الراي – اختتمت جائزة مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري فعاليات مهرجانها السنوي «ربيع الشعر العربي»، والتي امتد لـ 3 أيام متتالية، في مسرح مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي.
والفعاليات احتفت بالشعر في أجل صوره، وبمشاركة نخبة من الشعراء والنقاد والكتاب والأكاديميين من الكويت ومختلف الدول العربية.
وخلال فعاليات الختام، أعلن مدير عام مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية، الدكتور تهامي العبدولي، أن رئيس البرتغال مارسيلو ريبالو قرر منح الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين، وسام الجمهورية البرتغالية في 5 أبريل 2018.
وجاءت هذه التظاهرة الثقافية في سياق ما تقوم به الجائزة من تحركات حثيثة دافعها الحفاظ على الشعر العربي في تألقه، الذي بدأ ينسرب بفعل عوامل عدة.
وبالإضافة إلى معرض الكتاب الذي أقيم على هامش المهرجان وحفل الافتتاح الذي شهد زخما ثقافيا متميزا تحت رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، وحضور شخصيات عربية مهمة، كانت هناك الأمسيات الشعرية والندوات، تلك التي احتفت بالشعر في أبهى حالاته، كما كرم المهرجان الشاعرتين العربيتين الدكتورة سعاد الصباح والدكتورة ثريا العريض بفضل مجهوداتهما المثمرة في الساحة الثقافية العربية.
وجاءت شهادة سعاد الصباح- التي قرأتها نيابة عنها الدكتورة نورية الرومي- منسجمة مع أجواء الاحتفال لتقول: «جئت إليكم لأحكي لكم شيئاً من سيرة مواطنة كويتية عربية اسمها سعاد محمد الصباح… فلها حكاية تستحق أن تروى منذ الضحكة الأولى حتى الدمعةِ الأخيرة، ومن أول صرخة بحثت فيها عن قطرة حليب إلى آخر صرخة طالبت فيها بماء الحرية من مجتمعاتِ الملح».
كما أقيمت الندوة الأولى عن سعاد الصباح وشاركت فيها الرومي، والدكتورة نور الهدى باديس، والدكتورة فاطمة يوسف العلي.
وألقت الرومي الضوء على سيرة الصباح وأوضحت أن علاقة شاعرتنا بمكتبتها كانت في ازدياد مستمر، ولكن هذه المكتبة تعرضت إلى فاجعة التدمير، وفيما بعد تبرعت بها عن طيب خاطر إلى مكتبة الكويت الوطنية، وقد كتبت مقالاً بالمناسبة عبّرت فيه عن شعورها حمل عنوان «صديقة العمر».
وورقة باديس جاءت بعنوان «الكتابة وكسر القيود، محاولة في تحديد عالم سعاد الصباح الشعري» موضحة أنها كتبت عن الصباح دراسات عدة تناولت شعرها بالدرس والتحليل، منها ما وقف على المضامين ومنها من تتبع مسيرتها الشعرية من أول ديوان إلى آخر ديوان.
والعلي تحدثت في ورقتها عن سعاد الصباح، وقالت: «كم هي الكتابات التي تناولت المشاعر الإنسانية التي أحاطت بها، والقلوب التي تعلقت بها وهي تغمس قلمها في مداد من قلوبنا ومشاعرنا وآمالنا وأحلامنا وطموحتنا، ثم تعبر بإنسانيتها الرفيعة وموهبتها عن لحظاتنا الإنسانية السعيدة والتعيسة، وعن القضايا المحلية والعربية، معبرة في الوقت نفسه عن مواقفها الإنسانية والوطنية والثقافية الثابتة، مكافحة بما تملك من حب الوطن، ومن النبل الإنساني».
والندوة الثانية تحدثت عن الشاعرة الدكتورة ثريا العريض، وشاركت فيها ابنتها الدكتورة مي عبدالله الدباغ، والدكتورة ميساء الخواجه، وأدارت الجلسة الدكتورة نسيمة الغيث.
وأشارت الغيث إلى أن سيرة العريض حافلة ولها مشاركات محلية ودولية، وعضوة في الكثير من المؤسسات الدولية والإقليمية. ثم تحدثت العريض عن تجربتها الشعرية، وعبرت عن سعادتها بتواجدها في مهرجان الشعر العربي.
وأكدت أنها عشقت الرسم، والكلمات، والرياضيات، ورأت الأرقام والحروف أثرى مادة خام.
وأشارت الخواجة في ورقتها إلى «نسوية الخطاب في شعر ثريا العريض» وقالت: «قد عد بعض الدراسين العريض إحدى شاعرات الرمزية المجددة اللاتي قدمن نصوصا متميزة صورت صوت المرأة الجديدة في رحلة بحثها عن كينونتها الاجتماعية الخاصة والإنسانية العامة… والدباغ قدمت ورقة بعنوان (ذكريات القارئ الأولى) تحدثت فيها عن تجربة والدتها الكتابية وكيف تأثرت بها».
والأمسية الشعرية الأولى كان على رأسها الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين… ثم الأمسية الثانية أحياها الشعراء الدكتورة إيمان الشمري وعامر، وعبدالله الفليكاوي، وعبدالرحمن النجار، بينما أحيا الأمسية الختامية الشعراء: القائم بأعمال السفارة اللبنانية ماهر الخير وموضي رحال ومهند مشعل ومحمد عواض المطيري.