اللغة العربية كقوة ناعمة – محمد الشارخ

تسعى الدول لتعظيم قوتها الناعمة كي تكسب مكاناً في القلوب والعقول والاحترام لدى الشعوب الأخرى. فالثقافة الفرنسية كانت وما زالت تمثل قوة ناعمة لفرنسا ولذا نرى تمدد النشاط الثقافي والتعليمي الفرانكفوني، واللغة الإنجليزية تمثل قوة ناعمة لبريطانيا كما يبين ذلك د. بندر الغميز أستاذ اللغويات التطبيقية في جامعة الملك سعود في مقالته بمجلة القافلة عدد سبتمبر/ أكتوبر 2020 «فإن تعليم الإنجليزية داخل بريطانيا يسهم في تعزيز اقتصادها بما يتجاوز ملياري جنيه سنوياً، كما أنه وفر أكثر من 26 ألف وظيفة». وهوليود أكبر قوة ناعمة لأمريكا ويمكننا اعتبار السينما والمسرح والغناء العربي قوة ناعمة مصرية بالإضافة للكتابات الأدبية المصرية في النصف الأول من القرن العشرين.

وللمملكة قوتان ناعمتان متكاملتان لا تحظى بهما دولة أخرى، الأولى هي الإسلام متمثلاً في الحرمين الشريفين والحجيج والمؤسسة الدينية الممولة جيداً بفضل الدولة والناشطة في العالم الإسلامي كما أن لها وجود ملموس في كثير من البلدان الأخرى. والثانية اللغة العربية وهي قوة ناعمة لم تفعل بعد كالأولى. فالعربية تتحدث بها أكثر من 22 دولة ولا تعتبر أي منها حاضنة رئيسية لها، ولذا لم يتم تحديث علوم اللغويات العربية لتلحق بالتطورات اللغوية في العالم التي فرضتها التقنيات الحديثة كتقنية الكمبيوتر والإنترنت وأدوات التواصل الكفية بحيث صار لزوماً لكل لغة حية تحويل قواعدها اللغوية إلى نماذج رقمية تكون الأساس لتطوير تطبيقات مختلفة لمتحدثي هذه اللغة مثل النطق الآلي والترجمة الآلية وتصنيف المعلومات وتصحيح الكتابة ..الخ . وكمثال لتخلف علوم العربية عن تطور اللغويات الحديثة في العالم هو عدم توفر معجم إلكتروني متداول وعصري، وهو أمر تنفرد به اللغة العربية من بين سائر لغات العالم حتى أن أستونيا التي يبلغ عدد متحدثي لغتها أقل من مليون ونصف المليون نسمة لديها معجم معاصر مفروض على الطلبة في التعليم الثانوي حفاظاً على كتابة أستونية سليمة. وللحفاظ على كتابة عربية سليمة يحتاج متحدثي العربية لمعجم إلكتروني معاصر بالإضافة لمصحح لغوي آلي (إملاءً ونحواً) وتشكيل إلزامي آلي Diacretization Mandatory تعمل مع كافة الأنظمة الدولية للتواصل وعلى كافة أنواع الأجهزة الكفية.

ولتوفير هذه التقنيات وتطويرها مستقبلاً لمسايرة التطورات العالمية في هذا المجال لابد من تأسيس مركز أبحاث وتطوير Research and Development Centre يمول تمويلاً يلبي حاجة البحث التقني. فالمنتجات العربية الحالية في هذا المجال تتم بتمويل محدود من شركات خاصة، ولذا فإن تطورها بطيء لا يجاري كافة التطورات التقنية الدولية. ومما يدعو للتفاؤل وجود مراكز متخصصة في المملكة لديها تراكم معرفي متميز باللغة العربية كما تتوفر كوادر أكاديمية متخصصة في اللسانيات الرياضية ComputationalLinguistics كما يظهر من مقالة مجلة القافلة عدد ديسمبر/ نوفمبر 2019. ومن هؤلاء وغيرهم يمكن تنفيذ خطة طويلة الأجل كجزء من رؤية 2030 لجعل المملكة الحاضنة الرئيسية للغة العربية وجعل اللغة العربية عموداً ثانياً مكملاً للقوة الناعمة السعودية بالإضافة للقوة الروحية للإسلام.

ولا شك أن تحقيق هذا الغرض يتطلب أموراً أخرى منها:-

أولاً:- إصدار تشريعات تلزم الطلبة قبل الالتحاق بالتعليم الجامعي اجتياز امتحان اللغة العربية شبيه بنظام SAT الأمريكي أو نظام TOEFL الإنجليزي وغيرها، فطلبة الجامعات هم الذين يقودون الدولة والمجتمع في المستقبل وإجادتهم اللغة الأم أي العربية تُسهل التواصل مع شعوبهم التي لا تتحدث لغات أجنبية بالإضافة إلى أنها تكسبهم مكانة في أرجاء العالم لا تقل عن روحانية الإسلام.

ثانياً:- إنشاء معهد عالٍ لتدريب مدرسي اللغة العربية على طرق ونظريات التعليم الحديثة مع تزويدهم بوسائل الإيضاح والأدوات التي تتيحها التقنيات الحديثة في التعليم. وفي برامج افتح يا سمسم التلفزيونية نموذج لتعليم الناشئة اللغة العربية السليمة.

ثالثاً:- تطوير أدوات الكتابة السليمة كالصرف الآلي والتشكيل الآلي والمدقق الإملائي ومصنف المعلومات وغيرها مع أدوات الترجمة الآلية والتخاطب الآلي من وإلى اللغة العربية للغات الأخرى، وكل هذه التطبيقات تقوم على تقنيات اللسانيات الرياضية والذكاء الاصطناعي.

رابعاً:- توفير معجم عربي للكلام المعاصر يحتوي على المفردات المستخدمة من أوائل القرن العشرين، وهذه تشمل ولا تلغي المفردات القديمة بل تتضمن معظمها وتضيف لها مفردات الحضارة والتقنية الحديثة التي يقرأها الناس في الصحف ولا يجدون تعريفاً لها.

كلمة ختامية

فمن غيرنا أحق باحتضان اللغة العربية وهي لغة القرآن الكريم، ووعاء الإسلام. كما أنها اللغة الوحيدة في العالم التي ما زال شعرها المكتوب منذ أكثر من 1500 عام يقرأ ويفهم في معظمه. إنها مصدر فخر وكبرياء لأنه لا يوجد لها مثيل في العالم، فلغة شكسبير لا يستطيع الإنجليز اليوم فهمها وكل مسرحياته قد أعيدت صياغتها بلغة إنجليزية حديثة، والروس لم يدونوا للغتهم معجماً إلا في أواخر القرن التاسع عشر بينما ألف العالم الفراهيدي معجم العين قبل حوالي ألف وثلاثمائة عام. لقد تكالب الفكر التغريبي على تحطيم سمعة اللغة العربية والمبالغة في الحط من قيمتها وقيمها حتى كدنا ننسى أنها مصدر فخر وكبرياء كما التماثيل الفرعونية لمصر والآثار الرومانية للإيطاليين وسور الصين العظيم للصينيين.

بالإضافة لذلك فإن وضعها ضمن خطط التنمية الوطنية يجعل منها بنية أساسية Infrastructure في تطوير الوطن وتوظيف أبنائه مثل أي مشروع تنموي آخر. فهناك مركز الأبحاث والتطوير ومعهد تدريب المعلمين الإقليمي، ومؤسسة برامج التليفزيون التعليمية، ودار المعاجم والقواميس، وهيئة الترجمة، وكلها تتطلب تخصصات علمية راقية.

وفوق ذلك فإن احتضان اللغة العربية كقوة ناعمة يخفف من غلو اعتبار المملكة دولة دينية فقط، إذ يضفي على الدولة تعريفاً تاريخياً حضارياً يمثل العمق الديني الاجتماعي الثقافي المتجذر في وجدان الشعب السعودي.

أخيراً.. تشير الإحصاءات الدولية إلى أن اللغة العربية هي اللغة الرابعة على الإنترنت بعد الإنجليزية والصينية والإسبانية، وإلى أن عدد مستخدمي الإنترنت العرب في الوقت الراهن حوالي 250 مليون مستخدم، وفي تقديري الشخصي منهم 1 % يتطلعون لكتابة عربية سليمة عند توفر أدواتها. وهذه سوق جديرة بالاهتمام.

 

المصدر

171 خطاباً خلال 13 سنة من حكم الشيخ صباح الأحمد .. في أحدث إصدارات مركز البحوث بعنوان «المواطنة في كلمات الأمير»

أحدث إصدارات مركز البحوث والدراسات الكويتية كتاب “المواطنة في كلمات حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح”، والذي يعد من المراجع المهمة في تراث المواطنة.

تبرز أهمية العمل الذي انطلق به مؤلف كتاب “المواطنة في كلمات حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح” من واقع يشير إلى أن معدلات المواطنة داخل المجتمع الكويتي بأبعادها المختلفة غير مرضية، ولا تتوافق مع ارتفاع معدلات الانتماء والولاء، فالمواطنة كما يشرحها المؤلف يعقوب الكندري هي “وحدة وهوية مجتمعية، وهي ولاء وانتماء”، بعد أن تجاوز مفهوم المواطنة مجرد وثيقة للجنسية الممنوحة للفرد، إلى أبعاد ومظاهر تحتاج إلى الدراسة والتحليل.

ويعتقد الكاتب أن هناك مشكلة رئيسية يواجهها المجتمع في مفهوم المواطنة الصالحة، لذلك أقدم على تجميع وتصنيف وتحليل خطابات المغفور له الأمير الشيخ صباح الأحمد، من تاريخ بدء حكمه في 2006 حتى عام 2019، أي ما يقارب 13 عاما من ترؤسه للسلطات، وتم الحصول على الخطابات من موقع الديوان الأميري وموقع الأمانة العامة لمجلس الوزراء.

تصنيف الخطابات

 

بلغة الأرقام وصل عدد الخطابات خلال تلك الفترة إلى 171 خطابا، وارتبط 96 منها بالخارج، بينما بلغ عدد الخطابات المحلية 75، وبمعدل 12.21 خطابا كل عام من الأعوام الـ13، و5.36 خطابات محلية كل عام، وتم تحليل واقع الخطابات كافة لاستخراج الجوانب المتعلقة بالمواطنة، بحيث جرى تجميع 63 خطابا أغلبها محلي و3 خارجية.

واعتمد الباحث على الجوانب النظرية والأطر المفاهيمية واستخدامها، نظرا للخبرة التي اكتسبها في سنوات سابقة، بعدما تجاوزت دراساته 14 بحثا في مجال المواطنة والهوية الوطنية.

الفصول الأربعة

 

أربعة فصول احتواها الكاتب، تناول فيها أبعاد المواطنة وقيمها وارتباطها بالمؤسسات الاجتماعية (الأسرة – المدرسة – الإعلام – المؤسسات الدينية والتشريعية والأمنية والمجتمع المدني)، وخص الفصل الثالث بالوحدة الوطنية، والرابع بالديمقراطية واحترام الرأي والرأي الآخر واحترام القانون والإعلام والمواطنة.

الكتاب دراسة شاملة، استوفت شروط البحث والمنهجية الاجتماعية، بحيث يصح أن يتحول إلى مادة تدرس في المراحل الثانوية والجامعية، نظرا للجهد المبذول فيه، ولإحاطته بالموضوع بشكل عميق وعلمي ودقيق.

الاستنتاجات

 

وسجل الدكتور الكندري جملة من الملاحظات والاستنتاجات والقضايا التي أشار إليها سمو الأمير وهي:

أولا: احتوت الخطابات على أكثر من عنصر أو بعد من أبعاد المواطنة في الخطاب الواحد.

ثانيا: غلب على خطابات الداخل التركيز على مفاهيم المواطنة وأبعادها، فلم يخل خطاب من خطاباته الموجهة محليا من الإشارة إلى هذا العنصر.

ثالثا: جاءت الخطابات مرتبطة بمستوى اللقاء، مثل أدوار الانعقاد لمجلس الأمة وفي شهر رمضان وفي العشر الأواخر.

رابعا: تفاوتت الخطابات بين شدة الكلمة ولينها وارتباطها بالأحداث السياسية والحياتية اليومية، فقد شعر بأن يُنبه على بعض الأحداث والسلوكيات التي تُعرض الكويت ووحدة الصف للخطر، فكان لا يتوانى عن إطلاق تحذيرات تتسم بالوضوح والشدة في عرض الواقع، وما ستؤول إليه الأمور انطلاقا من حرصه وخوفه من الانفلات، من هنا الحرص على استخدام عبارات الحزم متى استدعى الأمر.

خامساً: جاءت كلماته بمنزلة التوجيه والنصح وفي أماكن أخرى، عبارات عتب ولوم وقلق ودق جرس الإنذار انطلاقا من الأحداث المحيطة.

سادساً: كثير من كلمات سموه كانت موجهة إلى أعضاء السلطتين التشريعية والتنفيذية بشكل مباشر، لكن المضامين في الغالب موجهة للشعب.

سابعاً: كان حريصاً على أن يلقي خطاباً متى دعت الضرورة والحاجة إلى ذلك، فقد زادت خطاباته في وقت التوتر السياسي بين السلطتين، وما شهدته الساحة السياسية من خروج إلى الشارع وفي أثناء التجمعات.

ثامنا: يعرض بعض الأحداث بدقة انطلاقا من مسؤوليته عن البلد وعن أحوال أبنائه، والكثير من الأحداث عرضها بدقة وبتشخيص متناهٍ.

تاسعا: تميزت بصراحة بالغة ومطلقة لعرض واقع اجتماعي محدد.

عاشرا: استلهم في خطاباته عبارات وكلمات من التراث ومن الموروث الثقافي.

أحد عشر: أبرز القضايا التي ركز عليها وحذر منها هي تلك المتعلقة بالإعلام وما يلعبه من دور مهم في هدم أركان الدولة أو بنائها، فهو أداة أدرك سموه أهميتها وخطورتها ومدى تأثيرها في الواقع الاجتماعي.

اثنا عشر: اعتمد على ضرب الأمثلة الحية والمباشرة عندما ترتفع وتيرة الأجواء السياسية أو تزيد في الشارع السياسي، ويضع الحلول المناسبة لها.

عبارات خالدة

 

ثلاث عبارات اختزلت موضوع الكتاب، جاءت في أحد الخطابات على النحو التالي: “إن المواطنة الحقة تقاس بما يقدم للوطن من عطاء وإخلاص وولاء وتضحية وفداء، فليس الانتماء للوطن شعارا يتغنى به، بل هو عمل وتفان للحفاظ على أمنه واستقراره ورفعة شأنه”.

ذلك كان التمهيد للكتاب الصادر حديثا عن مركز البحوث والدراسات الكويتية، يأتي في وقت تستذكر الكويت مآثر المغفور له الشيخ صباح الأحمد، وهي أحوج ما تكون إلى جعل المواطنة، على قائمة الأولويات، وإشاعة هذه الثقافة لبناء مجتمع متماسك.

المصدر : جريدة الجريدة

عبدالعزيز سعود البابطين يصدر كتاباً بعنوان: “تأملات من أجل السلام” بالعربية والإنكليزي

صدر للشاعر عبدالعزيز سعود البابطين كتاب بعنوان: “تأملات من أجل السلام”، ويتضمن أفكاراً ورؤى وضعها الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين، لأمنيات وتطلعات نحو غدٍ أفضل لهذا العالم الذي يعيش معظمه اليوم تحت الركام. الكتاب صدر باللغتين العربية والإنكليزية، وجاء كخلاصة لأفكاره وطموحاته لأجل السلام الذي يسعى إليه من خلال شغفه الدؤوب بإقامة الندوات والمؤتمرات حول العالم يجمع فيها المفكرين على شتى انتماءاتهم واتجاهاتهم كي يجلسوا على طاولة الحوار. إلى أن حمل البابطين رسالته وتوجه بها إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومعه هذا الكتاب.

قدم للكتاب الذي صدر عن مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية، مايكل فرندو الرئيس الفخري لبرلمان مالطا ووزير شؤون خارجيتها الأسبق، وجاء التقديم بعنوان: “اعتناق السلام أيديولوجيا للجنس البشري”. ووصف الكتاب بقوله: “هذا الكتاب الرائع النفيس تأملات من أجل السلام” لعبدالعزيز سعود البابطين هو صرخة قلبية موجهة للبشرية جمعاء قصد اعتناق السلام قيمة وهدفاً وطريقة حياة”.

وقال فريندو أيضاً عن الكتاب: “إنه يعكس التزام البابطين الدائم بالجمع بين مختلف مكونات البشرية على اختلاف معتقداتها وثقافاتها رغم الفوارق الاقتصادية بينها في حوار صادق وصريح ورسمي سعياً إلى تحقيق السلام بين الدول وداخلها”. وعن القواعد السبعة التي وضعها البابطين في كتاب “تأملات من أجل السلام”، يقول مايكل فريندو: “إن قواعد السلام السبع التي يقترحها المؤلف تعتبر السلام ضرورة قصوى وإجماعاً يُبنى باستمرار، وجهداً تاريخياً متواصلاً لتطوير السلام ثقافةَ وطريقةَ حياة لجميع العالم”.

القسم الأول من الكتاب جاء بعنوان “القواعد السبع من أجل السلام”، وهذه القواعد هي: الاحترام والصدق، السلام والضرورة، السلام إجماع، السلام حاجة تاريخية، السلام مسار التواصل، السلام ثقافة، السلام تربية وتعليم.

ولا يترك البابطين هذه القواعد مجرد نظرية، بل يقدم آلية تطبيقها في القسم الثاني من الكتاب الذي جاء بعنوان “الوسائل السبع لتحقيق السلام”، وهذه الوسائل باعتقاده هي: واجب فعل الخير، وواجب إصلاح ذات البين، والتوسط بين الدول لإرجاع العلاقات، وإعداد مخطط عملي، والعمل التفاعلي المشترك، وجعل السلام جامعاً مشتركاً بيننا. كل ذلك يشكل سبلاً إلى السلام.

الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين، يشرح وجهة نظره عن سبب إصداره لهذا الكتاب فيقول: “بعد تجربة طويلة في الحياة وفي الثقافة والشعر والأعمال، وبعد أن جبت أغلب بلدان العالم، وتعرفت على كثير طبائع أغلب الشعوب، يتوقد في ذهني لكتابة شيء ما ومخاطبة العالم بطريقة معينة تساعد في إنقاذ البشرية من انحرافات النفس ونزق أهواء المغامرين”.

ويضيف البابطين عن كتابة “تأملات من أجل السلام”: لقد تأملت وفكرتُ ملياً ورأيت أن ليس أفضل من تحديد قواعد يسهل تطبيقها قد تخدم الإنسانية في مسار السلام والسلم والمصالحات الضرورية. حيث إن غياب السلام في العالم هو ظلام في الدنيا ولكن حين نجعل الكلمة الطيبة تعلو بالدعوة إلى السلم فإنها شمعة مضيئة لن يحجبها ذلك الظلام..السلام شمعة لا بد أن نضيئها وإن الضعيف هو من يخسر السلام”.

سبع قواعد، وسبع طرق يرسمها عبدالعزيز سعود البابطين أمام العالم جميعها تؤدي إلى التعايش والمحبة ونبذ الحروب والصراعات الفتاكة، وما على البشرية إلا أن تسير فيها ليتحقق حلم السلام.

 

المصدر

اعتماد مؤسسة البابطين الثقافية رسمياً في إيطاليا والاتحاد الأوروبي

في خطوة نحو تفعيل وجودها العالمي، تم اعتماد مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية قانونيا ورسميا ككيان ثقافي مؤسساتي في إيطاليا ومعترف به في كل دول الاتحاد الأوربي.

وبهذه المبادرة أصبحت المؤسسة تعامل مثلها مثل بقية المؤسسات الأوربية وتحظى بالامتيازات والقيمة نفسها التي تحظى بها المؤسسات الثقافية الأوربية أو الموجودة فيها قانونيا، ولها مكتب معتمد مقره في روما.

وشكلت المؤسسة مجلس أعضاء خاص بعملها الجديد في أوروبا برئاسة عبدالعزيز سعود البابطين وعضوية كل من: رئيس البرلمان المالطي السابق مايكل فرندو، ومدير مركز الشرق الأوسط في جامعة اكسفورد يوجين روغن، ورئيس مركز التيارو سبينلي روما لويجي موشا، ورئيس المعهد الدولي للسلام في نيويورك تيري رود لارسن، ووزير الدولة السابق للخارجية التونسية تهامي العبدولي ورئيسة الأكاديمية العالمية للشعر باتريزيا مارتيلو.

وهناك شخصيات سياسية مهمة أخرى ستنضم إلى مجلس الأعضاء.

وبهذه المناسبة، قال رئيس المؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين، إن الاعتماد الأوربي الجديد ومنحنا الترخيص القانوني بني على مجموعة من الأسس والمعطيات حسبما ورد في قرار الاعتماد، ومنها ما ورد في الأهداف التي ارتأتها الجهات الرسمية، كسعي المؤسسة إلى تعزيز ودعم مبادرات السلام والتعايش بين الشعوب التي تسعى إليها أيضا مؤسسات المجتمع المدني في أوروبا، والعمل على إقامة الأنشطة المعنية بهذا الجانب كالندوات والدورات التدريبية والدراسات المعنية بالسلام بالتعاون مع الجامعات والمعاهد والمراكز الثقافية والمؤسسات والمنظمات سواء في إيطاليا أو غيرها من دول الاتحاد الأوربي، فضلا عن أي أنشطة أخرى مفيدة تتوافق مع مبدأ الحوار بين الثقافات في أوروبا والوطن العربي، بما يسمح بتشكيل ثقافة تدعم تطور هذا الحوار ووصوله إلى أوسع شريحة بين الشعوب وفق احترام الاختلافات بين الأديان والحضارات والحفاظ على التنوع وتعزيزه كفرصة للتقدم والنمو المدنيين في جميع ميادين النشاط الإنساني والاجتماعي ضمن سياق القيم الكونية.

وأضاف البابطين أن هذا الاعتماد والترخيص يعني تشجيع الحوار بين الثقافات وترسيخ قيم السلوكيات والأخلاق الاجتماعية بهدف تطوير أنماط وأساليب الحياة لتتوافق مع الاختلافات بين الثقافات.

وتابع البابطين: ستقوم المؤسسة بإقامة أنشطة علمية وثقافية في مجال المبادرات التي تهدف إلى تقدم الحوار بين الأديان والحضارات، فضلا عن التبادل الثقافي بوجه عام بين الشرق والغرب، كما ستعمل المؤسسة على تخصيص المنح الدراسية البحثية للطلاب والباحثين الشباب، وتعمل على تحفيز المنظمات والمؤسسات في المجتمع المدني بوصفها أدوات رئيسية لثقافة الحوار والتسامح والتفاهم بين الشعوب.

وأكد البابطين أن هذا الوجود القانوني مفيد للحفاظ على التنوع في الآداب والفنون والإبداع والحرية، وأن المؤسسة قادرة على دعم هذا التنوع وتعزيزه في إطار القيم العالمية والقانون الدولي.

وأوضح البابطين أن الوجود القانوني للمؤسسة في الاتحاد الاوروبي يتيح للمؤسسة ان تنظم بمفردها أو بالتعاون مع المؤسسات العامة والخاصة في أوربا الأنشطة الثقافية التي من شأنها تحقيق أهداف السلام حول العالم.

وشكر البابطين أصدقاء المؤسسة في إيطاليا ودول الاتحاد الأوربي والعالم على هذه الثقة، منوها بجهودهم المبنية على إيمانهم برسالة المؤسسة في نشر ثقافة السلام والمحبة والتعايش بين الشعوب من خلال ما شاهدوه في مؤتمراتها ودوراتها التي تقيمها وتدعو إليها رجالات دين ومفكرين ومثقفين من شتى الاتجاهات ليلتقوا على أرضية قوامها المحبة والاحترام بين الشعوب ونبذ الحروب والصراعات كي يعم السلام.

المصدر

كونا: مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين تؤكد مواصلة مسيرتها الثقافية التنويرية

(كونا)– أكدت مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية اليوم الثلاثاء حرصها على مواصلة حضورها الفاعل نحو خيار التعليم وتدريب الشباب وصقل مواهبهم وتنمية قدراتهم وخبراتهم وفتح آفاق واسعة للمعرفة والادراك.
جاء ذلك في كلمة لرئيس مجلس امناء (مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين الثقافية) القاها نيابة عنه الدكتور محمد ابو الشوارب لدى احتفال المؤسسة بتخريج دفعة جديدة من دارسي دورات (علم العروض وتذوق الشعر ومهارات اللغة العربية).
واستعرض أبو الشوارب في الكلمة مسيرة المؤسسة التي ترجع الى عام 1974 حينما أنشأ عبد العزيز سعود البابطين في القاهرة (بعثة سعود البابطين الكويتية للدراسات العليا) التي احتضنت عشرات الآلاف من الدارسين العرب والمسلمين من شتى بقاع الأرض على مدى 43 عاما.
واشار الى أنه مع تنامي أنشطة المؤسسة واطرادها واتساع دوائرها انتقلت من طور تحفيز المبدعين من الشعراء والنقاد ومنحهم الجوائز التكريمية الى طور تنشيط الحركة الثقافية من خلال اقامة دورات توزيع الجوائز وما يصاحبها من ندوات أدبية وفكرية بمشاركة عشرات الآلاف من المثقفين العرب والعالميين.
ولفت الى ان ذلك صاحبه اصدار مئات الكتب والدراسات والدواوين الشعرية ثم ترسيخ الحضور الشعري في ذاكرة الامة الثقافية من خلال اصدار (سلسلة معاجم البابطين الشعرية) التي بدأت بمعجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين.
ونوه كذلك بانتقال المؤسسة الى طور “الانفتاح الثقافي على الآخر” منذ مطلع الألفية الثالثة وتوجهها الى مد جسور التواصل والحوار والتفاهم والعمل المشترك من أجل السلام العادل والتعايش الآمن مع أبناء الثقافات المختلفة.
واشار في هذا السياق الى تعريف العالم بالثقافة العربية الحقيقية والتاريخ العربي المشرف ووجهه الحضاري الناصع الذي تعرض لتشويه “ممنهج” وما صاحب ذلك من الانتقال الى طور “التمكين الثقافي”.
واضاف أن ذلك جرى من خلال انشاء المراكز الثقافية المتخصصة مثل (مركز البابطين لحوار الحضارات) بقرطبة و(مركز البابطين للترجمة) ببيروت و(مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي) بالكويت و(مركز البابطين لتحقيق التراث الشعري) بالإسكندرية.
واوضح أن جهود المؤسسة في مجال التعليم والتدريب شملت انشاء سلسلة من (الكراسي العلمية) بعدد من الجامعات العالمية حمل كل واحد منها اسم كرسي عبد العزيز سعود البابطين لتعليم اللغة العربية والثقافة الاسلامية فضلا عن (بعثة سعود البابطين الكويتية للدراسات العليا) بالقاهرة واشار الى أن هذه (الكراسي) قدمت البرامج الدراسية والدورات التدريبية والندوات والمحاضرات العامة في اللغة والحضارة في العديد من الجامعات بالولايات المتحدة واسبانيا وفرنسا وايطاليا والبوسنة وكازاخستان والصين.
وأوضح كذلك أن المؤسسة قامت بتحويل جميع دوراتها التدريبية المجانية في دول غرب ووسط افريقيا الى (كراسي للغة العربية) في كبريات جامعات هذه الدول مشيرا الى أن هذه الجهود توجت بإطلاق اسم عبد العزيز سعود البابطين على أعرق كراسي اللغة العربية في الجامعات الغربية.
واشار الى ان المؤسسة تبنت “مشروعا تاريخيا” في دولة جزر القمر العربية من خلال خطة لتعريب الدولة على مدى 15 عاما وذلك بناء على طلب رئيس الجمهورية .
وأوضح أن المؤسسة لاتزال حريصة على اقامة دوراتها التدريبية المجانية في مهارات اللغة العربية وعلم العروض وتذوق الشعر التي أسهمت في اثراء الحركة العلمية والثقافية والابداعية والتي تجاوز عددها 500 دورة بالتعاون مع 48 جامعة من كبريات الجامعات العربية والاسلامية.
من جانبه أكد رئيس جامعة قناة السويس الدكتور ممدوح غراب عمق العلاقات التي تربط بين دولة الكويت ومصر مشيرا الى التعاون الممتد والمتواصل بين قيادتي وشعبي البلدين الشقيقين.
ونوه غراب في كلمة مماثلة بالتعاون “المثمر” بين مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين الثقافية وكلية الآداب بجامعة قناة السويس مشيدا بمستوى الدورتين اللتين تخرج منهما نحو 520 متدربا ومتدربة.
وأعرب عن أمله ان تستمر مثل هذه الدورات مضيفا ان “الدعم الذي تقدمه مؤسسة البابطين ليس بغريب ونأمل ان يزداد التعاون في المرحلة المقبلة لدعم الثقافة واللغة العربية” .

تعريب مؤسسات وشوارع جزر القمر ضمن برنامج وضعته مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية مدته 15 سنة

ضمن برنامج للتعريب وضعته مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية، بدأت جمهورية جزر القمر بتغيير أسماء الوزارات والمؤسسات الرسمية والمرافق العامة والهيئات إلى اللغة العربية، وظهرت في الشوارع لافتات لأول مرة تحمل أسماء عربية بدءاً من رئاسة الجمهورية وصولاً إلى بقية المؤسسات الحكومية وغيرها.

جاء ذلك ضمن برنامج للتعريب وضعته مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية ويتضمن نشر اللغة العربية في جزر القمر بمختلف الوسائل، ومنها إقامة دورات مجانية في اللغة العربية لمختلف المستويات الدراسية والشعبية، وتأسيس قسم “عبدالعزيز سعود البابطين لإعداد مدرسي اللغة العربية” في جامعة جزر القمر، وإرسال بعثات دراسية، ومن ثم تعريب الأسماء والأماكن في الشوارع بهدف تكريس اللغة العربية بشكل راسخ.

وقال رئيس المؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين: إن البرنامج الذي وضعته المؤسسة مدته خمسة عشر عاماً، ومستمر وقد حظي بقبول واستجابة من أعلى المستويات الرسمية في جزر القمر وصولاً إلى الأكاديميين فالطلبة في مختلف المجالات ثم في الأوساط الشعبية.

وتابع البابطين: قمنا بتاسيس قسم لإعداد المدرسين في مجال اللغة العربية حتى نؤهلهم للتعليم دون اضطرارهم لجلب مدرسين من الخارج.

وأضاف: اتفقنا مع الرئاسة في جزر القمر على تعريب أسماء المؤسسات الحكومية وغيرها بحيث يظهر اسم المرفق باللغة العربية إلى جانب اللغة الفرنسية، وقد حظيت هذه المبادرة باحتفاء على أوسع نطاق، وأصبحت اللغة العربية أكثر قرباً من أهالي جزر القمر الذين وجدناهم تواقين لتعلم هذه اللغة وتعاونوا معنا بشكل كبير الأمر الذي أدى إلى نجاح البرنامج.

المصدر / المصدر

مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية تُعتمد في إيطاليا ويصبح لها وجود رسمي قانونيا في دول الاتحاد الأوربي

في خطوة نحو تفعيل وجودها العالمي، تم اعتماد مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية قانونياً ورسمياً ككيان ثقافي مؤسساتي في إيطاليا ومعترف به في كل دول الاتحاد الأوربي. وبهذه المبادرة أصبحت المؤسسة تعامل مثلها مثل بقية المؤسسات الأوربية وتحظى بالامتيازات والقيمة نفسها التي تحظى بها المؤسسات الثقافية الأوربية أو الموجودة فيها قانونياً، ولها مكتب معتمد مقره في روما.

وشكلت المؤسسة مجلس أعضاء خاص بعملها الجديد في أوروبا برئاسة عبدالعزيز سعود البابطين وعضوية كل من: رئيس البرلمان المالطي السابق مايكل فرندو، ومدير مركز الشرق الأوسط في جامعة اكسفورد يوجين روغن، ورئيس مركز التيارو سبينلي روما لويجي موشا، ورئيس المعهد الدولي للسلام في نيويورك تيري رود لارسن، ووزير الدولة السابق للخارجية التونسية تهامي العبدولي ورئيسة الأكاديمية العالمية للشعر باتريزيا مارتيلو. وهناك شخصيات سياسية هامة أخرى ستنضم إلى مجلس الأعضاء.

وبهذه المناسبة قال رئيس المؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين، إن الاعتماد الأوربي الجديد ومنحنا الترخيص القانوني بني على مجموعة من الأسس والمعطيات حسبما ورد في قرار الاعتماد، ومنها ما ورد في الأهداف التي ارتأتها الجهات الرسمية، كسعي المؤسسة إلى تعزيز ودعم مبادرات السلام والتعايش بين الشعوب التي تسعى إليها أيضاً مؤسسات المجتمع المدني في أوربا، والعمل على إقامة الأنشطة المعنية بهذا الجانب كالندوات والدورات التدريبية والدراسات المعنية بالسلام بالتعاون مع الجامعات والمعاهد والمراكز الثقافية والمؤسسات والمنظمات سواء في إيطاليا أو غيرها من دول الاتحاد الأوربي، فضلاً عن أي أنشطة أخرى مفيدة تتوافق مع مبدأ الحوار بين الثقافات في أوروبا والوطن العربي، بما يسمح بتشكيل ثقافة تدعم تطور هذا الحوار ووصوله إلى أوسع شريحة بين الشعوب وفق احترام الاختلافات بين الأديان والحضارات والحفاظ على التنوع وتعزيزه كفرصة لللتقدم والنمو المدنيين في جميع ميادين النشاط الإنساني والاجتماعي ضمن سياق القيم الكونية.

وأضاف البابطين بأن هذا الاعتماد والترخيص يعني تشجيع الحوار بين الثقافات وترسيخ قيم السلوكيات والأخلاق الاجتماعية بهدف تطوير أنماط وأساليب الحياة لتتوافق مع الاختلافات بين الثقافات.

وتابع البابطين: سوف تقوم المؤسسة بإقامة أنشطة علمية وثقافية في مجال المبادرات التي تهدف إلى تقدم الحوار بين الأديان والحضارات، فضلاً عن التبادل الثقافي بوجه عام بين الشرق والغرب، كما ستعمل المؤسسة على تخصيص المنح الدراسية البحثية للطلاب والباحثين الشباب، وتعمل على تحفيز المنظمات والمؤسسات في المجتمع المدني بوصفها أدوات رئيسية لثقافة الحوار والتسامح والتفاهم بين الشعوب.

وأكد البابطين بأن هذا الوجود القانوني مفيد للحفاظ على التنوع في الآداب والفنون والإبداع والحرية، وبأن المؤسسة قادرة على دعم هذا التنوع وتعزيزه في إطار القيم العالمية والقانون الدولي.

وأوضح البابطين بأن الوجود القانوني للمؤسسة في الاتحاد الاوربي يتيح للمؤسسة ان تنظم بمفردها أو بالتعاون مع المؤسسات العامة والخاصة في أوربا الأنشطة الثقافية التي من شأنها تحقيق أهداق السلام حول العالم.

وشكر البابطين أصدقاء المؤسسة في إيطاليا ودول الاتحاد الأوربي والعالم على هذه الثقة، منوهاً بجهودهم المبنية على إيمانهم برسالة المؤسسة في نشر ثقافة السلام والمحبة والتعايش بين الشعوب من خلال ما شاهدوه في مؤتمراتها ودوراتها التي تقيمها وتدعو إليها رجالات دين ومفكرين ومثقفين من شتى الاتجاهات ليلتقوا على أرضية قوامها المحبة والاحترام بين الشعوب ونبذ الحروب والصراعات كي يعم السلام.

المصدر

«المكوِّنات الإسلامية لهوية أوروبا» لفْريد موهيتش

يُقدِّم د. فْريد موهيتش في كتابه {المكوِّنــات الإسـلامية لـهوية أوروبا} (صادر حديثاً عن مركز الجزيرة للدراسات والدار العربية للعلوم ناشرون)، قراءة تحليلية تقييمية ونقدية لما يعتبره {أكبر سردية مخادِعة في التاريخ البشري} بشأن متلازمة {أوروبا، القارة المسيحية} (أوروبا قارة مسيحية حصراً).

يرصد كتاب {المكوِّنات الإسلامية لهوية أوروبا} الذي ترجمه د. كريم الماجري، جذور السردية {أوروبا قارة مسيحية حصراً} التي تمتد عبر قرون طويلة، وتقف وراءها وتُغذِّيها مراكز وقوى اجتماعية مختلفة المشارب. ويبيِّن الـمُؤَلِّف د. فريد موهيتش أن تلك الحملة كانت حاضنتها، خلال حقبة القرون الوسطى، داخل الدوائر الدينية المسيحية النافذة في أوروبا بمختلف طوائفها الكاثوليكية والبروتستانتية والأرثوذكسية. وأسَّست الكنيسة الكاثوليكية وأطلقت ودعَّمت نشر أيديولوجية الحروب الصليبية وروَّجت لها، لكن تلك الأيديولوجيا المحاربة وجدت كذلك تبنياً كاملاً وتنفيذاً حرفيّاً لها لدى الطوائف المسيحية الأخرى كافة ومختلف مِلَلِها ونِحَلِها. ومنذ بدايات القرن التاسع عشر، تصدَّت مجتمعات الدول الأوروبية العلمانية لأداء ذلك الدور، وبات جزء من أوروبا ينفي حقيقة التعدُّدية الثقافية لطبيعة الهوية الأوروبية عن طريق التَّعمية على تلك الحقيقة إمَّا بإنكارها أو بتجاهل حقيقة أن ثقافة أوروبا إنما هي مثال كلاسيكي لهوية ثقافية تشكَّلت عبر قرون طويلة من التلاقح والتمازج بين عناصر ثقافية- هُويَّاتية مسيحية وإسلامية على حدٍّ سواء.

مؤثِّرات ثقافية

يهدف الكتاب إلى تقديم هذه الحقيقة وبيان وجوهها وتجلِّياتها؛ فمنذ أكثر من 1300 عام وهوية أوروبا الثقافية تتشكَّل حصرياً عن طريق تفاعل مؤثِّرات ثقافية متعدِّدة ومتنوِّعة، مع دور مُهَيْمِن لعناصر ثقافية، هي نتاج الحضارات اليهودية- المسيحية والإسلامية. وكما هو معروف، فإن أصول هذه الديانات التوحيدية الثلاث ومهد ولادتها هو قارة آسيا، وبالتالي فكلها وافدة على القارة الأوروبية، وهذه الحقيقة، في ذاتها، تنزع من تلك الديانات كافة حقَّها في ادّعاء حصرية تمثيلها هوية أوروبا الثقافية من دون غيرها.

ويوضح المؤَلِّف أن سياسة الإصرار على أيديولوجية التمييز الثقافي والديني ضد العناصر الإسلامية المكوِّنة للهوية الأوروبية لصالح العناصر المسيحية تتعارض مع المبادئ المعاصرة الداعية إلى الاحترام المتبادل بين الثقافات والشعوب والأديان، كذلك تبدو في تناقض صارخ مع الحقائق التاريخية التي تؤكد الطابع غير السياسي للهوية الثقافية الأوروبية الشاملة التي تشكَّلت عبر الوجود المكثَّف المتزامن والتفاعل المستمر، عبر قرون عدة، بين العناصر المسيحية والإسلامية لتلك الهوية. تنفيذ هذه السياسة عمليّاً يؤدي، بل أدَّى فعلاً إلى التشكيك وتهديد الاحترام المتبادل الثابت بين أكبر وأهم التقاليد الدينية والثقافية للمسيحية والإسلام، وبالتالي إلى تهديد السلام في أوروبا وفي العالم!

أمَّا الهدف الثاني فهو التحذير من المخاطر الكامنة في رفض قبول المساواة بين الإسلام والمسيحية ونفي الحقائق التي تؤكد ذلك الوجود الثابت للعناصر الثقافية المسيحية والإسلامية في الهوية الأوروبية.

معطيات تاريخية

في كتابه يسوق موهيتش جملة من الحقائق؛ ذلك بعرض معطيات تاريخية مثبتة، وتحليل الوثائق التاريخية ومواقف أكثر الكُتَّاب والباحثين عداءً للإسلام والمسلمين من أؤلئك الذين يصرُّون على أحادية أوروبا أيديولوجيّاً ودينيّاً، وينفون التأثير المحوري للإسلام في تكوين هوية أوروبا، فضلاً عن تبيان أهم نتائج البحوث المعاصرة التي توفِّر معطيات تاريخية غير قابلة للطعن، وتدحض النموذج السلبي الذي يُقدَّم حول الإسلام والمسلمين، وتؤكد الحقيقة التاريخية حول الطابع الإسلامي المهم لأوروبا؛ باعتبارها قارة ثقافية.

عندما أسَّس المسلمون أول دولة على أرض أوروبا، لم يجدوا أيَّة مجموعة مسيحية تعيش في إطار دولة واضحة المعالم؛ فاليهودية- المسيحية، أو بشكل أدق، فالمسيحية؛ باعتبارها شكلاً من أشكال الاندماج المجتمعي وقاسماً مشتركاً بين أفراده، قد تم تشكيلها بعد فترة طويلة، وفي الأحوال كلها لم يكن ذلك أبداً قبل تأسيس الدولة الإسلامية في أوروبا عام 711 ميلادية، على جزء صغير من أرض أوروبا.

أكبر جزء من أوروبا (إسكندنافيا، وشمال ووسط وشرق أوروبا بالإضافة إلى روسيا وأوكرانيا) ظلَّ وثنيّاً لقرون عدة تلت تقبُّل مناطق أوروبية واسعة جدّاً للإسلام ودخولها تحت سلطة الدولة الإسلامية؛ ما يعني أن حقبة وثنية أوروبا امتدت إلى قرون بعد تأسيس دول إسلامية في أوروبا، من القوقاز عبر أكبر جزر البحر الأبيض المتوسط، وصولاً إلى الأندلس، التي كانت في تلك الفترة أكثر الدول الأوروبية نموّاً اقتصاديّاً وثقافيّاً، وكانت أقوى دولة عسكريّاً في كامل أوروبا.

يخلص الكتاب إلى أن الحقائق التاريخية تؤكد أن هوية أوروبا مثال كلاسيكي على التقاء مزيج من الثقافات الناتجة عن تلاقح جملة عناصر ثقافية لم يعد من الممكن فصل إحداها من دون التسبب في ضياع هوية أوروبا كما نعرفها اليوم، والتي تم تكوينها، في غالبيتها، تحت تأثير وتلاقح ثقافات لا تستمد جذورها من أوروبا، وهي بالأساس ثقافات يهودية- مسيحية وإسلامية.

 المصدر: جريدة الجريدة

صدر حديثاً عن المنظمة العربية للترجمة كتاب: {الوعي والرواية الوعي في وضح النهار} تأليف جان لويس كريتيان

صدر حديثاً عن المنظمة العربية للترجمة كتاب: {الوعي والرواية الوعي في وضح النهار} تأليف جان لويس كريتيان، ترجمة السيدة سميّة الجرّاح.

هذا الكتاب يتألف من جزأين حيث نجد بين دفتي الجزء الأول منه أعمال الروائيين الأبرز في القرنين التاسع عشر والعشرين الميلاديين، لدراسة شكل المونولوج ومدى تغيره وتطوره من كاتب إلى آخر. فعلى خلاف ستاندال وبالزاك اللذين يتموضع المونولج لديهما ضمن تقليد المونولج المسرحي السقراطي، نرى هوغو الشاعر والروائي الفرنسي كان شكل المونولوج لديه يشبه {عاصفة تحت الجمجمة} وفقاً للعنوان الشهير لرائعته البؤساء. فهو لا يعتمد في أعماله على سارد كلي المعرفة لمكمون قلوب الآخرين لكونها مستحيلة، لا بل هي ملكة إلهية بحتة. وهوغو لا يروي لنا تفاصيل عن شخصياته كما بالزاك، وعادة ما تكون شخصياته صامتة ومجهولة حتى إنها تدعى بأسماء مستعارة في بعض الأحيان، وغالباً ما تكون حائرة مترددة لا تعرف ذاتها.

• جان لويس كريتيان: فيلسوف وشاعر فرنسي. من مؤلفاته: L’arche de la parole (1998), L’appel et la réponse (1992), Le regard de l’amour (2000)

• سميّة الجرّاح: عملت محاضرة لغوية في جامعة

المصدر: جريدة الجريدة

الروائي جمال ناجي: تأخرنا كثيرا في ترجمة الابداع العربي إلى لغات العالم

عزيزة علي

عمان –  قال الروائي والقاص جمال ناجي، إن ترجمة قصصه إلى اللغات الأجنبية، فيها نوع من التفاعل بين الثقافات، بما يحمل هذا التفاعل من مدلولات الاعتراف بحضور القصة العربية وأهميتها.
وأضاف لـ”الغد”، إنه “ربما آن الأوان لترجمة مزيد من الأعمال الإبداعية العربية إلى لغات العالم، فقد تأخرنا كثيرا”.
وكان ناجي يعلق على أمسية قصصية أقيمت مؤخرا في العاصمة البلغارية صوفيا، ناقش فيها مشاركون خمسا وعشرين قصة قصيرة لناجي مترجمة إلى اللغة البلغارية، فيما تعذر عليه هو حضور هذه الأمسية.
وأدار الأمسية التي أقيمت في “Royal Piano Club”  الكاتبة مارياداميانوفا بمشاركة الروائي خيري حمدان وحشد من الأكاديميين والمثقفين البلغار. كما أقام نادي القلم في قصر الثقافة / صوفيا في الرابع من الشهر الحالي، حفل تعريف بقصص ناجي المترجمة بمشاركة الناشر “غيورغي ميليف” والبروفيسور “أنا كريستيفا”، حيث جرى نقاش موسع للقصص ولأبعادها الإنسانية والسياسية والنفسية والاجتماعية.
ناجي بين أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها ترجمة أعماله إلى لغات أجنبية. وقال “ترجم العديد من قصصي إلى الانجليزية والفرنسية والتركية والاسبانية، لكن هذه هي المرة الأولى التي تترجم فيها قصصي إلى البلغارية، وهو أمر جيد”.
وحول ترجمة الأدب الأردني إلى لغات أجنبية، رأى ناجي أن “الناشرين الأجانب باتوا يقومون بما لم تقم به مؤسساتنا الثقافية؛ الرسمية على وجه الخصوص، التي لم تبذل أي جهد في سبيل تقديم كتابنا وآدابنا إلى العالم، وهو أمر جدير بالتساؤل حول حقيقة الدور الذي تقوم به هذه المؤسسات”.
وبين ناجي أن الأعمال الإبداعية الأردنية والعربية تشق طريقها إلى العالمية بخجل وبطء بسبب انعدام الدور المؤسسي المحلي والعربي الذي لم يرتق إلى مستوى النمو الكبير في المنجز الإبداعي، معتبرا أن الترجمات تسهم في نقل أفكار الكاتب وتجاربه إلى الثقافات الأخرى، بما يعني أننا لم نعد مجرد مستقبلين للآداب العالمية إنما شركاء في صياغتها.
وحول المجموعة المترجمة، قال ناجي المجموعة حملت عنوان (المستهدف) وتتكون من 25 قصة تم اختيارها من المجموعات القصصية التي أصدرها على فترات متباعدة: رجل خالي الذهن 1989، رجل بلا تفاصيل 1994، ماجرى يوم الخميس2006، المستهدف 2008″.
ولفت إلى الثيمة الرئيسة في القصص هي “المفارقة المركبة (النفسية- الاجتماعية- الإنسانية)، وهي ثيمة تتنقل بين الأحداث بأشكال مختلفة في كل قصة، لكنها في النهايات تلتئم لتشكل واقعا جديدا ومحصلات مغايرة لما يتوقعه القارىء”.
وحول الأمسيتين اللتين أقيمتا في مدينة صوفيا، واللتين تعذر عليه حضورهما، قال ناجي “وجهت لي الدعوة إلى صوفيا من أجل توقيع هذه القصص بعد صدورها، لكنني لم أتمكن من الذهاب بسبب تقاطعات مواعيدي واكتفيت بإرسال كلمتي باللغة العربية حيث تمت ترجمتها وقراءتها بالبلغارية في الأمسيتين كما نشرت في عدة مواقع الكترونية بلغارية”.
وتحدث ناجي في الكلمة التي قرأت في الأمسيتين عن تجربته في الجمع بين كتابة القصة والرواية، لافتا إلى “تجربة الجمع بين القصة والرواية أوجدت لدي فهما ربما يكون مختلفا عما هو متداول إزاء هذين النوعين الإبداعيين، فعلى الرغم من كل ما قدمه النقاد والدارسون من توضيحات حول الفوارق الأساسية بين الرواية والقصة، وضرورة فض الاشتباك بينهما، اعتبارهما جنسين أدبيين مختلفين، إلا أن الفهم السائد ظل يرتكز إلى  طول النص أو قِصره، لا إلى خصوصيته أو طبيعته من حيث: كثافته وتوظيفه للحدث المشحون واللغة المتنصلة من كل الزوائد في القصة القصيرة، وتمدده واعتماده على جملة من العناصر المتواشجة في الرواية، سواء على مستوى تصميم وتوالد الشخوص والأحداث، أم على مستوى علاقاتها مع الزمان والمكان اللذان يشكلان عنصران أساسيان في الرواية”.
ولفت إلى أنه الرواية، كذلك، تحتوي على ما يمكن تسميته بزراعة بذور أحداث وشخصيات تنمو وتكبر وتعمر، وربما تموت لتولد بدائل لها، وهو ما لا نجده في القصة القصيرة، من دون إغفال الاختلافات النوعية والشكلية بين الأدوات المستخدمة في تشييد كل من المعمارين القصصي والروائي.
وزاد “أمر آخر أدى إلى الخلط بين ما هو قصصي وروائي، إنه القاسم السردي المشترك الذي استفادا منه على مدى تاريخهما الطويل نسبيا، مع أن هذا القاسم ليس حكرا عليهما، إنما هو متاح للأجناس الكتابية الأخرى، بما فيها الشعر والمسرح والدراما وسواها، فكثيرا من القصائد تبنى على متون سردية رغم صياغاتها الشعرية ومتطلبات الوزن والإيقاع، كما أن المسرح يوظف السرد بطريقته وفقا لاحتياجاته الأدائية، وهو ما ينطبق أيضا على الدراما التي لا تستقيم من دون الاستعانة بالسرد الذي يتم تحويله إلى مشاهد وحواراتِ وأحداث وصور متسلسلة، ولست أدري لماذا لا نتذكر ذلك القاسم السردي المشترك إلا حين نتحدث عن القصة والرواية، مع أنه ليس قاسما رياضيا ولا أعظما ولا حكرا على هذين النوعين الأدبيين”.
يذكر أن ناجي روائي وقاص أردني، بدأ الكتابة الروائية منذ أواسط السبعينات من القرن الماضي، وكتب أول رواية له في العام 1977 بعنوان “الطريق إلى بلحارث” ونشرت في العام 1982، “وقت”، في العام 1984، “مخلفات الزوابع الاخيرة”، 1988، “الحياة على ذمة الموت”، في العام 1993، “ليلة الريش”، في العام 2004، “عندما تشيخ الذئاب”، 2008، “سنوات الإنهاك”، وفي مجال القصة القصيرة صدر له “رجل خالي الذهن” في العام 1989، “رجل بلا تفاصيل”، في العام 1994، “ما جرى يوم الخميس”، في العام 2006.
كتب سيناريوهات تلفزيونية منها “وادي الغجر”، في العام 2006، “حرائق الحب”، في العام 2008، وحصل ناجي على العديد من الجوائز منها الجائزة التقديرية لرابطة الكتاب الأردنيين، في العام 1985، وجائزة الدولة التشجيعية للرواية في العام 1989، وجائزة تيسير سبول للرواية في العام 1992.
يذكر أن دار “Pergament” للنشر والتوزيع المختصة بنشر الآداب والفنون قد تبنت ترجمة ونشر هذه القصص التي تم اختيارها من المجموعات القصصية الأربع التي اصدرها ناجي: رجل خالي الذهن، المستهدف، ما جرى يوم الخميس، رجل بلا تفاصيل.

المصدر

مجلة البابطين الثقافية الالكترونية
%d مدونون معجبون بهذه: