماعات في البرلمان الأوروبي متضمنة كلمة رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز، ورئيس مؤسسة جائزة البابطين عبدالعزيز سعود البابطين، وألقى كلمة المشاركين الممثل السامي لتحالف الحضارات بالأمم المتحدة جورجي سامبايو، ورئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم، إضافة إلى تكريم المفكر أبراهام شلايم المعروف بأفكاره السلمية المعتدلة.
جاءت الجلسة الأولى بعنوان «إعادة التفكير في الديمقراطية» التي ترأسها وزير الثقافة السابق في المغرب رئيس مؤسسة منتدى أصيلة محمد بن عيسى، وتحدث فيها السياسي والأكاديمي البوسني د.حارث سيلاجيتش، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الأسبق وأحد أعضاء مجلس الحكماء التابع للأمم المتحدة الشيخ محمد صباح السالم الصباح، ورئيس البرلمان المالطي مايكل فريندو والأديب والسياسي الجزائري محيي الدين عميمور.
الحوار بين العرب والغرب
وأكد الأمين العام للمؤسسة عبدالرحمن البابطين أن أهداف هذا التجمع «تحمل صبغة عنوانه، وذلك بتسليط الضوء على الوضع الحواري بين العرب والغرب»، ولفت البابطين الى أسئلة الجلسات النقاشية والمحاضرات أهمها إن كان الحوار يسير بالطريق الصحيح، وهل سيثمر عن النتائج المرجوة منه؟».
أما الهدف الآخر من المؤتمر فيتمثل في الوقوف على كيفية ايجاد «حوار مشترك جديد له مكونات العصر وأصالة الماضي، فكلنا يعرف أن الجهتين العربية والغربية لهما تاريخ عريق وتطلعات مستقبلية مشتركة ومن دون حوار لن يتحقق شيء من هذه التطلعات، وإن تحققت من دون حوار فسوف تكون جذورها معلقة في الهواء وسرعان ما ستتداعى».
وبين أن هناك «فجوة كبيرة بين العرب والغرب، وهذه الفجوة ناجمة عن جملة أحداث مستجدة وآراء متشددة من بعض الاطراف في كلتا الجهتين».
رعاية البرلمان الأوروبي
واعتبر البابطين رعاية رئاسة البرلمان الأوروبي للمؤتمر وحضور رئيسه شولتز للافتتاح خطوة تضاف إلى تاريخ المؤسسة التي دأب الزعماء على رعاية مؤتمراتها ودوراتها بشكل عام، كما تؤكد أنها استطاعت إثبات حضورها وتحقيق أهدافها.
ولفت إلى أنها تجسد أيضا «الوعي الديمقراطي الأوروبي» بضرورة الحوار الذي دعت إليه المؤسسة والسعي وراء «التأثير الإيجابي على شعوب الغرب للالتقاء بالشعوب العربية على طاولات الحوار بدلا من ساحات التنافر والصراع، وهو ما نأمله فعليا من البرلمان الأوروبي في هذه الدورة».
يذكر أن الدورة الـ 13 من مؤسسة (جائزة عبدالعزيز سعود البابطين) تتناول على مدى يومين ثلاثة محاور رئيس،ة المحور الأول هو (اعادة التفكير في الديمقراطية)، والثاني يحمل عنوان (وسائل التواصل الاجتماعي .. فضاء جديد في الديمقراطية)، أما المحور الأخير فسيركز على (التعليم والمواطنة.. أدوات أساسية للقرن الـ21).
التسامح.. مرتحلا بين البلدان
وأشار البابطين الى أن المؤسسة وبتوجيهات من رئيسها الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين سعت إلى فتح حوار مع الغرب الذي انطلق من إسبانيا ومن بعدها البوسنة ثم فرنسا والإمارات والآن بلجيكا، وذلك في سبيل نشر فكر التسامح من عدة زوايا جغرافية غربية وعربية لتقريب وجهات النظر بين الشعوب كي يحل الحوار مكان التصارع، راجيا أن تصل رسائل وتوصيات الفعاليات الى مختلف زعماء العالم ليساهموا في دفع شعوبهم للتقارب مع الآخر ونبذ العنف.
وأكد أن مؤسسة «جائزة عبدالعزيز سعود البابطين» تسعى منذ إنشائها عام 2004 الى تغيير «سوء الفهم والصورة المشوشة والمضطربة عن العرب والمسلمين وخصوصا بعد أحداث الـ11 من سبتمبر من عام 2001 التي شهدتها الولايات المتحدة الأميركية.