أوسكار.. عبدالعزيز البابطين

الاثنين 4 نوفمبر 2013 – الأنباء

بقلم: ذعار الرشيدي
 
على مدى 12 دورة لمؤسسة جائزة عبدالعزيز البابطين للإبداع الشعري كانت المؤسسة تتنقل بدوراتها جغرافيا وأدبيا بين المحلية والإقليمية سواء على مستوى محاورها أو طبيعة المكرمين، أو حتى أماكن عقد الدورة أو الرعاة.وخلال تلك الدورات الـ 12 وضعت المؤسسة لنفسها اسما مهما على خارطة الفعاليات الثقافية في الوطن العربي، بل أصبحت أهم حدث ثقافي على مستوى المنطقة في عيون جميع المثقفين والشعراء والنقاد، بل ان الجائزة تحولت وعبر عقد ونصف العقد من الزمان إلى ما يشبه جائزة الأوسكار الأدبية التي ينتظرها الأدباء العرب في المنطقة.

أما في الدورة الثالثة عشرة للمؤسسة فقد كسرت المؤسسة كل الحواجز وانتقلت بعملها إلى العالمية وبشكل مستحق، عبر حصولها لدورتها على رعاية أهم مؤسسة أوروبية وهي البرلمان الأوروبي، حيث ستقام الدورة الثالثة عشرة في مقر البرلمان الأوروبي بالعاصمة البلجيكية بروكسل، وتحت رعاية وحضور رئيس البرلمان الأوروبي نفسه، وهو أمر لم يتحقق سابقا لأي فعالية عربية من هذا النوع.

لم يسبق لي الالتقاء بصاحب المؤسسة الأديب الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين وجها لوجه من قبل، وكل علاقتي به سابقا كانت تنحصر في الحديث عبر الهاتف بين كاتب صحافي وأديب بعد عدة مقالات تناولت فيها أعماله، والتقيته للمرة الأولى وجها لوجه الأسبوع الماضي في المؤتمر الذي عقده في مكتبة البابطين للحديث حول المؤتمر الثالث عشر للمؤسسة، وفي ذلك المؤتمر اكتشفت السر الذي منح المؤسسة والجائزة التي تحمل اسمه بعدا عربيا وإقليميا لم تحققه أي منظمة ثقافية من قبل، وذلك السر يكمن في حضور وثقافة الأديب الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين.

سابقا، ربما كنت أعتقد انه مجرد تاجر محب للشعر والأدب، ولكن بعد المؤتمر اكتشفت انه أديب شاعر بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وان التجارة وإن كانت عمله الأساسي إلا أن الأدب شغفه وحبه الأساسي، فالرجل حتى وإن لم يكن تاجرا له اسمه، كان بأي شكل من الأشكال سيصبح أديبا وشاعرا له ثقله واسمه، واكتشفت من خلال تعاطيه مع أسئلة الزملاء الصحافيين خلال المؤتمر انه بحق شاعر وأديب يتمتع بحس إنساني عال جدا، ويمتلك رؤية سياسية ثاقبة خاصة عندما علق على أحداث الربيع العربي، والأهم أنني لم أبالغ عندما ذكرت في مقال سابق لي أنه يستحق ان يكون نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الثقافية في الحكومة في حال استحداث منصب كهذا، فبعد التقائي به وجها لوجه وقيامي بتغطية مؤتمره اكتشفت انه يستحق أكثر من مجرد منصب سياسي، لكونه قدم للبلد عبر مؤسسته أكثر مما قدمت جميع مؤسساتنا الثقافية، فشكرا لك وشكرا عليه وشكرا منه.

 

مجلة البابطين الثقافية الالكترونية
%d مدونون معجبون بهذه: