خلال حلقة نقاشية نظمتها رابطة الأدباء الكويتيين: طموحات دور النشر المحلية … بين التوزيع السيّئ وغلاء أسعار الطباعة

استضافت رابطة الأدباء الكويتيين – ضمن أنشطتها الثقافية – ندوة نقاشية حول «دور النشر المحلية… الطموحات والمعوقات»، أدارها الشاعر الباحث ابراهيم الخالدي، وشارك فيها من دار مسعى للنشر الكاتب عيد الدويخ، ومن دار بلاتنيوم للنشر الكاتب أحمد الحيدر ومن دار نوفابلس الكاتب عبدالوهاب السيد.
وطرح الخالدي على ممثلي دور النشر الكثير من الأسئلة المتعلقة بآليات عمل هذه الدور والطموحات والمعوقات ليقول في بداية الندوة «الكويت منذ الستينات ظهر فيها المطابع دور نشر… ومرت بفترات فيها مد وجزر وفترات نشاط وتوقف، واستمرت لمدة عشر سنوات أصبحت الكويت خالية من أي دار نشر نشطة… وأصبح هناك مطابع فقط، ولم يعد لدينا دور نشر بعد توقف دور النشر التقليدية عن النشاط، مثلما كان في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي».


وأضاف: «ثم ظهرت دور النشر الشبابية، التي تتوجه الى الشباب في تقديم كتبهم… هذه الدور أعادت دور النشر المحلية الى الواجهة، واستطاعت سحب البساط من دور النشر العربية خصوصاً في معارض الكتب المحلية».
وطرح الخالدي سؤاله الى أحمد الحيدر حول الفكرة التي أنشئت على أساسها دار بلاتنيوم للنشر ليؤكد الحيدر أنهم لا يسعون إلى الربح المادي عندما فكروا في إنشاء الدار، ولو كان غرضهم الربح المادي لفكروا في افتتاح مقهى مثلاً، وأنهم أول دار نشر شبابية في الكويت، تديرها مجموعة من الشباب الطموح المبدع، وذلك من خلال التفكير في السبل التي جعلت الشباب يعزف عن القراءة، وعرفنا أن التغيير يجب أن يكون من خلال المجتمع، ليس من خلال انتظار الحكومة كي تفعل شيئاً حيال قلة القراءة، وأوضح انهم أسسوا دار النشر تتجنب السلبيات الموجودة والاهتمام بفئة الشباب، ويرى حيدر أن الشباب يقرأ – للأسف – لأسماء معروفة بعينها ولكنه لا يقرأ لأسماء غير معروفة، حتى وإن كانت ابداعاتهم وكتاباتهم متميزة، وهذا ما دفع دارهم الى جذب الشباب من خلال تدشين أسماء جديدة تستحق القراءة.
وقال الخالدي: «في مسعى تمثلون موقفاً مختلفاً، وذلك يزيد الأمر صعوبة ومن ثم البقاء في السوق… من خلال المغامرة في النشر خارج نطاق المحلية»، كي يؤكد عيد الدويخ أن «مسعى» ليست مشروعاً ربحياً. كذلك لا تريد الخسارة، لأنها أفق فكري مغاير، كما أنها دار نشر عربية خارج مدار القطرية، وانهم ينشرون لكل العرب، حسب المستوى الذي يناسب مع الدار، وان صاحب الفكرة هو الشاعر محمد النبهان المقيم الآن في البحرين، وكشف انهم يغامرون من أجل تسليط الأضواء على الأعمال المتميزة.
وطرح الخالدي سؤاله الى عبدالوهاب السيد، كونهم في «نوفابلس» يقدمون تجارب ابداعية وكتابية لكتاب وأدباء شباب وأحياناً في طور النضج… وقال: «حدثنا عن نتائج هذه المغامرة ودوافعها؟». وأوضح السيد انه مؤلف منذ 13 سنة، قبل إنشاء الدار، وانه هوجم من الأقارب كونه يضيع ماله في مشروع يبدو لهم أنه فاشل، وانه وجد بعد الدراسة عدم وجود أحد من الكتاب يهتم في كتاباته بفئة اليافعين من الشباب، والذين يكتبون لهم غير موجودين داخل الكويت، وعلى هذا الأساس اتجه للكتابة الى اليافعين… وسنة بعد سنة تضاعف النجاح.
وأشار الى انطلاق مشروعه في عام 2012 لاستقطاب فئة اليافعين.
وتحدث الخالدي أن مفاصل أي دار نشر أربعة هي: اختيار الكتاب، ثم تنفيذه، ومن ثم طباعته، وأخيراً توزيعه… ليطرح سؤاله الى حيدر حول الطريقة التي يختارون على أساسها الكتّاب وأنماط الاتفاق مع المؤلف.
وكشف حيدر انه مؤلف… قبل أي شيء وكان يجد صعوبة في مسألة عدم الثقة بين صاحب دار النشر والمؤلف، وان ذلك جعلهم يمشون في طريق صحيح، من خلال فرز الأعمال المقدمة، وقراءتها، ثم التفاوض مع المؤلفين الذين يتم اختيار أعمالهم للنشر في الدار، مع المحافظة على حقوق النشر المعنوية والمادية، وانهم ينفذون ويطبعون أعمالهم في الكويت، من خلال تصاميم غير تقليدية.
ثم تحدث الدويخ عن الطباعة خارج الكويت، ليرى أن حقوق المؤلف في العالم العربي تعد اشكالية لأن الأرضية القانونية الخاصة بهذه الحقوق سيئة، وهناك تشريعات قانونية لا تطبق، وقال: «حاولنا في الدار أن تكون علاقتنا مع المؤلفين علاقة صداقة، وكعائلة».
وأوضح الدويخ أنهم جربوا الطباعة في لبنان وانهم الآن يطبعون في البحرين لأنها الأرخص، ففي الكويت الأسعار مُبالغ فيها والوضع غير مشجع، كما أن الورق غير صحي للعين في الكويت، ويرى الدويخ انه لا توجد قوانين رادعة في العالم العربي بخصوص الملكية الفكرية.
وقال الخالدي: «أرى دفاتر تعبير تحولت إلى روايات… فالتوجه لليافعين له شروط، موجهاً سؤاله الى السيد في ما يخص سياسة نشر وطباعة واختيار الكتاب الذين يكتبون لليافعين، كي يشير السيد الى انه ليس شرطاً أن يكتب لليافعين يافعاً، فهناك كتاب كبار يوجهون كتابتهم لهذه الفئة، وان جودة العمل تخضع لمواصفات فنية كثيرة.
وفي ما يخص التوزيع، فقد أوضح الحيدر أن الموزع يحصل على خمسين في المئة من نسبة بيع الكتاب، وهي اشكالية صعبة، بينما أكد الدويخ ان الاشكالية نفسها موجودة في توزيع الكتب خارج الكويت، كما أن التوزيع مأساة بسبب الحدود والمنافذ.
وتطرق الحضور الى المشاركة في معارض الكتاب من خلال ما أقدمت عليه هذه الدور من تجديد في نسيج عملها لجذب الجمهور.

المصدر

مجلة البابطين الثقافية الالكترونية
%d مدونون معجبون بهذه: