عبدالعزيز البابطين.. السور الرابع – بقلم الكاتب :ذعار الرشيدي .

إحصائيا، ما قدمه الأديب الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين عبر مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري في نشر اسم الكويت عاليا وترويجها عبر بوابة الثقافة والمؤتمرات والأعمال الجليلة توازي ما فعلته ١٢ وزارة إعلام مما نعد ونعرف و500 مجلس وطني وثقافة مما نرى، بل وأعلى مما فعلته ٥ وزارات خارجية.

انتشار اسم الكويت كبلد ثقافي أو بالأصح كمنارة للإشعاع الثقافي كان 90% من الفضل فيه يعود إلى جائزة عبدالعزيز سعود البابطين ومؤتمراتها ودوراتها السنوية التي عقدت سنويا على مدار أكثر من 20 عاما في قارات الأرض، بجهد جبار يقوم عليه جيش من النخب الثقافية ويقوده شخص واحد، لا يبحث عن مجد شخصي قدر ما يبحث عن نشر رسالة انتشار اللغة العربية، هذه رسالته ولا توجد له رسالة أخرى، فالرجل أنشأ عدة مدارس في عدد من الدول العربية ومولها ودعمها وكان شرطه لإقامتها ودعمها ان تشرف عليها وزارات التربية والتعليم في تلك الدول وان تحمل اسم الكويت، ولو كان يبحث عن مجد شخصي لاشترط – وهو القادر على ذلك – ان تحمل اسمه أو اسم جائزته أو حتى اسم عائلته أو أحد أفرادها.

بل حتى عندما قررت جامعة أكسفورد البريطانية العريقة إطلاق اسم عبدالعزيز سعود البابطين على أعرق وأقدم كرسي للغة العربية لديها، وهو كرسي «أستاذية لوديان» الذي أنشئ عام 1636، اشترط البابطين ان يضاف الى اسمه اسم الكويت، وما لا يعلمه الكثيرون ان اسم الكويت سيظل بجانب اسم البابطين على ذات الكرسي في الجامعة العالمية الأعرق لمدة 1000 عام ولا يحق لأي جهة حكومية او ملك او رئيس في بريطانيا لاحقا ان يغير الاسم أو يحرفه، أي ان اسم الكويت سيظل خالدا حتى العام ٣٠١٦، هل يمكن ان نستوعب هذا الرقم في ظل توجه تشاؤمي سياسي أوردته تقارير كاذبة غير دقيقة يرى ان الكويت دولة مؤقتة.

1000 عام سيحفر اسم الكويت في قاعة اهم واعرق الجامعات العالمية.

والله لو ان هذا الحدث كان من نصيب دولة أخرى لاحتفلت به ٤٠ يوما متواصلة، ولكن نحن وهنا في بلد «الهون أبرك ما يكون» كان مجرد خبر أوردته وكالة الأنباء المحلية لدينا وانتهى الأمر.

ومع ان ما ذكرته ليس سوى جزء يسير من مآثر الشاعر والأديب عبدالعزيز البابطين إلا أنه يكفي فيما لو كان في بلد آخر لأن يعتبر بطلا ثقافيا، ويخلد اسمه.

لم يبحث عن تضخيم تجارته عبر السطو على مناقصات الدولة وهو القادر، ولم يدخل في الصراع السياسي وهو الأقدر، بل فضل العمل الثقافي الإنساني بعيدا عن الكويت باسم الكويت، ومع هذا ناله من نار الساسة والنواب ما ناله، وصبر وتحمل، ولم يرد وهو القادر على تحريك آليات إعلامية جبارة من اجل هذا الشيء.

في ختام ما قلته، لا أرى مانعا بل أرى وجوبا على أباطرة صناع المناهج التعليمية – على اعتبار ان لدينا صناع مناهج حقيقيين – أن يوردوا فصلا دراسيا كاملا في اي من كتب المرحلة الابتدائية الأولى للغة العربية او التربية الوطنية عن نشأة وأثر جائزة عبدالعزيز سعود البابطين في مسيرة الثقافة الكويتية كأهم قصة نجاح ثقافية في التاريخ الكويتي الحديث وأثرها على الكويت.

توضيح الواضح: لمن لا يعلم فإن فكرة السور الرابع التي أعقبت تحرير الكويت كانت من بنات أفكار الأديب الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين ومعه مجموعة من رجالات الكويت الأفاضل، وكانت الفكرة البسيطة التي أدت بشهادة وزراء الداخلية المتعاقبين منذ ما بعد التحرير على حماية حدودنا الشمالية حتى اليوم.

توضيح الأوضح: عبدالعزيز سعود البابطين شكرا منك وشكرا عليك وشكرا لك من القلب.

 

 

المصدر

مجلة البابطين الثقافية الالكترونية
%d مدونون معجبون بهذه: