أسدلت مؤسسة جائزة عبدالعزيز البابطين، الستار على الدورة السادسة، لمهرجان ربيع الشعر العربي، الذي أطل بأمسياته على جمهوره على مدار 3 أيام، على مسرح مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي، وجاءت أمسية الختام رائعة، فتحت ذراعيها لتسعة شعراء، هم …عبدالعزيز سعود البابطين، ووضحة الحساوي، وطلال الخضر من الكويت، وجاسم الصحيح من السعودية، وعبدالعزيز حمادي من ايران، وأنمار الجراح من العراق، ود.خليفة ياسين بن عربي من البحرين، وشيماء حسن من مصر، وقاسم بن رشيد من ايران، شاركوا بقصائد متنوعة، ذات ألوان، وأساليب جمالية، حازت اعجاب متذوقي الشعر الرفيع، على مدى زاد على الساعة، وتفاعل الحضور مع الكثير من القصائد، وأدار الأمسية الأديب عبدالله خلف، الذي استهلها بقراءة مختارات من نصوص الشاعر محمد السيد شحاتة الملقب بشاعر البراري، وقدم لمحة عن مشواره، واستعرض نتاجه الشعري، متوقفاً عند رؤاه، وفلسفته في كتابة القصيدة.
ثم بدأت الأمسية بالشاعر قاسم بن رشيد، الذي قرأ مجموعة نصوص من الشعر الشعبي، ومن إحدى قصائده قال:
أنتِ أمنية الجميلة مدثرة بماضي السنين
أنتِ حسنك كل جمالك ينحسب در الثمين
أنتِ شعرة من الجدايل ناقعة بعرق الجبين
أنتِ قلب الأم لبنها اليمطر أشواك وحنين
عيون مظلمة
وقرأت الشاعرة شيماء حسن، الحاصلة على المركز الأول في مسابقة حفظ عيون الشعر العربي، التي نظمتها جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للابداع الشعري، في العام 2004، قصيدتين لها بعنوان «وثاق يغير لون الرؤى»، و«عيون مظلمة» حاكت فيهما الوجدان، والعاطفة، برؤى شعرية تهب القصيدة ما لها من معنى:
عذرا…
لست سليل ملوك تجلس فوق عروش
تشبه هذا العالم
لست حكيما
توعظ من جاؤوك بنبأ يوقظ فيه هموم الدنيا
سافر بين دروب الوهم وبين محطات التلفاز
فيض الميلاد
أما الدكتور خليفة ياسين بن عربي الحاصل على الدكتوراه في العلوم الانسانية تخصص نقد الشعر الحديث، والحائز على جائزتي راشد بن حميد للثقافة والعلوم، والبحرين للابداع الأدبي 1999، فقرأ «فيض الميلاد» التي حملت لغة تشبيهية خيالية جميلة، من أبياتها:
أنر بشموس وجهك أمنياتي
وزمل من بريقك ذكرياتي
وعلق فوق كتف الكون بردا
تدثر من وميضك والهبات
وجز حجب الغيوم ومد فيها
وشاح نداك في أفق النجاة
وصبَّ رذاذ لحنك في دمانا
وألهم شجونا صدر الفرات
أحضان الصنم
وبدوره، قرأ الشاعر عبدالعزيز حمادي مجموعة قصائد، أهدى احداها الى الكويت، ومن أجواء قصيدة «أحضان الصنم»:
أعطني من عنف اعصارك
صوتا ونداء
ومن الشوك حذاء
ومن الجمر رداء
ومن الهم نجوما وسماء
فلقد أتعبني عيش الشتاء
قميص الخضر
وألقى طلال الخضر، قصيدة جميلة بعنوان «قميص قد من جنب»، من أبياتها:
مذ ألهمت أمه في اليم تقذفه
أنا على الشاطئ الغربي ألقفه
قد أرسلتني السما عينا له فأنا
حامي النبي ورواية ومردفه
وحارس الغيب الا أننى بشر
لقاء
ثم غنت الفنانة غادة شبير للشاعر الكبير عبدالعزيز سعود البابطين، قصيدته الجميلة «لقاء»، والمستمع الى تلك القصيدة، يحس حالة الفرح التي وصفت من خلال الأبيات، فعندما يُقبل الزمان فيدعوه الى مزيد من الاقبال، بل انه يُغري الدهر بالتعاطف معه، فيشبهه بانسان يسعد لابتهاجه، ويخبره بأن الكون يرقص في أشعاره فرحا بفعله، ومن أبياتها
ألا يا بهجة الأيام زيدي
فؤادي نشوة في يوم عيدي
كأني اليوم والدنيا رواء
ولدت مع السعادة من جديد
فهذي الأرض والآفاق حولي
وفوقي ترتدي أزهي البرود
شعرت بأن كل الناس أهلي
وأن وجودهم هو من وجودي
وان الدهر يسعده ابتهاجي
حياة
وبعدها، ألقت وضحة الحساوي قصيدتها، بعنوان «حياة»، قالت منها:
جد بالحياة لقلب ضم مثواه
هل يبعث الميت الا من توفاه
ان كان قتلك نفسا خوف سيئة
فقد حظيت بمثلي ماتوقاه
الحب
وكان ختام المهرجان مع الشاعر جاسم الصحيح الفائز بجائزة أفضل ديوان شعر «ما وراء حنجرة المغني» ضمن جوائز مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للابداع الشعري لعام 2012، اذ قرأ «مرثية جدي في حياته»، و«شحاذ الأسر»، و«لاشي مثل الحب»، فكانت كل قصيدة أجمل من الأخرى، وفي قصيدة «لاشيء مثل الحب»، يقول الصحيح:
لاشي مثل الحب
يصلح لاختبار عناصر الكوين
في غمرات زحف العمر للخمسين
ان الحب مثل العيد
حيلتنا لكي نصطاد غزلان الطفوله
من مخابئها وراء تلال هذا الدهر
ان الحب مثل الحلم
==========
حفيدته أبحرت في فنه الشعري واستخرجت كنوز نصوصه
شحاتة «شاعر البراري».. يسمو في أحضان الطبيعة
د.عيسوى: هو البسيط بنفسه العظيم في رؤيته تفوح منه روح الفكاهة
محمد عبدالله: مفتاح شاعريته في خصوصيته وعناوينه ذات الوضوح والتحدد
متابعة فضة المعيلي:
وتناول الجزء الآخر، من ندوة اليوم الثاني «شاعر البراري» محمد السيد شحاتة، تحدثت فيها د.سماء أحمد عيسوى، التي تناولت أبحاثها حياة، وشعر شحاته، أما د.محمد حسن عبدالله فاستغرق في فنه الشعري.