الحيدر وحاجي.. يثريان المكتبة العربية بـ «أغرب الحقائق» في الجزء الأول من سلسلة كتب OMG وبأسلوب مبسط وشيق

ضمن سلسلة OMG العربية، صدر عن دار بلاتينيوم للنشر والتوزيع كتاب «اغرب الحقائق» للكاتبين احمد الحيدر وحسين حاجي في 130 صفحة من القطع الصغير وهو كتاب احتوى على عدد كبير من المعلومات المدهشة والتي لا يعلمها كثير من الناس.

يقول المؤلف في مقدمة كتابه ان كثيرا من الناس يرون ان المكتبة العربية تحتوي على قدر كاف من سلاسل وكتب المعلومات العامة التي تتغير عناوينها ولا يختلف مضمونها كثيرا، وهو اعتقاد فيه شيء من الصحة وآخر جانبه الصواب.

فمن خلال المقارنة مع بقية مجالات الانتاج الثقافي العربي، نجد ان كتب المعلومات تراجع عددها كثيرا مقارنة مع الروايات الرومانسية، والاجتماعية وادب الرعب، على سبيل المثال، وذلك لعدة اسباب، من بينها ارتفاع الطلب الجماهيري على تلك النوعية من الكتب، وانخفاض تكاليف انتاجها مقارنة بالكتب المصورة والملونة.

لكن هذا الواقع لا ينفي وجود حاجة وطلب حقيقي – كما نتصور – لسلاسل وكتب المعلومات العامة، ذلك ان العلم متجدد باستمرار، وهناك ما يدهشنا فيه مما لا نعرفه على الدوام، لذا فإن اصدار هذا النوع من السلاسل مهم بشرط ان يحقق التميز، ولا يكرر غيره، ليكون اضافة نوعية قيمة، لا مجرد رقم للمكتبة العربية.

وضمن هذا الكم من المعلومات المشوقة، يتحدث الكتاب عن النمل ويقول ان مقابل كل انسان على وجه الارض هناك مليون نملة، ويؤكد ان الوزن الكلي للنمل على الارض يساوي وزن كافة البشر عليها.

البحيرة الوردية

ثم يتحدث عن البحيرة الوردية وهي بحيرة بلون وردي، بسبب وجود معادن في قاعها، كما يؤكد ان الدماء الزرقاء والصفراء وحتى الدماء الخضراء التي عادة ما تتحدث عنها الاساطير هي حقيقة، ويستعرض الكائنات الحية ذوات الدم الازرق والاصفر والاخضر.

اما عالم النباتات فيقدم الكتاب غرائب تستحق التأمل والتوقف عندها، كنبات البامبو الذي ينمو 90 سنتميترا كل يوم ويتحدث عن قوة ثمرة جوز الهند والبطيخ المربع، وكيف ان الجزر قد يؤثر فعلا في لون جلد الإنسان.

كما نتعرف في الكتاب على ازهار برائحة الشوكولاته وعلى موز لونه احمر، وبطيخ صغير لا يتجاوز قطره السنتيمتر الواحد.

والكتاب يأخذ القارئ في رحلة شيقة في عالم الحقائق الغريبة والمعلومات المدهشة، فيتحدث عن الخضراوات، ورمزيتها في الحضارات الانسانية المختلفة وغيرها الكثير من المعلومات القيمة.

من غرائب الحيوانات التي يقدم الكتاب معلومات عنها، ضفدع المقرن الذي يرش عدوه بالدم، ليدافع عن نفسه، ويفاجئك حين يتحدث كيف ان رائحة الفضاء الخارجي اشبه برائحة الحديد.

ومن طرائف الامور عقوبات افراد الشرطة غير المنضبطين في تايلند، حيث ابتكر احد الضباط التايلنديين في العام 2007 طريقة جديدة لمعاقبة افراد الشرطة غير المنضبطين، سواء اولئك الذين يتأخرون عن القدوم الى مقر العمل او الذين يوقفون سياراتهم في اماكن ممنوعة او اي مخالفة اخرى، حيث عليهم ارتداء شارات وردية اللون تحمل شعار القطة.

طبعا هذه الشارة جميلة جدا اذا ما ارتدتها فتاة صغيرة، لكن ان يرتديها شرطي، فهو امر يدعو للخجل، او هكذا يفترض ان يكون.

 

المفاجأة ان هذا النوع من العقاب فشل لأن بعض افراد الشرطة حرصوا على ارتكاب المخالفات للحصول على الشارة، كتذكار يحتفظون به داخل بيوتهم.

ويبين الكتاب ان الثور اعمى عكس ما نعتقد، بسبب ما كنا نشاهده في الرسوم المتحركة، وبسبب اصدقائنا الاسبان الشهيرين بمصارعة الثيران، لدينا اعتقاد بأن الثور يهيج عندما يرى اللون الاحمر، بينما الواقع ان الثور مخلوق مصاب بعمى الالوان فلا يميز بينها.

اما ما يدفع الثور الى الهيجان، فهي الحركة بحد ذاتها، بغض النظر عن اللون.

لسان الحرباء

ومن بعض الحقائق المدهشة، ما يتعلق بلسان الحرباء، والحرباء من الزواحف المعروفة في العالم العربي، لاسيما في المناطق الصحراوية، وهي تملك لسانا طويلا، قادرا على اصطياد الفريسة، وان كانت تبعد مسافة مرة ونصف مقارنة بطولها، وهو يعمل كالقوس، حيث ترجعه الحرباء الى داخل فمها قبل ان تطلقه ناحية الفريسة.

كما يتحدث عن ايس كريم التوباسكو، اذ يقول: رغم العشق الكبير الذي تحتله «الشطة» او صلصة الفلفل في قلوب الكثير من الناس، الا انهم لا يعرفون من ابتكرها او كيف ازدهرت وما هو الانتماء الاصلي لها.

الحكاية بدأت في ولاية لويزيانا الاميركية التي كانت مقاطعة فرنسية، في القرن السابع عشر، والتي حكمها الملك الفرنسي لويس الرابع عشر ومعناها باللغة الفرنسية ارض لويس، ثم استقلت في بداية القرن التاسع عشر عندما اشترتها الحكومة الاميركية من فرنسا مقابل خمسة عشر مليون دولار اميركي، وهي تشتهر بمناخها الحار، والرطب نسبيا، والذي يعتبر من انسب المناخات لزراعة الفلفل.

شاءت الظروف ان تكون دراستنا العليا في هذه الولاية الجنوبية، وبمجرد وصولنا رحب بنا الاصدقاء المخضرمون بالقول: «اهلا بكم في ولاية التوباسكو» ليثير القول فضولنا، ما هي الحكاية؟

وبعد السؤال اخبرونا ان الولاية تحتوي حتى اليوم على اكبر مصنع «توباسكو» في العالم، فأبى فضولنا الا ان نزوره لنعرف ما فيه، مكتشف الصلصة الحارة، او ما تسمى «الشطة» هو الاميركي ايدموند مكلهين، وبعد ان لاقت فكرته اعجاب الناس، بدأ بتسويقها، واطلق عليها اسم «توباسكو».

بدأ اول تصدير خارجي لصلصة الفلفل «توباسكو» الى انجلترا، بعد ان لاقت اعجابا من الاميركيين، اما اليوم فما زالت جزيرة ايفري التي منها بدأ مكلهين انتاج صلصة تنتج القدر الاكبر، وتعتبر الارض الوحيدة التي تنتج بذور الفلفل المستخدم في انتاج التوباسكو وتزرع بعضها في بعض مزارع الشركة في اميركا اللاتينية.

الزيارة كلها كانت تجربة جديدة وممتعة، وننصح من يحب الزيارات العجيبة بزيارة هذا المصنع، لكن مقلبا واحدا عليكم الحذر منه، اذا دعيتم الى اكل «ايس كريم التوباسكو» فتأهبوا لأن تستمتعوا بالبرودة للحظات، ثم تبدأ حريقة داخل البلعوم.

ويضيف الحيدر: من المعلومات التي فاجأتني ان هناك قردة اقزام لا يتعدى طولها 15 سنتيمترا فقط يمكن حملها في راحة اليد ومن غرائب المباني سوق في لاس فيغاس يقول عنه: مدينة لاس فيغاس في ولاية نيفادا الاميركية والتي تعتبر من اشهر المدن الجاذبة للسياح من مختلف دول العالم، سواء بسبب شهرتها في عروض السحر او الاماكن السياحية او لعب القمار، لكن ما جذبنا الى تلك المدينة هو وجود اكبر شاشة تلفاز في العالم، وهي مصممة كسقف لسوق في شارع فريمونت، وسمي هذا الشارع بـ«فريمونت» نسبة الى اول من كتب عن وجود منابع للماء في مدينة لاس فيغاس، الصحافي جون فريمونت.

واكراما لهذا الصحافي صنعت المدينة سقف سوق فريمونت من شاشة تلفزيونية طولها 548 مترا ومكونة من 12 مليون LED وبقوة صوتية تتجاوز الــ555.000 واط، تختلف اجواء سوق «فريمونت» عن بقية اسواق المدينة لشعبيته.

كتاب ممتع جدا، ومشوق لا تستطيع ان تتركه ابدا بمجرد ان تبدأ في قراءته.

المصدر

مجلة البابطين الثقافية الالكترونية
%d مدونون معجبون بهذه: