«السلام العادل» أبرز محاور المنتدى العالمي لثقافة السلام في مالطا

ضمن برنامج “المنتدى العالمي الثاني لثقافة السلام” الذي تعتزم مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية إقامته في 3-4 مارس 2022 في دولة مالطا برعاية وحضور رئيس مالطا الدكتور جورج فيلا تحت عنوان «القيادة من أجل السلام العادل»، سوف تتم مناقشة كيفية قيام المجتمع الدولي بتطوير أدوات الحوكمة وتنفيذ الخطط والمبادرات المشتركة، ضمن مسار من التعاون لإعداد مشروع «قيادة من أجل السلام العادل»، وذلك بتحفيز جميع الأطراف المعنية على المستوى الاجتماعي والسياسي والتعليمي، من أجل العمل مؤسساتيا وجماعيا بصفتهم «قادة السلام العادل» من أجل أمن مستقبل العالم.

وقال بيان لمؤسسة البابطين الثقافية، اليوم الأحد، إن التركيز سيكون بشكل خاص على منع النزاعات والبحث عن سياسات الوساطة والمصالحة، وكذلك على تعليم الشباب وتدريبه بشكل خاص على مجموعة من المعارف والمهارات من أجل ممارسة ثقافة السلام العادل داخل مجتمعاتهم.

وذكرت المؤسسة أن عددا من قادة الفكر والسياسة سوف يتحدثون في هذه القضية الحيوية لرسم خطوة عملية إلى الأمام لاستكشاف الآليات المؤسساتية وإعداد البرامج التعليمية والأدوات وخطط العمل لتطوير الكفاءات القيادية من أجل تحقيق الهدف السامي وهو «السلام العادل» والمستدام لاستقرار الشعوب.

وأكدت المؤسسة أن المناقشات ستقدم تصورا حول كيفية مواجهة التحديات المعقدة التي تهدد سلام الشعوب وأمنها في كل مكان، ليغدو مفهوم «السلام العادل» مركزياً على جميع المستويات المحلية والوطنية والإقليمية والدولية.

ولتحويل ثقافة السلام إلى حقيقة عملية ملموسة، ستنتظَّم أعمال المنتدى في 3 جلسات تتصل غاياتها ونتائجها المتوقعة بشكل وثيق في ضوء الهدف المشترك المتمثل في كيفية إعداد قيادة فعالة حقًا، تتعاون لبناء (منصة عالمية للسلام العادل) متعددة المستويات والوظائف، وتقترح توصيات فعلية قابلة للتنفيذ.

المصدر

جائزة الشيخ زايد للكتاب أعلنت الفائزين بدورتها الـ 15

أعلنت جائزة الشيخ زايد للكتاب أسماء الفائزين في دورتها الخامسة عشرة، وضمت قائمة الفائزين بالجائزة، التي ينظّمها مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، سبعة أدباء وباحثين من مصر، وتونس، والمملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة الأميركية، بالإضافة إلى دار نشر لبنانية.

وفازت في فرع الآداب الكاتبة المصرية إيمان مرسال عن كتاب «في أثر عنايات الزيات»، بينما فاز الكاتب التونسي ميزوني بنّاني في فرع أدب الطفل والناشئة عن قصة «رحلة فنّان»، وفاز في فرع الترجمة المترجم الأميركي مايكل كوبرسون عن كتابه Impostures، وهو ترجمةٌ لكتاب «مقامات الحريري» من اللغة العربية إلى الإنكليزية.

وفازت الباحثة السعودية د. أسماء مقبل عوض الأحمدي بجائزة الشيخ زايد للكتاب عن فرع المؤلِّف الشاب، عن دراسة بعنوان: «إشكاليات الذات الساردة في الرواية النسائية السعودية – دراسة نقدية (1999 – 2012)»، كما فاز الباحث التونسي خليل قويعة في فرع الفنون والدراسات النقدية، عن كتاب «مسار التحديث في الفنون التشكيلية من الأرسومة إلى اللوحة»، فيما نال الباحث د. سعيد المصري من مصر جائزة فرع التنمية وبناء الدولة عن كتاب «تراث الاستعلاء بين الفولكلور والمجال الديني».

وفازت الباحثة الأميركية طاهرة قطب الدين بجائزة فرع الثقافة العربية في اللغات الأخرى عن كتاب «الخطابة العربية: الفن والوظيفة»، وفازت دار الجديد اللبنانية عن فرع النشر والتقنيات الثقافية.

171 خطاباً خلال 13 سنة من حكم الشيخ صباح الأحمد .. في أحدث إصدارات مركز البحوث بعنوان «المواطنة في كلمات الأمير»

أحدث إصدارات مركز البحوث والدراسات الكويتية كتاب “المواطنة في كلمات حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح”، والذي يعد من المراجع المهمة في تراث المواطنة.

تبرز أهمية العمل الذي انطلق به مؤلف كتاب “المواطنة في كلمات حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح” من واقع يشير إلى أن معدلات المواطنة داخل المجتمع الكويتي بأبعادها المختلفة غير مرضية، ولا تتوافق مع ارتفاع معدلات الانتماء والولاء، فالمواطنة كما يشرحها المؤلف يعقوب الكندري هي “وحدة وهوية مجتمعية، وهي ولاء وانتماء”، بعد أن تجاوز مفهوم المواطنة مجرد وثيقة للجنسية الممنوحة للفرد، إلى أبعاد ومظاهر تحتاج إلى الدراسة والتحليل.

ويعتقد الكاتب أن هناك مشكلة رئيسية يواجهها المجتمع في مفهوم المواطنة الصالحة، لذلك أقدم على تجميع وتصنيف وتحليل خطابات المغفور له الأمير الشيخ صباح الأحمد، من تاريخ بدء حكمه في 2006 حتى عام 2019، أي ما يقارب 13 عاما من ترؤسه للسلطات، وتم الحصول على الخطابات من موقع الديوان الأميري وموقع الأمانة العامة لمجلس الوزراء.

تصنيف الخطابات

 

بلغة الأرقام وصل عدد الخطابات خلال تلك الفترة إلى 171 خطابا، وارتبط 96 منها بالخارج، بينما بلغ عدد الخطابات المحلية 75، وبمعدل 12.21 خطابا كل عام من الأعوام الـ13، و5.36 خطابات محلية كل عام، وتم تحليل واقع الخطابات كافة لاستخراج الجوانب المتعلقة بالمواطنة، بحيث جرى تجميع 63 خطابا أغلبها محلي و3 خارجية.

واعتمد الباحث على الجوانب النظرية والأطر المفاهيمية واستخدامها، نظرا للخبرة التي اكتسبها في سنوات سابقة، بعدما تجاوزت دراساته 14 بحثا في مجال المواطنة والهوية الوطنية.

الفصول الأربعة

 

أربعة فصول احتواها الكاتب، تناول فيها أبعاد المواطنة وقيمها وارتباطها بالمؤسسات الاجتماعية (الأسرة – المدرسة – الإعلام – المؤسسات الدينية والتشريعية والأمنية والمجتمع المدني)، وخص الفصل الثالث بالوحدة الوطنية، والرابع بالديمقراطية واحترام الرأي والرأي الآخر واحترام القانون والإعلام والمواطنة.

الكتاب دراسة شاملة، استوفت شروط البحث والمنهجية الاجتماعية، بحيث يصح أن يتحول إلى مادة تدرس في المراحل الثانوية والجامعية، نظرا للجهد المبذول فيه، ولإحاطته بالموضوع بشكل عميق وعلمي ودقيق.

الاستنتاجات

 

وسجل الدكتور الكندري جملة من الملاحظات والاستنتاجات والقضايا التي أشار إليها سمو الأمير وهي:

أولا: احتوت الخطابات على أكثر من عنصر أو بعد من أبعاد المواطنة في الخطاب الواحد.

ثانيا: غلب على خطابات الداخل التركيز على مفاهيم المواطنة وأبعادها، فلم يخل خطاب من خطاباته الموجهة محليا من الإشارة إلى هذا العنصر.

ثالثا: جاءت الخطابات مرتبطة بمستوى اللقاء، مثل أدوار الانعقاد لمجلس الأمة وفي شهر رمضان وفي العشر الأواخر.

رابعا: تفاوتت الخطابات بين شدة الكلمة ولينها وارتباطها بالأحداث السياسية والحياتية اليومية، فقد شعر بأن يُنبه على بعض الأحداث والسلوكيات التي تُعرض الكويت ووحدة الصف للخطر، فكان لا يتوانى عن إطلاق تحذيرات تتسم بالوضوح والشدة في عرض الواقع، وما ستؤول إليه الأمور انطلاقا من حرصه وخوفه من الانفلات، من هنا الحرص على استخدام عبارات الحزم متى استدعى الأمر.

خامساً: جاءت كلماته بمنزلة التوجيه والنصح وفي أماكن أخرى، عبارات عتب ولوم وقلق ودق جرس الإنذار انطلاقا من الأحداث المحيطة.

سادساً: كثير من كلمات سموه كانت موجهة إلى أعضاء السلطتين التشريعية والتنفيذية بشكل مباشر، لكن المضامين في الغالب موجهة للشعب.

سابعاً: كان حريصاً على أن يلقي خطاباً متى دعت الضرورة والحاجة إلى ذلك، فقد زادت خطاباته في وقت التوتر السياسي بين السلطتين، وما شهدته الساحة السياسية من خروج إلى الشارع وفي أثناء التجمعات.

ثامنا: يعرض بعض الأحداث بدقة انطلاقا من مسؤوليته عن البلد وعن أحوال أبنائه، والكثير من الأحداث عرضها بدقة وبتشخيص متناهٍ.

تاسعا: تميزت بصراحة بالغة ومطلقة لعرض واقع اجتماعي محدد.

عاشرا: استلهم في خطاباته عبارات وكلمات من التراث ومن الموروث الثقافي.

أحد عشر: أبرز القضايا التي ركز عليها وحذر منها هي تلك المتعلقة بالإعلام وما يلعبه من دور مهم في هدم أركان الدولة أو بنائها، فهو أداة أدرك سموه أهميتها وخطورتها ومدى تأثيرها في الواقع الاجتماعي.

اثنا عشر: اعتمد على ضرب الأمثلة الحية والمباشرة عندما ترتفع وتيرة الأجواء السياسية أو تزيد في الشارع السياسي، ويضع الحلول المناسبة لها.

عبارات خالدة

 

ثلاث عبارات اختزلت موضوع الكتاب، جاءت في أحد الخطابات على النحو التالي: “إن المواطنة الحقة تقاس بما يقدم للوطن من عطاء وإخلاص وولاء وتضحية وفداء، فليس الانتماء للوطن شعارا يتغنى به، بل هو عمل وتفان للحفاظ على أمنه واستقراره ورفعة شأنه”.

ذلك كان التمهيد للكتاب الصادر حديثا عن مركز البحوث والدراسات الكويتية، يأتي في وقت تستذكر الكويت مآثر المغفور له الشيخ صباح الأحمد، وهي أحوج ما تكون إلى جعل المواطنة، على قائمة الأولويات، وإشاعة هذه الثقافة لبناء مجتمع متماسك.

المصدر : جريدة الجريدة

بدء التسجيل لجائزة اليونسكو – الملك حمد بن عيسى آل خليفة لإستخدام تكنولوجيا المعلومات والإتصال في مجال التعليم 2020م

أعلنت سفارة مملكة البحرين في دولة الكويت عن بدء التسجيل لجائزة اليونسكو – الملك حمد بن عيسى آل خليفة لإستخدام تكنولوجيا المعلومات والإتصال في مجال التعليم 2020م.

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) عن فتح باب التقدم للمنافسة على جائزة اليونسكو- الملك حمد بن عيسى آل خليفة – لاستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصال في مجال التعليم في دورتها الثانية عشرة للعام 2020م ، والموجهة للأفراد والمؤسسات والمنظمات على الصعيد الدولي، حيث سيكون موضوع الجائزة لهذا العام ” استخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز استمرارية التعلم وجودته”، وسوف يكون الموعد النهائي لتقديم ملفات الترشيح لنيل الجائزة هو 18 ديسمبر 2020م.

كما بالامكان تحميل استمارة الترشح من خلال الموقع الرسمي لليونسكو على الإنترنت.

https://en.unesco.org/news/unesco-prize-use-ict-education-call-nominations-now-open-projects-ensuring-continuity-and

UNISCO

الأدباء العرب يستذكرون إسماعيل الفهد في الذكرى الثانية لرحيله

تمرّ الذكرى الثانية لرحيل الأديب إسماعيل الفهد، الذي توفي في 25 سبتمبر 2018، وهو الملقّب برائد ومؤسس فن الرواية.

اتسمت تجربة الأديب الراحل بالثراء والتنوّع، لاسيما أنه أقام بأكثر من دولة، في الكويت والعراق والفلبين، وكان يردد أنه «كائن كوني، متجاوز لحدود الجغرافيا، والوثائق الرسمية والتصنيفات»، وتمكّن الفهد من غرس جذور رواياته في مصر ولبنان وفلسطين والعراق والكويت.

ويعد الراحل رائداً ومؤسساً لفن الرواية في الكويت، وحاز عدة جوائز ثقافية مرموقة، منها جائزتا الدولة التشجيعية والتقديرية، وجائزة سلطان العويس، وجائزة الشيخ زايد، إضافة إلى تأهّله للقوائم القصيرة والطويلة لجائزة البوكر للرواية العربية.

موجّه فني

 

وُلد الراحل في العراق عام 1940 وحصل على بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية في عام 1979، وعمل مدرسا بمدرسة المتنبي المتوسطة، ورئيسا لقسم الوسائل السمعية في إدارة التقنيات التربوية، وموجها فنيا في إدارة النشاط المدرسي بوزارة التربية.

وبمناسبة مرور السنة الثانية، استذكره عدد من الأدباء العرب، وضمن هذا السياق قال الكاتب طارق هاشم: صديقي… ما زلت أتصفح، بشكل عشوائي، روايتك التي أهديتني إياها «يحدث بالأمس»، لا بتسلسل الصفحات التي نظمتها أنت بعناية فائقة».

وأضاف: «لأنني أشعر بالارتباك في هذا العالم الموحش الذي تركتني فيه ورحلت، آه .. لو تعلم كم كانت مهمة عسيرة كتابة رسالتي الأولى هذه لك، هل أرسلتها إليك إلى هناك حيث اللاعنوان واللامكان، هل ستعكّر عليك روحك الراقدة بسلام، أو ربّما أنت هناك تراقب حماقاتنا وتدونها بحكمة العارف بكل شيء، ربّما ستدون وتصف تصورات عقلنا المتشائم ضد إرادة التفاؤل في هذا الزمن المتلبس».

وحول فيروس كورونا، قال:» زمن جائحة فتكت بأحلامنا وأوهامنا، ولم تكن في الحسبان، ربما نحن من يستحق الرثاء في زمن المحنة والاغتراب وعجائب لم نشهدها من قبل أيها الحكيم العارف، ما زالت الغربة تلاحقني حيث حللت، فلا نسيب ولا رفيق ولا صديق يرثيني على حالي».

ويوجه هاشم رسالة إلى الراحل: «صديقي الغائب الحاضر إسماعيل… أحتاجك أكثر، (فأنا الغريب في الجملة من كلّه حُرقة، وبعضه فُرقة، وليلُه أَسَف، ونهارُهُ لهف، وغَدَاؤه حَزَن، وعشاؤه شَجَن، وآراؤه ظنَن، وجميعه فِتن، ومفرقه مِحَن، وسِرّه عَلن، وخوفه وطن).

بدورها، قالت الكاتبة والمترجمة دنى غالي: لا يمكن ألّا يكون مكانه الفارغ أليما، في الحوارات التي أتخيلها تجري بيننا حيال الحياة، الوجود، في قراءاتي، كتاباتي، في الانتصارات التي أشعر به يبتسم لي زهوا بتحققها. العاطفة التي تجمعنا هي الأشد قدحا لتجذّرنا في الحياة، لتحققنا ومواصلتنا. نحن ممسوسون بها، هي من الرّفعة والرقيّ ما يجعل نسيانه أمرا مرفوضا، حتى ذات الحماسة والانفعال اللذان لا يمكن للعقل ولا الإرادة أن يدخلا ميدانا من دونهما.

وتابعت: «متشعبة الطرق التي مشيناها تتردد فيها أصداء شتى، صدى احتضانه للوالد حال مغادرته العراق قسرا، مُلاحقا من قبل سلطة البعث في عام 79، الكتب المهداة إليّ بتوقيعه في أول الدرب والقراءات. الكائن العزيز وسط العائلة، صدى «النقطة الأبعد» التي حطّت بين يديه، أول رواية لي، منوّها بخطّ يده بقلم الرصاص إلى «كتابة مغايرة»، صدى احتفائنا باسمه وهو يكرّم بحبّ الناس المرة تلو المرة.

وخلصت إلى القول: «في كل مرة أفشل وأعجز ويفوقني الصمت في التعبير عن افتقادي، ولكن محاولة التعبير عن هذه العاطفة ذاتها هي التي تقف خلف مواصلتي المحاولة مرة بعد أخرى».

صروح محبة دائمة

 

فيصل خاجة

كان أديبنا النوعي متدفق العطاء، مخلصاً لقضيته الأسمى «الإنسان»، فكان نضاله الذي تجاوز ثلاثة ملايين كلمة مطبوعة احتوت عليها أعماله، عبر أكثر من نصف قرن، والتي تنوعت ما بين القصة، والرواية، والمسرحيات، والدراسات، والشعر، والأعمال التلفزيونية وغيرها. وكانت الرواية ميدانه المفضل، مستحوذة على ثلثي إنتاجه الفكري، هذا الميدان الذي صال وجال فيه بأساليب وأدوات تخيل لك أنك تقرأ لكتاب مختلفين؛ من فرط تباينها، مخاطبا مختلف القراء بتباين خبراتهم وأذواقهم مبديا الاحترام لهم، وهو الذي كتب: «عندما يضع الكاتب نصب وعيه أنه يخاطب قارئا نبيلاً نبيهاً في الوقت ذاته، يلزمه احترام ذكاء شريكه». هذه الأعمال كتبت لتبقى على الدوام «خطوة في الحلم».

أما على الصعيد الشخصي، فقد ترك غيابه فراغا في نفسي لا يعوض، فقد كان المعلم والصديق والحكيم الذي ألجأ إليه بفلسفته المتسامحة مع كل الأشياء والمحبة للإنسان والحياة، لم يغب عنه أن يوصينا حتى بكيفية التعامل مع الحزن قائلا: «ورد في سفر الأحوال أن الحزن سمة الكائن البشري، ومن أحسن تداوله عرف كيف يقيم صرح محبة»، وها نحن نقيم من حزننا على غيابك صروح محبة دائمة.

غاب ولم يغب

 

ليلى العثمان

كيف تركض الأيام والأسابيع لتكتمل السنة الثانية، سنتان مسحتا الكثير من الأحداث، لكنهما لم تستطيعا أن تمسحا حضوره الدائم في القلب والذاكرة، فهو الغائب الحاضر، البعيد القريب.

بالأمس كان يجلجل بضحكته (له ضحكته الخاصة). بالأمس كان يجلس بيننا يحتويتا بالمحبة والرعاية يجاذبنا الحديث فَرِحاً أو حزيناً، يتابع إنتاج الشباب، قراءة مرهقة، رغم وقته الثمين. يناقشهم بأعمالهم، يُسدي لهم النصيحة بلا شدّة، بل بحنان أتضايق منه أحياناً، أقول له لا تُفسد الشباب بدَلَعِكَ لهم، القسوة ضرورية لمن يبدأ أول سطوره. يضحك ويقول: «لا أحبّذُ كسرَ طموحهم، ومع الوقت سيتعلمون».

إسماعيل صديق العمر الذي لازمته طوال السنوات. لا أذكر أننا تخاصمنا يوماً ولا تباعدنا، كنّا رفقاء حياة ورفقاء سفر، كنّا أنا وهو والصديق طالب الرفاعي نشكّل ثلاثياً نادراً، وكان بعض الناس يحسدوننا على علاقتنا المتينة، وكم حاولوا إفساد تلك العلاقة، لكنّها – العلاقة – وقفتْ تجابه الحسد والضغينة بالإهمال والتّرفّع والاستمرار.

أذكر ليلة اتصل بي متأخراً بعد أن قرأ روايتي «حكاية صفية»، كان سعيداً بها، وقال لي مازلتِ متطوّرة في كتابتك وستبقين. ووعدته بذلك. والآن وأنا أكتب روايتي الجديدة يُطلّ عليّ من بين السطور يراقبني ويطلب منّي «احذفي هذه الجملة»، «راجعي هذا الفصل»، «هنا كتبت شيئا جميلاً»، «وهنا غلبكِ الحزن»، «هنا أضيفي بعض الحوار بين حمد وأعمامه». هكذا يشاغبني كما كان يفعل دائماً وأحب مشاغباته التي تُشعرني بحضوره معي.

كان بيننا حبٌ مستقرٌ من نوع خاص، لا تُعكّره الفصول بكلّ تنوّعها، الصيف مع شدّة حرارته يزيدنا دفئاً، والشتاء بمطره يغسلنا من الشوائب، والربيع ينثر علينا وروده الملوّنة، والخريف يُنذرنا بأن للعمر نهاية، ونستمرّ رغم تساقط أوراقنا يوماً بعد يوم.

غاب ولم يغب. ظلّ وجهه الجميل وعيناه الزرقاوان مثل سماء صافية، رحل ولم يرحل، ظلّت أشياؤه وكتبه بيننا نعود إليها كلّما مَسّ الحنين مشاعرنا. مات ولم يمت، فالقلب ما يزال ينبض بحبه حتى نلتقيه في عالمه، سنتان مرّتا يا إسماعيل وما نزال على ذكراك الطيبة اليانعة في قلوبنا.

بتوقيت الشمعة الثانية: إسماعيل فهد إسماعيل

 

مقداد مسعود

في المرحلة الروائية الأولى تناول إسماعيل فهد إسماعيل فرداً من المجتمع، وشكله روائياً ضمن حقبة الستينيات العراقية المحتدمة سياسياً في البصرة، والجديد هنا هو الاقتصاد الأسلوبي في تناول الشخصية مع شعرنة الوحدات السردية، والتوظيف الحيوي لمنجز تيار الوعي، كل ذلك قام بتكثيف نصوصه فتدفقت روايات إسماعيل: قصيرة وعميقة، وهي: «كانت السماء زرقاء» و«المستنقعات الضوئية» و«الحبل»، وجاء الجزء الرابع «الضفاف الأخرى»، وهنا تفرد إسماعيل على مستوى صدمة التلقي، فالقارئ سيباغت بين الحجم الصغير للرواية والصفحات القليلة وغياب التفاصيل المترهلة التي تآلف القارئ معها، والأجمل هو ذلك الغموض السردي الشفيف.

بعد الرباعية التي تدور في البصرة، يباغتنا إسماعيل بعدة تنويعات من السرود وصولاً إلى ثلاثية تدور في مصر، وهنا يغترف إسماعيل من ذاكرة المؤرخ الجبرتي، ويقوم بتدوير السرد مغترفاً من النيل الذي يجري شمالاً: البدايات/ النواطير/ الطعم والرائحة، وفي التسعينيات صدرت لإسماعيل سباعيته الروائية إحداثيات زمن العزلة.

مهارة إسماعيل السردية هي نقلاته الأسلوبية المتجددة، وعياً منه بضرورة التجاوز على مستويي: المعمار الفني، والموضوع.

نزهتي في عوالم إسماعيل الثرية غدت سنوية، ومن منصة هذه النزهات انطلقت مخطوطة كتابي «فصوص الخاتم»، وفي زيارته الأخيرة للبصرة سلّمت إليه نسخة من المخطوطة التي تناولت فيها: الجهوية الجديدة في سرديات إسماعيل التي تتجاوز نفسها دائماً:

* رأسك في طريق واسمك في طريق أخرى

* في حضرة العنقاء والخل الوفي

* طيور التاجي

* الظهور الثاني لابن لعبون

* السبيليات «ما لم يرد ذكره في سيرة أم قاسم»

* على عهدة حنظلة

* صندوق أسود آخر

في الغالب علاقتي تتحدد بالنصوص، إلا مع الأخ والصديق الشفيف المبدع الكبير إسماعيل فهد إسماعيل، فعلاقتي تماهت مع شخص إسماعيل ونصوصه، فكنت كأني أقرأها بأذنيّ إذ كانت قراءتي تستضيء بصوته… طيّب الله ثراك يا أبا أسامة… تبقى سيرتك العطرة وأعمالك نجوم هداية لقوافل الأجيال الأدبية.

التواضع والشغف والمحبة

 

سليمان البسام

في هذا الموسم؛ موسم ذكرى رحيلك المفجع، يحطّ الهدهد على أرض الكويت ليرتوي بالقليل من الماء قبل أن يستأنف رحلته تجاه الهند…

 

المصدر جريدة الجريدة

الأمير خالد الفيصل: اطرحوا فكرَ إنسانٍ عربيّ جديد

انطلقت أعمال المؤتمر السنوي لمؤسّسة الفكر العربي «فكر 17»، بالشراكة بين المؤسّسة ومركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء).

برعاية وحضور الأمير سعود بن نايف، أمير المنطقة الشرقية بالسعودية، بدأت أعمال المؤتمر السنوي لمؤسّسة الفكر العربي “فكر17” في الظهران، وذلك بالشراكة بين المؤسّسة ومركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء)، تحت عنوان “نحوَ فكرٍ عربيّ جديد”، بحضور رئيس المؤسسة الأمير خالد الفيصل، والأمين العامّ لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، ورئيس مجلس الإدارة الأمير بندر بن خالد، ورئيس شركة أرامكو السعودية المهندس أمين الناصر، ومديرة مركز “إثراء” فاطمة الراشد، وعدد من الوزراء السابقين، وجانب رفيع المستوى من مسؤولين وسياسيّين ومثقّفين وإعلاميّين.

واستهلّ المدير العامّ للمؤسّسة البروفسور هنري العَويط الحفل بكلمة، أعرب فيها عن اعتزاز المؤسّسة بالتعاون الوثيق مع شركة أرامكو، التي تتوّج المسار الراسخ والمديد من الدعم السخيّ الذي خصّت به نشاطات المؤسّسة، بالشراكة البنّاءة والمثمرة، مع مركز “إثراء”، في الدعوة لهذا المؤتمر، فـ”إثراء” هو المكان الأمثل لمؤتمر “نحو فكرٍ عربيٍّ جديد”، وكلّ ما في هذا المركز يجسّد الابتكار، ويحتضن الإبداع، ويُحفّز على التجديد والتطوير، ويدعو إلى استشراف المستقبل.

وأكّد العَويط أهمّية انعقاد المؤتمر هذه السنة في المملكة، التي تتقاطع رؤيتها 2030 التطويرية والتنموية مع أهداف المؤتمر، وتنسجم مبادرات استراتيجيّتها الوطنية للثقافة التي أطلقتها في مارس الماضي، مع تطلّعاته التجديدية.

ولفت إلى أنّ عنوان المؤتمر يثير مجموعةً من التساؤلات، منها: “هل يمثّل الفكر وإشكاليّات تجديده قضية تندرج حقّاً في قائمة اهتماماتنا الملحّة، وتحتلّ موقعاً متقدّماً في سُلَّم أولويّاتنا؟ ألا تُعدّ ترفاً ذهنياً واستغراقاً في تنظير منقطع الصلة بالواقع؟”.

وتناول العَويط التساؤل الذي قد يثار عن أسباب نعت الفكر الذي يدعو المؤتمر إلى تجديده بـ”العربي”، وعمّا تعنيه بالضبط هذه الصفة؟ “ولماذا نشرّع باباً يُفضي بنا إلى إثارة مسألة العروبة والهوية والعلاقات الملتبسة بين الأنا والآخر، وتحديداً بين مكوّنات المجتمعات العربية المختلفة من جهة، وبين الشرق والغرب من جهةٍ أخرى؟”، مبيناً أنّ هذه الأسئلة المشروعة ستكون مدار نقاشٍ مستفيض في الأيّام المقبلة، وستستدعي مقاربات وأجوبة منوَّعة.

وشدّد على أنّ الحاجة إلى مراجعة الفكر العربي وتحديثه، لم تكن يوماً بمثل هذه الضرورة وهذا الإلحاح، “لأنّ منطقتنا لا يسعها أن تبقى بمنأى عن التحوّلات العميقة والمتسارعة التي يشهدها العالم اليوم، كما لا يسعها أن تتجاهل التحدّيات غير المسبوقة التي تفرضها هذه المتغيّرات، وما ترتّبه على الفكر الإنساني عامّة من تبعات ومسؤوليّات غير معهودة، فضلاً عن أنّ كلّ ما اعتنقناه في العقود المنصرمة من نظريات وأيديولوجيات شمولية، أثبتت فشلها في حلّ مشكلات دولنا وأزماتها”.

3 معايير

من جانبه، أكّد أحمد أبوالغيط، أنّ “الإنسان لا يحتاج إلى جهدٍ كبير ليدرك فداحة وعمق الأزمة التي يعيشها عالمنا العربي بصورٍ ودرجاتٍ متفاوتة، فما علينا سوى أن نُطالع المشاهد المروّعة على شاشات التلفزة لندرك فداحة الوضع العربي”، موضحا أن “أزمتنا ممتدّة وليست عرضاً ناشئاً، وما نشهده اليوم هو مظاهر انفجارها واستفحالها وخروجها إلى العلن في صورٍ ماثلة أمامنا، تستفزّ ضمائرنا وتثير فينا جميعاً الألم والحزن”، معتبراً أنّها أزمة تُعانيها أوطاننا منذ زمنٍ بعيد منذ بدأت معركتها مع التحديث، ورغبت في اللّحاق بالركب الحضاري، وأنّ واقع أزمتنا الحضارية الشاملة هي في جانبٍ كبير منها، أزمة فكر.

قصيدة الفيصل

عقب ذلك، ألقى الأمير خالد الفيصل قصيدة جاء فيها:

عالَمٌ ينتفضُ على الديمقراطية

وعالِمٌ يبحثُ أنظمةً ابتكارية

وفوضى “خنّاقة” عربية

ونظامٌ اقتصاديّ مادّيّ

يُنــــــذر بكــــارثة عالمـــيّة

ونحن العرب.. أمم شتّى

تهيم وفي نفسها “شيءٌ من حتّى”

لغتها هويّة .. وهويّتها لغة

ماضيها مجيدْ

وحاضرها شهيدْ

ومستقبلها عنيدْ

إنّه العصر الرقمي الآليْ

كان يـــــــــــــــــومـــاً خــــــــــــياليْ

فأصــــبح عالمياً تنافسيْ

نحن العرب .. ولا عجبْ!

نعـــــــم استُعمرنا

نعــــــم ظُـــــلِمــــــنا

نعــــــم فـــــــــرّطــــنا

ولكنّا لم نستسلم

ولن نستسلم أبداً

العقولُ هنا.. والفرصةُ لنا

اقدحـــــــــوا العقلَ بالفرصــــــة

والحـِـــــــــــكمـــــةَ بالحــــــــنكـــــــة

واطرحـــوا:

فكرَ إنسانٍ عربيّ جديدْ

عرض فيديو

وتخلّل حفل الافتتاح عرض فيديو خاصّ بالإنجازات المعمارية والإبداعية لمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي “إثراء”، ورؤيته في حقول الفكر والأدب والثقافة والابتكار.

واختتم الحفل بتقديم هديّة تذكارية من مؤسّسة الفكر العربي إلى مركز “إثراء”، تمثّلت بمجسّم فولاذي ثلاثي الأبعاد لكلمة “إثراء”، صمّمها الفنّان اللبناني كميل حوّا.

رحيل المترجم صالح علماني عن 70 عاماً

رحل يوم الثلاثاء 3 ديسمبر 2019 في اسبانيا المترجم المعروف صالح علماني عن عمر ناهز سبعين عاماً.

يعد علماني واحدا من أشهر المترجمين العرب، وكان متخصصا بالأدب اللاتيني، ترجم عشرات الأعمال الأدبية لأهم الكتاب باللغة الإسبانية، وعبره تعرف كثير من القراء العرب على غابرييل غارسيا ماركيز، وماريو بارغاسيوسا، وإيرزابيل الليندي، وخوسيه ساراماغو، وميغيل إنخل استورياس، وغيرهم.

ولد صالح علماني في مدينة حمص السورية عام 1949 ويحمل إجازة في الأدب الإسباني، عمل مترجماً في سفارة كوبا بدمشق، وكان عضو جمعية الترجمة في اتحاد الكتاب العرب في سوريا.

أشرف على ورشات عمل تطبيقية في الترجمة الأدبية بمعهد ثربانتس بدمشق. منحه الرئيس الفلسطيني محمود عباس وسام الثقافة والعلوم والفنون في عام 2014. كما حصل على جائزة “خيراردو دي كريمونا” الدولية للترجمة عام 2015. ونال جائزة الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولية للترجمة عام 2016.

بدأ صالح علماني عملهُ في وكالة الأنباء الفلسطينية ثم أصبحَ مُترجمًا في السفارة الكوبية بدمشق وعمل في وقتٍ لاحقٍ في وزارة الثقافة السورية وبالضبطِ في مديرية التأليف والترجمة وكذا في الهيئة العامة السورية للكتاب إلى أن بلغَ سنَّ التقاعد عام 2009.

تخصص صالح منذ أواخر السبعينيات في ترجمة الأدب الأميركي اللاتيني ثمَّ زادت شهرته حينما ترجمَ لأبرز كتاب أميركا اللاتينية بما في ذلك غابرييل غارسيا ماركيز و‌إيزابيل الليندي و‌جوزيه ساراماغو و‌إدواردو غاليانووآخرين، وتُعدُّ رواية “ليس للكولونيل من يكاتبه أول روايةٍ ترجمها صالح علماني لكاتبها ماركيز والتي حظيت بحفاوة صحافية الأمر الذي شجعه لأن يستمر في الترجمة.

بعدما ترجمَ عشرات الكُتب عن الإسبانية؛ طالبَ خمسةٌ من أبرز كتّاب أميركا اللاتينية الذين ترجم لهم الحكومة الإسبانية بأن تمنحه الإقامة تكريمًا لمنجزه في «نقلِ إبداعات اللغة الإسبانية إلى العربية»؛ وهو ما حصلَ حينما مُنح الإقامة في إسبانيا مع عائلته بعد نزوحه من سوريا.

الراجح تفوز في مسابقة «أفضل قصة قصيرة جداً»

أقام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، بالتعاون مع دار نوفا بلس للنشر والتوزيع، احتفالية تكريم للفائزة في مسابقة “أفضل قصة قصيرة جدا” عبر حساب “تويتر”، والتي أطلقت في سبتمبر الماضي، حيث لاقت تجاوبا كبيرا من المغردين، وهي النسخة الثانية من المسابقة، فقد سبق أن أطلقت في عام 2013، وحققت نجاحا كبيرا آنذاك.

حضر التكريم مراقبة الثقافة المحلية في المجلس الوطني فوزية العلي، وجمع من المهتمين.

وقال مؤسس دار نوفا بلس، الروائي عبدالوهاب الرفاعي، إن المسابقة تم الإعلان عنها بوسائل التواصل الاجتماعي، وبـ”تويتر” تحديدا.

بدورها، ذكرت الفائزة وفاء الراجح أنها ليست أول قصة تكتبها، وأن لديها تقريبا 30 قصة، فقد كان يلفت انتباهها القصة القصيرة جدا، وتدرَّبت عليها فترات طويلة، حتى بدأت منذ ثلاثة شهور تقريبا تأليف مجموعتها القصصية القادمة التي سترى النور.

الاحتفال بجوائز مبرة (عبدالله المبارك) لأفضل كتب عن الشرق الاوسط

أقامت جمعية الصداقة البريطانية الكويتية احتفالها السنوي لمسابقة أفضل الكتب الصادرة باللغة الإنجليزية عن دراسات الشرق الأوسط وذلك برعاية مبرة الشيخ عبدالله المبارك الصباح.
وأقيم الاحتفال بمقر سفارة الكويت بالعاصمة البريطانية لندن بحضور عدد كبير من الأكاديميين الأجانب والعرب والدبلوماسيين والباحثين من المملكة المتحدة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وقال عميد السلك الدبلوماسي سفير الكويت لدى المملكة المتحدة خالد الدويسان ان جائزة الكتاب التي تمنحها مبرة الشيخ عبد الله المبارك الصباح دليل اخر على مدى التقدير الذي توليه الكويت للثقافة والفنون تحت رعاية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
واكد السفير الدويسان خلال حفل توزيع الجوائز بالتنسيق مع جمعية الصداقة الكويتية – البريطانية ان الكويت حريصة على بذل كل جهد ممكن لتعزيز وحماية الثقافة والفنون والآداب وخاصة ما يرتبط منها بالثقافة الإسلامية بتراثها الغني والمتنوع.
وذكر ان الكويت مستمرة في بذل الجهود لنشر الوعي الثقافي بهدف تعزيز الدور الثقافي وحماية التراث الثقافي العالمي في الداخل والخارج مضيفا ان الكويت حريصة على تطوير صناعات إبداعية وثقافية مختلفة لجيل اليوم من اجل توريثها للأجيال القادمة.
واشاد الدويسان في هذا السياق بدور مبرة الشيخ عبد الله المبارك الصباح من خلال دعمها لهذا المشروع الثقافي القيم والتزامها بتشجيع دراسات الشرق الأوسط في الجامعات البريطانية من خلال خطط المنح الدراسية المختلفة.
واكد ان مبادرات ممثل المبرة الشيخ مبارك عبدالله المبارك أفادت العديد من الطلاب لسنوات عديدة معتبرا ان “التزاماته وجهوده الدؤوبة جعلت هذه الجائزة حدثا سنويا مهما منذ تأسيسها في عام 1998 مع الأمير تشارلز والدكتورة سعاد الصباح وهما من بين الرؤساء الفخريين الذين نعرب لهما عن الامتنان والتقدير”.
من جانب اخر نوه السفير الدويسان بمتانة العلاقات بين الكويت وبريطانيا في جميع المجالات لافتا الى ان البلدين احتفالا في يونيو الماضي بذكرى مرور 120 عاما على توقيع الاتفاقية البريطانية الكويتية في عام 1899.
واوضح ان “هذه المعاهدة سلطت الضوء على تأسيس علاقة ثنائية متميزة استمرت في النمو عاما بعد عام ونحن ملتزمون ببذل قصارى جهدنا لكي تكون هذه العلاقات قوية ومزدهرة حتى بعد الف عام”.
ومن جانبه قال ممثل المبرة الشيخ مبارك عبدالله المبارك في كلمة له ان الجائزة بمثابة رمز دائم للأهمية الكبيرة التي توليها المبرة لرعاية الثقافة والمنح الدراسية والابتكار.
وأوضح الشيخ مبارك ان الجائزة تسعى منذ انطلاقاتها الى تحقيق هدف مهم يتمثل في تشجيع القراءة والمعرفة في شتى انحاء العالم. واضاف ان هدف الجائزة التي تمولها المبرة هو تعزيز التفاهم بين الشرق الاوسط والعالم العربي خاصة في الدول الناطقة باللغة الإنجليزية مبينا ان “المؤلفات التي تشارك في المسابقة تعكس ذلك بالفعل”.
وذكر الشيخ مبارك ان الجائزة ومنذ انطلاقتها قبل 21 عاما وحتى اليوم ناقشت ما يقارب 1200 كتاب جلها تتعلق بقضايا الشرق الأوسط وشارك فيها آلاف الباحثين والمختصين.
وأعرب عن فخره الكبير لان هذه المسابقة التي تعقد عاما بعد آخر قد اثبتت دورها الفعال في العمل على ترسيخ العلاقات الثقافية بين المملكة المتحدة والكويت وكذلك في ابراز اهمية دراسات الشرق الاوسط بالنسبة لأوروبا والعالم.
واشار الى ان تزايد اعداد المشاركين في المسابقة يؤكد نجاحها في جذب كبار المؤلفين والمبدعين لافتا الى اهميتها ايضا في العمل على ترسيخ مبادئ الحوار بين الحضارات.
واشاد بالدور البارز الذي يقوم به سفير الكويت لدى المملكة المتحدة خالد الدويسان لتحقيق هذا النجاح من خلال رعايته لهذه المسابقة باعتباره رئيس الجانب الكويتي في لجنة الصداقة البريطانية الكويتية.
ومن جهتها أشادت رئيس لجنة تحكيم جائزة مبرة الشيخ عبد الله المبارك الصباح فرانسيس غاي في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) بدور وإسهامات مبرة عبد الله المبارك الصباح في المجال الثقافي خلال العقدين الماضيين على الأقل معربا عن تقديره للشيخ مبارك على اهتمامه الشخصي بالجائزة والوقت الذي كرسه لها.
واكدت ان الجائزة عبارة عن احتفال بالعمل العلمي في منطقة الشرق الأوسط بما فيها تكريس دراسات حول تركيا وإيران بالإضافة إلى أعمال في الدراسات الإسلامية.
واشارت غاي الى ان الكتابين الفائزين بجائزة هذا العام هما (قرون متفاوتة: التنمية الاقتصادية في تركيا منذ عام 1820) لصاحبه سيفكيت باموك و(مرحبا في جهنم) للكاتب جون ماكمانوس وهذا الكتاب يتناول تطور الرياضة وكرة القدم بشكل خاص في تركيا.
وحضر الحفل عدد كبير من الاكاديميين البريطانيين والعرب ودبلوماسيون عرب واجانب وأعضاء من مجلس اللوردات البريطاني وشخصيات ثقافية واعضاء السفارة ورؤساء المكاتب الكويتية المعتمدة في لندن.
يذكر ان (جمعية الصداقة الكويتية البريطانية) تأسست في أبريل من عام 1996 ويرأسها السفير الدويسان.
ومن الرؤساء الفخريين للجمعية الدكتورة سعاد الصباح من الجانب الكويتي وولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز من الجانب البريطاني.

(الكويت في عهد الشيخ محمد بن صباح) إصدار توثيقي جديد للشيخة سعاد الصباح

(كونا) — صدر عن دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع كتاب توثيقي جديد بعنوان (الكويت في عهد الشيخ محمد بن صباح الصباح) الحاكم السادس للكويت (خلال الفترة بين عامي 1892 و1896) لمؤلفته الشيخة الدكتورة سعاد الصباح.
ويتضمن الكتاب صورا من حياة الكويت والكويتيين في عهد الشيخ محمد بن صباح الصباح (1838 -1896) حيث تعتبر فترة حكمه من أقصر الفترات التي تولاها حكام الكويت خلال القرن التاسع عشر مقارنة بسلفه شقيقه الأكبر الشيخ عبدالله الحاكم الخامس وجده الشيخ جابر الحاكم الثالث للكويت.
ويعرض الكتاب لأهم إنجازات الشيخ محمد خلال فترة حكمه وللحملات والمواجهات العسكرية التي شاركت فيها الكويت خلال نفس الفترة ولاستضافة الكويت للامام عبد الرحمن بن فيصل آل سعود وأسرته ودلالات ذلك من الناحية السياسية حيث أيد الشيخ محمد جهود آل سعود واعتبرهم القوة الأكثر قدرة على تحقيق الاستقرار في نجد.
ومن ذلك أيضا الحملة العسكرية التي قادها حافظ باشا والي البصرة ضد الشيخ قاسم بن محمد آل ثاني حاكم قطر الذي اتهمته الدولة العثمانية بقيام القوات التابعة له بالهجوم على جنودها المرابطين في حامية الإحساء وبعدم التزامه بسياسات الدولة العثمانية وتوجهاتها. وعندما مرت هذه الحملة بالكويت طلب قائدها من الشيخ محمد دعم الحملة فقام الشيخ بتجهيز قوة محاربة من القبائل وكلف شقيقه الشيخ مبارك قيادتها لكن القوة الكويتية تباطأت تجنبا للتصادم مع أشقائها في قطر.
وفي هذا السياق تشير الكاتبة إلى أنه قبل وصول القوات الكويتية لقطر دارت معركة عنيفة بين العثمانيين وقوات الشيخ قاسم آل ثاني سميت بمعركة الوجبة وانتهت بانتصار القوات القطرية فعادت القوات الكويتية دون قتال وهو ما دل على أن الشيخ محمد لم يرغب قط في قتال الشيخ قاسم وأنه استجاب للطلب العثماني بدعم الحملة ضد شيخ قطر شكليا فقط وأنه لم يقصد المشاركة الفعلية.
ويورد الكتاب عددا من الإنجازات التي يذكر فيها الشيخ محمد بن صباح الصباح مثل اهتمامه بالكويت من الناحية العمرانية سواء بالقرب من المدينة أو بعيدا عنها كالجهراء التي بنى فيها الشيخ محمد في 1895 بيتا له سمي (القصر الأحمر) لأنه بني من الطين المائل إلى الحمرة.
وفي جواب على سؤال جاء في مستهل الإصدار (لماذا هذا الكتاب) أجابت الكاتبة الشيخة الدكتورة سعاد الصباح: “تستمد الشعوب من تاريخها عناصر قوتها وتماسكها الاجتماعي وإرادتها المشتركة في مواجهة الصعاب والشدائد ولذلك اهتممت بالكتابة عن الشخصيات التي أثرت في تاريخ الكويت فأصدرت ثلاثة كتب”.
وأوضحت أن أول الكتب يتحدث “عن الشيخ عبدالله مبارك الصباح والثاني عن والده الشيخ مبارك الصباح حاكم الكويت السابع والثالث عن الشيخ عبدالله بن صباح الصباح الحاكم الخامس للكويت ثم هذا الكتاب عن الشيخ محمد بن صباح الصباح حاكم الكويت السادس”.
وأشارت الى ان صفحات الكتاب الاخير توضح العلاقة الوثيقة التي جمعت بين أهل الكويت حكاما ومحكومين وأن حكم الكويت اتسم بروح التشاور والتسامح وهو ما أعطى لتاريخها نكهة خاصة تميزت بها عن الآخرين مضيفة: “إنني أدعو الله أن يمكنني من استكمال الكتابة عن حكام الكويت الذين ثبتوا أركان الحكم والمجتمع وأرسوا المبادئ التي تهتدي بها الكويت حتى يومنا هذا”.
وجاء الكتاب متوسط الحجم متضمنا مقدمة وعدة مباحث تضمنت سيرة حياة الشيخ محمد بن صباح وأعماله وسماته الشخصية ونهجه في الحكم وكذلك الأوضاع الاجتماعية كالسكان ومظاهر الحياة اليومية والصحة والتعليم والأديان والتسامح الديني والشعر والشعراء وأما في الأوضاع الاقتصادية فتم الحديث عن الأسواق والأنشطة الاقتصادية والتجارة مع الخارج وتجارة السلاح.
يذكر أن الكاتبة اعتمدت في إصدارها الجديد على كم كبير من المصادر والمراجع والوثائق العربية والأجنبية كالإنجليزية والعثمانية وعلى بعض الدوريات والمواقع الإلكترونية.

مجلة البابطين الثقافية الالكترونية
%d مدونون معجبون بهذه: