مخطوطات لموزارت وبيتهوفن في معرض بولندي

تفتح مكتبة مدينة كراكوفا البولندية مرة كل عام، عشية عيد الفصح، كنوزها الموسيقية أمام الجمهور، وتعرض مخطوطات تعود إلى موزارت وبيتهوفن كانت مملوكة للإمبراطورية البروسية، ثم حازتها المكتبة منذ الحرب العالمية الثانية.
وتقول اليزبيتا بنديركا المديرة الفنية لمهرجان بيتهوفن: «نعرض منذ عشر سنوات ما كان محجوباً عن الجمهور زمناً طويلاً».
ويمكن للراغبين في زيارة المعرض المستمر حتى الثاني والعشرين من أبريل، مشاهدة مخطوطات منها مسودات خطها بيتهوفن (1770-1827) للسمفونيتين الثالثة والتاسعة، وعلامات موسيقية لأعمال أخرى له، إلى جانب مدونات موسيقية لموزارت (1756-1791).
وإضافة الى القيمة التاريخية لهذه المخطوطات، يمكن من خلالها الاطلاع على شخصية كل من هذين الموسيقيين الكبيرين في تاريخ الفن الأوروبي.
ويقول مدير مكتبة جاغيلون زدسيزلاو بيترزيك في كراكوفا: «من خلال هذه المخطوطات يمكننا أن نفهم شخصية كل منهما، فموزارت كان منظما جداً، كان يخط التدوين الموسيقي بأناة ولا يحتاج الى تصحيحه، أما بيتهوفن فهو شخصية مختلفة تماما، فمدوناته فوضوية ومليئة بالتصحيحات».
وتبرز شخصية بيتهوفن في سمفونياته وأعماله التي درج على الخروج فيها عن قواعد التأليف السائدة في زمنه.
ويضيف مدير المكتبة: «يمكن أن نلمس من خلال المخطوطات أن بيتهوفن كان يعاني حقا عندما لا يجد الفكرة المناسبة، وكان يغير رأيه، ويخطئ، ويفقد اعصابه، ويشطب بغضب ما سبق ان خطه، ويمزق أوراقه ويعيد إلصاقها».
ويعلق قائلاً: «إنه أمر مؤثر أن تتيح لنا هذه المخطوطات تعقب المسار الذي سلكه في إنجاز مؤلفاته».
وعثر على هذه المخطوطات في بولندا بعد الحرب العالمية الثانية، ويبدو أن النازيين أخرجوها من برلين خوفا من أن يأتي عليها قصف الحلفاء.
وعثر على المخطوطات تحديدا في منطقة فصلت عن ألمانيا وألحقت ببولندا بعد إجراء تعديلات حدودية بين البلدين.
وعلى ذلك تعتبر بولندا أن هذه الوثائق التي تشكل «تراثا عالميا» مملوكة لها، في حين تسعى ألمانيا الى استعادتها.
وتقول اليزبيتا بنديركا: «إنها قضية سياسية، ونحن نعنى بالثقافة، الموسيقى تجمع البشر، وربما يجب أن تبقى هذه المخطوطات في مكانها هنا».
ويرى عازف البيانو الألماني هنريخ البيرز أن «المهم هو ان يتمكن الباحثون من الوصول الى هذه المخطوطات، سواء كانت موجودة في كراكوفا أو في مكان آخر، فهذا ليس مهما».
ويضيف «ما هو مهم فعلا ان تبقى متاحة للجمهور، لا أن تصبح ضمن مجموعة خاصة بأحد جامعي التحف».
يذكر أنه في عام 1977، و»حفاظا على علاقة الدولتين الشقيقتين»، بحسب مصطلحات الحقبة السوفياتية، قررت بولندا إعادة بعض المخطوطات، ومنها مدونة للسمفونية التاسعة لبيتهوفن وبعض مدونات باخ وموزارت، الى ألمانيا الشرقية التي كانت حليفتها في المعسكر الاشتراكي. وأثار ذلك حينئذ امتعاض الباحثين في بولندا.
وتقول بولندا إنها فقدت خلال الحرب العالمية الثانية نصف مليون عمل فني تقدر قيمتها حاليا بعشرين مليار دولار.
(بولندا- أ ف ب)

فيديو : حفل افتتاح مهرجان ربيع الشعر السابع لمؤسسة البابطين

حفل افتتاح مهرجان ربيع الشعر لموسمه السابع برعاية سمو الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء الموقر وبحضور معالي الشيخ سلمان الحمود الصباح وزير الإعلام والذي تقيمه مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري في شهر مارس من كل عام على مسرح مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي.
وافتتح المهرجان يوم الأحد الموافق 23/3/2014 في موسمه السابع والذي حمل اسم (الشاعر الكويتي محمد الفايز والشاعر السوري عمر ابو ريشة) بحضور مجموعة من الشعراء والادباء العرب.

ويتضمن المهرجان الذي يستمر ثلاثة ايام امسيات شعرية وجلسات ادبية متنوعة.

وافتتح وزير الاعلام الكويتي الشيخ سلمان الصباح المهرجان.

وقال “هذا المهرجان… يحتفى بالشاعرين الراحلين عمر أبو ريشة ومحمد الفايز.. ان هذا التاريخ الحافل كان من الممكن ان يسقط ضحية الاهمال والتشويه لولا مبادرات رائدة على رأسها مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين للابداع الشعري التي جمعت قصائد آلاف الشعراء ونشرتها وأقامت الندوات العالمية حولها.”

وأضاف أن مؤسسة البابطين “عرفت الشرق والغرب على الشعر العربي وأبعاده الانسانية ورسالة الانفتاح التي يحملها لبقية الحضارات ونقاط الالتقاء مع جميع الثقافات.”

ومن جانبه قال الشاعر عبدالعزيز البابطين “العرب في صحرائهم المترامية وفي مدنهم القابعة على تخوم الصحراء وهم يعانون من جدب الطبيعة ومن شح الموارد جعلوا من الكلمة بعد ان شحنوها بكل ما لديهم من طاقة الابداع واقعا آخر حافلا بالخصب والجمال وفيه من الرحابة والمغنى والفاعلية ما جعلهم جديرين بالحياة.”

ومن جانب آخر قال رئيس كرواتيا السابق ستيبان ميسيتش في كلمة “رسالة المثقفين كانت وعلى مر العصور هي رسالة الخير والتسامح” مضيفا “نحن اليوم… نعيش في عصر مليء بالصراعات والأحقاد أحوج ما نكون فيه الى هذه الرسالة الطيبة المساهمة في التقارب والتفاهم بين الثقافات والتجارب الانسانية المتباينة.”

«ربيع الشعر» ينطلق الأحد

تبدأ بعد غد في مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري فعاليات مهرجان ربيع الشعر العربي السابع، تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك، ويستمر ثلاثة أيام متتالية، على مسرح مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي.
وتشتمل الدورة الحالية على أمسيات شعرية وأدبية ومعرض للكتاب، وأطلقت المؤسسة على المهرجان في دورته السابعة اسم الشاعر الكويتي محمد الفايز والشاعر السوري عمر أبو ريشة.
يبدأ الافتتاح في السادسة والنصف مساء بمعرض للكتب والإصدارات، ثم تبدأ فعاليات المهرجان بكلمة رئيس المؤسسة الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين. ثم كلمة لرئيس جمهورية كرواتيا الأسبق ستيفان ميتش. يليها قصيدة للشاعر الكرواتي ميرزا غليتش. بعد ذلك يتم توزيــع نســخ من معجم البابطين للشعراء العرب والمعاصرين الطبعة الثالثة على بعض الشعراء العرب.
وتقام بعد ذلك الأمسية الشعرية الأولى التي أطلقت عليها المؤسسة عنوان «أمسية الشاعر محمد الفايز» ويديرها الشاعر الدكتور خالد الشايجي.
وفي اليوم الثاني الاثنين 24 مارس تفتتح في العاشرة صباحا الجلسة الأدبية الأولى وهي بعنوان: «الشيخ محمد أمين فأل الخير الشنقيطي مؤسس مدرسة النجاة وفكره الإصلاحي وتراثه العلمي يلقيها الدكتور محمد مختار ولد أباه»، ويدير الجلسة الدكتور عبدالرحمن الشبيلي.
 تليها الجلسة الأدبية الثانية وهي بعنوان: «خطاب المرأة في شعر عمر أبي ريشة» للدكتورة نجمة أدريس و«النزعة الصوفية في شعر عمر أبي ريشة للدكتور وفيق سليطين»، وتدير الجلسة الدكتورة ليلى السبعان.
وفي السابعة والنصف مساءً تنطلق الأمسية الشعرية الثانية التي أطلقت عليها المؤسسة عنوان «أمسية الشاعر أبوريشة»، ويديرها أمين عام رابطة الأدباء طلال الرميضي.
وفي اليوم الثالث الثلاثاء تبدأ عند العاشرة صباحاً الجلسة الأدبية الثالثة بعنوان: «البناء الفنــــي للقصيــــدة في شعر محمد الفـايـز للدكتور عبدالله أحمد المهنا» و«تجربة محمد الفايز الشعرية والإنسانية للدكتورة شذى الفايز»، ويدير الجلسة الدكتور عباس الحداد. يليها الجلسة الأدبية الرابعة بعنوان: «الشعر العربي المعاصر في إيران… اتجاهات ونماذج، للدكتور عبدالرضا عطاش، ويدير الجلسة الدكتور سمير أرشدي» وفي السابعة السابعة والنصف مساء تأتي الأمسية الشعرية الثالثة بعنوان «الشعر العربي في إيران» ويديرها الأديب عبدالله خلف.

ربيع الشعر يحتفي بالفايز وأبو ريشة

قررت مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري إطلاق اسم الشاعر الكويتي محمد الفايز والشاعر السوري عمر أبو ريشة على مهرجان ربيع الشعر العربي في دورته السابعة، والذي يقام على مسرح مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي، في الثالث والعشرين من مارس الجاري، ويستمر ثلاثة أيام.

وقالت الأمانة العامة للمؤسسة إن ندوة أدبية سوف تصاحب المهرجان، وتتضمن أربع جلسات، يحاضر في الأولى د. محمد مختار ولد أباه من موريتانيا ويتحدث عن الشيخ محمد فأل الخير الشنقيطي مؤسس مدرسة النجاة وفكره الإصلاحي وتراثه العلمي، ويدير الجلسة الكاتب د. عبدالرحمن الشبيلي من السعودية.

وتختص الجلستان الأدبيتان الثانية والثالثة بالشاعرين المحتفى بهما، حيث تأتي الثانية بمحورين أحدهما تحت عنوان: «خطاب المرأة في شعر عمر أبي ريشة»، وتحاضر فيها د. نجمة إدريس من الكويت، بينما يحاضر في المحور الآخر د. وفيق سليطين من الأردن عن «النزعة الصوفية في شعر عمر أبي ريشة»، وتدير الجلسة د. ليلى خلف السبعان من الكويت.

أما الجلسة الثالثة فيحاضر في محورها الأول د. عبدالله المهنا من الكويت ويأتي بحثه تحت عنوان «البناء الفني للقصيدة في شعر محمد الفايز»، بينما تتحدث في المحور الثاني د. شذى الفايز ابنة الشاعر المحتفى به عن «تجربة محمد الفايز الشعرية والإنسانية»، ويدير الجلسة د. عباس الحداد من الكويت.

وتأتي الجلسة الرابعة تحت عنوان «الشعر العربي المعاصر في إيران.. اتجاهات ونماذج» يحاضر فيها د. عبدالرضا عطاش من إيران ويديرها د. سمير أرشدي. وتبدأ الندوات في اليوم الثاني للمهرجان الرابع والعشرين من مارس في الساعة العاشرة صباحاً.

ويتضمن المهرجان أيضاً ثلاث أمسيات شعرية يحييها شعراء من مختلف أنحاء الوطن العربي يمثلون أجيالاً مختلفة.

 المصدر 

رئيس السلطة الفلسطينية يقلد عبدالعزيز البابطين وسام فلسطين للثقافة والعلوم والفنون

عمان – 13 – 3 (كونا) — قلد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس هنا الليلة رئيس مجلس امناء مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين الشاعر الكويتي عبدالعزيز البابطين وسام دولة فلسطين للثقافة والعلوم والفنون (مستوى الابداع).
وقال عباس في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) عقب الحفل الذي اقيم في مقر اقامته في العاصمة عمان ان الوسام ياتي تقديرا لابداعات الشاعر عبدالعزيز البابطين الادبية والشعرية الراقية ومبادراته التي ساهمت في اثراء الثقافة العربية وتقديرا ايضا لاسهاماته الخيرة في دعم الشعب الفلسطيني ونصرة قضيته العادلة.
واكد ان الشعب الفلسطيني لن ينسى ما قدمته دولة الكويت للشعب الفلسطيني معربا عن اعتزاز الشعب الفلسطيني بدولة الكويت الشقيقة.
من جانبه قال البابطين “يشرفني ان اقدم هذا الوسام لصاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح وولي عهده الامين والامراء والشعب الكويتي الذين احتضنوا منظمة التحرير منذ ولادتها على ارض الكويت خلال ستينيات القرن الماضي”.
واشاد الشاعر البابطين بدور رئيس السلطة الفلسطينية وتعاونه مع مؤسسة جائزة عبدالعزيز البابطين في اختيار ابناء وذوي شهداء الانتفاضة الفلسطينية للدراسة في مصر على حساب الجائزة مؤكدا ان دعم الشعب والنضال الفلسطيني هو واجب وان دولة الكويت ستبقى مخلصة للقضية الفلسطينية.
وحضر مراسم تقليد الوسام سفير دولة الكويت لدى الاردن الدكتور حمد الدعيج والمتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابوردينة وسفير دولة فلسطين لدى الاردن عطاالله خيري.
وعلى صعيد متصل احتفى سفير دولة الكويت الدكتور الدعيج بمقر اقامته في عمان بالشاعر البابطين بحضور نخبة من السياسيين والمثقفين الاردنيين واركان السفارة الكويتية لدى الاردن.
ومن المقرر ان يغادر الشاعر البابطين صباح غد الى الاراضي الفلسطينية بدعوة رسمية لمنحه شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة القدس واطلاق اسمه على احد شوارع مدينة نابلس وزيارة وزارة الثقافة الفلسطينية.
وقال الشاعر البابطين في تصريح آخر ل(كونا) على هامش حفل احتفاء السفير الدعيج به ان قرار منحه الوسام الفلسطيني كان مفاجئا معربا عن شكره لجميع الجهات الفلسطينية التي ستكرمه على ارض فلسطين خلال زيارته للاراضي الفلسطينية.
واوضح ان جامعة القدس ستمنحه شهادة الدكتوراه الفخرية تتويجا لسنوات من التواصل بين مؤسسة جائزة البابطين والجامعة “عندما اسسنا مكتبة البابطين الكويتية في الجامعة وزودناها لعدة سنوات بشتى الكتب حتى تكون نافذة لمواطني فلسطين المحتلة كي يطلعوا على اصدارات الوطن العربي كل عام الامر الذي حظي باهتمام مجلس امناء هذه الجامعة والقائمين عليها”.
واضاف ان بلدية نابلس قررت تسمية احد شوارعها الرئيسية باسمه مشيرا الى ان الزيارة تاتي ايضا تلبية لدعوة من وزارة الثقافة في دولة فلسطين معربا عن شكره لهذه الجهات جميعا.
واختتم تصريحه قائلا ان هذا التكريم والحفاوة من دولة فلسطين وشعبها “يحملني مسؤولية اكبر تجاه وطني الكويت وامتي العربية وديني الاسلامي”.
من جانبه قال سفير دولة الكويت الدكتور الدعيج ان التكريم الذي حظي به شاعر الكويت الكبير هو تكريم لدولة الكويت وجهدها الذي اثرى الثقافة العربية والعالمية بتوجيه من القيادة السياسية في دولة الكويت وعلى رأسها صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه.
بدوره قال شاعر الاردن الكبير حيدر محمود ل(كونا) خلال الحفل الذي اقامه السفير الدعيج ان الشاعر الكويتي الكبير عبدالعزيز البابطين الذي يحب الشعراء والمثقفين جدير بلقب الوزير الوحيد للثقافة العربية مشيدا بدور مؤسسة جائزة البابطين في اثراء المكتبة العربية بالشعر العربي.
واشاد محمود ايضا بدور الثقافة الكويتية في الثقافة العربية “لانها شكلت علامة فارقة في تبني الانتاج الثقافي العربي بشكل عام بفضل اهتمام ومتابعة مجلس الثقافة والفنون الكويتي الذي تبنى اصدارات راقية وسلسلة الادب العالمي بالاضافة الى اصدارات متخصصة في مجالي الفكر والعلوم”

إشادات إيرانية بالدور والجهود الكويتية وتأكيدات على أهمية التواصل الثقافي

  • طاهري: جامعة طهران ضمن أفضل 500 جامعة حول العالم
  • رقية: الإيرانيون يهتمون باللغة العربية أكثر من العرب
  • زنكني: تجربة الكويت مميزة في إشراك الشعب في صنع القرار
  • العسعوسي: قريباً أسبوع ثقافي كويتي في طهران
  • الملا: الإعلام أداة لتواصل الحضارات
  • داراري: توجد رغبة بين إيران والكويت لتطوير العلاقات الثقافية وحتى السياسية
  • على استعداد لقبول طلاب الكويت دون شروط وبلا محدودية
  • عزيزي: نأسف لعدم وجود تواصل علمي وثقافي مع دول الجوار العربية
  • سليماني: مصير المنطقة لا يتجزأ وإذا لم يوجد الأمن فيها فسيتجرأ العدو ليمد عدوانه الى دول الجوار
  • خاكرند: العربية أثرت بشكل كبير على الفارسية بحيث جعلت الفارسية القديمة تندثر
  • اذر: الكويت هي الوحيدة بين الدول العربية التي ساعدت إيران في تطوير قسم اللغة العربية
  • الثورات العربية تحركات عفوية وعشوائية ولا تحمل هدفاً
  • واقف: التوازن الثقافي بين الشيعة والسنة بالكويت يؤكد عدم وجود حساسيات دينية فيها
  • مكتبة طهران لديها 52 اتفاقية تعاون مع أهم المكتبات الوطنية في العالم وبها 6 ملايين ونصف المليون مجلد
  • بتول: جامعة الزهراء يتعلم فيها أكثر من 11 ألف طالبة وتمنح شهادات الليسانس والماجستير والدكتوراه
  • 52 قسماً للغة العربية على مستوى إيران والدستور الإيراني يشير إلى أن العربية وتدريسها واجبة في إيران

إيران – بشرى شعبان

8 أيام في «إيران» بلد التاريخ والحضارة

ثمانية ايام قضاها الوفد الثقافي الإعلامي الكويتي متنقلا بين معالم مدينة جمعت التاريخ والحضارة الى جانب الحداثة والتطور، مدينة تحدت الحصار المستمر عليها منذ 20 عاما، كما تحدت الحروب الطويلة والأزمات المتلاحقة لتخرج منها جميعا أقوى وأكثر تطورا، ولا يمكن ان تنكر التطور الكبير بهذه المدينة التي لم تخرج من الأزمات والحروب منذ عقود، انها مدينة طهران المتميزة الهادئة رغم الازدحام المروري، ينبهر الداخل اليها بما يشاهده من نهضة عمرانية وشبكات طرق متميزة وحركة لا تهدأ، لاسيما ان الزيارة تزامنت مع التحضير لاحتفال رأس السنة الفارسية عيد النوروز. الزيارة التي كانت بدعوة من المستشارية الثقافية الايرانية بالكويت أخذت شقين: الأول جولات سياحية شملت منزل مسجد الإمام الخميني وبرج الميلاد والمتحف العسكري ومتحف سعد اباد منزل الشاه، وتخت شمشيت وضريح الشاعر حافظ الشيرازي وقلعة الوكيل ومسجد قدري ملكه وقصر خانم زينت. والثاني لقاءات ثقافية في جامعة طهران والمكتبة الوطنية ورابطة الثقافة الايرانية الإسلامية وجامعة الزهراء. وتضمن هذه الزيارات مجموعة من اللقاءات الثقافية والندوات والمحاضرات.

البداية كانت من جامعة طهران، وبالتحديد كلية الفنون الجميلة وكلية الآداب والعلوم الإنسانية. حيث جمعنا لقاء تحدث خلاله د.محمد مهدي عزيزي رئيس كلية الفنون الجميلة عن تاريخ الكلية الذي يعود الى نحو 50 عاما ويضم 5 اقسام هي: الفن المعماري والتخطيط المدني والفنون المسرحية والموسيقى والفنون البصرية كالنحت وصنع التماثيل والتصوير، اضافة الى قسم التعليم المستقل والذي يشمل التصميم الصناعي. وقد خرجت الكلية كبار الفنانين الإيرانيين وفاز أغلبهم بجوائز في المهرجانات العالمية.

وأشار البروفيسور عزيزي الى ان تخصصات المعهد على علاقة وطيدة بالمجتمع وهي تعكس النمط الإيراني الذي يجمع الحضارة الإسلامية مع الحضارة الفارسية، مشيدا بالطلاب الذين يتفاعلون في المجتمع بوضوح وشفافية.

وأبدى عزيزي أسفه من ان ايران لم تستطع حتى الآن اقامة علاقات مع جيرانها العرب في المجال العلمي والثقافي، رغم ان لديها علاقات واتفاقيات تعاون مع جميع الدول الأخرى بما فيها الولايات المتحدة. مشيرا الى انه عائد للتو من كاليفورنيا حيث كان في مهمة علمية وبحثية بالجامعة هناك. وأبدى رغبة كبيرة في تأسيس كلية للفنون الإسلامية في دول الخليج العربي، منوها بدور الكويت. كما لفت الى ان كلية الفنون في جامعة طهران تضم احد اجمل متاحف الرسم في العالم.

من جهته تحدث رئيس المنظمة الثقافية الإيرانية الشيخ داراري عن التعاون الثقافي مع الكويت، مشيرا الى اتفاقية التعاون التي وقعت بين البلدين في عام 2001 وبعدها بدأ تبادل الوفود الثقافية.

مشيرا الى الأسبوع الثقافي الكويتي الذي ستستضيفه ايران بعد 3 اشهر، لافتا الى وجود رغبة بين ايران والكويت لتطوير العلاقات الثقافية وحتى السياسية.

كلية الآداب

بعد ذلك انتقل الوفد في محطته الثانية الى كلية الآداب والعلوم الإنسانية حيث استمع لشرح واف عن الكلية وتاريخها وتاريخ قسم اللغة العربية فيها والذي يعود الفضل فيه الى تعاون فريد من الكويت ممثلة بمؤسسة جائزة عبد العزيز البابطين للإبداع الشعري.

وقال د. محمد علي آذر الأستاذ في جامعة طهران ورئيس مركز الدراسات الثقافية الإيرانية- العربية ان الكويت هي الوحيدة بين الدول العربية التي ساعدت ايران في تطوير قسم اللغة العربية، حيث أقيمت عدة بحوث لتطوير اللغة بالتعاون القيم مع مؤسسة عبدالعزيز البابطين. مشيرا الى ان ايران وعبر جامعة طهران ستقوم قريبا بتكريم البابطين ومنحه دكتوراه فخرية تقديرا لجهوده. لافتا الى كتاب أصدرته جامعة طهران وجمعت فيه أغلب اسهامات عبدالعزيز سعود البابطين في ايران تحت عنوان «اللغة العربية والتواصل الحضاري».

ولفت آذر الى أهمية التعارف بين الإيرانيين والعرب عموما والكويتيين خصوصا لتبادل الثقافات واللغة والتقدم العلمي. معتبرا ان ما يجري من صراع سياسي حاليا انما هو صراع قبلي وليد التخلف الخضاري والتباعد الثقافي.

واشار الى انه أسس مركز الثقافات الإيرانية- العربية وكان مقره دمشق، الا ان ما يجري حاليا في سورية وضع حدا لنشاط المركز الذي يعتبر نافذة للإطلال على العالم العربي، وبالعكس. مبديا رغبة في ان يستعيد المركز نشاطه من خلال عاصمة عربية أخرى، غامزا من قناة الكويت لريادتها في احتضان الثقافات من خلال جامعة الكويت والمؤسسات الثقافية.

الشيخ داراي من جانبه تحدث عن نشاط المنظمة الثقافية الايرانية، لافتا الى ان طهران لديها 92 مركزا ثقافيا ناشطا في العالم، وان المنظمة تقوم بتطوير العلاقات الثقافية والعلمية وعقدت اتفاقيات مع عدة دول آسيوية لكنها تولي أولوية الى دول الجوار، كما ان للكويت مكانة عالية وسامية في هذا المجال.

وأشار الى استعداد المنظمة لعقد اتفاقية مع جامعة الكويت، وان الحديث بدأ في هذا الخصوص عبر التواصل مع مدير الجامعة د.عبداللطيف البدر، والذي بدوره سيقوم بزيارة قريبة الى جامعة طهران برفقة عدد من عمداء كليات الجامعة لوضع الأسس العريضة للاتفاقية التي ستتيح تبادل البعثات الدراسية بين البلدين، لافتا الى ان جامعة طهران على استعداد لقبول طلاب الكويت دون شروط وبلا محدودية. ويمكن للطلاب من خارج جامعة الكويت ان يحصلوا على منحة في جامعة طهران، بعد ان يقدموا طلب الانتساب الى المستشارية الثقافية الايرانية في الكويت التي تحدد المعايير اللازمة للقبول. واشار الى امكانية القيام بأبحاث مشتركة بين اساتذة جامعة الكويت وجامعة طهران، كما انه سيتم التواصل مع مؤسسة ترشيد النشر في طهران لبحث امكانية ترجمة النتاج الأدبي والفني الإيراني الى اللغة العربية وترجمة النتاج الأدبي الكويتي والعربي الى الفارسية.

ورد الشيخ داراي على سؤال حول ما اذا كانت السياسة تفرق في حين ان الثقافة والتاريخ يجمعان، ولماذا التمسك باستخدام عبارة الخليج الفارسي التي تستفز العرب باعتبار انه الخليج العربي، فأجاب الشيخ داراي انه لا يتكلم في السياسة في الصروح الثقافية، «لكن بما انني سئلت فإن الجواب هو ان إيران تلتزم التسمية المعتمدة في الأمم المتحدة رسميا على خرائطها، وعلى باقي الدول العربية الخليجية احترام المعاهدات الدولية لاسيما ما تعتمده الأمم المتحدة بهذا الخصوص».

2000 أستاذ بكلية الآداب

من جانبه، قال د.طاهري المساعد العلمي لكلية الآداب والعلوم الانسانية ان جامعة طهران تحتفل في عيدها الثمانين كنموذج للتعليم العالي، وتضم 2000 عضو في الهيئة التعليمية موزعين على اقسام مختلفة منها قسم اللغة العربية الذي يعنى بالأدب العربي والترجمة. ويدرس في كلية الآداب والعلوم الإنسانية طلاب من مختلف بلدان العالم في اختصاصات الفلسفة والآثار والانسانيات والثقافة واللغات القديمة. ويبلغ عدد أفراد الهيئة التعليمية نحو 90 دكتورا وأستاذا جامعيا، لافتا الى ان جامعة طهران هي من ضمن افضل 500 جامعة حول العالم وتفتخر بأنها خرجت عددا من الاعلام والآباء والمفكرين.

وقال ان كلية الآداب بإمكانها ان تقدم منحا لطلاب الكويت الراغبين في الدراسة لمدد قصيرة (نصف سنة او سنة) لتعلم اللغة الفارسية، مشيرا الى ان شروط قبول الطلاب تعتمد على معايير بسيطة تحددها المستشارية الثقافية الإيرانية في الكويت بناء على معطيات مقدم الطلب.

تطوير العلاقة بين البلدين

وفي اليوم الثاني حط الوفد الثقافي الكويتي رحاله في زيارة الى رابطة الثقافة والعلاقات الاسلامية والتي تعد بمنزلة وزارة خارجية للشؤون الثقافية في ايران، وشارك الوفد في ندوة حول سبل تطوير العلاقات الثقافية بين ايران والكويت.

وتحدث نائب رئيس مركز الانماء العلمي والجامعي في الرابطة قهرمان سليماني الذي رأى ان الكويت تعيش في مفكرتها الثقافية والسياسية مناسبات عظيمة وجليلة، في اشارة الى العيد الوطني، متمنيا دوام العزة والاستقرار والازدهار لها، وهي البلد الذي مر بظروف قاسية وصعبة منها الغزو الصدامي لها.

وقال سليماني ان مصير المنطقة لا يتجزأ، واذا لم يكن هناك امن فيها فإن العدو سيتجرأ على ان يمد عدوانه الى دول الجوار، مشيرا الى ان الدول تستطيع ان تغير عاداتها وتقاليدها لكنها لا تستطيع ان تغير الجغرافيا، ومن هذا المنطلق فإن الكويت وإيران محكومتان بالعيش في سلام وحسن الجوار الذي يتطلب علاقات ممتازة بينهما في جميع المجالات، وهذا الامر قائم منذ الثورة الإسلامية في إيران، وخير دليل عليه الاتفاقيات الثنائية الموقعة اضافة الى تبادل الوفود، مشيرا في الوقت عينه الى الحاجة لبذل المزيد من الجهد وتكثيف الزيارات والأنشطة والاسابيع الثقافية بين البلدين.

وأبدى سليماني أمله في ان يكون التعاون ايضا بين منظمات المجتمع المدني وليس فقط على الصعيد الرسمي، منوها بمؤسسة عبدالعزيز البابطين التي نظمت في السابق ندوة للشعر الشيرازي في طهران وكذلك في الكويت.

بدوره، تحدث الاستاذ محمد خاكرند المستشار الثقافي الإيراني في الكويت سابقا، حيث اعتبر ان الحديث عن اقامة علاقات ثقافية بين البلدين تخطاه الزمن، اذ ان العلاقات موجودة منذ فترة طويلة، منوها بريادة الكويت في منطقة الخليج في حركة الفن والفكر والابداع من خلال انتاجها الفكري واصداراتها المميزة ومنها على سبيل المثال لا الحصر الصحف ومجموعة عالم الابداع ومجلة العربي.

وقال خاكرند ان المستشارية في الكويت دأبت منذ تأسيسها عام 1990 على تعزيز التلاقح الثقافي والحضاري، مشيرا الى ان الثقافة الفارسية معين لا ينضب وان هناك حركة تأثير وتأثر بينها وبين الثقافة العربية حيث امتزجتا عبر العصور منذ ان مزج الإسلام بينهما، كما ان العديد من المفكرين وبينهم ابو حنيفة النعمان تبنوا أهداف الرسالة الإسلامية السامية، كما ان رواد النهضة العربية اهتموا بالثقافة الفارسية ومنهم على سبيل المثال محمود سامي البارودي وعبد الوهاب عزام والكواكبي والامام محمد عبده.

وقال ان اللغة العربية اثرت بشكل كبير في اللغة الفارسية بحيث جعلت الفارسية القديمة تندثر، ونجد اليوم الكثير من المفردات الفارسية هي مفردات عربية في الأساس.

وختم خاكرند حديثه بالقول انه لابد للنخب الفكرية في البلدين خصوصا في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها المنطقة، ان تعمل على إزالة التوتر وبناء الثقة وتقليص المخاوف بين الشعوب.

حسن الجوار

وكان للدكتور شبيب الزعبي تعقيب حيث اعتبر انه اذا تصافت القلوب يمكن الوصول الى الهدف وهو الوصول الى التعايش بمحبة واحترام وحسن الجوار والتنسيق والتواصل الفكري والحضاري والاجتماعي، وكمثقفين فإن علينا مسؤولية كبيرة لتحقيق الهدف. و«بالثقافة يتعلم الانسان كيف يتأدب».

للكويت ميزة خاصة

كان للصحافي الايراني والكاتب صلاح زنكني مداخلة خلطت السياسة بالثقافة والاقتصاد فقال ان للكويت ميزة كبيرة هي احتضان الادباء والشعراء الفارين من بلدانهم كما فعلت مع الشاعر العراقي بدر شاكر السياب.

ومن الثقافة انتقل زنكني ليمرر رسائل سياسية، حيث اعتبر ان منطقة الخليج ليست منغلقة على العالم، بل هي منفتحة بأقصى الحدود، وهي تتمتع بموارد مهمة لا بد من ادارتها لتحقق من خلالها تنمية داخلية يجعلها مكتفية ذاتيا وامنيا.

وتساءل عن كيفية الحصول على هذا الامر ليجيب أن المنطقة تعيش تحديات لا يمكن ان يغفل عنها المثقفون. مضيفا ان العالم الذي نعيشه لا يمكن ان يتحمل اقصاء شعب بكامله عن المشاركة في صنع القرار السياسي. منوها بالتجربة الجيدة والمميزة للكويت في هذا الاطار، وقال انها يجب الا تبقى عند هذا الحد بل يجب تطويرها.

وتحدث رنكني عما يجري في المنطقة من ربيع عربي وثورات اطلق عليها مصطلح «فورات» عربية كونها تحركات عفوية وعشوائية ولا تحمل هدفا كالثورة الفرنسية او الثورة الاسلامية في ايران.

لافتا الى ان الكويت كانت لها مبادرات ايجابية لبناء الثقة وبناء الامن الاقليمي.

وعلّق محمد العسعوسي بالقول يجب الا نكتفي بإقامة نشاطات ثقافية متبادلة تزول مفعولها عند انتهاء فترتها، بل يجب التركيز على اقامة مشاريع ثقافية وبحث علمي مشترك يترك بصمة للاجيال القادمة كمشروع للترجمة من الفارسية الى العربية وبالعكس. منوها بدور المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب.

وتساءل الزميل ناصر العبدلي لماذا لم تنتقل ايران من مرحلة الثورة الى مرحلة الدولة.. ولماذا دستور ايران لا يحترم الاقليات ولا يأتي على ذكرهم. وكان لزنكني رد مقتضب ايضا بأن استمرار الثورة في ايران هو بهدف جعل كل مشروع للتنمية الداخلية عمل جهادي، وهذا يجعل البلد يتطور بسرعة وتنجز ولا تقع في فخ البيروقراطية، فبناء جسر يمكن ان يأخذ وقتا طويلا اذا ما سلك طريق البيروقراطية، اما اذا سوق كعمل جهادي فإنه ينجز في فترة قياسية وبمواصفات عالية.

المحطة الثالثة

والمحطة الثالثة الثقافية للوفد كانت في المكتبة الوطنية في طهران حيث التقى رئيسها د. واقف الذي اشاد بالتواصل الاجتماعي والتراثي القديم بين الشعبين الكويتي والايراني بسبب القرب الجغرافي، مشيرا إلى انه بحسب الاحصائيات فإن الكويت لها مكانة متقدمة عن باقي دول الخليج حيث ان نسبة المتعلمين فيها كانت 72 % في التسيعنيات من القرن الماضي اما اليوم فهي 90 % وهذا ما يؤكد التطور الحاصل في هذا المجال.

واشار واقف إلى ان التوازن الثقافي بين الشيعة والسنة في الكويت يؤكد عدم وجود حساسيات دينية فيها، وان وصول الكويت إلى هذه المكانة الثقافية يبين ان هناك مجالات كثيرة للتعاون بينها وبين ايران، مؤكدا ان رؤية النظام السياسي في طهران هدفه الوصول إلى تقوية العلاقات والتواصل، وان المكتبة الوطنية في طهران ومنظمة الوثائق يمكن ان تكون مركز انطلاق لهذا الهدف.

وسلّم واقف رئيس الوفد محمد العسعوسي مسودة اتفاقية للتعاون يمكن توقيعها مباشرة بعد دراستها من الجانب الكويتي واقتراح التعديلات عليها. مشيرا إلى ان مجالات التعاون كثيرة منها تبادل الكتب والارشيف الالكتروني والكتب التي تم انجازها بتقنية الديجيتال.

وسلّم واقف العسعوسي نسخة الكترونية لعناوين الوثائق والكتب الكويتية الموجودة في مكتبة طهران. مشيرا إلى ان الموقع الالكتروني لمكتبة الكويت الوطنية موجود ضمن قائمة المواقع المكتبية المهمة على موقع مكتبة طهران. واضاف ان الكويت سلمت ايران عبر السفارة والمستشارية الثقافية عددا من الكتب القيمة ايضا.

وقال واقف ان مكتبة طهران لديها نحو 52 اتفاقية تعاون مع اهم المكتبات الوطنية في انحاء العالم.

وتحدث واقف عن مكتبة طهران حيث قال انها تحوي 6 ملايين ونصف المليون مجلد و52 مليون عنوان كتاب و800 مليون وثيقة اضافة إلى مخطوطات تاريخية. مشيرا الى بعض الكتب هي بالطباعة بالنظام القديم وعضها الآخر بالطباعة الحديثة ناهيك عن الكتب الالكترونية. ولفت إلى ان 37 الف كتاب ومخطوطة تم تحويلها إلى الكترونية عن طريق المسح الضوئي (سكانر). وقال ان المكتبة تسعى لتحويل اكبر كم ممكن من الكتب إلى تقنية الديجيتال كي تتيح فرصة الاستفادة منها لجميع الراغبين حول العالم. وقال انها تقوم بنشر جميع الكتب التي مر اكثر من 15 عاما على نشرها مع الاحتفاظ بحقوق النشر للمؤلف او دار النشر الاسياسية.

وكان للوفد الكويتي فرصة التعرف على جامعة الزهراء وطلاب وهيئة التعليم في قسم اللغة العربية وآدابها، وإلقاء محاضرة تعريفية عن الثقافة الكويتية في مجال اللغة والشعر والمسرح والاعلام المكتوب والتلفزيوني.

وقدمت د.بتول نبذة عن الجامعة التي تأسست قبل 50 عاما تحت اسم جامعة فرح تيمنا بزوجة الشاه قبل ان يتم تغيير اسمها إلى جامعة الزهراء بعد الثورة الإسلامية. وقد تبرع احد وجهاء طهران بمساحة كبيرة من الارض لتبنى عليها جامعة خاصة بالبنات اذ ان الكثير من الأسر المحافظة لم تكن تسمح لبناتها بالذهاب إلى الجامعات المختلطة. وتضم الجامعة اليوم مركزا بحثيا في قضايا المرأة والأسرة ويتعلم فيها اكثر من 11 ألف طالبة وتعطي شهادات الليسانس والماجستير والدكتوراه.

وقال ان هناك 52 قسما للغة العربية على مستوى إيران حيث ان الدستور الايراني وخصوصا المادة 16 منه تشير إلى ان اللغة العربية وتدريسها واجبة في إيران. كما ان اكثر من 8 جامعات في إيران تدرس اللغة العربية على مستوى الدكتوراه منها جامعة الطبطبائي وجامعة الامام الصادق. وهناك 37 مجلة تنشر باللغة العربية.

وأشارت بتول إلى ان هناك جمعيات غير حكومية تدعم اللغة العربية في ايران منها جمعية النقد الأدبي والجمعية الايرانية باللغة العربية وآدابها اضافة إلى مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين للشعر. كما توجد دور نشر خاصة لنشر النتاج العربي.

وتحدثت د.بتول عن المشاكل التي تواجهها اللغة العربية في ايران وبينتها بقلة المصادر وامتناع الدول العربية المجاورة عن المساعدة في هذا المجال. مشيرة إلى ان الكويت لم ترد على طلب جامعة الزهراء لإيفاد طلاب منها الى الكويت لإقامة مخيم تعليمي للغة. لافتة الى ان سلطنة عمان ردت على الطلب نفسه بالإيجاب.

من جانبها، قالت د.رقية ان الايرانيين يهتمون باللغة العربية اكثر من العرب، حيث ان العرب لا يتقنون الفصحى ويتكلمون باللهجات العامية ولا يعملون على تطوير المصطلحات.

وعلى الصعيد الكويتي قالت د.رقية ان الكويت لا تشارك بفاعلية في معارض الكتب في ايران، ومنذ اربع سنوات وافقت جامعة الكويت على تقديم 3 مقاعد لطالبات من جامعة الزهراء لمدة سنة ليتعلمن اللغة والمحادثة. وان هناك عددا من اساتذة الجامعة ومنهم د.خالد الفضلي والدكتورة الاديبة خولة القازوجي وفاطمة العلي ومؤسسة البابطين يأخذون على عاتقهم اقامة دورات باللغة العربية لطالبات من جامعة الزهراء.

وأشارت الى ان الجمعية الإيرانية للغة العربية قررت ولمدة سبع سنوات قادمة ان تخصص سنة كاملة لدراسة الأدب الجزائري والأدب اللبناني والأدب المصري والأدب الكويتي على سبيل المثال.

وكان لكل من د.طيبة الصادق ود.صلاح الفضلي ود.حصة الملا مداخلات ركزت على شرح انجازات الكويت في مجال اللغة والثقافة العربية والتبادل الحضاري.

وأشارت د.طيبة الى دور الكويت في تنمية اللغة العربية ونشرها عبر مجلة العربي ومجموعة افتح يا سمسم والمؤسسات التي ساهمت في ذلك مثل مؤسسة التقدم العلمي ودار سعاد الصباح للنشر والتوزيع وغيرها .

كما أشارت الى دور جامعة الكويت والمعهد التطبيقي والحركة الطلابية في الكويت على تطوير اللغة والتواصل الحضاري، منوهة الى حركة التأثير والتأثر بين اللغتين العربية والفارسية وان الكويتيين يستخدمون حتى الآن كلمات ومصطلحات فارسية مثل دروازة وشرشوب وروزنامة.

من جانبها تحدثت د.حصة الملا الأستاذ المساعد في قسم النقد والأدب المسرحي في المعهد العالي للفنون المسرحية عن تاريخ المسرح والتلفزيون في الكويت، وقالت ان التلفزيون والمسرح بدآ في الخمسينيات وبدآ التركيز على تطويرهما، حيث كانا ومازالا يشكلان امتدادا للثقافة العربية والإسلامية بشكل عام والثقافة في شبه الجزيرة العربية بشكل خاص، مشيرة إلى ان طبيعة الموقع الجغرافي للكويت يخصها بالتواصل مع باقي الحضارات ومنها الحضارة الفارسية.

وأشارت الملا إلى ان المسرح الكويتي يعد الأقدم خليجيا، حيث تأسس عام 1922 بجهد كبير من الأستاذ حمد الرجيب وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل آنذاك والذي طلب من الفنان زكي طليمات الإعداد لذلك، حيث قدم طليمات مقترحا لإنشاء معهد الفنون المسرحية وآدابها وبدأ بإرسال بعثة استكشافية للتدريب في مصر ودول عربية اخرى. ثم أنشأ المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1975. وفي مجال السينما فإن تجارب الكويت قليلة ومنها فيلم «بس يا بحر» في السبعينيات. وعلى صعيد التلفزيون كان تلفزيون الكويت الأول في الخليج العربي 1961 وهو راعي الإنتاج التلفزيوني الخليجي، والإعلام الكويتي يشكل نقطة بارزة في الثقافة الكويتية.

بدوره تحدث د.صلاح الفضلي من جامعة الكويت عن عوامل التفرقة وعوامل الوحدة بين الحضارة العربية والفارسية ودور الثقافة. مشيرا إلى الكثير من المشتركات التي تجمع بينهما ومنها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة والمصير المشترك. كما لفت إلى التحديات التي تقوم على التفرقة القومية الناتجة عن وجود فجوة بين المجتمعات الناطقة باللغة العربية والمجتمعات الإسلامية الأخرى. وقال ان الحراك الثقافي في ايران امر مشهود له ولكن النتاج الفكري والأدبي يبقى باللغة الفارسية وللأسف هناك تقصير في ترجمته إلى اللغة العربية، كما ان هناك تقصيرا في نقل النتاج العربي إلى اللغة الفارسية، متسائلا: لماذا لا تصدر ايران لجيرانها العرب ما تنتجه من ادب وفكر؟

وقال الفضلي ان التحدي الثاني هو التفرقة واللعب على الوتر الطائفي ومحاولة تمزيق الأمة الإسلامية، لافتا الى ضرورة ان تلعب الثقافة دورا في إصلاح ما أفسدته السياسة والعمل على ابراز هوية الإسلام الأساسية التي هي المحبة والتسامح والسلام بدلا من دعوات القتل التي نسمعها ونراها اليوم ترتكب باسم الإسلام وهو منها براء. مشيدا في ختام حديثه بأن يكون في ايران برنامج دكتوراه في اللغة العربية بينما لا يوجد ذلك في الكويت.

نشاطات ثقافية مشتركة قريباً

يقول رئيس الوفد الأمين العام المساعد لقطاع المسارح في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محمد العسعوسي ان الزيارة حققت أهدافها من حيث التواصل مع الجانب الايراني لتطوير العلاقات الثقافية والأدبية، وتنفيذ الاتفاقيات والبروتوكولات الموقعة بين الكويت وايران. مشيرا الى عدد من النشاطات التي ستقام في المستقبل القريب ومنها استضافة طهران للأسبوع الثقافي الكويتي خلال الأشهر الستة القادمة، اضافة الى دراسة توقيع بعض الاتفاقيات لتبادل الخبرات والنتاج الفكري بين البلدين كإقامة مركز متخصص للترجمة من الفارسية الى العربية والعكس.

من جانبها، قالت الأستاذ المساعد في قسم النقد والأدب المسرحي في المعهد العالي للفنون المسرحية د.حصة الملا ان الإعلام هو الاداة التي يمكن التواصل من خلالها بين الحضارات، وكذلك الفنون والآداب البصرية والتواصلية التي يمكن ان تسهل التواصل بين الشعبين الإيراني والكويتي.

 

أعضاء الوفد الكويتي

ضم الوفد الأمين العام المساعد لقطاع المسارح في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محمد العسعوسي، والأستاذ المساعد في قسم النقد والأدب المسرحي في المعهد العالي للفنون المسرحية د.حصة الملا، ومراقب العلاقات الثقافية الخارجية في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محمد بن رضا، ورئيس منظمة الحرية لحقوق الإنسان د. شبيب الزعبي، ود.صلاح الفضلي من جامعة الكويت، ود.طيبة الصادق استاذ مساعد في قسم اللغة الانجليزية بكلية التربية الأساسية (جامعة جابر)، والأستاذ جعفر رجب رسام كاريكاتير وكاتب صحافي، إضافة إلى الناشطة الاجتماعية فوزية الحبيب والزميل الكاتب والإعلامي ناصر العبدلي والزملاء الصحافيين وليد قرضاب من جريدة القبس وعبدالله الراشد من «الراي»، وحمد الجدعي من «الوطن» وبشرى شعبان من «الأنباء» وعمر الرشيدي من «الصباح» والمستشار الإعلامي عبدالغني سعودي وطلال السنافي من وكالة كونا.

إشادات إيرانية بالدور والجهود الكويتية وتأكيدات على أهمية التواصل الثقافي
الوفد خلال لقاء الجامعة
الزميلة بشرى شعبان والزميل ناصر العبدلي امام مجسم صورة القلم بالمكتبة الوطنية
الزميلة بشرى شعبان والزميل ناصر العبدلي امام مجسم صورة القلم بالمكتبة الوطنية
الوفد مع قسم اللغة العربية بجامعة البنات
الوفد مع قسم اللغة العربية بجامعة البنات
درع من الجامعة الى رئيس الوفد محمد العسعوسي
درع من الجامعة الى رئيس الوفد محمد العسعوسي
داخل المكتبة الوطنية الإيرانية
داخل المكتبة الوطنية الإيرانية
رئيس الرابطة الثقافية الإيرانية الاسلامية الشيخ داراري مع الوفد
رئيس الرابطة الثقافية الإيرانية الاسلامية الشيخ داراري مع الوفد
مجسم لعناوين الكتب
مجسم لعناوين الكتب
الزميلة بشرى شعبان امام احد مساجد طهران التاريخية
الزميلة بشرى شعبان امام احد مساجد طهران التاريخية
 اجتماع في الرابطة الثقافية الإيرانية العالمية
اجتماع في الرابطة الثقافية الإيرانية العالمية
ندوة بجامعة طهران
ندوة بجامعة طهران
الزميلة بشرى شعبان في حرم جامعة الزهراء
الزميلة بشرى شعبان في حرم جامعة الزهراء
الوفد امام المكتبة الوطنية
الوفد امام المكتبة الوطنية
فرع المكتبة الالكترونية
فرع المكتبة الالكترونية
مجسم لأكبر مصحف
مجسم لأكبر مصحف
مسجد شهداء الحرب مع العراق داخل الجامعة
مسجد شهداء الحرب مع العراق داخل الجامعة
داخل خزينة المخطوطات بالمكتبة
داخل خزينة المخطوطات بالمكتبة
مدخل جامعة طهران
مدخل جامعة طهران
مبنى الجامعة
مبنى الجامعة

المصدر

خليج الجوائز والهبات – محمد العباس

جائزة عربية أخرى للإبداع يُعلن عنها من الدوحة هذه المرة، وتحديداً من المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا). وهي جائزة مخصصة للرواية أيضاً وتصل قيمتها إلى 200 ألف دولار أميركي، إضافة إلى ترجمة الرواية الفائزة وتحويلها إلى عمل سينمائي. وتأتي هذه المبادرة ضمن الاستراتيجية الخمسية للمؤسسة، التي تهدف إلى إثراء المشهد الثقافي ودعم الفنون، ومكافأة الروائيين العرب وتشجيع الأدب، وترسيخ فكرة الوحدة العربية من خلال الرواية.

ولا شك في أن هذه الجائزة التي ستنطلق دورتها الأولى في آذار (مارس) من العام الحالي تشكل إضافة مهمة للمشهد الثقافي العربي. وتفتح للناشرين والروائيين مساحة للتنافس والإبداع، إلا أن السؤال الذي يُطرح بقوة عن جدوى ومغزى جائزة إضافية للرواية في ظل وجود جائزة أخرى هي الجائزة العالمية للرواية العالمية التي تعهدت بها مؤسسة الإمارات منذ عام ٢٠٠٧ بالتعاون مع جائزة بوكر البريطانية ومعهد وإيدنفيلد للحوار الاستراتيجي ويُمنح الفائز فيها 50 ألف دولار.

يكتسب هذا السؤال مشروعيته ليس من وجود جائزة عربية موازية فقط، ولكن من تِكرار العناوين البراقة ذاتها حول رعاية الأدب والأدباء وتشجيع الفنون. كما يتبادر السؤال بموجب قيمة الجائزة التي تتجاوز الأولى بأربعة أضعاف. وهو حلم قطري تم الإعلان عنه منذ مدة والتراجع عنه بسرعة في ظروف ثقافية ما زالت غامضة. ربما لأن الإعلان الأول كان ارتجالياً بعض الشيء وغير منطقي، إذ كان التلويح بمسابقة عالمية وجائزة مليونية. وهو أمر يصعب الإلمام به على مستوى المتابعة والتحكيم والترجمة.

وعلى جنبات هذا السؤال تُنزرع حزمة من الأسئلة عن سر اهتمام المؤسسات الخليجية بفكرة الجوائز الثمينة الآخذة في التزايد، في ظل حال من التهميش للمثقف الخليجي وتعطيل أي إمكان للارتقاء بالفنون والآداب في مجتمعات يُراد لها أن تغرق في رفاهية اللحظة النفطية، فهناك جائزة سلطان العويس الثقافية، وجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب، وجائزة الملك فيصل العالمية، وجائزة عبدالعزيز سعود البابطين، وجائزة الشيخ زايد للكتاب. وهي جوائز تُمنح تحت مظلة رسمية أو بواسطة مؤسسات لرجال أعمال، وهنا يكمن سر مبالغها الخيالية مقارنة بجائزة نجيب محفوظ للرواية التي لا تتجاوز ألف دولار.

إن وجود الجوائز في حياة أية أمة من الأمم دليل على التحضر، وإشارة ذات دلالة على الاهتمام بالإنسان وتاريخه الفكري والوجداني، لأنها تدل على التنظيم المدني وفاعلية المؤسسات الثقافية، وبالتالي لا بد أن يتناسب حضورها على مستوى الكم والقيمة مع منسوب الإبداع في كل الحقول، وهذا يعني أن تنطلق الجائزة من اعتبارات رمزية ومادية في آن، بحيث لا تتجاوز الإقليم في تطلعاتها بذرائع شعاراتية. وعندما تُستنبت الجائزة إلى جانب الجائزة وتتبأر كلها في الخليج العربي، يبدو الأمر وكأنه خارج مسارات ومقاصد الفعل الثقافي.

كل المؤسسات الثقافية في الخليج العربي مهجوسة بفكرة الخروج من الهامش، وتغيير معادلة المركز والأطراف. من واقع توظيفها لمفهوم الثقافة بطبيعة الحال، أي تدشين المباني وملحقاتها المادية والاحتفالية والمهرجانية وتهشيم المعاني، إلى درجة أن بعض المنابر صدقت هذه المقولات الواهية وروجت لها. فالمركز الثقافي لا ينهض على منح جائزة أو تنظيم مهرجان أو إنشاء مبنى، بل بصناعاته الثقافية المتمثلة في توليد النظرية وترجمة المعارف الإنسانية وتأليف الكتب الفكرية والأدبية وإنتاج الأفلام وبناء المسارح ودور السينما والصالات الموسيقية. وهذا ما لا يتوفر في البلدان الخليجية مقارنة بالعراق وسوريا ومصر والمغرب.

الثقافة استثمار في الإنسان وليس في المباني، وهذا ما لا تتبناه المؤسسات الثقافية في الخليج، بل تعمل ضده منذ أن استحوذت على تجمعات وأصوات وظلال الفعل الثقافي الشعبي، واستجمعت كل مقدرات الشأن الثقافي تحت مظلة المرجعيات المؤسساتية، إذ لم يتم التعامل حتى اليوم مع مفهوم الحرية الثقافية كأساس للتنمية. ولذلك لا يُتوقع الكثير من مؤسسات تعادي الإبداع وتنزع منه جوهره المتمثل في فكرة التلازم البنيوي بين الثقافة والديموقراطية. ولا تكتفي بذلك بل تحاربه بالتشريعات الرقابية وقوانين التضييق على الحريات.

على هذا الأساس يمكن النظر إلى تلك المتوالية من الجوائز كحلقة أخرى من حلقات مصادرة الإبداع والبحث العلمي، أو بمعنى أدق تهميش ذلك النوع من الإبداعات المتحررة التي لحساب الأشكال والأسماء المستأنسة، فمن يتأمل حال الكتاب العربي اليوم يجد أنه ينحى في جانبه الأهم إلى عدم إغضاب مفاعيل السلطة الدينية والسياسية والاجتماعية في الخليج، على عكس ما كان يحدث في الماضي، إذ آثر الناشر العربي، بحكم انتهازيته، ألا يخسر السوق الخليجية التي تشكل أكبر إيراد للناشرين العرب. وبموجب ذلك التواطؤ اللامعلن تم ترسيم قوانين وشروط ومحاذير ومواضيع الكتاب العربي.

عندما يتحول الخليج إلى سوق كبرى للكتاب لا يعني ذلك أنه صار مركزاً ثقافياً، وكذلك عندما تلوّح المؤسسات الخليجية بالجوائز فلا يعني ذلك أن المراكز الثقافية التاريخية قد تراجعت إلى الهامش، إلا أن القوة المالية الناعمة أحدثت انزياحات بنيوية عميقة في تفكير الإنسان العربي وفي منتجه الأدبي والفكري، كما نجحت بالفعل في تغيير صيرورة الفعل الثقافي على كل المستويات، إذ لا يمكن لمن يفكر في الفوز بأية جائزة من تلك الجوائز الكبرى أن يلامس تاريخ وعقيدة وسياسة وعادات وتقاليد القوم الذين يهبونها.

الجوائز الثقافية تتويج لفعل ثقافي تراكمي، وليس مجرد حال احتفالية بأسماء وأصوات يراد الاستحواذ عليها والتباهي بها. والمؤسسات الخليجية لا تمتلك أية خطة استراتيجية للتنمية الثقافية بقدر ما تطرح منظومة من العناوين المستهلكة، ولذلك يظل الفعل الثقافي الخليجي على كل المستويات الإنمائية والحقوقية، سواء في ما يتعلق بالتشريعات أم حرية التعبير أم حتى دعم الكاتب والكتاب في مرتبة متدنية. وهو الأمر الذي يجعل من تلك الجوائز مجرد حال استعراضية بمنجزات الآخر، فمن لا يقبل من مواطنيه وأبنائه مناقدة أحواله لن يقبلها من الآخر العربي.

المصدر

«ربيع الشعر» ينطلق 23 الجاري

تقيم مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للابداع الشعري مهرجان ربيع الشعر العربي السابع، برعاية رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك، من 23 إلى 25 الجاري، على مسرح مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي.
في هذا الإطار، أعرب رئيس المؤسسة عبدالعزيز البابطين عن شكره وتقديره لسمو رئيس مجلس الوزراء لهذه الرعاية الكريمة التي وصفها بأنها نابعة من وعي القيادة السياسية الحكيمة في الكويت بأهمية ودور العمل الثقافي كأحد عوامل بناء التنمية الحضارية.
وأضاف البابطين: «هذه الرعاية الكريمة تحفزنا على بذل المزيد من العطاء لصالح مجتمعنا المحلي والعربي والعالمي، حيث سيحضر المهرجان مثقفون وشعراء من مختلف أنحاء العالم».
وتابع: «من دواعي اعتزاز المؤسسة ان أنشطتها أصبحت تحظى برعاية القيادات السياسية في الدول التي تقام فيها هذه الأنشطة، ما يعني المزج المثمر بين النخب السياسية والثقافية، وهو ما نرجوه ونتطلع اليه دائما لخدمة الثقافة الإنسانية بصورة عامة»، مؤكدا ان مهرجان ربيع الشعر العربي لهذا العام سيكون متميزا بعدد من الفعاليات والندوات التي ستعلن قريبا، بما يتناسب مع مستوى الاحتفاء العالمي بالشعر.

ختام الندوة العلمية «الكويت عبر العصور»

اختتمت الندوة العلمية «الكويت عبر العصور من خلال الشواهد الأثرية والمصادر التاريخية» التي نظمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب فعالياتها بمناقشة محور خاص بعنوان «وجود ونشأة الكويت».
وقال أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في جامعة الكويت الدكتور فيصل الكندري في بحث بعنوان «علاقة الشيخ مبارك بالدولة العثمانية»، ان اتفاقية الحماية التي أبرمها الشيخ مبارك مع بريطانيا في عام 1899 نصت على عدم استقبال مندوب أي دولة الا بموافقة السلطات البريطانية بما في ذلك الدولة العثمانية.
وأفاد الكندري بأن الشيخ مبارك الصباح ظل يرفع علم الدولة العثمانية حتى بدايات الحرب العالمية الأولى عندما اضطر لتغييره حتى لا تكون الكويت هدفا لقنابل أسطول الحلفاء.
من جانبه، تحدث مدير إدارة الآثار والمتاحف في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور سلطان الدويش عن «نشأة الكويت من خلال الاستكشاف الاثري»، مبينا أنه لطالما كانت الاكتشافات الأثرية في الكويت تنم عن نشأة الكويت، فقد جرى الكشف في موقع تل بهيته في المواسم السابقة وتبين بوضوح امكان الاشارة الى هذا الموقع كأول نشأة لمدينة الكويت.
من جهته، سلط الدكتور عبدالله السليطي على ما كتبه الرحالة الغربيون عن استخراج اللؤلؤ في الفترة ما بين القرن 16 و18 وارتباط اللؤلؤ بتاريخ المنطقة، مضيفا ان اللؤلؤ كان ركيزة اساسية لاقتصاديات المنطقة في تلك الفترة وكان يرسل للتصنيع في الهند وأوروبا.
يذكر أن الندوة التي استمرت ثلاثة أيام شارك فيها مجموعة من الخبراء والعلماء العالميين المتخصصين في مجالات التنقيب والاستكشاف الأثري.

{بعيداً من الضوضاء، قريباً من السُكات}

صدرت عن دار {الآداب} رواية جديدة للروائيّ والقاصّ والناقد والمترجم محمّد برادة بعنوان {بعيدا” من الضوضاء، قريبا” من السُكات}.   
أربع شخصيّات من أجيال متباينة تستعيد مسارها، على خلفيّة أكثر من خمسين سنة مرّت على استقلال المغرب. هذه الرواية هي نتيجة تجربة عاشها الشابّ {الراجي}، الذي كلّفه أحدُ المؤرّخين بتجميع آراء الناس في مستقبل المغرب، فانجذب إلى كتابة روايةٍ تستوحي مسار ثلاث شخصيّات: توفيق الصادقي (وُلد سنة 1931)، والمحامي فالح الحمزاوي والدكتورة النفسيّة نبيهة سمعان (ولدا سنة 1956). ما بين فترة الحماية الفرنسيّة ونصف قرن من الاستقلال، تبدّلت القيم، وامتزجتْ أسئلةُ الهويّة بالتطلّع إلى مجتمع العدالة والتحرّر، فيما احتدم الصراعُ بين سلطة {المخزن} الماضويّة وتيّار الحداثة المعوَّقة. بين التاريخ والتخييل، تبتدع الذاكرةُ شرفةً للتأمّل ومزجِ الكلام الحواريّ المبلوِر لوعي جديد: وعيٍ ينبت بعيدًا من الضوضاء، يسعفه السكاتُ على التقاطِ ما وراء البلاغة الجاهزة ويقوده إلى استشراف ربيعٍ في المخاض.

المصدر

مجلة البابطين الثقافية الالكترونية
%d مدونون معجبون بهذه: