أدباء كويتيون: تعزيز ثقافة القراءة «ضرورة»… وعلى الناشرين الاهتمام بالجودة

الخميس، ٢٠ نوفمبر/ تشرين الثاني ٢٠١٤ 
سيف السويلم – الكويت

شدّد عدد من الروائيين والشعراء الكويتيين، على ضرورة تعزيز ثقافة القراءة لدى المجتمع الخليجي عموماً، منوّهين بأن القراءة الحقيقية ترتبط بمدى الفائدة المستخلصة من الكتب المقروءة، معتبرين أن تجربة أندية القراء التي ظهرت في عدد من دول الخليج العربي، كان لها أثرها الإيجابي في إقبال الكثيرين على القراءة خاصة فئة الشباب.

وأوضح الكاتب الدكتور ساجد العبدلي خلال ملتقى «دوافع» للقراءة وتطوير الفكر في الكويت ليل أول من أمس (السبت)، أن القارئ يجب ألا يكتفي بما قرأه، وإنما عليه الاهتمام بالبحث عمّا وراء الكتب في مختلف التخصصات والمجالات، منوّهاً بضرورة أن يحرص الكتّاب على تقديم ما لديهم من طرح، بأسلوب الرأي الذي يحتمل الخطأ والصواب. وقال: «يمكن القول إن القارئ الحقيقي هو ذلك الذي يهتم بالبحث عمّا قرأه، ويركز على الاحتمالات التي تكون أبعد من النص المقروء، لذا علينا ألا نكتفي بما تمّت قراءته فحسب، كذلك يجب أن ندرك بأن مجتمعاتنا بحاجة إلى رفع معدل القراءة، ويمكن أن يحدث ذلك من خلال البرامج والندوات التي تبيّن أهمية القراءة ودورها الفاعل في تطوّر الشعوب وتقدّمها، فالقراءة تعلو على غيرها من حيث اكتساب المعرفة وتطوير القدرة التحليلية والاستذكارية والنقدية وغيرها»، لافتاً إلى دور الفعاليات الاجتماعية في إبراز أهمية القراءة.

واعتبر العبدلي كثرة دخول فئة الشباب إلى مجال التأليف عاملاً إيجابياً، مشدّداً على أن من الصعب أن ينجح أحد في التأليف ويواصل فيه ما لم يتعمّق في القراءة حتى وإن اصدر كتاباً، مشيراً إلى أن القراءة تعدّ الخطوة الأهم لتقديم إنتاج حقيقي ومميّز، مضيفاً: «للأسف أن بعض الناشرين يصدرون كتباً ذات لغة ركيكة وأخطاء عدة، ونجد أن بعض الكتب تحظى بمبيعات عالية وهي غير قادرة على تحقيق التأثير في القراء، ما يعني أن مسألة الأكثر مبيعاً ليست مقياساً لتميّز الكتب، لذا على الناشرين أن يحرصوا على تقديم ما يضيف للقارئ ويؤثر فيه». وأكدت الأديبة سعدية مفرّح أن المجتمع بحاجة إلى معايشة جماليات الشعر بشقيه الفصيح والنبطي، معتبرة أن الشعر في جميع أحواله يعدّ «نخبوياً»، مبينةّ أن من الخطأ في العصر الحديث أن يكون الشاعر بمثابة الناطق الرسمي باسم قبيلته أو مجتمعه، معتبرة أن ذلك من شأنه أن يسهم في تواري الوظائف الجمالية التي تصاحب الشعر الحقيقي في مفرداته ومواضيعه.

وأضافت: «سادت قبل فترة من الزمن، فكرة نقدية عربية تتمثّل في أن الشعر لم يعد ديوان العرب وإنما أصبحت الرواية هي الديوان الحقيقي، وهذا ما تبنّاه في الثمانينات الدكتور جابر عصفور، فالعرب كانوا يرون في الشعر سجل الأمة العربية، ذ إن كثيراً من الأحداث سجّلها الشعراء في قصائدهم، واليوم بعد أن سادت فنون كتابية أخرى أصبح البعض يرى أن الشعر لم يعد كما كان في السابق، لذلك نحن بحاجة إلى تعزيز جماليات الشعر، ومجتمعاتنا بحاجة إلى ذلك، فالشعر له قيمته ودوره في حياة البشر، كما أنه يُعتبر في جميع أحواله نخبوياً سواء كان فصيحاً أم نبطياً، وعلينا أن ندرك بأن الشعر الحقيقي مرتبط بالمبدعين، فظهور الشعراء في الجاهلية والعصور السابقة وبقاؤهم معنا حتى اليوم يعني أنهم مميّزون ومبدعون»، لافتة إلى أن الإنسان الموهوب ستظهر موهبته، ومن هو على النقيض منه يمكن أن يظهر، لكن من دون أن يطيل البقاء في الساحة، لكونه غير موهوب. بدورها، أوضحت الكاتبة أسرار الأنصاري أن القراءة تعدّ منهج حياة أمة بالكامل، مشيرةً إلى أنها تعزز لدى القارئ جوانب إيجابية عدة، داعية المؤسسات المعنيّة بالثقافة والشباب إلى تفعيل بعض البرامج التي ترفع من معدل القراءة.

وأضافت: «القراءة تسافر بالقارئ إلى الكثير من المواقع، وتُدخله في الكثير من القصص والقضايا، نظراً إلى تعدد المواضيع التي يقوم بالاطلاع عليها، ومن أجل هذه المتعة والفائدة الناتجة منها، فإن من الضروري أن نرفع الوعي الاجتماعي بأهميتها ليزداد معدّل الإقبال عليها». وذكر الكاتب حسين بوعرب، أن العالم في الوقت الحالي يعيش في ثورة معلوماتية هائلة، لافتاً إلى أن الكم الكبير من المعلومات قد يسهم في تغييب بعض الحقائق، منوّهاً بضرورة التجرّد من الأهواء الشخصية عند قراءة الكتب، والاهتمام بالحصول على الفائدة من دون النظر إلى هوية الكاتب. فيما دعا الشاعر عبدالله علوش، إلى الاهتمام بقراءة الكتب التي تتوافق مع اهتمامات القارئ وميوله، مبيّناً أن الاتجاه إلى قراءة كتب أخرى قد لا يتحقق معها الأثر الإيجابي المطلوب، في حين ذكر الكاتب فؤاد بوشهري أن تطوير الفكر يتطلّب الدمج بين المشاعر والعلم والعمل.

 

 

ريم الميع: القارئ الجيّد

أفضل من عشرات الكتّاب

< أكدت الكاتبة الكويتية ريم الميع، أن النجاح قد يؤدي إلى التراخي وعدم الاستمرار في الإنجاز والتميّز، مؤكدةً أن الفرد ليس بالضرورة أن يكون مؤلفاً حتى يؤثر في مجتمعه، مبيّنة أن الثقافة مرتبطة بالوعي والإدراك لما تمّت قراءته، مضيفة: «القارئ الجيّد أفضل من عشرات الكتّاب».

وتحدثت الميع خلال ملتقى «دوافع» للقراءة وتطوير الفكر، عن تجربتها مع كتابها «كويتية في غوانتانامو»، مشيرةً إلى أنها أرادت تقديم تجربة ذاتية تبقى في المكتبات وليس في صحيفة يومية فقط، مرجعة تأخرها في توثيق تجربة زيارتها لمعتقل غوانتانامو إلى عدم استعدادها لإصدار كتاب. وقالت: «زيارتي إلى معتقل غوانتانامو مدة ثلاثة أيام، رصدت فيها الكثير من المشاهد الإنسانية التي كانت تتطلّب التوثيق، وبالفعل قدّمت ذلك في صحيفتي التي كنت أعمل فيها، وبعد 12 عاماً من الزيارة رضخت لمطالب عدد من المقرّبين بضرورة تقديم تفاصيل هذه الزيارة في كتاب، ففي السابق لم أكن أميل إلى هذه الخطوة، حتى اقتنعت بها انطلاقاً من كون ذاكرة الصحف ضعيفة، وتجربة بهذه الأهمية قد تتلاشى مع مرور الزمن لكونها نُشرت في صحيفة فقط، فانتهجت أسلوب النرجسية في توثيقي للتجربة، إذ إنني حرصت على تقديم مُنتج يعجبني أنا أولاً بصرف النظر عن القارئ، واليوم وعلى مدى أكثر من عام أجد ردود أفعال إيجابية على الكتاب، إلا أن هذا النجاح يشعرني بالقلق عندما أقول لنفسي ماذا بعد؟ وفي الوقت أصبحت أقول إنه ليس بالضرورة أن أُصدر كتاباً آخر قريباً، لكن يمكن أن تكون هناك تجارب ذاتية جديدة تلغي ما قبلها، فهنا يكون النجاح».

مجلة البابطين الثقافية الالكترونية
%d مدونون معجبون بهذه: