عبد العزيز سعود البابطين.. رائد الثقافة والأدب في الكويت

عبد العزيز سعود البابطين.. رائد الثقافة والأدب في الكويت

موقع البوابة نيوز – إيهاب طاهر
الإثنين 27-01 – 08:47 م
قال عنه الدكتور فاروق أبو شقرا، الأستاذ في قسم الدراسات الآسيوية والإفريقية في جامعة هلسنكي بفنلندا، “لقد استرخص عبد العزيز بن سعود البابطين العطاء والسخاء في سبيل الثقافة والأدب والتربية والتعليم بإقامة الندوات الشعرية في الداخل والخارج، ومنح الجوائز، وتنظيم الحوارات بين الأديان والحضارات، وإنشاء المدارس والمستشفيات والمراكز الصحية في العالم العربي والإسلامي، وما زال هذا العطاء الخيّر مستمرًا، لا يبتغي منَّة ولا شكورًا”. 
يعد عبد العزيز البابطين، واحدًا من أبرز الشخصيات في الكويت لما يتمتع به من دور ريادي في إثراء الثقافة والأدب، وقد ولد عام 1936، وكان منذ طفولته لديه اهتمام واسع بالثقافة والأدب والشعر العربي تأثرًا بوالده وأخيه اللذين كان لهما دور كبير في تعزيز حبه واهتمامه بالأدب.
 
دوره الثقافي والأدبي
يتمتع عبد العزيز سعود البابطين بدور مميز وملحوظ في الأدب والشعر العربي، فقد أصدر ديوانين للشعر هما ديوان بوح البوادي عام 1995 وديوان مسافر في القفار عام 2004، كما قام بتأسيس مؤسسة خاصة للعناية بالشعر العربي وخدمة الشعراء العرب، وهي مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، حيث تم إشهارها عام 1989 في القاهرة، وهي مؤسسة ثقافية غير ربحية تعني بالشعر، وفيها تمنح جوائز مالية كل سنتين تقدر بقيمة إجمالية 120000 دولار، وتضم المؤسسة لجانا تحكيمية أكاديمية وعلمية وجوائزها تمنح في مجالات الإبداع الشعري والنقد وأفضل ديوان شعري جديد وأفضل قصيدة منظومة.
ونظرًا للولع الشديد لعبد العزيز البابطين بالأدب والثقافة، قام بإنشاء مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي في عام 2002، وتحتوي المكتبة على ما يقرب من 72000 مجلد من المراجع والمصادر الشعرية والأدبية المختلفة، و165 مخطوطا ما بين أصلي ومصور، و2000 رسالة جامعية إضافة إلى عدد كبير من الموسوعات الشعرية بشكليها الورقي والإلكتروني. 
كما قام عبد العزيز البابطين بإصدار معجمَين يختصان بالشعر العربي هما معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين الذي تقرر البدء به عام 1991، والمعجم الثاني معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين، وقد تم البدء فيه عام 2005.
 
دوره في دعم حركة الترجمة:
رعى عبد العزيز سعود البابطين وأسس عددا من المراكز المتخصصة في مجالات عديدة مختلفة، ففي عام 2004 أطلق مشروع مركز البابطين للترجمة الذي استطاع في غضون سنوات قليلة أن يسهم في تشجيع حركة الترجمة وتأكيد أهميتها للنهضة العربية المنشودة، سواء من حيث إصداراته أو من حيث الترويج للأهداف والأنشطة التي قام بها. 
وتنبع رؤية مركز البابطين للترجمة من ضرورة التفاعل مع العصر والتواصل مع الحضارات الحية واكتساب المعارف التي نعاني منها نقصًا. 
الوسائل المعتمدة منذ تأسيس المركز هي عقد اتفاقات مع دور نشر ناشطة في مجال الترجمة، بحيث يقوم المركز، بعد البحث والدراسة طبعًا، بالاتفاق مع هذه الدار أو تلك على ترجمة كتب يتم اختيارها حسب توجهات المركز، والمركز يتكفّل بدعم الدار ماليًّا سواء لحصولها على حق الترجمة من المؤلف أو الناشر الأصلي أو لترجمة وإصدار وتوزيع كل كتاب متفق عليه، كما أن الريع التجاري من بيع الكتاب يكون من حق الدار ذاتها.. ويهتم المركز كذلك بالاختيار، وفق معايير محددة. 
وفي بداياته، أصدر المركز ترجمات كتب عن أحوال الغرب عامة وكتبا معرفية تاريخية، وفي مرحلة تالية أصبح التركيز أكثر على الكتب ذات الطبيعة العلمية – التقنية – التكنولوجية.
ويعود هذا التركيز إلى الاهتمام باكتساب المعارف من أصولها وبتفاصيلها والتركيز على مسيرة العلوم ومجريات وظروف الأبحاث والاهتمام بالمعارف التي تسهم في استلهام أفكار وتقنيات جديدة، وتؤدي لاحقًا إلى الابتكار والإبداع العلمي، ويطمح المركز حاليا إلى إصدار 12 كتابًا سنويا من اللغات الأجنبية إلى العربية.
أما من حيث الترجمات من العربية إلى اللغات الأجنبية، فالمركز يسعى إلى إيجاد شركاء غربيين للتعاون في ترجمة كتب عربية مختارة إلى اللغة الإنجليزية وغيرها، على أن تكون هذه الكتب مفيدة في تعريف القارئ الغربي بحقيقة العرب وتاريخهم ومساهماتهم في البناء الإنساني وأفكارهم المعاصرة وتطلعاتهم الحضارية.
 
دوره في حوار الحضارات:
وفي هذا الإطار، أنشأ عبد العزيز سعود البابطين، مركز البابطين لحوار الحضارات عام 2005 نتيجة تنامي أنشطة المؤسسة مع بعض الجامعات الإسبانية، وكان من ثمرة هذا التعاون المرحلي تنظيم دورات تدريبية في مجالات الإرشاد السياحي والتاريخي والحضاري، لتصحيح بعض الأخطاء التاريخية التي يقع فيها الكثير من المرشدين السياحيين حين يتحدثون عن المواقع الأثرية، والمنشآت الحضارية في الأندلس.
كما يشرف المركز على كرأسي البابطين للغة العربية التي استحدثت في السنوات القليلة الماضية في الجامعات الإسبانية في الأندلس، وعلى جائزة عبد العزيز سعود البابطين للدراسات الأندلسية المخصصة للأبحاث التاريخية التي تتناول موضوع القرى الأندلسية التي أسهمت في صنع الحضارة الأندلسية كما وضعت مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري قضية حوار الحضارات في مقدمة أولوياتها في السنوات الأخيرة انطلاقا من اهتمامها بكل ما يخص الثقافة والحضارة العربية، خاصة بعد تداعيات أحداث 11 سبتمبر 2001 والهجمة الشرسة في الغرب ضد الإسلام والمسلمين والثقافة العربية عامة. 
ولهذا كانت هذه القضية محورًا دائمًا في أنشطة المؤسسة في أوربا (2004 و2006) أو في الكويت (2007 و2008) أو غيرها على حد سواء.. فضمن فاعليات دورتها التاسعة التي عقدت في قرطبة بإسبانيا في عام 2004 تحت رعاية جلالة ملك إسبانيا الملك خوان كارلوس، نظمت المؤسسة ندوة بعنوان “الحضارة العربية والإسلامية والغرب.. من الخلاف إلى الشراكة” (5 و6 أكتوبر 2004).
وضمن فاعليات دورتها العاشرة التي أقيمت في العاصمة الفرنسية باريس في عام 2006 برعاية الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، وبالتعاون مع منظمة اليونسكو، نظمت المؤسسة ندوة بعنوان “الثقافة وحوار الحضارات”.
وعقدت المؤسسة في 4 و5 مارس 2007 في الكويت، في قاعة مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي ندوة “العرب في الإعلام الغربي” بمشاركة إعلاميين لهم خبراتهم في الإعلام الغربي، حيث ناقشوا تجاربهم الإعلامية مع الإعلام الإمريكي والبريطاني والفرنسي كما بحثوا في السبل الآيلة إلى تشجيع الحوار العربي – الغربي.
ثم عقدت المؤسسة في 30 و31 مارس 2008 ندوة “دور الإعلام في الحوار بين العرب والغرب”، والتي شارك فيها عشرات الإعلاميين الأجانب ناقشوا المواضيع التالية: التغيرات في الإعلام الغربي بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001 وكيفية تأثيرها على العلاقة بين الحضارات، فهم المسلمين للغرب وفهم الغرب للإسلام، ودور الإعلام في هذه العملية.. دور الصحفيين والاتحادات والنقابات المهنية للإعلاميين في حوار الحضارات، المغالطات في وسائل الإعلام وتأثيرها على حوار الحضارات، آفاق حل الأزمات في العالم والمنطقة ودور الحوار والإعلام، وسائل الإعلام الجديدة ومنتديات الإنترنت ودورها في حرية التعبير والحوار.
 
دوره في التعليم
بعثــة سعود البابطين الكويتية للدراسات العليا، وهذه البعثة تُعطي الشعوب الإسلامية، جمهوريات آسيا الوسطى 100 منحة سنويًا للدراسة جامعة الأزهر بالقاهرة، علاوة على 50 منحة سنوية لإفريقيا و100 منحة سنوية للطلبة العراقيين و68 منحة للطلبة الفلسطينيين، وتتكفل هذه المؤسسة بجميع نفقات السكن والتعليم والسفر بالطائرة والإقامة والأكل واللبس والكتب والمصاريف الدراسية والعلاج لهؤلاء الطلبة طيلة وجودهم في القاهرة، ولقد وصل عددهم حتى الآن بين دارس وخريج إلى نحو 1500 طالب.
دورات علم العروض وتذوق الشعر ومهارات اللغة العربية وهي دورات مجانية بدأ تنظيمها منذ عام 2000، وتهدف إلى نشر الوعي والمعارف الشعرية والعروضية واللغوية وعقد منها 77 دورة في مختلف أنحاء الوطن العربي حتى نهاية عام 2005، تخرج فيها 5088 دارسًا دورة المرشدين السياحيين الإسبان نظمت هذه الدورة عام 2005 بالتعاون مع جامعة قرطبة وبتمويل كامل من رئيس المؤسسة، وهي دورة تثقيفية شاملة شارك فيها 118 من المرشدين السياحيين الإسبان في منطقة الأندلس لتصويب معلوماتهم عن الآثار والمواقع التاريخية في إقليم الأندلس بإشراف نخبة من الأساتذة المتخصصين من الإسبان والعرب والدورة في خمسين ساعة موزعة على ستة أشهر. 
أستاذية البابطين للغة العربية في جامعة قرطبة وقعت بتاريخ 8-10-2004 مع البروفيسور أخينيو دومينيجيث فيلتشيس رئيس جامعة قرطبة اتفاقية لإنشاء (أستاذية البابطين للغة العربية) في جامعة قرطبة، حيث التزمت الجامعة باتباع المناهج العلمية الحديثة التي تمكن الطالب من إجادة اللغة العربية والتحدث بها.
جائزة عبد العزيز سعود البابطين الأندلسية تم الاتفاق مع جامعة قرطبة على رصد جائزة باسم «جائزة عبد العزيز سعود البابطين الأندلسية» لها صفة العالمية، وتختص مبدئيًّا بدور القرى الأندلسية التي أسهمت في صنع الحضارة الأندلسية ولم تأخذ حقها من الدراسة والبحث الذي أخذته المدن الأندلسية كقرطبة وإشبيلية وغرناطة.
 
تحقيق المخطوطات
تم تدشين “مركز البابطين لتحقيق المخطوطات الشعرية” في عام 2007، بهدف البحث عن عيون الشعر العربي القديم التي لا تزال حبيسة الخزائن، وتعقب روائع شعرائنا التي طوتها راحة النسيان، وقد عهد بهذه المهمة علماء محققين أصحاب خبرات معروفة في توثيق التراث وتحقيقه ونشره، علاوة على ما يجيزه المركز من المجاميع الشعرية والمخطوطات التي عكف على توثيقها المحققون الجادون مؤخرًا، مما لم يسبق إصداره في منشورات علمية محققة من قبل. 
 
العضوية في اللجان والروابط الثقافية
يتمتع عبد العزيز البابطين بعضوية في عديد من اللجان والروابط الثقافية والعلمية والأدبية تشمل الآتي: 
اللجنة الوطنية الكويتية لدعم التعليم.
رابطة الأدباء في الكويت.
مجلس أمناء المجمع الثقافي العربي.
جمعية فاس سايس الثقافية. 
مراسل مجمع اللغة العربية بدمشق.
مجلس أمناء مؤسسة الفكر العربية.
الأوسمة والشهادات الفخرية.
حصل عبد العزيز البابطين على عديد من الشهادات والأوسمة والتي تشمل الآتي:
الأوسمة:
وسام الاستحقاق الثقافي من الصنف الأول من فخامة رئيس جمهورية تونس 1996.
وسام الاستقلال من الدرجة الأولى من جلالة ملك المملكة الأردنية الهاشمية 2001.
درع جائزة الملك فيصل العالمية.
جائزة الدولة التقديرية من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت 2002.
وسام الأرز برتبة ضابط من فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية 2004.
الوسام الذهبي الممتاز من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في مؤتمرها الرابع عشر لوزراء الثقافة العرب في اليمن 2004.
وسام الكويت ذو الوشاح من الدرجة الأولى من حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت 2005.
جائزة فخامة رئيس جمهورية السودان التقديرية للعلوم والآداب والفنون، حيث تقلد وسام العلم والآداب والفنون الذهبي برئاسة الجمهورية في الخرطوم 2005.
منح جائزة المسؤولية الاجتماعية لعام 2007 من مجلة إربيان بزنس في أبو ظبي ديسمبر 2007.
تكريم من جمعية لسان العرب في المؤتمر الدولي الرابع عشر للجمعية بمقر الجامعة العربية بالقاهرة نوفمبر 2007.
كرم في مهرجان المبدعين الكويتيين لعام 2007 أقامته جريدة الشرق يناير 2008.
نال عضوية مجلس أمناء جامعة الخليج العربي بالبحرين في مارس 2008.
منح الأديب عبد العزيز البابطين وسام التميز لأكثر الشخصيات تأثيرا في الوطن العربي في مجال الأدب من “كلية ولدنبرج الدولية”، ومن خلال اللجنة العلمية على مستوى الوطن العربي ومن خلال رئيس اللجنة المدير الإقليمي للكلية في الشرق الأوسط د.محمد محمود الجمسي، تم اختيار البابطين لمنحه هذا الوسام في مايو 2012.
 
الشهادات الفخرية
شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة طشقند في أوزبكستان عام 1995 تقديرًا لدوره في إثراء الثقافة الإسلامية.
شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة باكو في أذربيجان عام 2000 تقديرا لجهوده في خدمة الأدب والثقافة العربية والإسلامية.
شهادة الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعة اليرموك الأردنية عام 2001 تقديرا لعطائه المميز في مجالات خدمة الأدب والثقافة والإبداعات الشعرية.
شهادة الدكتوراه الفخرية في العلوم الإنسانية من جامعة جوي في قرغيزستان عام 2002.
شهادة دبلوم فخرية من الاتحاد التقدمي الاجتماعي للنساء في قرغيزستان في مجال دعم الصداقة بين الشعوب 2002.
شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة الجزائر 2005.
شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة سيدي محمد بن عبد الله في فاس عام 2006.
شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة الخرطوم. 
مجلة البابطين الثقافية الالكترونية
%d مدونون معجبون بهذه: